اندثار اللغة العربية

اندثار اللغة العربية 485eb057c92eb8c1f126c85dc9947ed5

 

اندثار اللغه العربية – ما العمل و ما الاسباب و من المسؤول .
.وطرح الحلول….تاريخ النشر ساعة النشر

عوي و ادعاء و دعوة


بقلم الشيخ الدكتور فايز عزام..

تكثر الشكوي من ضعف اللغه العربية فالاوساط الدرزية،
بين الكبار و الصغار،
فى المدارس و البيوت و الشوارع و التجمعات و المناسبات،
من المثقفين و من الخطباء و الواعظين و الزعماء و العامة.

وقد كثرت التعليلات و اعطيت التفسيرات لهذا الوضع: من غلبه اللغه العبريه بسبب الخدمه العسكريه و الوظيفه و التعامل مع اليهود و تفضيل لغه الدوله و الاكثريه ،

وبسبب سيطره اللغه العامية،
وقله العناية بالفصحي و عدم الاعتزاز باللغه العربية،
وتقصير المدارس و الاهالي،
واسباب ثانية كثيرة.
واود ان اضيف سببا احدث لجمله هذي الاسباب،
واطرح حلا لجانب الحلول الكثيرة التي طرحت،
قد يصبح بهما بعض التفسير و الفوائد المرجوه لاعلاء شان اللغه العربية و تبواها مكانها الطبيعي فالتعامل و التخاطب و جعل الحديث فيها سليما و صحيحا و فصيحا.

يبدى البعض اسفهم لان شيوخ الطائفه لا يجارون ائمه المساجد و الكهنه من حيث فصاحه اللغه و صحتها و غزاره المادة و الاقاويل و الاحاديث.
ويتساءلون لماذا لا نجد خطيبا فمواقف التعزيه كامامي مسجدى الناصره و عكا او كالمطارنة.
حتي ان الشيخ محمد رمال يقترح انشاء معهد لتعليم الخطابه فالوسط الدرزى لحفظ هيبتنا.
ان اجاده ائمه المساجد و خطبائها و رجال الكهنوت،
للغه العربية و الخطابه فيها ينبع من عده اسباب: 1- التدرب على الخطابه و الوعظ و الارشاد فمعاهد رسمية اكاديميه 2- دراسه اللغه العربية دراسه جامعية 3- الاصرار و التشدد على التكلم باللغه الفصيحه الصحيحة.
4- حفظ ايات القران و فصول الكتاب المقدس و الاحاديث النبويه حفظا صحيحا كاملا حسب الاصول.
من هنا يستنتج العاقل اين مربط الفرس؟
وما يجب عملة حتي نتلافي الخلل و نصلح الحال؟.

فان ضعف لغه رجال الدين عندنا اذا ما قورن برجال الدين عندهم،
نابع من عدم التمكن من اللغه العربية تمكنا كافيا.

فان الخطباء منا و المعزين و الواعظين و الشارحين و منشدى الشعر يخطئون فحديثهم و قراءتهم لفظا و اعرابا.

فقد تسمع من البعض احاديث و اقوال و قراءات و مواعظ و اشعار بعيده عن الصواب و الدقة،
فيها كثير من الكسورة التي ربما تؤذى الاذن و تبدل و تغير المعنى.
وتعاد و تكرر.

ان قولى ذلك لا ينفى وجود فئه كريمه من اخوان الدين يتقنون اللغه العربية اتقانا عاليا و لكنهم قلة.
وهنالك اسباب احدث مهم لهذا الضعف و هو: ان الكتب الروحية: كتب الوعظ و الشرح و قصص الانبياء و الاولياء و الصالحين و الدواوين الشعريه و قصائد المدائح النبويه التي بين يدى رجال الدين بها اخطاء كثيرة فالتعبير و فالنحو و الصرف.
ان الكتب التي يتداولها الشيوخ هي مخطوطات خطها ناسخون بعضهم لا يتقنون اللغه على اصولها.
فان و جدوا خطا اتبعوة و احيانا يخطئون فالنسخ و النقل سهوا او لقله العلم و المعرفة.
ومع الزمن يزداد الخطا من ناسخ الى ناسخ.
ويحفظ الناس نصوص هذي الخطوطات على علاتها بما بها من اخطاء و يقرؤونها باخطائها،
فتاتى على الغالب غير ملتزمه بما اراد مؤلفها.

وقد يضيع المعني المقصود او لا يستقيم.
قال الشاعر: فكم افسد الراوى كلاما بعقلة و كم حرف المنقول قوم و صحفوا و كم ناسخ اضحي لمعني مغيرا و جاء بشيء لم يردة المصنف و ربما صرح الشيخ زيدان عطشه استعدادة بتبنى مشروع هدفة تصحيح هذي النصوص المتداوله و اعداد نسخ تفى بالغرض من ناحيه سلامة اللغه و خاليه من الاخطاء،
لتصبح نسخا معتمدة يرجع اليها الناسخون و الحافظون و القارئون.

