رواية ملاك الحب

رواية ملاك الحب images119

 

 

 

 

ملاك هو اسمها..ملاك هي ملامحها..ملاك هي ابتسامتها..ملاك هي صفاتها..قلبها الكبير بحبالناس..لم يعرف معني الكرة .
.معني الكذب او الخداع..معني الغرور و الطمع..تخيلت انهاتحيا فعالم لا وجود للشر فيه..عالم ملئ بالخير و الحب..بالتسامح و الطيبة..


هل اخطات عندما عاشت على افكارها تلك ؟
..علي صفاتها تلك..واى صدمه ستعيشها لو علمتبالواقع المر؟..هل سيستطيع احد ان يمنحها حبا يساوى حبها لكل هؤلاء الناس؟..هلسياتى يوم و تري الحب فعيون من حولها؟..وذلك الشخص الذي طالما تمنتة و الذي لميختفى من احلامها لحظه .
.يقترب منها و بهمس قائلا..(انت ملاك حبي)..(ملاك حبيانا)..

 

الجزء الاول


“هي..
وهو”

 

ابتسمت تلك الفتاة و هي تمشط شعرها الاسود الذي ينسدل على كتفيها بنعومه و رقة..وتتطلع الى نفسها فالمراة..كانت بيضاء البشرة..رائعة و بريئه الملامح..
تصرفاتها تجعلها اقرب الى الاطفال..مع انها ربما تجاوزت سن الثامنة عشرة..


كانت اشبة بالملاك عندما تبتسم..ابتسامتها ممكن ان تذيب جبالا من الغضب الذي تعيش بداخلك..وكانت مدلله و الدها و خصوصا بعد و فاه و الدتها..وبعد هذا الحادث المشئوم الذي اثر بالجميع فيما عداها هي لانها كانت صغار السن لحظتها..لم تعلم بم يدور حولها..او بم يحدث..فطفلة لم تتعدي الاخرى من عمرها كيف لها ان تدرك ان و الدتها ربما توفت فذلك الحادث..وانها هي..تلك الطفلة الصغيرة باتت سجينه ذلك المقعد الى الابد….


فبعد حادث السيارة المشئوم..اصيبت (ملاك)..الطفلة التي لم تتعدي الاخرى من عمرها يومها..بالشلل..اثر اصابة بعمودها الفقري..


لكن ذلك لم يؤثر فيها كثيرا..فمن جهه و الدها..يغدق عليها بلطفة و حنانة و حبه..ومن جهه ثانية هي لم تختلط بمن يماثلونها العمر و يشعرونها بعجزها..فقد كانت تحيا بمعزل تقريبا عن الاخرين..فهي تقوم بالدراسه بالمنزل..تحت اشراف مدرسين متخصصين..


التقطت ملاك تلك الزهره الصغيرة و ثبتتها باحد اطراف شعرها .
.وما لبثت ان سمعت صوت طرق الباب فقالت مبتسمة: ادخل..


دلف و الدها الى الداخل و قال مبتسما و هو يميل نحوها و يلثم جبينها: كيف حال ملاكى اليوم؟..


قالت ملاك مبتسمة: فاقوى حال..ماذا عنك يا ابي؟..


قال و هو يهز كتفيه: لاشيء..عمل فعمل..


ومن بعدها لم يلبث ان ابتسم و هو يغمز بعينه: و ذلك ما دعانى لاعود فسرعه الى صغيرتى الغالية..


قالت و هي تفكر: ابي..لم يبقي على راس السنه الميلاديه شيء و نحن لم نقم بالتجهيز لها..


قال فهدوء: لا يحتاج الامر لكل تلك التجهيزات..سوف نقوم بتزيين البيت بالاضافه الى شراء بعض الحلويات..


قالت فسرعة: لا اريدها ان تكون كالعام الماضى .
.اريدها ان تكون مختلفة و متميزة..


مسح على شعرها و قال: حسنا و ما رايك..ما الذي سيجعلها متميزه ذلك العام؟..


قالت برجاء: ان ندعو اليها ابناء عمي .
.


عقد و الدها حاجبية و قال: الم نتحدث فهذا المقال كثيرا يا ملاك؟..اطلبى اي شي الا هذا..


قالت متسائلة: و لماذا؟..فى جميع مره ترفض البوح لى بالامر .
.اننى لم ارهم منذ ان كنت فالسادسة من عمري و بعدين لم ارهم ابدا..


قال و هو يزفر بحدة: لا تسالينى عن السبب..نحن كذا نعيش براحه بمعزل عنهم..


