الام دى اعظم شئ في الكون , شعر نزار قباني عن الام

صباح الخير يا حلوه..


صباح الخير يا قديستى الحلوه


مضي عامان يا امي


علي الولد الذي ابحر


برحلتة الخرافيه


وخبا فحقائبه


صباح بلادة الاخضر


وانجمها،
وانهرها،
وكل شقيقها الاحمر


وخبا فملابسه


طرابينا من النعناع و الزعتر


وليلكه دمشقية..


انا و حدي..


دخان سجائرى يضجر


ومنى مقعدى يضجر


واحزانى عصافير..


تفتش –بعد- عن بيدر


عرفت نساء اوروبا..


عرفت عواطف الاسمنت و الخشب


عرفت حضارة التعب..


وطفت الهند،
طفت السند،
طفت العالم الاصفر


ولم اعثر..


علي امرأة تمشط شعري الاشقر


وتحمل فحقيبتها..


الى عرائس السكر


وتكسونى اذا اعرى


وتنشلنى اذا اعثر


ايا امي..


ايا امي..


انا الولد الذي ابحر


ولا زالت بخاطره


تعيش عروسه السكر


فكيف..
فكيف يا امي


غدوت ابا..


ولم اكبر؟


صباح الخير من مدريد


ما اخبارها الفلة؟


بها اوصيك يا اماه..


تلك الطفلة الطفله


فقد كانت احب حبيبه لابي..


يدللها كطفلته


ويدعوها الى فنجان قهوته


ويسقيها..


ويطعمها..


ويغمرها برحمته..


..
ومات ابي


ولا زالت تعيش بحلم عودته


وتبحث عنه فارجاء غرفته


وتسال عن عباءته..


وتسال عن جريدته..


وتسال –حين ياتى الصيف-


عن فيروز عينيه..


لتنثر فوق كفيه..


دنانيرا من الذهب..


سلامات..


سلامات..


الي بيت =سقانا الحب و الرحمة


الي ازهارك البيضاء..
فرحه “ساحه النجمة”


الي تختي..


الي كتبي..


الي اطفال حارتنا..


وحيطان ملاناها..


بفوضي من كتابتنا..


الي قطط كسولات


تنام على مشارقنا


وليلكه معرشة


علي شباك جارتنا


مضي عامان..
يا امي


ووجة دمشق،


عصفور يخربش فجوانحنا


يعض على ستائرنا..


وينقرنا..


برفق من اصابعنا..


مضي عامان يا امي


وليل دمشق


فل دمشق


دور دمشق


تسكن فخواطرنا


ماذنها..
تضيء على مراكبنا


كان ما ذن الاموي..


قد زرعت بداخلنا..


كان مشاتل التفاح..


تعبق فضمائرنا


كان الضوء،
والاحجار


جاءت كلها معنا..


اتي ايلول يا اماه..


وجاء الحزن يحمل لى هداياه


ويترك عند نافذتي


مدامعة و شكواه


اتي ايلول..
اين دمشق؟


اين ابي و عيناه


واين حرير نظرته؟


واين عبير قهوته؟


سقي الرحمن مثواه..


واين رحاب منزلنا الكبير..


واين نعماه؟


واين مدارج الشمشير..


تضحك فزواياه


واين طفولتى فيه؟


اجرجر ذيل قطته


واكل من عريشته


واقطف من بنفشاه


دمشق،
دمشق..


يا شعرا


علي حدقات اعيننا كتبناه


ويا طفلا جميلا..


من ضفائرة صلبناه


جثونا عند ركبته..


وذبنا فمحبته


الي ان فمحبتنا قتلناه…


الام دى اعظم شئ في الكون , شعر نزار قباني عن الام