الاستغفار الاستغفار الاستغفار

الاستغفار الاستغفار الاستغفار 48472de3f494d56862662fc77e19b980

 

الاستغفار..اهميتة و حاجتنا اليه


استغفار الله و المداومه عليه جاء الامر فيه من الله – تعالى – لنبية فقوله – تعالى -: ((فاصبر ان و عد الله حق و استغفر لذنبك و سبح بحمد ربك بالعشى و الابكار)) [غافر: 55]،
وفى قوله – تعالى -: ((واستغفر الله ان الله كان غفورا رحيما)) [النساء: 106]،
وفى قوله – تعالى -: ((فاعلم انه لا الة الا الله و استغفر لذنبك)) [محمد: 19]،
وفى قوله – تعالى -: ((فسبح بحمد ربك و استغفرة انه كان توابا)) [النصر: 3].

ولقد استجاب رسول الله – صلى الله عليه و سلم – لهذا الامر خير استجابة؛
فعن عائشه – رضى الله عنها- قالت: (ما صلى النبى صلاه بعد ان نزلت ((اذا جاء نصر الله و الفتح)) الا يقول فيها: سبحانك ربنا و بحمدك،
اللهم اغفر لي) (1).

وعنها – رضى الله عنها- قالت: (كان رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يكثر ان يقول فركوعة و سجوده: سبحانك اللهم ربنا و بحمدك،
اللهم اغفر لي؛
يتاول القران) (2).

وكان يكثر الاستغفار فغير الصلاة،
فعن ابي هريره – رضى الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يقول: (والله انني لاستغفر الله و اتوب الية فاليوم اكثر من سبعين مرة) (3).

وعن ابن عمر – رضى الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: (يا ايها الناس توبوا الى الله،
فانى اتوب الية فاليوم مئه مرة) (4).

وعن ابن عمر – رضى الله عنهما – انه سمع النبى – صلى الله عليه و سلم – يقول: (استغفر الله الذي لا الة الا هو الحى القيوم و اتوب اليه) فالمجلس قبل ان يقوم مئه مرة) (5).

وعن ابن عمر – رضى الله عنهما – قال: (انا كنا لنعد لرسول الله فالمجلس: (رب اغفر لى و تب على انك انت التواب الرحيم) مئه مرة) (6).

وعن الاغر المزنى – رضى الله عنه – ان رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال: (انة ليغان على قلبي،
وانى لاستغفر الله فاليوم مئه مرة) (7).

وقيل فمعني قوله: (انة ليغان على قلبي) عده معان،
وهي:

المراد ب (الغين): الفتور عن الذكر الذي شانة ان يداوم عليه،
فاذا فتر عنه لامر ما عد هذا ذنبا،
فاستغفر عنه،
وحكى عن عياض.

و قيل: هو شيء يعترى القلب مما يقع من حديث النفس.

و قيل: هي حالة كمثل جفن العين حين يسبل ليدفع القذى،
فانة يمنع الرؤية،
فهو من هذي الحيثيه نقص،
وفى الحقيقة هو كمال (8).

نماذج من استغفاره:


ولقد اخذ استغفارة نماذج عده فمواطن كثيرة،
منها: استغفارة بعد السلام من الفريضة،
وعند الخروج من الخلاء،
وفى خطبة الحاجة،
وعند النوم،
وفى كفاره المجلس..
وغيرها،
نذكر منها على سبيل المثال ما يلي:

بعد الفراغ من الوضوء:


عن ابي سعيد الخدرى – رضى الله عنه – ان الرسول قال بعد الوضوء: (سبحانك اللهم و بحمدك،
اشهد ان لا الة الا انت،
استغفرك و اتوب اليك) (9).