قالت ملاك برجاء: الى متي يا ابي؟..الي متى؟..لابد ان ياتى يوم و نضطر لان نكون معهم..ففى النهاية عمي هو اخيك .
.وابناءة بمثابه ابناء لك..


صمت و الدها و هو يعلم انها على حق..ولكنة لم يعد يزور اخية و انقطعت بينهم جميع اواصر العلاقات..وهذا قبل اثنى عشر عاما..اسباب عديده دفعتة لقطع تلك العلاقة..اولها كان..اصرارهم بزواجه..انة ابدا لا يفكر باحضار امرأة الى ذلك البيت لتكون بمثابه زوجه اب لابنته..ثم لا يريد ان تشعرها بعجزها و خصوصا و هو يعلم بحال ابنتة و باى اثار ربما يسببة جرح مشاعرها..واشعارها بالواقع الذي تحياه..


والاسباب =الثاني هو انهم دائما ما يشعرونة بعجز ابنتة و يحاولون التلميج بهذا لها..
يحاولون دائما الاشاره انها لن تعيش كباقى البشر .
.
دون عمل .
.و دون قدره على فعل شيء .
.يستكثرون عليها هذي الحياة التي تحياها .
.
ويطمعون بكل قطعة نقديه تمتلكها و كانها لا تمتلك الحق فالحياة لمجرد عجزها..انهم لا يفهمون انها ابنته..حياتة كلها .
.ولو طلبت نجمه فالسماء لاحضرها لها..
ولهذا لا يريد لاى من اخوتة او ابناءهم ان يعودوا للظهور فحياتة .
.لا يريدهم ان يجرحوا ابنتة و لو بكلمة..انها ملاك..الا يفهمون..؟..


(ابي الى اين ذهبت؟..)


قالتها ملاك لتنتزع و الدها من افكاره..والتفت لها ليقول بابتسامه باهتة: افكر فصغيرتى الغاليه و ماذا اشترى لها بمناسبه راس السنة..


– لا اريد الا ما اخبرتك به..


قال متجاهلا عبارتها: اتعلمين يا ملاك .
.اليوم و انا اقود السيارة شاهدت متجرا للمجوهرات..دلفت الية و لم استطع مقاومه ان اشترى ذلك لملاكى الصغير..


قالها و هو يظهر قلاده من جيبة و يهبط الى مستواها و يرفعها امام ناظريها..اتسعت ابتسامتها و هي تلمح تلك القلاده الذهبية التي كانت عبارة عن شكل لقلب و بداخلة يتوسط قلب اصغر غير ثابت و متارجح..وقالت بسعادة: ذلك لي..


اقترب منها و الدها و قام بوضع القلاده حول رقبتها..وقال مبتسما: ما رايك بها؟..


قالت بفرحه : اقترب منى يا ابي..


اقترب منها و قال: لم؟..


سقطت بين ذراعية و قالت: احبك يا ابي .
.احبك..


ضمها و الدها الية بحنان شديد..وهو يفكر بالمستقبل المجهول الذي ينتظر ابنتة التي لا تعرف عن العالم شيئا…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


علي طرف احدث و فمدينه اخرى..وفى هذا البيت الكبير الذي كان اشبة بالقصر..هتفت تلك الفتاة قائله بانزعاج: (مازن)..اعد الى احمر الشفاه..


قال ما زن و هو يبتسم بسخرية: لا يوجد لدينا بنات يضعون احمر شفاه..


قالت بحنق: انها حفلة..ماذا تريدنى ان اضع اذا؟..


قال و هو يميل نحوها: يكفيك ما تلطخين فيه و جهك من الوان..


قالت بغضب و هي تمد يدها اليه: اعدها الي..


قال و هو يلوح باحمر الشفاة فو جهها ليغيظها: و اذا لم افعل يا انسه (مها)؟..


قالت بانفعال:ساخبر و الدي..


قال بعدم اهتمام: اخبريه..


اسرعت مها تهبط درجات السلم و تتوجة نحو و الدة الذي كان يحتسى كاس القهوه فالردهه الرئيسية..وسمع صوت ابنتة مها و هي تقول: و الدي..يجب ان تجد حلا مع ما زن..


التفت لها و قال: و ماذا فيه شقيقك ذاك؟..


قالت بحنق: لقد اخذ احمر الشفاة الخاص بي..
ويرفض اعادتة لي..


قال و الدها بضجر: و ليس لى عمل غير فض الخلافات بينك و بين اخيك..


قالت بسخط: هو من بدا..


جاءها صوت ما زن و هو يقول: بل هي..تود وضع احمر شفاة فحفل ساهر..لا تزال طفلة على كهذا الامور..


