تربيه الاولاد ينبغى ان تتضاعف فعصرنا الحالى عن العصور السابقة لكثرة المعوقات :
قبل سنوات عده سبق اننى القيت ثلاثين درسا فتربيه الاولاد و هذي الدروس و الفضل لله عز و جل لاقت قبولا حسنا فالاوساط الاسلاميه و اذيعت فعدد ليس بالقليل من الاذاعات و لمرات عديده .
السلسله السابقة كانت حول مضمون التربيه ،
فهنالك التربيه الايمانيه و التربيه الخلقيه و التربيه العقليه و التربيه الجسميه و التربيه النفسيه و التربيه الاجتماعيه و التربيه الجنسية هذي عناوين السلسله السابقة ،
الان فسلسله ثانية تكمل السلسله السابقة و هي و سائل التربيه الفعاله و هذي الحقائق يحتاجها جميع اب و يحتاجها جميع معلم و قبل ان ادلى ببعض التفاصيل لابد من تذكيركم بالحقيقة الخطيره و هي ان الانسان مهما بلغ من نجاحات فالحياة الدنيا ان لم يكن ابنة كما يتمني و كما يطمح فهو اشقي الناس يؤكد ذلك المعني قوله تعالى :
﴿ فلا يظهرنكما من الجنه فتشقي (117)﴾
(سورة طة : الايه 117)
بحسب قواعد اللغه “ولا يظهرنكما من الجنه فتشقيا” فالقران ايجاز بليغ شقاء الزوج شقاء حكمى للزوجه ،
ويقاس على هذي الايه ان شقاء الابن شقاء حكمى للاب ،
لن تجد ابا يسعد اذا كان ابنة منحرفا .
يا ايها الاخوه من اجل ان يصبح ابناؤنا استمرارا لنا ،
ومن اجل ان نسعد بتربيه اولادنا ،
من اجل ان تقر اعيننا بهم ،
من اجل ان تكون الاسرة الاسلاميه متماسكه ،
من اجل ان تنام قرير العين ان رايت ابنك صالحا ،
والله الذي لا الة الا هو يدخل على قلب الاب من السعادة و الطمانينه ما لا يوصف ان راي ابنة صالحا ،
شيء دقيق ،
والحقيقة اذا كان فالعصور السابقة ينبغى ان نربى اولادنا ففى ذلك العصر الاهتمام بتربيه الاولاد ينبغى ان يتضاعف الى الف ضعف لكثرة المعوقات و لكثرة الصوارف ،
يعني مئات الابواب التي تصرف الابن عن طاعه الله ،
الفتن كلها يقظه ،
اينما نظرت ،
اذا اشتريت جريده او مجلة او نظرت الى الشاشه او سرت فالطريق او استمعت الى قصة تجد ان الفتن يقظه ،
والشبهات مستعره ،
والشهوات فاوج اتقادها ،
وقد ينجو الانسان لكن نجاه الواحد منا لا تكفى الا اذا نجا معه اولادة .
مستقبلنا بتربيه اولادنا :
ايها الاخوه الكرام ،
والله الذي لا الة الا هو لا اجد موضوعا ينبغى ان يهتم فيه المسلمون كتربيه الاولاد ،
ذلك ان الاولاد و هذي حقيقة خطيره جدا جدا الاولاد الان اولاد المسلمين هم الورقه الرابحه الوحيده فايدينا ،
يعني بشكل و اقعى و بلا مجاملات و بلا مبالغات لم يبق فايدينا الا اولادنا ،
فحينما نعتنى بهم معني هذا اننا نبنى مستقبلنا ،
حينما نعتنى بهم معني هذا اننا ننتبة الى مستقبلنا ،
مستقبلنا بتربيه اولادنا ،
ومن منا يصدق انه بالامكان ان تصل الى الجنان من اثناء تربيه اولادك ،
طريق الى الجنه سالك و انت فالبيت ذلك الكلام اقوله و سوف اتى بتفاصيل ان شاء الله تعالى .
