لماذا سميت سورة الجمعة بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الجمعة بهذا الاسم 18361

 

 

 يسبح لله ما فالسماوات و ما فالارض الملك القدوس العزيز الحكيم   هو الذي بعث فالاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياتة و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمه و ان كانوا من قبل لفى ضلال مبين   واخرين منهم لما يلحقوا بهم و هو العزيز الحكيم   ذلك فضل الله يؤتية من يشاء و الله ذو الفضل العظيم   مثل الذين حملوا التوراه بعدها لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس كالقوم الذين كذبوا بايات الله و الله لا يهدى القوم الظالمين   قل يا ايها الذين هادوا ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين   ولا يتمنونة ابدا بما قدمت ايديهم و الله عليم بالظالمين   قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم بعدها تردون الى عالم الغيب و الشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون   يا ايها الذين امنوا اذا نودى للصلاه من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله و ذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون   فاذا قضيت الصلاة فانتشروا فالارض و ابتغوا من فضل الله و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون     واذا راوا تجاره او لهوا انفضوا اليها و تركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو و من التجاره و الله خير الرازقين    .
[1]

 

سبب التسمية


سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لانها ‏تناولت ‏احكام ‏‏” ‏ صلاه ‏الجمعة ‏‏” ‏فدعت ‏المؤمنين ‏الي ‏المسارعه ‏لاداء ‏الصلاة ‏‏،
‏وحرمت ‏عليهم ‏البيع ‏وقت ‏الاذان ‏‏،
‏ووقت ‏النداء ‏لها ‏وختمت ‏بالتحذير ‏من ‏الانشغال ‏عن ‏الصلاة ‏بالتجاره ‏وغيرها .

التعريف بالسورة


1) سورة مدنيه .

2) من المفصل .

3) اياتها 11 .

4) ترتيبها الاخرى و الستون .

5) نزلت بعد سورة الصف و قبل سورةالمنافقون .

6) بدات بفعل مضارع ” يسبح ” و هواحد اساليب الثناء .

7) الجزء ( 28 ) الحزب ( 56 ) الربع ( 5 ) .

سبب نزول السورة


عن جابر بن عبدالرحمن قال كان رسول الله يخطب يوم الجمعة اذا اقبلت عير ربما قدمت فخرجوا اليها حتي لم يبق معه لا اثنا عشر رجلا فانزل الله تبارك و تعالى( و اذا راوا تجاره او لهوا انفضوا اليها و تركوك قائما) رواة البخارى عن حفص بن عمر عن خالد بن عبدالله عن حصين .

ان النبى كان يقرا فالجمعة سورة الجمعة و اذا جاءك المنافقون .
( رواة الترمذي)

تفسير السورة


{ يسبح لله ما فالسماوات و ما فالارض الملك القدوس العزيز الحكيم }

اي: يسبح لله،
وينقاد لامره،
ويتالهه،
ويعبده،
جميع ما فالسماوات و الارض،
لانة الكامل الملك،
الذى له ملك العالم العلوى و السفلي،
فالجميع مماليكه،
وتحت تدبيره،
{ القدوس } المعظم،
المنزة عن جميع افه و نقص،
{ العزيز } القاهر للحاجات كلها،
{ الحكيم } فخلقة و امره.

فهذه الاوصاف العظيمه مما تدعو الى عباده الله و حدة لا شريك له.

{ 2-4 } { هو الذي بعث فالاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياتة و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمه و ان كانوا من قبل لفى ضلال مبين * و اخرين منهم لما يلحقوا بهم و هو العزيز الحكيم * هذا فضل الله يؤتية من يشاء و الله ذو الفضل العظيم }