قالت بحدة: انت الطفل..


قال و الدة بملل: الم تكبر على كهذا الامور يا ما زن؟..لقد تجاوزت الخامسة و العشرين..


قالت مها و هي تعقد ساعديها و قالت: اخبرة بذلك يا و الدي..وقل له ان يعيد احمر الشفاة الخاص بي..


قال ما زن مبتسما: ساعيدة و لكن بشرط..


التفتت له فاردف: ان تعرفينى على احدي صديقاتك بالحفل..


قالت و عيناها متسعتان: لا بد و ان عقلك ربما اصابة خلل ما ..


تطلع الى احمر الشفاة الذي بيدة و قال: فليكن اذا..
لا تحلمى ان ترى ذلك مره اخرى..
ودعية الان قبل ان يصل الى سله المهملات..


قالت باحتجاج: لا تفعل هذا..
انة باهض الثمن..


– امامك حلان اما احمر الشفاة اواحدي صديقاتك؟..


مطت شفتيها و قالت: فليكن ساعرفك على احداهن..
اعدها لى الان..


كاد ان يعطيها اياة و لكنة تراجع قائلا: اقسمى اولا..


قالت بضجر: اقسم على ذلك..هل ارتحت؟..
هيا اعطنى اياه..


قدم لها احمر الشفاه..
فاختطفتة منه فسرعه و عادت ادراجها الى الطابق الاعلى..اما و الدة فقد تطلع الية بضيق و من بعدها قال: الا تخجل من نفسك يا ما زن من ان تطلب من اختك ان تعرفك على احدي صديقاتها؟..
وامامي ايضا..


هز ما زن كتفية و من بعدها قال: انها مجرد صداقه بريئه يا و الدي..
وجميع الفتيات اللواتى اعرفهن يعلمون مسبقا انني لن ارتبط باحداهن..
انا لم اخدع احدا..
جميعهن يعرفن حدود العلاقه التي بيننا..


قال و الدة بضيق: الا تري ان هذي العلاقات لا تصلح لشاب مثلك؟..
الا تفكر فالاستقرار؟..


ابتسم ما زن و قال: ان كنت تعني الزواج..
فكلا..
لا افكر فيه مطلقا..


هز و الدة راسة بضيق اكبر و قال: انظر الى اخيك انه لا يتصرف كتصرفاتك..علي الرغم من انه شقيقك الاصغر..


قال ما زن بسخرية: (كمال)..
انة لا يبالى بشيء ابدا..
انظر الية على الرغم من اننا سنغادر بعد قليل..
فلم يحضر حتي الان..


– اتصل فيه لتعلم اين هو اذا..


التقط ما زن هاتفة ليتصل بكمال و لكن قبل ان يفعل سمع صوت الباب الرئيسى و هو يفتح..
فابتسم ما زن بسخريه و قال: لابد و انه ربما ترك اصدقائة من اجلنا اخيرا..
وقرر الحضور..


التفت و الدة الى حيث كمال و قال و هو يعقد حاجبيه: لماذا تاخرت يا كمال؟..


قال كمال بلامبالاة: لقد نسيت امر حفله الليلة..
ولم اتذكر الا قبل وقت قصير..


عقد و الدة حاجبية و قال باستنكار: و هل ذلك امر يستطيع المرء نسيانة يا كمال؟..


هز كمال كتفية و من بعدها قال: لقد نسيتة و انتهي الامر..


قال الوالد بعبنوته و هو يلتفت الى ما زن: استدعى شقيقتك لنغادر .
.
فلو تناقشت معكم اكثر من هذا..
قد اصاب بمرض القلب..


القي ما زن نظره حانقه على كمال الذي بدا غير مباليا ابدا بما يحدث حوله..
ومن بعدها عاد ليهتف مناديا مها: مها..
اسرعى سنغادر بعد قليل..


سمع صوتها من اعلي الدرج و هي تقول بصوت عالي: سوف اتى .
.
دقيقه واحده فقط..


وما لبثت ان هبطت بعد قليل..
ليغادروا جميعا البيت..
متوجهين الى الحفله المنشودة…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


شعرت ملاك التي كانت تنام بهدوء فغرفتها بلمسات حانيه تداعب و جنتها .
.فهمست قائلة: اريد ان انام..


سمعت صوت و الدها يقول: هيا استيقظى ايتها الكسولة..


فتحت عينيها ببطء و ارتسمت ابتسامه و اسعه على شفتيها و هي تقول : ابي..
الم تذهب الى عملك اليوم؟..


هز راسة نفيا..
فسالتة قائله و هي تعتدل جالسة: و لم؟..