كنت قبل يومين او قبل عده ايام فبيروت القيت محاضره فهذا المقال ،
هذه المحاضره هي التي دفعتنى الى ان اتمم هذي السلسله ،
قلت لهم : و هذي عبارة ارددها كثيرا مستحيل و الف الف مستحيل ان تطمح ان يصبح ابنك صالحا و انت لست بصالح ،
الطفل من خصائصة انه يتعلم بالفكرة ،
يتعلم بالصورة ،
لا يستطيع الطفل ان يفرق بين المبدا و بين الشخص ،
الانسان المتفوق الواعى المثقف عندة امكانيه ان يفرق بين المبدا و بين معتنقى المبدا ،
لكن الطفل لا يستطيع ،
يعني ابوة فاعلي مكان ،
اما ان يقول : الاسلام عظيم لكن ابي مقصر ،
هذه لا يستطيعها الطفل ،
يري ان ابية هو الاسلام ،
فاذا فعل الاب معصيه فهذه مشحلوه ،
لذا لا ممكن ان تطمح ان يصبح ابنك صالحا ان لم تكن انت صالحا ،
ومن السخف و الغباء و السذاجه ان يحرص الاب ان يصبح ابنة مستقيما و دينا و صالحا و هو ليس ايضا ،
ومن السخف و الغباء و السذاجه ان تحرص الام على ان تكون ابنتها انسانه طيبه طاهره عفيفه و هي ليست ايضا ،
لذا لا ممكن ان تقدم على و سائل التربيه الا ان تكون انت قدوه .
كنت اروى قصة و هي ان انسانا سافر الى بلاد الغرب ،
وراي بنت تعلق فيها اشد التعلق ،
فاستاذن و الدة ان يتزوجها ،
فكان الجواب قاسيا جدا جدا ان تزوجتها فلست ابنى ،
ثم خطر فبال ذلك الشاب الذي تعلق بهذه الفتاة تعلقا شديدا ان يغير راى و الدة ،
يا ابت لو انها اسلمت اتسمح لى بالزواج منها ؟
قال له : اسمح لك ،
فاخبرها ان العقبه الوحيده فالزواج ان تسلمى ،
سالتة : كيف اسلم ؟
اشتري لها كتبا باللغه الاجنبية عن الاسلام و القران و رسول الله و السيره و ما الى هذا ،
كتب عديده ،
ودفعها اليها ،
هى ذكيه جدا جدا اشترطت عليه ان تبتعد عنه اربعه اشهر كى تستوعب هذي الكتب ،
وكى تقراها بعيدا عن ضغوطة ،
فحصل فراق اربعه اشهر ،
هذا الشاب عد هذي المدة لا بالاشهر و لا بالاسابيع و لا بالايام و لا بالساعات و لا بالدقيقة بل بالثوانى الى ان مضت هذي الاشهر الاربعه فالتقي فيها ،
وكان الخبر الذي افقدة توازنة اننى اسلمت و الاسلام حق لكننى لن اتزوجك لانك لست مسلما .
الاب هو السقف و القدوه :
قد تجد ابا ليس مسلما ،
اسمه ديني ،
وكنيتة دينيه ،
وابوة مسلم ،
وامة مسلمه ،
لكن بالتعامل اليومي ليس مسلما ،
كيف يطمح ذلك الاب ان يصبح ابنة مسلما تقيا و رعا نقيا طاهرا عفيفا و هو ليس ايضا ؟
لذا الاب هو السقف ،
ولا ممكن الا فحالات نادره جدا جدا و هذي ليست قاعده فحالات نادره يفوق الابن اباة حتي فالتدين ،
هذه الحالات لا تعد قاعده ،
القاعده ان الاب هو السقف .
ما لم تكن انت قدوه لابنك ،
ما لم تكن انت صادقا لن يصبح ابنك صادقا ،
ما لم تكن انت عفيفا لن يصبح ابنك عفيفا ،
ما لم تغض انت بصرك عن محارم الله لن يغض ابنك بصرة عن محارم الله ،
ما لم تكن امينا لن يصبح ابنك امينا ،
وفى فكرة هي ان الاباء يتصورون بسذاجه ان اولادهم لا يعلمون ،
والله من اثناء بعض التجارب الابن و لو رايتة صغيرا لا ينتبة الى جميع شيء و لكنة فالحقيقة غير هذا .
حدثنى اخ مقيم فامريكا سال ابنة : هل نظفت اسنانك ؟
فسكت ،
سالة اخرى فسكت ،
سالة ثالثة قال له : نعم و لا باللغه الانكليزيه ،
قال له : كيف ؟
قال له : انا انظفها دائما اليوم لا ،
فعنفة الاب لماذا تكذب على ؟
اجابتة لا تصدق قال له : كلينتون يكذب فمقال مونيكا ،
الابن الصغير فالمرحلة الابتدائية يتابع الاخبار ،
هو كذب حينما ادلي بتصريحات غير صحيحة .
بنت تري امها تكذب على ابيها ،
ابن يري من ابية كذبا فالبيع و الشراء ،
احيانا يصبح ابنك فالمحل و البضاعه مثلا ليست من اصل معين ،
من منشا احدث ،
وليس عليها المنشا ،
الشارى يسال عن منشا البضاعه ،
يقول له : هذي بضاعه انكليزيه او فرنسية ،
وهي ليست ايضا ،
الابن ينتبة .