هذا المشروع اوسع و اجل من ان يقوم فيه فرد او قريه او تجمع درزى واحد،
بل قد كان مشروعا درزيا عالميا.
ولكن هذي المبادره هي من صميم عمل المجلس الديني،
وعليه ان يتبناها و يعد نسخا صحيحة سليمه بدل هذي النسخ المتادوله فالسوق،
لتصبح دستورا يسير عليه الناسخون و يلزمهم ذلك،
حرصا على كرامه هذي النصوص و كرامه مؤلفيها و كرامه المتحدثين و القارئين بها و منعا للاخطاء الشائعه و المتكررة.
وقد اوصي شيخنا الاشرفانى فخاتمه كتابة عمدة العارفين “بان لا يكتبة الا قارئ لكتاب الله او ما تيسر منه،
حسن العبارة فو ضع الحروف و اعرابها،
او نقلها كاصلها.

وحرام حرام على من يقراة و يكتبة بغير هذي الشروط المرضية.” من المتبع عند المسلمين و اليهود و النصاري انه اذا و قع اي خطا مهما كان بسيطا فاحد الكتب الروحيه منعت نسخة من التداول خوفا من انتشار الخطا و شيوعه.

مرت فتره كانت بها صلاه الجنازه على الميت كثيرة الاخطاء،
فلما اخذت المحاكم الدينيه الدرزيه على عاتقها تصليح الوضع،
صرت تسمع صلاه معظم الائمه باللفظ و الشكل الصحيح.
وقد فتحت الرئاسه الروحيه دورات لتعليم الخط العربي و اهلت مجموعة جيده من الخطاطين الذين يقومون بنسخ الكتب،
رفعوا من قيمه هذي الرساله الروحية.

واليوم تقوم الرئاسه الروحيه بتاهيل الماذونين و تقيم لهم دورات فالجغرافيا و التاريخ و السياحه و الشرع و القانون و المدنيات على حسابها او على حسب مين؟.
كما اعدت دورات باللغه العربية و لكن يجب تخصيص اهتماما اكبر بمقال سلامة اللغه و اتقانها.
ويجدر ان تقوم الرئاسه الروحيه بتاهيل اولئك الذين يتولون القراءه فالاجتماعات الدينية،
وان تنشئ دورات لغويه للناسخين و تشدد على ان يكونوا متقنين ليس فقط للخط بل لقواعد اللغة.

ولا يعتد بالقول: ما الفرق ما دام الامر مفهوما.؟
المهم النية.
او كذا تعودنا،
بل يجب الاصلاح.
فالجيل الصاعد و جلة من المثقفين يستطيع بل يجب ان يراعى ذلك الامر،
ولا يعطى يدا لابقاء الوضع على ما هو عليه.

فان كان عذر لكبار السن من غير المتعلمين،
فلا عذر للجيل الجديد من المثقفين و الدارسين و الثانويين و الجامعيين.
صحيح ان بعض اخوان الدين الضالعين فاللغه يشكون همسا من ذلك الغلط،
ولكنهم لا يفعلون شيئا.

وقد سمعت من احد سواس الخلوات ان بعض الاخوان فخلوتة يتباحثون فصحة قراءه بعض العبارات و يفتشون عن الصحيح و يطالبون بتصحيح الاخطاء.

وعودا الى البداية و هو ضعف اللغه العربية فاوساط الطائفه و الى اصلاح الوضع.
فان كتبنا صح،
وقرانا صح،
وحفظنا صح،
وتكلمنا صح فالمناسبات و الاجتماعات و المواقف الدينيه و الاجتماعية،
من قبل رجال الدين و رجال الدنيا،
قد يقتدى الناس بهم و تنتقل العدوي منهم الى غيرهم،
فتعود للغه العربية قيمتها و رونقها و صفاها و صحتها و سلامتها و نصبح فالطليعه لا تابعين،
وقدوه لا مقتدين.

وقد اعترض معترض،
بالقول: لماذا تدور كتاباتك حول الامور الدينيه للطائفه الدرزية.؟
فاود القول: اكتب لانى غيور على طائفتى و على اخوانى فالدين،
وعلي اللغه العربية،
وعلي النصوص المكتوبة و على كاتبيها.
ولانى اعتبر ان الدين هو العنصر الاساسى فكيان الطائفه الدرزية،
ومستقبلها متعلق بتمسكها بدينها الصحيح القويم العقلاني.

مع تحيات العبد الفقير ابو شعيب

  • اندثار اللغه العرببيه


اندثار اللغة العربية