قال و الدها بهدوء: ذلك ما جئت لاحدثك عنه..


تطلعت ملاك الية بحيرة و قالت: و ما هو الذي جئت لتحدثنى عنه؟..


مسح على شعرها بحنان و من بعدها قال: انت تعلمين ان اعمالى كثيرة داخل و خارج البلاد..
واليوم ربما حدث امر طارئ يستدعيني للسفر..


عقدت ملاك ساعديها امام صدرها و قالت بضيق: ليس مره ثانية يا و الدي..
ستتركنى و تسافر..


زفر و الدها قائلا: و ماذا عساى ان افعل يا ملاك؟..
اننى مضطر صدقينى و الا لما غادرت البلاد و تركتك..اتظنين ان امرا بسيطا ربما يجبرنى على تركك و حدك..
لا ان الامر اكبر من ذلك و على ان اكون هنالك لاستطيع تدارك اي خطا ربما يحدث..


اشاحت بوجهها عنه و قالت و هي تشعر بغصه فحلقها: فالمره الماضيه كذلك تركتني..
هنا لوحدي..
لا اجد ما افعله..
سوي التحدث الى نفسي..


قال و الدها بحنان و هو يضمها الى صدره: ملاك يا صغيرتي..
لا تقولى هذا..
انت اكثر من يعلم اننى اتضايق عندما اراك حزينة..


امسكت ملاك بسترتة و قالت برجاء: اذا خذنى معك .
.
ارجوك..


ربت على ظهرها و قال باسف: ليتنى استطيع..
ساكون منشغلا طوال الوقت..
وساضطر لانتقال من مكان الى اخر..
وقد لا استقر فمكان ما الا بعد ايام من و جودى هناك..


ابتعدت ملاك عن و الدها و قالت و عيناها متسعتان: ايام؟؟..
اتعني انك ستغيب كثيرا هذي المرة..
وستتركنى و حيده هنا..


– اسبوع لا اكثر..


ترقرقت الدموع فعينيها و قالت بحزن: لقد سامت البقاء لوحدى يا ابي .
.
لا اريد ان ابقي لوحدى مره اخرى..
اريد ان اجد من اتحدث اليه..


قال و الدها بحنان و همس و هو يمسح تلك الدموع التي سالت على و جنتيها: لا اريد ان اري هذي الدموع..
تعلمين انني لا اتاثر الا عندما اري دموعك..


قالت ملاك باصرار: اريد ان اتى معك..


– ليتنى استطيع يا ملاك..


صمتت ملاك بحزن و هي تشعر بان الماضى سيتكرر و تظل و حيده من جديد..
كل عام يغادر و الدها البلاد..
ليومين او ثلاثه و يتركها و حيدة..
ولكن هذي المره سيغادرة لاسبوع كامل..
لا تستطيع ان تبقي فالمنزل مع عدد من الخدم فقط..
تريد ان تتحدث الى احد يفهمها و تفهمه..


وقال و الدها بابتسامة: ستكون معك السيده (نادين)..
وهي المسئوله عنك كما تعلمين فلا تقلقى لن تحتاجى لاى شيء فغيابي..


قالت ملاك بحزن: لا اريد ان ابقي و حيدة..


شعر و الدها بالعطف تجاهها و قال و ربما احس انه ممكن ان يوافق على اي طلب تطلبه..
وهو يراها فحالتها هذه: ما الذي تريدينة اذا؟..


التفتت له و مسحت دموعها فسرعه لتقول: اريد ان اذهب لمنزل عمي للبقاء عندهم..


قال و الدها فعدم تصديق و دهشة: بيت =عمك؟..انت لا تعرفين احدا منهم ابدا..


قالت ملاك و هي تعض على شفتيها بالم: على الاقل ساجد من اتحدث الية هناك..


قال و الدها بحزم: ملاك..
كل شيء الا هذا..
انا لا اريد لك ان تذهبى الى هنالك و تختلطى بهم لان…


قاطعتة ملاك برجاء: ارجوك يا ابي..
لن اطلب شيئا احدث سوي هذا..
ارجوك..


رق قلب و الدها و هو يراها تتوسل اليه..
وشعر انه قد اخطا عندما جعلها بمعزل عن الاخرين..
قد يصبح هذا فصالحها..
ولكنة كذلك اسباب لها الشعور بالوحدة..
الشعور بان ليس لديها اصدقاء ممن يماثلونها العمر..
وقد يصبح هذا سببا فعدم ادراكها لطبيعه البشر من حولها..