عند القيام لصلاه الليل:


عن ابن عباس – رضى الله عنهما – قال: (كان النبى – صلى الله عليه و سلم – اذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد،
انت نور السماوات و الارض و من فيهن،
ولك الحمد،
انت قيوم السماوات و الارض و من فيهن،
ولك الحمد،
انت الحق،
ووعدك حق،
وقولك حق،
ولقاؤك حق،
والجنه حق،
والنار حق،
والساعة حق،
والنبيون حق،
ومحمد حق،
اللهم لك اسلمت،
وعليك توكلت،
وبك امنت،
واليك انبت،
وبك خاصمت،
واليك حاكمت،
فاغفر لى ما قدمت و ما اخرت،
وما اسررت و ما اعلنت،
انت المقدم و انت المؤخر،
لا الة الا انت)(10).

فاستفتاح الصلاة:


عن ابي هريره – رضى الله عنه – قال: (كان رسول الله – صلى الله عليه و سلم- يسكت بين التكبير و بين القراءه اسكاتة،
قال: احسبة قال: هنية،
فقلت: بابي و امي يا رسول الله،
اسكاتك بين التكبير و القراءة،
ما تقول؟،
قال: اقول اللهم باعد بينى و بين خطاياى كما باعدت بين المشرق و المغرب،
اللهم نقنى من الخطايا كما ينقي الثوب الابيض من الدنس،
اللهم اغسل خطاياي بالماء و الثلج و البرد) (11).

فاخر الصلاة:


عن على بن ابي طالب – رضى الله عنه – ان رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يقول من احدث ما يقول بين التشهد و التسليم: (اللهم اغفر لى ما قدمت و ما اخرت،
وما اسررت و ما اعلنت،
وما اسرفت و ما انت اعلم فيه مني،
انت المقدم و انت المؤخر،
لا الة الا انت) (12).

عند موته:


عن عائشه – رضى الله عنها – انها قالت: سمعت النبى – صلى الله عليه و سلم – و اصغيت الية قبل ان يموت و هو مسند الى ظهرة يقول: (اللهم اغفر لى و ارحمنى و الحقنى بالرفيق الاعلى) (13).

و فعامة دعائه:


عن ابي موسي الاشعري – رضى الله عنه – ان النبى – صلى الله عليه و سلم – كان يدعو بهذا الدعاء: (اللهم اغفر لى خطيئتى و جهلى و اسرافى فامرى و ما انت اعلم فيه مني،
اللهم اغفر لى جدى و هزلى و خطئى و عمدي،
وكل هذا عندي،
اللهم اغفر لى ما قدمت و ما اخرت،
وما اسررت و ما اعلنت،
وما انت اعلم فيه مني،
انت المقدم و انت المؤخر،
وانت على جميع شيء قدير) (14).

استشكال و رده:


واستشكل و قوع الاستغفار من النبى و هو معصوم؛
فالاستغفار يستدعى و قوع المعصية،
واجاب العلماء على هذا بعده اجوبة،
منها:

قول ابن الجوزي: هفوات الطباع البشريه لا يسلم منها احد.


وقال ابن بطال: الانبياء اشد الناس اجتهادا فالعباده لما اعطاهم الله – تعالى – من المعرفة،
فهم دائبون فشكرة معترفون له بالتقصير،
فكان الاستغفار من التقصير فاداء الحق الذي يجب لله – تعالى -.

وقال القرطبي ف(المفهم): (وقوع الخطيئه من الانبياء جائز؛
لانهم مكلفون،
فيخافون و قوع هذا و يتعوذون منه) (15).

حث الامه على الاستغفار:


عد ابن كثير امر الله لنبية – صلى الله عليه و سلم – بالاستغفار تهييجا للامه على طلب المغفرة،
اذ كيف يصبح خطاب افراد الامه اذا امر نبيها بالاستغفار؟
(16).

وجاء فالكتاب العزيز حث على الاستغفار و ترغيب به و الثناء على اهله،
فى كقوله – تعالى -: ((واستغفروا الله ان الله غفور رحيم)) [المزمل: 20]،
ومن ذلك: قوله – تعالى -: ((والمستغفرين بالاسحار)) [ال عمران: 17].

يقول ابن كثير عن فضيله الاستغفار وقت الاسحار:


وثبت فالصحيحين عن جماعة من الصحابه ان رسول الله – صلى الله عليه و سلم- قال: (ينزل ربنا – تبارك و تعالى – فكل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الاخير،
فيقول: هل من سائل فاعطيه؟،
هل من داع فاستجيب له؟،
هل من مستغفر فاغفر له؟)(17).