الحقيقة الانسان ايها الاخوه ماذا اقول ؟
لو كان فالدرجه السفلي من السلم الاجتماعى فحالة خطيره جدا جدا ان يسقط من عين نفسة ،
الانسان حينما يكذب او حينما يتناقض او حينما يخالف منهج الله او حينما لا يصبح كاملا يسقط من عين نفسة ،
فى الدرجه الاخرى الانسان حينما يسقط من عين اهلة يعني زوجتة و اولادة ،
قد تجد متاعب خارج المنزل ،
قد تجد صعوبات ،
قد تجد خصومات ،
قد تجد اعداء ،
قد تجد مناوئين ،
اما ان تسقط من عين زوجتك و من عين اولادك هذي مشكلة كبار .
انا و الله جميع يوم تقريبا ،
او جميع اسبوع ،
او جميع عده ايام تاتينى مشكلة ان ابي فعل هكذا ،
الاب ساقط من عين ابنة ،
قال لى : ابي شهوانى ،
يعني طلق امة و تزوج امرأة بعيده عن الدين ،
متفلته ،
تلبس ثيابا فاضحه ،
وهو بالستين ،
واستغني عن جميع اولادة ،
واستغني عن زوجتة ،
واستغني عن مكانتة ،
وهذه المرأة تاخذ منه جميع اموالة ،
وتبقى اهلة بلا اكل ،
والله ما رايت مصيبه اكبر من ان يسقط الانسان من عين اولادة ،
وجدت الابن ناقما نقمه شديده لا توصف على ابية .
اثر القدوه فالبيت :
اذا اول و سيله فعاله من و سائل تربيه الاولاد ان تبقي ساكتا ان تبقي صامتا و ان تكون قدوه حينما سئلت السيده عائشه عن خلق رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت :
(( كان خلقة القران .
))
[ مسلم عن عائشه رضى الله عنها]
يقولون الكون قران صامت ،
والقران كون ناطق ،
والنبى عليه الصلاة و السلام قران يمشي ،
قران متحرك ،
اذا اردت ان تربى اولادك كن انت قدوه لهم ،
كن انت صادقا ،
كن انت عفيفا ،
كن انت امينا ،
والابن يدرك و يعلم .
والله بعض الاطفال الذين تربوا فاسر دينيه متمسكه بالدين هو فسن قبل التكليف بعديد تراة يغض بصرة عن امرأة لا يحل للكبير ان يراها ،
سلوك جميل جدا جدا ،
فى عفه و هو صغير لانة يري اباة يغض بصرة ،
وقد تجد بنت عمرها سنوات تحب ان تضع الحجاب و ان تصلى و لو صلاه شكليه ،
هذا اثر القدوه فالبيت .
ايها الاباء ،
ايها المتزوجون ،
ايها الناس الذين تطمحون الى ابن صالح كن انت صالحا ،
لذا كنت اقول سابقا ممكن ان تكون اكبر داعيه الى الله و انت صامت ،
هذه الدعوه الصامته بليغه جدا جدا ،
دعوه بالمواقف ،
بل و انا لا ابالغ جميع مؤمن شاء ام ابي ،
علم او لم يعلم ،
انتبة او لم ينتبة ،
داعيه مؤمن صادق ،
هذا لا يكذب ،
هذا لا يغش ،
هذا لا ياكل ما لا حراما ،
هذا عفيف ،
هذا امين ،
فالمؤمن مظنه ،
صلاح المؤمن ينبغى ان يصبح قبله الانظار ،
بالتاكيد الابيات المشهوره :
يا ايها الرجل المعلم غيرة هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذى السقام و لذى الضني كى ما يصح فيه و انت سقيم
ابدا بنفسك فانهها عن غيها فاذا انتهت عنه فانت حكيم
***
النبى قدوه لنا فالعباده :
هذا اول درس ،
اكبر و سيله فعاله ،
اكبر و سيله مؤثره لتربيه اولادك ان تكون انت قدوه لهم ،
ليس هنالك من موقف يدعو الى الاشمئزاز ،
اذا كان الاب يدخن بعدها علم خفيه ان ابنة يدخن فاقام عليه النكير ،
الدخان سيئ ام جيد ؟
سيئ ،
لماذا انت تدخن ايها الاب ؟
مادمت تدخن فهو من صفات الرجوله عند ابنك ،
اراد ان يشعر بنفسة انه رجل فدخن تقليدا لك ،
هذه المشكلة ،
ف لذا لن يصبح الابن فالاعم الاغلب او فالوضع الطبيعي فوق ابية ،
بل دونة ،
فالاب هو السقف ،
فكلما رفعت سقفك انت رفعت مستوي تربيه اولادك .