وارتسمت ابتسامه باهته على شفتي و الدها ليقول: كما تشائين يا صغيرتي..
سافعل لك جميع ما تريدينه..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


تطلع و الد ما زن الذي كان يجلس خلف ما ئده الاكل الى المقعد الفارغ و قال متسائلا: اين كمال؟..


اجابتة مها التي كانت تجلس بجوار و الدها: لا يزال نائما..


قال و الدها بضيق: انها الاخرى ظهرا..
اى نوم ينامة الى الان؟..


قال ما زن الذي جلس على الطرف الاخر للمائدة: الم اخبرك انه لا يبالى باى شيء؟..


قالت مها بحنق: على الاقل هو ليس مثلك..
دائم الشجار معي..


قال ما زن بابتسامة: انا اقوم بتسليتك..
فلو لم اكن اتشاجر معك لشعرت بالملل..


قالت مها و هي تتناول القليل من طبقها: الملل لدى اروع الف مره من شجار واحد معك..


ضحك ما زن و قال:الانى المنتصر دائما فهذا الشجار؟..


مطت شفتيها بضيق و لم تجبه..وكاد ان يهم بقول شيء ما ..
لولا ان ارتفع صوت رنين هاتف البيت..
فقال و الد ما زن و هو يواصل تناول طعامه: اجب يا ما زن على الهاتف..


ابتسم ما زن و قال و هو يتطلع الى مها: اجيبى يا مها على الهاتف..


قالت مها بحنق: ابي ربما طلب هذا منك انت..


قال بسخرية: عليك الامتثال لاوامر شقيقك الاكبر..


قالت بتحدي: و عليك انت الامتثال لاوامر و الدك..


قال و الدة بغضب: الا تحترمون و جودى حتى؟..


نهض ما زن من مكانة و قال و هو يزفر بحدة: ساجيب يا و الدى على الهاتف .
.
لا داعى لكل ذلك الغضب..
لقد كنت امزح فحسب..


قالت مها بصوت خفيض و حانق: مزاحك ثقيل جدا..


توجة الى الردهه الرئيسيه حيث الهاتف ليرفع سماعتة و يجيب قائلا: الو..
من المتحدث؟..


تسائل الطرف الاخر قائلا: هل ذلك هو بيت =السيد امجد محمود؟
..


اجابة ما زن قائلا : اجل ذلك منزلة .
.
من المتحدث؟..


– انا خالد .
.
شقيقه..


قال ما زن بحيرة: هل انت عمي خالد حقا؟..


قال خالد بابتسامه باهتة: اجل .
.وانت من تكون؟
..مازن ام كمال؟..


ابتسم ما زن و قال : انا ما زن يا عمي..
كيف حالك؟..
لم نرك منذ لمدة طويلة..


– انا بخير..
هل لك ان تنادى لى و الدك؟..


استغرب ما زن رغبتة فان ينهى المحادثه معه سريعا و لكنة لم يفكر بهذا طويلا و قال بهدوء: حسنا سافعل..


والتفتت الى حيث و الدة ليهتف بصوت مرتفع: و الدي..
عمي يريدك على الهاتف..


نهض و الدة من خلف طاوله الاكل التي كانت تحتل ركنا من الردهه و قال متسائلا: اي عم تعني؟..


قالها و هو يقترب من حيث يقف ما زن فحين اجاب ذلك الاخير و هو يتطلع الى و الده: انه عمي خالد..


توقف و الدة فجاه و ربما سيطرت عليه الدهشه و الاستغراب..
فشقيقة خالد لم يتصل منذ فتره طويله تجاوزت العام و النصف..
واتصالاتة كانت تنحصر على امر يتعلق بالعمل..
او امر مهم ما ..فلابد ان امر ما ربما حدث حتي يتصل به..وواصل كيفية ليلتقط السماعه من ما زن و يجيب قائلا: اهلا خالد..
كيف حالك؟..


هز ما زن كتفية بلامبالاه و سار مبتعدا عن المكان فحين اجاب خالد قائلا ببرود: بخير..


قال و الد ما زن كمن اعتاد على هذي النبره من شقيقة : و كيف حال ملاك؟..


توقف ما زن فتلك اللحظه عن السير..
ملاك؟؟..
هل لعمة ابنة؟..
لم يعرف ذلك حتي الان..
انة يستغرب عدم حديث و الدة عن عمة خالد بالذات..
ويستغرب هذي القطيعه بين و الدة و عمه..
وعقد حاجبية و هو لا يزال و اقفا فمكانة منصتا لما يقال..


وعلي الطرف الاخر قال خالد بهدوء: و ذلك ما جعلنى اتصل بك..