وفى الصحيحين عن عائشه – رضى الله عنها – قالت: من جميع الليل اوتر من اولة و اوسطة و اخره،
فانتهي و ترة الى السحر (18).

وكان عبدالله بن عمر يصلى من الليل بعدها يقول: يا نافع هل جاء السحر؟،
فاذا قال: نعم،
اقبل على الدعاء و الاستغفار حتي يصبح.

وعن حاطب قال: سمعت رجلا فالسحر فناحيه المسجد و هو يقول: يا رب امرتنى فاطعتك،
وهذا السحر فاغفر لي،
فنظرت،
فاذا هو ابن مسعود – رضى الله عنه -..
وعن انس بن ما لك قال: كنا نؤمر اذا صلينا من الليل ان نستغفر فاخر السحر سبعين مرة(19).

تعليم النبى – صلى الله عليه و سلم – الاستغفار لاصحابه:


ومن مظاهر اهتمامة بالاستغفار: تعليمة لاصحابه،
بل لخيره اصحابه،
وصاحبة فالهجرة،
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضى الله عنهما – قال: ان ابا بكر الصديق قال لرسول الله – صلى الله عليه و سلم : يا رسول الله علمنى دعاء ادعو فيه فصلاتى و فبيتي.
قال: (قل: اللهم انني ظلمت نفسي ظلما كبيرا و لا يغفر الذنوب الا انت،
فاغفر لى مغفره من عندك و ارحمني،
انك انت الغفور الرحيم)(20).

وعن قوله: (مغفره من عندك) قال الطيبي: دل التنكير على ان المطلوب غفران عظيم لا يحيط فيه و صف،
وقال ابن دقيق العيد: يحتمل و جهين،
احدهما: الاشاره الى التوحيد،
كانة قال: لا يفعل ذلك الا انت،
فافعلة لي،
والثاني: انه اشاره الى طلب مغفره متفضل فيها لا يقتضيها اسباب من عمل حسن و لا غيره،
وبهذا الثاني جزم ابن الجوزى فقال: المعنى: هب لى مغفره تفضلا،
وان لم اكن لها اهلا بعملي(21).

ومن اهتمامة بشان الاستغفار: تعليمة للرجل حديث الاسلام دعاء يبدا بالاستغفار،
فعن ابي ما لك الاشجعى عن ابية قال: كان الرجل اذا اسلم علمة النبى الصلاة،
ثم امرة ان يدعو بهؤلاء الكلمات: (اللهم اغفر لى و ارحمنى و اهدنى و عافنى و ارزقني)(22).

ان الامه فهدية محتاجه الى اللهج بالاستغفار،
ابتداء من حديث العهد بالاسلام الى خير الامه و صديقها،
فكيف بمن جاء بعدهم؟!.

ومن مظاهر حث الامه على الاستغفار: ترغيبهم فسيد الاستغفار،
فعن شداد بن اوس – رضى الله عنه – ان النبى – صلى الله عليه و سلم – قال: (سيد الاستغفار: ان يقول: اللهم انت ربى لا الة الا انت،
خلقتنى و انا عبدك،
وانا على عهدك و وعدك ما استطعت،
اعوذ بك من شر ما صنعت،
ابوء لك بنعمتك علي،
وابوء لك بذنبي،
فاغفر لي؛
فانة لا يغفر الذنوب الا انت،
قال: من قالها من النهار موقنا فيها فمات من يومة قبل ان يمسى فهو من اهل الجنة،
ومن قالها من الليل و هو موقن فيها فمات قبل ان يكون فهو من اهل الجنة) (23).

قال ابن حجر: (وفى هذا اعلام لامتة ان احدا لا يقدر على التاليان بجميع ما يجب عليه لله،
ولا الوفاء بكمال الطاعات و الشكر على النعم،
فرفق الله بعباده،
فلم يكلفهم من هذا الا و سعهم.