لذا السيده عائشه رضى الله عنها حينما سئلت عن اخلاق النبى صلى الله عليه و سلم قالت :
(( كان خلقة القران .
))
[ مسلم عن عائشه رضى الله عنها]
ثم ان النبى عليه الصلاة و السلام تحدث عن نفسة فقال :
((ادبنى ربى فاقوى تاديبى .
))
[رواة العسكرى عن على رضى الله عنه]
ما ذلك الادب يا رسول الله ؟
اخ كريم كان له محل جانب المسجد قال لى : دخل عده اطفال ،
ودخل طفلان من سمتهما الحسن و من ادبهما و من و قوفهما المؤدب و من غض بصرهما عن امرأة كانت فالمحل بدا ان هذين الطفلين من طلاب المسجد ،
والفرق و اضح جدا جدا بين طلاب متفلتين ،
عيون زائغه ،
تعليقات لاذعه ،
مزاح رخيص ،
وقاحه ،
وبين طالب تادب بادب الاسلام .
صدقوا ايها الاخوه ان الادب الاسلامي يجعل للانسان قيمه عند الله و عند الناس .
ايها الاخوه ،
النبى قدوه لنا ،
قدوه فالعباده ،
فقد و رد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه كان يقوم من الليل حتي تتورم قدماة ،
ولما قيل له : اليس ربما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تاخر ؟
قال : افلا اكون عبدا شكورا .
السيده عائشه حينما سئلت عن عملة قالت :
(( كان عملة ديمه .
))
[متفق عليه عن علقمة]
لا يوجد نوبات ،
نوبه طاعه بعدها تفلت ،
معظم الناس تاتية نوبات ،
يحضر مجلس علم ،
يسر يومين ثلاثه او اسبوعين ثلاثه بعدها يغط ،
تاتية نوبه بعد شهرين ثلاثه ،
كان عملة ديمه مستمرا :
(( احب الاعمال الى الله ادومها و ان قل .
))
[مسلم عن عائشه رضى الله عنها]
وكان يقول :
(( ارحنا بالصلاة يا بلال .
))
[رواة ابو داود و احمد عن سالم بن ابي الجعد]
وقد جعلت قره عينة صلى الله عليه و سلم فالصلاة .
بعض الايات القرانيه عن تعبد النبى الكريم :
كان فالعباده فاعلي مستوي ،
قال تعالى :
﴿ يا ايها المزمل (1)قم الليل الا قليلا (2)نصفة او انقص منه قليلا (3)او زد عليه و رتل القران ترتيلا (4)انا سنلقى عليك قولا ثقيلا (5)﴾
( سورة طة )
وقال :
﴿ و من الليل فتهجد فيه نافله لك عسي ان يبعثك ربك مقاما محمودا (79)﴾
( سورة الاسراء : الايه 79 )
وقال :
﴿ و اذكر اسم ربك بكره و اصيلا (25)ومن الليل فاسجد له و سبحة ليلا طويلا (26)﴾
( سورة الانسان : الايه 25-26)
كان قدوه فعبادتة و انا اقول لكم ايها الاخوه : حينما يري الابن اباة يصلى صلاه متقنه ،
وصلاه فو قتها ،
يتوضا و يحسن الوضوء ،
يجهر بالصلاة الجهريه ،
يصلى مع اولادة ،
هذا المنزل به صلاه ،
قال تعالى :
﴿ و امر اهلك بالصلاة و اصطبر عليها لا نسالك رزقا نحن نرزقك و العاقبه للتقوي (132)﴾
( سورة طة : الايه 132)
كان الله يطمئن اهل المنزل التي تقام به الصلوات الخمس لا نسالك رزقا نحن نرزقكم .
احد سبب زياده الرزق الصلاة فالبيت :
احد سبب زياده الرزق الصلاة فالبيت ،
لكن النبى علمنا ،
احيانا انا اصلي الفرض و ركعتى السنه و لا اصلي الوتر ،
الوتر يصلي فالبيت ،
اجعل الفرائض فالمسجد و السنن الروافد فالبيت ،
صار المنزل ليس قبرا ،
ليس فندقا ،
ليس مكانا للنوم و الطعام ،
صار مكانا للعباده .
اذا كان قدوه فالعباده ،
يعني اب يغض بصرة ،
اب يصلى و قتة ،
اب لا يكذب و لا يغتاب ،
هذا الاب قدوه ،
لو لم ينصح ابنة وصل الى الهدف .