قال امجد -والد ما زن- بحيرة: ماذا تعني .
.
هل اصابها مكروه؟..


ازداد انعقاد حاجبى ما زن..
الان هو ربما فهم من هذي المحادثه ان هنالك بنت تدعي ملاك..
وربما تكون ابنه عمه..
وابية يتحدث عن مكروه..
وكانها من المحتمل ان تصاب فيه فاى لحظة..
لكن..
لماذا؟..


قال خالد بحده على الرغم منه: ملاك على ما يرام .
.
فلا داعى لان تتمني لها ان تصاب باى مكروة .
.


قال امجد بهدوء: خالد..
انت تعلم جيدا اننى لست كباقى اخوتك..
وانا الوحيد فيهم الذي عارضهم على ما يفكرون فيه تجاة ابنتك..
اليس ذلك صحيحا؟..


قال خالد و ربما هدات حده صوته: و لهذا اخترتك انت بالذات..
ولكن اعلم جيدا يا شقيقى العزيز انهم لو طلبوا منك اي شيء لتضر ابنتى لما تاخرت..انت لا تستطيع ان ترفض لهم مطلبا واحدا و هم شركائك..
اليس كذلك؟..


قال امجد بلامبالاة: لا فوائد منك..
علي الرغم من جميع ما فعلتة من اجل ابنتك قبل اثنى عشر عاما..


ازدادت دهشه ما زن و هو يستمع لكل هذي الامور التي اخذت تتدفق من بين شفتي و الده..
اذا ملاك هي ابنه عمي حقا..وهنالك شيء ربما حدث قبل اثنى عشر عاما ادي الى هذي القطيعه بين عمي خالد و البقيه من اشقاءه..وابي هو الوحيد الذي عارضهم على ما يفكرون فيه تجاة ابنه عمي..
ولكن بم كانوا يفكرون بالضبط؟..
او ما الذي ينون عليه؟..


قال خالد بهدوء: قبل اي شيء يا امجد اطلب منك ان تعدني..
او ان تمنحنى كلمه منك..
ان ابنتى ستكون على ما يرام و لن تتاذي من قبل اي منكم سواء بمضايقتها او بالتلميح لها..


قال امجد موافقا: امنحك كلمه شرف ان ابنتك ستكون على ما يرام و لن يجرؤ احد على الاقتراب منها حتي لو كانوا ابنائى نفسهم..واقسم على هذا ايضا..


واردف بتساؤل: و لكن لم تطلب منى ذلك؟..اهنالك امر ما ربما حدث؟..


– انت تعلم باعمالى العديدة..
وان على ان اسافر بين الحين و الاخر حتي انجز اعمالى بالخارج..وفى جميع مره اترك ملاك بها ليومين او ثلاثة..
ولكن هذي المره الفتره ربما تطول الى ما هو اكثر من ذلك..
ربما اسبوع او اكثر بقليل..
وعندما اخبرتها بالامر صدقنى لم اراها فحياتي حزينه كما رايتها فتلك اللحظه و هي تطلب منى ان اخذها معي..


تساءل امجد بقليل من الدهشة: و هل و افقت؟..


اجابة خالد قائلا: بكل تاكيد لا..
الامور لا تستقر الا بعد فتره من الوقت كيف لى ان اتركها و حيده جميع ذلك الوقت .
.
وفى الوقت ذاتة لا استطيع ان اتركها لمفردها فالمنزل..
لهذا فقد كنت انت بمثابه الحل الوحيد..


قال امجد بهدوء: انت تعني ان تاتى لتبقي عندي فو قت غيابك .
.
اليس كذلك؟..


– بلي و اعلم انها هي من طلبت منى ذلك..
انها تشعر بالوحده لمفردها و تتمني ان يصبح لها اصدقاء..
وحسبما اذكر فابنتك مها بمثل عمرها تقريبا..
لهذا ارجو ان لا يخيب ظنها بما تتمني رؤيتة فمنزل عمها..


قال امجد بحزم: بيت =عمها هو بيتها الاخر..
فلا داعى لاى تلميحات..


– على العموم سترافقها السيده نادين..
ولن تكون بحاجة لاى شيء..


– ابنتك مرحب فيها فاى و قت..


– ساحضرها غدا صباحا و ارجو ان تكون عند و عدك..


– لا تقلق ساكون ايضا و اكثر..


– الى اللقاء..


اغلق امجد سماعه الهاتف و قال بضيق: لا يزال يضعنى فدائره الاتهام على الرغم من انني كنت اقف بجانبة هو و ابنتة دائما .
.