المراد بالاميين: الذين لا كتاب عندهم،
ولا اثر رساله من العرب و غيرهم،
ممن ليسوا من اهل الكتاب،
فامتن الله تعالى عليهم،
منه عظيمة،
اعظم من منتة على غيرهم،
لانهم عادمون للعلم و الخير،
وكانوا فضلال مبين،
يتعبدون للاشجار و الاصنام و الاحجار،
ويتخلقون باخلاق السباع الضارية،
ياكل قويهم ضعيفهم،
وقد كانوا فغايه الجهل بعلوم الانبياء،
فبعث الله فيهم رسولا منهم،
يعرفون نسبه،
واوصافة الرائعة و صدقه،
وانزل عليه كتابة { يتلو عليهم اياتة } القاطعه الموجبه للايمان و اليقين،
{ و يزكيهم } بان يحثهم على الاخلاق الفاضلة،
ويفصلها لهم،
ويزجرهم عن الاخلاق الرذيلة،
{ و يعلمهم الكتاب و الحكمه } اي: علم القران و علم السنة،
المشتمل هذا علوم الاولين و الاخرين،
فكانوا بعد ذلك التعليم و التزكيه منه اعلم الخلق،
بل كانوا ائمه اهل العلم و الدين،
واكمل الخلق اخلاقا،
واحسنهم هديا و سمتا،
اهتدوا بانفسهم،
وهدوا غيرهم،
فصاروا ائمه المهتدين،
وهداه المؤمنين،
فلله عليهم ببعثة ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم،
اكمل نعمة،
واجل منحة،
وقوله { و اخرين منهم لما يلحقوا بهم } اي: و امتن على اخرين من غيرهم اي: من غير الاميين،
ممن ياتى بعدهم،
ومن اهل الكتاب،
لما يلحقوا بهم،
اي: فيمن باشر دعوه الرسول،
ويحتمل انهم لما يلحقوا بهم فالفضل،
ويحتمل ان يكونوا لما يلحقوا بهم فالزمان،
وعلي كل،
فكلا المعنيين صحيح،
فان الذين بعث الله فيهم رسولة و شاهدوة و باشروا دعوته،
حصل لهم من الخصائص و الفضائل ما لا ممكن احدا ان يلحقهم فيها،
وهذا من عزتة و حكمته،
حيث لم يترك عبادة هملا و لا سدى،
بل ابتعث فيهم الرسل،
وامرهم و نهاهم،
وذلك من فضل الله العظيم،
الذى يؤتية من يشاء من عباده،
وهو اروع من نعمتة عليهم بعافيه البدن و سعه الرزق،
وغير ذلك،
من النعم الدنيوية،
فلا اعظم من نعمه الدين التي هي ما ده الفوز،
والسعادة الابدية.

{ 5-8 } { كالذين حملوا التوراه بعدها لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس كالقوم الذين كذبوا بايات الله و الله لا يهدى القوم الظالمين * قل يا ايها الذين هادوا ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين * و لا يتمنونة ابدا بما قدمت ايديهم و الله عليم بالظالمين * قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم بعدها تردون الى عالم الغيب و الشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون }

لما ذكر تعالى منتة على هذي الامة،
الذين ابتعث فيهم النبى الامي،
وما خصهم الله فيه من المزايا و المناقب،
التى لا يلحقهم بها احد و هم الامه الاميه الذين فاقوا الاولين و الاخرين،
حتي اهل الكتاب،
الذين يزعمون انهم العلماء الربانيون و الاحبار المتقدمون،
ذكر ان الذين حملهم الله التوراه من اليهود و هكذا النصارى،
وامرهم ان يتعلموها،
ويعملوا بما بها ،

وانهم لم يحملوها و لم يقوموا بما حملوا به،
انهم لا فضيله لهم،
وان مثلهم كمثل الحمار الذي يحمل فوق ظهرة اسفارا من كتب العلم،
فهل يستفيد هذا الحمار من تلك الكتب التي فوق ظهره؟
وهل يلحق فيه فضيله بسبب ذلك؟
ام حظة منها حملها فقط؟
فهذا كعلماء اليهود الذين لم يعملوا بما فالتوراة،
الذى من اجلة و اعظمة الامر باتباع محمد صلى الله عليه و سلم،
والبشاره به،
والايمان بما جاء فيه من القران،
فهل استفاد من ذلك و صفة من التوراه الا الخيبه و الخسران و اقامه الحجه عليه؟
فهذا المثل مطابق لاحوالهم.

بئس كالقوم الذين كذبوا بايات الله الداله على صدق رسولنا و صدق ما جاء به.

{ و الله لا يهدى القوم الظالمين } اي: لا يرشدهم الى مصالحهم،
ما دام الظلم لهم و صفا،
والعناد لهم نعتا و من ظلم اليهود و عنادهم،
انهم يعلمون انهم على باطل،
ويزعمون انهم على حق،
وانهم اولياء الله من دون الناس.

ولهذا امر الله رسوله،
ان يقول لهم: ان كنتم صادقين فزعمكم انكم على الحق،
واولياء الله: { فتمنوا الموت } و ذلك امر خفيف،
فانهم لو علموا انهم على حق لما توقفوا عن ذلك التحدى الذي جعلة الله دليلا على صدقهم ان تمنوه،
وكذبهم ان لم يتمنوة و لما لم يقع منهم مع الاعلان لهم بذلك،
علم انهم عالمون ببطلان ما هم عليه و فساده،
ولهذا قال: { و لا يتمنونة ابدا بما قدمت ايديهم } اي من الذنوب و المعاصي،
التى يستوحشون من الموت من اجلها،
{ و الله عليم بالظالمين } فلا ممكن ان يخفي عليه من ظلمهم شيء،
هذا و ان كانوا لا يتمنون الموت بما قدمت ايديهم،
و يفرون منه [غايه الفرار]،
فان هذا لا ينجيهم،
بل لا بد ان يلاقيهم الموت الذي ربما حتمة الله على العباد و كتبة عليهم.