النبى عليه الصلاة و السلام كان قدوه فالكرم :
((ما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم على الاسلام شيئا الا اعطاة ،
ولقد جاءة رجل فاعطاة غنما بين جبلين ،
فرجع الى قومة فقال : يا قوم اسلموا ،
فان محمدا يعطى عطاء من لا يخشي الفقر..
))
[مسلم عن انس بن ما لك]
كان قدوه فالزهد :
(( دخل عليه سيدنا عمر فراة مضطجعا على حصير اثر فخدة الشريف فبكي ،
قال : لم تبكي يا عمر ؟
قال : رسول الله ينام على الحصير و كسري ملك الفرس ينام على الحرير ،
قال : يا عمر انما هي نبوه و ليست ملكا ،
يا عمر افى شك انت يا عمر الا ترضي ان تكون الدنيا لهم و الاخره لنا .
))
[احمد و ابو يعلي عن انس بن ما لك ]
كان مثلا اعلي فالزهد ،
لذا المبالغه فالترف تبعد عن الله عز و جل و لو كانت مباحه ،
همة الاول الاكل ،
همة الاول ينام ،
همة الاول ان يصبح فمكان رائع ،
همة الاول ان يتمتع فالحياة :
(( اياك و التنعم فان عباد الله ليسوا بالمتنعمين .
))
[احمد عن معاذ]
يتنعم لكن لا يقصد التنعم ،
الله لا يحرمك شيئا ،
لا تحرم هذي الدنيا لكن لا تجعلها قبله لك ،
اجعلها و سيله و لا تجعلها غايه ،
لذا العلماء فرقوا بين ان تكون الدنيا بيديك و ان تكون فقلبك ،
فى القلب مشكلة فاليدين ليست مشكلة .
سئل فقال :
((مالى و للدنيا ،
ما انا و الدنيا الا كراكب استظل تحت شجره ،
ثم راح و تركها.))
[الترمذى عن عبدالله بن مسعود]
مالى و للدنيا ما انا و الدنيا الا كراكب استظل تحت شجره بعدها راح و تركها .
احد اخواننا توفى قبل ايام ،
وقفت على القبر ،
اكل طعاما ظهرا ،
ثم جاءتة ازمه عند العصر كان فالقبر ،
ساعتين فقط ،
معني ذلك الانسان بساعتين يصبح شخصا يمشي ،
يكون نعوه ،
يصير خبرا .
قال :
((مالى و للدنيا ،
ما انا و الدنيا الا كراكب استظل تحت شجره ،
ثم راح و تركها.))
[الترمذى عن عبدالله بن مسعود]
اشكال الفقر :
قال عليه الصلاة و السلام :
(( اللهم اجعل رزق ال محمد كفافا .
))
[ابن عساكر عن ابي هريرة]
اذا سالت شخصا ما : كيف و ضعك المالى ؟
وقال لى : مستوره ،
اقول له : معني ذلك اصابتك دعوه النبى ،
معني كفاف غير الفقر ،
اى حاجاتك مؤمنه ،
مغطاه ،
والان ليس سهلا ان تكون امورك مؤمنه ،
ليس من السهل ان يصبح دخلك يغطى حاجاتك ،
هذه نعمه كبار ،
ان صحت هذي نعمه كبار ،
وكنت فهذا المقام اقول : هنالك فقر الكسل و ذلك مذموم ،
كسول ،
ارجائى ،
لا يوجد همه ،
هذا فقر الكسل ،
ويوجد فقر القدر ،
ويوجد فقر الانفاق ،
فقر الانفاق بطوله ،
ماذا ابقيت يا ابا بكر ؟
قال : الله و رسولة ،
انفق جميع ما له فصار فقيرا لكن فقر انفاق ،
ويوجد فقر القدر ،
انسان معه عاهه ذلك صاحبة معذور ،
وفقر الكسل صاحبة مذموم ،
وعلمنا القران الكريم :
﴿ و لا تمدن عينيك الى ما متعنا فيه ازواجا منهم زهره الحياة الدنيا لنفتنهم به و رزق ربك خير و ابقي (131)﴾
( سورة طة : الايه 131)
النبى الكريم كان فخدمه اصحابة و كان مثلا اعلي لهم :
كان قدوه فالتواضع ،
قال :
(( من حمل سلعتة فقد برئ من الكبر ))
[القضاعى و الديلمى عن ابي امامة]
كان يجلس مع الضعيف و الفقير ،
يصغى الى المرأة الضعيفه ،
يكنس دارة ،
يخصف نعلة ،
كان فخدمه اهلة ،
كان يقف لاى انسان اذا سالة فالطريق ،
جاءة عدى ابن حاتم لا يدرى انبى هو ام ملك ؟
فلما انطلق فيه الى المنزل قال : استوقفتة امرأة فوقف معها طويلا تكلمة فحاجتها ،
فقلت : و الله ما ذلك بملك انما هو نبى يقبل عذر المعتذر ،
اذا انسان صافحة لا يسحب يدة منه الا ان يسحبها من صافحة ،
كان يجلس جلسه العبد يقول :
(( انما انا ابن امرأة من قريش كانت تاكل القديد ))
[ابن ما جه عن ابي مسعود]
كان فخدمه اصحابة ،
وكان قدوه فالحلم :
(( شد اعربي بردة حتي اثر فعاتقة ،
ثم اغلظ له القول بان قال له : يا محمد مر لى من ما ل الله الذي عندك !