سالة ما زن بعته و الذي بدا يفهم بعض الشيء من الحديث الذي دار بين و الدة و عمه: ابي من هي ملاك؟..
وهل هي اسباب القطيعه بينك و بين عمي خالد؟..


التفت له و الدة و كانة ربما تنبة الى وجود ما زن للتو و قال و هو يعقد حاجبيه: هل كنت تستمع لما اقوله؟..


هز ما زن كتفية و قال: ليس تماما..
ولكن الحديث عن هذي الفتاة اثار دهشتى و خصوصا و انك لم تتحدث عنها ابدا..


زفر و الدة بحده و قال: اجل هي ابنه عمك..
وهي اسباب القطيعه التي بيننا..


تسائل ما زن بفضول: و لماذا؟..


صمت و الدة للحظات و من بعدها قال: لا داعى لان نفتح صفحة الماضي..
الامور كذا افضل..


ومن بعدها توجة الى احدي الخادمات و ما زن يراقبة بحيرة..
وسمع ذلك الاخير و الدة و هو يقول لتلك الخادمة: جهزوا غرفه النوم التي بالطابق الارضى قبل الغد..


اومات الخادمه براسها و ابتعدت..
فى حين شعر ما زن بحيرتة تزداد..
فمن الغريب ان يطلب و الدة تجهيز غرفه نوم بالطابق السفلى على الرغم من ان لدية غرف نوم اكثر بالطابق الاعلى..
فما فهمة من حديث و الدة ان ابنه عمة ستاتى للبقاء عندهم لفتره من الوقت ريثما ينهى عمة اعمالة بالخارج..
ولكن لم اختار و الدة الغرفه الموجوده بالطابق الارضى بالذات؟..هل يريد ان تكون ابنه عمي بعيده عنا ام ما ذا؟!
..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


(ملاك توقفى عن البكاء يا صغيرتي)


قالها خالد و الد ملاك بحنان و هو يتطلع الى هذي الاخيرة التي جلست الى جوارة على المقعد الخلفى للسيارة و لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع و هي تشيح بوجهها لتتطلع الى من النافذه بالم .
.واردف و الدها ليقول بصوت هادئ: انها ليست المره الاولي التي اسافر بها يا ملاك..
لا تبكي كذا يا صغيرتى و كانى لن اعود اليك..


قالت ملاك من بين شهقاتها: و لكنها المره .
.
الاولي التي .
.تتركنى لوقت طويل..


مسح على شعرها و قال بابتسامة: اريد ان اري ابتسامه على الاقل قبل ان اسافر..
حتي اشعر بالراحه و انا مسافر..
لا اريد ان اتركك و انا اشعر بالقلق عليك..


التفتت له و قالت بعينين مغرورقتين بالدموع: كيف ابتسم و قلبي يبكى بدموع من دم على فراقك يا ابي .
.كيف؟..


التقط و الدها من جيبة منديلا و شرع يمسح دموعها برفق و حنان و قال بابتسامه مغيرا دفه الحديث لينسيها القليل من احزانها: الا زلت مصره على الذهاب الى بيت =عمك؟..


قالت ملاك بعناد طفولي: بكل تاكيد على الاقل سيصبح هنالك من اتحدث الية من اخبرة باحاسيسي..
برغباتي..
لا ان اكون كالتائهه لا اعلم الى من اتحدث او الى اي شخص اشكى همومي..


قال و الدها و هو يربت على كتفها: ساتصل بك يوميا و يمكنك ان تشكى لى ما اردت..
اخبرينى ماذا تريدين ان احضر لك معي..


تنهدت و قالت و هي تنظر اليه: ما يهمنى هو سلامتك يا ابي..


قال مبتسما بمكر: الا تريدين اي شيء حقا؟..


وجدت نفسها تبتسم و تقول: بلي اريد..


واردفت قائلة: اريد ان تجلب لى معك طيرا..


قال بحيرة: يمكنك شراء ما تريدين يا صغيرتى من هنا .
.
سامنحك المبلغ الذي تريدين و …


قاطعتها قائله و هي تهز راسها نفيا: لا..
لا اريد شراءة من هنا..
بل اريدة ان يصبح على ذوقك..
ويصبح متميزا حتي اتذكرك كلما غبت عني..


قال و الدها بحب و هو يحيط كتفها بذراعة و يضمها اليه: لك ما شئت يا صغيرتي..


عقب قوله توقف السيارة..
وسمعا صوت السائق و هو يقول: لقد و صلنا يا سيد خالد..