ثم بعد الموت و استكمال الاجال،
يرد الخلق كلهم يوم القيامه الى عالم الغيب و الشهادة،
فينبئهم بما كانوا يعملون،
من خير و شر،
قليل و كثير.

{ 9-11 } { يا ايها الذين امنوا اذا نودى للصلاه من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله و ذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون * فاذا قضيت الصلاة فانتشروا فالارض و ابتغوا من فضل الله و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * و اذا راوا تجاره او لهوا انفضوا اليها و تركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو و من التجاره و الله خير الرازقين }

يامر تعالى عبادة المؤمنين بالحضور لصلاه الجمعة و المبادره اليها،
من حين ينادي لها و السعى اليها،
والمراد بالسعى هنا: المبادره اليها و الاهتمام لها،
وجعلها اهم الاشغال،
لا العدو الذي ربما نهى عنه عند المضى الى الصلاة،
وقوله: { و ذروا البيع } اي: اتركوا البيع،
اذا نودى للصلاة،
وامضوا اليها.

فان { ذلكم خير لكم } من اشتغالكم بالبيع،
وتفويتكم الصلاة الفريضة،
التى هي من اكد الفروض.

{ ان كنتم تعلمون } ان ما عند الله خير و ابقى،
وان من اثر الدنيا على الدين،
فقد خسر الخساره الحقيقية،
من حيث ظن انه يربح،
وهذا الامر بترك البيع مؤقت لمدة الصلاة.

{ فاذا قضيت الصلاة فانتشروا فالارض } لطلب المكاسب و التجارات و لما كان الاشتغال فالتجارة،
مظنه الغفله عن ذكر الله،
امر الله بالاكثار من ذكره،
فقال: { و اذكروا الله كثيرا } اي فحال قيامكم و قعودكم و على جنوبكم،
{ لعلكم تفلحون } فان الاكثار من ذكر الله اكبر سبب الفلاح.

{ و اذا راوا تجاره او لهوا انفضوا اليها } اي: خرجوا من المسجد،
حرصا على هذا اللهو،
و [تلك] التجارة،
وتركوا الخير،
{ و تركوك قائما } تخطب الناس،
وذلك [في] يوم جمعة،
بينما النبى صلى الله عليه و سلم يخطب الناس،
اذ قدم المدينة،
عير تحمل تجارة،
فلما سمع الناس بها،
وهم فالمسجد،
انفضوا من المسجد،
وتركوا النبى صلى الله عليه و سلم يخطب استعجالا لما لا ينبغى ان يستعجل له،
وترك ادب،
{ قل ما عند الله } من الاجر و الثواب،
لمن لازم الخير و صبر نفسة على عباده الله.

{ خير من اللهو و من التجاره } التي،
وان حصل منها بعض المقاصد،
فان هذا قليل منغص،
مفوت لخير الاخرة،
وليس الصبر على طاعه الله مفوتا للرزق،
فان الله خير الرازقين،
فمن اتقي الله رزقة من حيث لا يحتسب.

وفى هذي الايات فائدة عديدة:

منها: ان الجمعة فريضه على كل المؤمنين،
يجب عليهم السعى لها،
والمبادره و الاهتمام بشانها.

ومنها: ان الخطبتين يوم الجمعة،
فريضتان يجب حضورهما،
لانة فسر الذكر هنا بالخطبتين،
فامر الله بالمضى الية و السعى له.

ومنها: مشروعيه النداء ليوم الجمعة،
والامر به.

ومنها: النهي عن البيع و الشراء،
بعد نداء الجمعة،
وتحريم ذلك،
وما ذاك الا لانة يفوت الواجب و يشغل عنه،
فدل هذا على ان جميع امر و لو كان مباحا فالاصل،
اذا كان ينشا عنه تفويت و اجب،
فانة لا يجوز فتلك الحال.

ومنها: الامر بحضور الخطبتين يوم الجمعة،
وذم من لم يحضرهما،
ومن لازم هذا الانصات لهما.

ومنها: انه ينبغى للعبد المقبل على عباده الله،
وقت دواعي النفس لحضور اللهو [والتجارات] و الشهوات،
ان يذكرها بما عند الله من الخيرات،
وما لمؤثر رضاة على هواه.

 

  • لماذا سميت سورة الجمعة بهذا الاسم
  • لماذا سميت سورة الجمعة
  • سميت صوره الجمعع بهذا الاسم لذكر يوم الجمعه فيها
  • سورة الجمعة
  • لماذا سميت سورة ( الفجر ) و سورة ( الناس ) بهذا الاسم
  • لماذا سميت سورة الجمعه بهذا الاسم
  • لماذا سميت سورة الكهف بهذا الاسم
  • لماذا سميت سوره الجعه بهذاالاسم


لماذا سميت سورة الجمعة بهذا الاسم