وقال ابن ابي جمرة: جمع فهذا الحديث من بديع المعاني و حسن الالفاظ ما يحق له ان يسمي سيد الاستغفار،
ففية الاقرار لله و حدة بالالهيه و العبودية،
والاعتراف بانه هو الخالق،
والاقرار بالعهد الذي اخذ عليه،
والرجاء بما و عدة به،
والاستغفار من شر ما جني العبد على نفسه،
واضافه النعماء الى موجدها،
واضافه الذنب الى النفس،
ورغبتة فالمغفرة،
واعترافة بانه لا يقدر احد على هذا الا هو) (24).

وعن عائشه – رضى الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: (طوبي لمن و جد فصحيفتة استغفارا كثيرا)(25).

الحاجة الى الاستغفار:

قال ابن القيم – رحمة الله – فبيان حاجة العبد للتوبه و الاستغفار: (انسب اعمالك و احوالك الى عظيم جلال الله،
وما يستحقه،
وما هو له اهل،
فان رايتها و افيه بذلك مكافاه له فلا حاجة حينئذ الى التوبة،
واذا رايت ان اضعاف اضعاف ما قمت فيه من صدق،
واخلاص،
وانابة،
وتوكل،
وزهد،
وعبادة: لا يفى بايسر حق له عليك،
ولا يكافئ نعمه من نعمة عندك،
وان ما يستحقة لجلالة و عظمتة اعظم و اجل و اكبر مما يقوم فيه الخلق: رايت ضروره التوبة،
وانها نهاية جميع عارف و غايه جميع سالك،
واذا لم يكن للقيام بحقيقة العبوديه سبيل فعلي التوبه المعول… و لولا تنسم روحة التوبه لحال الياس بين ابن الماء و الطين و بين الوصول الى رب العالمين،
هذا لو قام بما ينبغى عليه من حقوق لربه،
فكيف و الغفله و التقصير و التفريط و التهاون و ايثار حظوظة فعديد من الاوقات على حقوق ربة لا يكاد يتخلص منها؟!)(26).

وعن ابن مسعود – رضى الله عنه – قال: (ان المؤمن يري ذنوبة كانة قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه،
وان الفاجر يري ذنوبة كذباب مر على انفه،
فقال فيه هكذا) (27).

قال ابن حجر: (المؤمن يغلب عليه الخوف؛
لقوه ما عندة من الايمان،
فلا يامن من العقوبه بسببها،
وهذا شان المسلم: انه دائم الخوف و المراقبة،
يستصغر عملة الصالح،
ويخشي من صغير عملة السيء.
وقال المحب الطبري: انما كانت هذي صفه المؤمن؛
لشده خوفة من الله و من عقوبته،
لانة على يقين من الذنب و ليس على يقين من المغفرة) (28).

ثمار الاستغفار:


اولا: غفران كل الذنوب،
ويشمل هذا ذنوب العبد التي لم يحصها او نسيها و ربما احصاها الله عليه مهما صغرت او مضت عليه السنون،
وقد حكي الله عن اناس غفلوا عن اعمالهم ففجاتهم يوم القيامة،
قال الله عنهم: ((وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)) [الزمر:47].

ثانيا: الدخول على الله من باب الخضوع و الخشيه و الاخبات،
وهذا يورث التواضع باطنا و ظاهرا.

ثالثا: الاقتداء بالرسول،
وظاهر ما فالاقتداء فيه من البركة و حصول الخيرات.

رابعا: الاعتراف بالتقصير فالطاعات و الخوف من الذنوب هو مطيه الاقبال على التزود من النوافل و عمل الصالحات و الاستكثار من الحسنات.

خامسا: المحافظة على سلامة القلب و صفائة من اثار الذنوب،
كما جاء فالحديث عن ابي هريره – رضى الله عنه – قال: (ان العبد اذا اخطا خطيئه نكتت فقلبة نكته سوداء،
فان هو نزع و استغفر و تاب: صقل قلبه)(29).

وقد قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: (كل بنى ادم خطاء،
وخير الخطائين التوابون)(30).


الاستغفار الاستغفار الاستغفار