التفتت ملاك فسرعه الى بيت =عمها..
وفغرت فاهها بدهشه .
.
والتمع فعيناها بريق اعجاب و هي تقول: اهذا هو بيت =عمي حقا؟..


فما امامها لم يكن اشبة بالمنازل التي راتها..
بل كان اشبة بالقصور..
ببوابتة الكبيرة..
وضخامه بناءة و حلوه تصميمة .
.
وحديقتة التي كانت تري منها القليل فقط..
وان كانت تشعر بمساحتها الكبيرة..وازدردت لعابها لتتغلب على دهشتها و تشير الى البيت باصابع متوتره بعض الشيء: اهذا بيت =عمي حقا؟؟..


قال و الدها بابتسامه باهتة: لا تخدعك المظاهر يا صغيرتي..


– ماذا تعني يا ابي؟..


قال بهدوء و هو يلتفت عنها: ربما يبدوا لك البيت جميلا من الخارج و لكن ماذا عن الداخل؟..


كان يعني بقوله اصحاب هذا البيت..
ولكنها لم تفهمة و ظنت انه يعني البيت بتاثيثة الداخلي..
وقالت مبتسمة: اكثر جمالا بكل تاكيد..


ابتسم و قال متحدثا الى نفسه: ( لن يمكنك فهم ما اعنية ابدا يا صغيرتي..
لانك لم تكن لك ايه علاقات الا معى و مع السيده نادين..اشعر بالخوف تجاهك من جميع ما حولك..
وكل ما يحيط بك..
كيف ممكن ان تواجهى العالم لو لم اكن انا موجودا .
.
كيف لك ان تواجهى جشع اعمامك و مكرهم .
.
كيف لك ان تواجهى خبث الناس من حولك..
هل اخطات يا صغيرتى عندما ابعدتك عن الناس خوفا من ان يجرحوا مشاعرك؟
..
هل ذلك هو خطاى انا؟..)


وتطلع الى البيت و هو يتمني من جميع قلبة ان يعاملها اخية و ابناءة كما يتمني هو او كما تتمني هذي الملاك الصغير..
لو جرحوا مشاعرها لمره فما الذي ربما يحدث لها..
لو حاولوا ان يلمحوا يوما عن عجزها..
كيف ستتصرف؟..


ووجد نفسة يتردد فان يترك ملاك عند اخية .
.
ولكن حماسه ملاك المفاجاه جعلتة يتراجع عندما سمعها تقول بسعادة: ابي اريد ان اري البيت من الداخل ايضا..
متي سنهبط من السيارة؟
..


قال و الدها بابتسامه شاحبه بعض الشيء و هو يفتح الباب المجاور له: الان يا صغيرتي..


واردف و هو يتحدث الى السائق: افتح صندوق السيارة..


اسرع السائق ينفذ الامر..
فخرج خالد من سيارتة و توجة الى خلف السيارة ليلتقط هذا الكرسى المتحرك الذي اصبح رفيق ملاك الدائم..
وفردة ليحركة الى جانب الباب المجاور لملاك..
وفتح الباب ليقول بابتسامة: هل اساعدك؟..


قالت مبتسمة: لقد اعتدت هذا..
صدقني..


قالتها و هي ترفع نفسها قليلا من على مقعد الكرسى باستعمال كلتا ذراعيها..
وتوجة ثقل جسدها الى الكرسى المقال بجانب السيارة..واستقرت عليه .
.
فابتسم و الدها و هو يدفع المقعد قليلا و يغلق باب السيارة و التفت الى السائق قائلا: انتظرنى هنا ريثما اعود..


عاد السائق ليومئ براسه..
فدفع خالد مقعد ملاك امامه..
وابتسم يشرود و هو يتطلع الى البيت الموجود امامه..
وتوقف لوهله و هو يقول: هيا يا سيده نادين..


كانت نادين سيده تجاوزت الثامنة و الثلاثين..
طيبه القلب و تهتم بكل شئون ملاك..
وهذا ما كان عزاءة فمحنه ابنته..
ان تجد القلب الذي يعطف عليها..
وتكون كام او اخت لها..


خرجت السيده نادين من السيارة و هي تحمل حقيبه متوسطة الحجم و قالت فسرعه : فالحال يا سيد خالد..


وابتسمت ملاك ابتسامه تحمل ما بين السرور و القلق..القلق مما ربما يصادفها خلف ابواب هذا البيت..
ضمت معطفها الى جسدها و تساءلت بالرغم منها متحدثه الى نفسها : (هل سيصبح العيش بمنزل عمي كما تخيلتة و تمنيته؟
..
ام انني سانصدم بالحقيقة القاسيه ؟
)

 


رواية ملاك الحب