فالتفت الية رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
ثم ضحك ،
ثم امر له بعطاء .
))
[متفق عليه عن انس رضى الله عنه]
كان قدوه فالعفو : ما تظنون انني فاعل بكم ؟
قالوا : اخ كريم و ابن اخ كريم ،
قال : اذهبوا فانتم الطلقاء .
كان شجاعا :
(( كان النبى صلى الله عليه و سلم اقوى الناس ،
واجود الناس ،
واشجع الناس و لقد فزع اهل المدينه ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت ،
فاستقبلهم النبى صلى الله عليه و سلم ربما سبق الناس الى الصوت و هو يقول : لن تراعوا لن تراعوا .
))
[البخارى عن انس رضى الله عنه]
سبقهم الى استطلاع الخطر ،
وكان اذا حمى الوطيس ما كان من احد اقرب الى العدو منه من شده شجاعتة ،
وكنا اذا حمى الوطيس لذنا برسول الله و قال :
(( انا النبى لا كذب انا ابن عبدالمطلب ))
[ ابن حبان عن ابي اسحاق ]
انا اسوق لكم هذي المثل كى تعلموا ان اتباع اصحابة له و انهم احبوة و فدوة بارواحهم لا لانة القي عليهم مواعظ فقط بل لانة كان معهم ،
وكان مثلا اعلي ،
وكان قدوه لهم ،
قال الله عز و جل :
﴿ لقد كان لكم فرسول الله اسوه حسنه لمن كان يرجو الله و اليوم الاخر (21)﴾
( سورة الاحزاب : الايه 21)
قصة من السيره النبويه عن حكمه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم :
ايها الاخوه ،
النبى عليه الصلاة و السلام و اجة مشكلة ،
اخر معركه كانت معركه حنين ،
وزع الغنائم :
(( لما اعطى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما اعطى من تلك العطايا فقريش و فقبائل العرب ،
ولم يكن فالانصار منها شيء و زعها على حديثى عهد بالاسلام و لم يعط الانصار منها شيئا اعتمادا على ايمانهم و جد ذلك الحى من الانصار فانفسهم حتي كثرت فيهم القاله ،
حتي قال قائلهم : لقى و الله رسول الله صلى الله عليه و سلم قومة ،
فدخل عليه سعد بن عباده فقال : يا رسول الله ،
ان ذلك الحى من الانصار ربما و جدوا عليك فانفسهم لما صنعت فهذا الفيء الذي اصبت ،
قسمت فقومك ،
واعطيت عطايا عظاما فقبائل العرب ،
ولم يك فهذا الحى من الانصار منها شيء .
قال : فاين انت من هذا يا سعد ؟
ما موقفك انت ناقم ام معهم ؟
قال : يا رسول الله ،
ما انا الا من قومى متالم كذلك قال : فاجمع لى قومك فهذه الحظيره .
فخرج سعد فجمع الانصار فتلك الحظيره ،
فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا .
وجاء اخرون فردهم فلما اجتمعوا له اتاة سعد فقال : لقد اجتمع لك ذلك الحى من الانصار و الله هذي القصة رويتها مئات المرات بل عشرات مئات المرات بها دقه بالغه فاتاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فحمد الله ،
واثنى عليه هنا الان تصور انسان على قمه المجتمع المسلم ،
نبى الامه ،
بل هو سيد الانبياء و رسول هذي الامه ،
بل هو سيد الرسل ،
بل هو سيد ولد ادم قاطبه ،
بل انه الانسان الاول الذي اقسم الله بعمرة ،
وبعد ان دانت له الجزيره العربية من اقصاها لاقصاها ،
يعني احسن انسان بالمفهوم المادى ياتية قوم ينتقضونة فتوزيع الغنائم ماذا يفعل الاقوياء فمثل ذلك الموقف ؟
والله هنالك اقوياء يلغون و جودهم ،
يوجد فالتاريخ البشرى اناس و جهوا بعض النقد فالغى و جودهم نهائيا ،
كان من الممكن ان يلغى و جودهم لكنة لم يفعل ،
وكان من الممكن ان يهملهم ،
وكان من الممكن ان يهدر كرامتهم ،
لو قال كلمه واحده عنهم منافقون انتهوا ،
هو رسول الله و كان من الممكن ان يعاتبهم لصالحة ،
كان من الممكن ان يلغى و جودهم ،
وكان من الممكن ان يهدر كرامتهم ،
ما الذي فعلة و هو فاوج قوتة و ربما انتقدوة ؟
الذى فعلة انه ذكرهم بفضلهم عليه بعدها قال : يا معشر الانصار ،
مقاله بلغتنى عنكم ،
وجده و جدتموها على فانفسكم ؟
الم اتكم ضلالا فهداكم الله ؟
ما قال فهديتكم ،
رايتم الى ادبة الرفيع و عاله فاغناكم الله ؟
واعداء فالف الله بين قلوبكم ؟
قالوا : بلي ،
الله و رسولة امن و اروع ،
ثم قال : الا تجيبونى يا معشر الانصار ؟
قالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله ؟
لله و رسولة المن و الفضل .
قال : اما و الله لو شئتم لقلتم ،
فصدقتم و لصدقتم : اتيتنا مكذبا فصدقناك ،
ومخذولا فنصرناك ،
وطريدا فاويناك ،
وعائلا فاسيناك لو قلتم ذلك لكنتم صادقين و لصدقكم الناس اوجدتم يا معشر الانصار فانفسكم فلعاعه من الدنيا تالفت فيها قوما ليسلموا ،
ووكلتكم الى اسلامكم ؟
الا ترضون يا معشر الانصار ان يذهب الناس بالشاه و البعير ،
وترجعوا برسول الله صلى الله عليه و سلم الى رحالكم ؟
فو الذي نفس محمد بيدة ،
لولا الهجره لكنت امرا من الانصار ،
ولو سلك الناس شعبا ،
وسلكت الانصار شعبا لسلكت شعب الانصار ،
اللهم ارحم الانصار ،
وابناء الانصار ،
وابناء ابناء الانصار .
فبكي القوم حتي اخضلوا لحاهم و قالوا : رضينا برسول الله صلى الله عليه و سلم قسما و حظا ،
ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
وتفرقوا .
))
[رواة ابن اسحاق عن ابي سعيد الخدري]
هذه القصة توضع اين ؟
مع حكمتة ام مع و فائة ام مع تواضعة ام مع حسن سياستة ؟
فعلا شيء جميل ،
ف لذا لانة كان قدوه الصحابه انصاعوا له .
النبى الكريم قدوه لنا فالثبات على المبدا :
انا لا انسي ذلك الموقف ،
حينما جاءت غنائم كسري يروي ان رجلين لو و قفا حول الغنائم و رفع جميع منهما رمحة لما راي الاول الثاني لكثرتها ،
كنوز كسري جميع ما فقصر كسري من ذهب ،
ومن فضه ،
ومن الماس ،
جيء فيه الى المدينه اكوام ،
سيدنا عمر نظر الى هؤلاء الذين جاءوا بهذه الغنائم شيء ثمين جدا جدا فقال : سبحان الله انهم امناء .
فاجابة سيدنا على : يا امير المؤمنين اعجبت من امانتهم لقد عففت فعفوا و لو و قعت لوقعوا .
لا يوجد فهذا الدرس قضية خطيره الا القدوه ،
كن قدوه لاولادك ،
لاحظ انهم يراقبونك ،
يرون حركاتك و سكناتك و نظراتك و كلامك فينبغى ان تكون قدوه لاولادك .
الثبات على المبدا ،
كان قدوه فالثبات على المبدا ،
واجة مصاعب كثيرة حتي انهم عرضوا عليه ان يزوجوة احلى بنت ،
وان يجعلوة اميرا عليهم ،
وان يعطوة ما لا حتي يغدو اغناهم ،
فقال :
(( و الله يا عم لو و ضعوا الشمس فيمينى و القمر فشمالى على ان اترك ذلك الامر ما تركتة حتي يخرجة الله او اهلك دونة .
))
[السيره النبوية]
ايها الاخوه ،
لما قال احدهم و هو ابو سفيان : ما رايت احدا يحب احدا كحب اصحاب محمد محمدا ،
يعني بالله عليكم انسان على مشارف القتل ،
احد الصحابه بعد قليل سيقتل ،
سالة ابو سفيان قال له : اتحب ان يصبح محمد مكانك ؟
هذا الصحابي الجليل اظنة خبيبا قال : لا و الله ،
والله ما احب ان اكون فاهلى و فو لدى فاهلى مع زوجتة و اولادة و عندي عافيه الدنيا و نعيمها المنزل مكيف و به ورود و جميع ما لذ و طاب فالمطبخ يعني للتقريب ما احب ان اكون فاهلى و فو لدى و عندي عافيه الدنيا و نعيمها و يصاب رسول الله بشوكه .
عندئذ قال ابو سفيان : ما رايت احدا يحب احدا كحب اصحاب محمد محمدا .
نحن فقدنا الحب يا اخوان ،
كل شيء يوجد عندنا لكن لا يوجد حب ،
خصومات فالاسرة بين اخوين ،
بين جماعتين ،
بين داعيتين ،
بين عالمين ،
شيء مؤلم جدا جدا ،
باسنا بيننا ،
ممزقون ،
لان البغض له قانون قانونة قوله تعالى :
﴿ فنسوا حظا مما ذكروا فيه فاغرينا بينهم العداوه و البغضاء الى يوم القيامه (14)﴾
( سورة المائده : الايه 14)
(( و الذي نفس محمد بيدة ما تواد اثنان ففرق بينهما الا بذنب يحدثة احدهما .
))
[احمد عن ابن عمر]
الرسول قدوه لنا و وجهنا الى ان نكون قدوه لاولادنا :
ايها الاخوه ،
مقال القدوه موضوعان ،
الاول : كان عليه الصلاة و السلام قدوه لنا ،
الثاني : و جهنا الى ان نكون قدوه لاولادنا ،
فالقسم الاول استغرقة ذلك الدرس ،
القسم الثاني ان شاء الله فدرس قادم ،
وبعدين ننتقل الى التربيه بالعاده ،
والتربيه بالتلقين ،
والتربيه بالعقاب ،
والتربيه بالموعظه ،
موضوعات كبار جدا جدا لو تاملناها لكان منهجا للاباء فتربيه اولادهم ،
لكن التربيه فالقدوه تقع على راس القائمة لذا بدات فيها يكفى ان تكون قدوه و انتهي الامر .
انت لاحظ بيت =تقام فيه الصلوات ،
الاطفال الصغار يقلدون اباءهم دون ان يشعروا ،
دخل موجة تربوى الى مدرسة ابتدائية هذي طرفه فمنطقة حدوديه فسال طالبا : انت حينما تكبر يا بنى ماذا تحب ان تكون ؟
الجواب التقليدى : طبيب ،
ضابط ،
طيار ،
قال له : مهرب استاذ .
هذه المشكلة ،
هكذا يري الطفل ،
هذا عمل و الدة ،
ف لذا انت حينما تكون فمستوي راق جدا جدا تجد ان الابن يطمح الى ان يصبح كابية ،
فلا تطمح فنهاية المطاف و لن تستطيع ان تنال ابنا صالحا و انت لست بصالح ،
لا تطمح و لن تستطيع ان تنتظر من ابنك ان يصبح صادقا و انت لست صادقا ،
لا تطمح و لا تنتظر ان يصبح ابنك عفيفا و انت لست بعفيف ،
فاذا كنت صادقا فتربيه اولادك ،
حريصا على تادبهم باداب الاسلام ،
حريصا على اداء العبادات كن انت قدوه لهم و انتهي الامر .
الدرس القادم ان شاء الله سوف يصبح حول توجيهات النبى فالقدوه اذكر توجيها واحدا كمثال : كان فبيت اقربائة امرأة قالت لابنها : تعال خذ ،
فقال : ماذا اردت ان تعطية ؟
قالت : تمره ،
قال: اما انك لو لم تفعلى لكتب عليك كذبه .
لا تنسوا عالم الحديث الذي انتقل من المدينه الى البصره لياخذ حديثا عن رجل سمعة من رسول الله ،
راة يوهم فرسة ان فثوبة طعاما حتي اقبلت الفرس ،
كذب على الفرس فعاد الى المدينه و لم يسالة سؤالا واحدا ،
الذى يكذب على فرسة ليس امينا على حديث رسول الله .
جاء صحابي الى النبى عليه الصلاة و السلام مهاجرا ،
وفرح فيه النبى ،
قال : يا رسول الله امسكوني فالطريق فقلت لهم : ان اطلقتمونى و الله لن اقاتلكم ابدا فاطلقوة ،
الصحابي نسى بعد سنوات فغزوه انخرط فيها فقال له النبى : ارجع الم تعاهدهم .
فالنبى قدوه فكل شيء .
والحمد لله رب العالمين
- موضوع اثر البيت في تربية الانسان