بحث حول حياة الرسول

بحث حول حياة الرسول 8569

حياة الرسول ( ص ) من مولدة الى مبعثة و وفاته
تمهيد
يحيط بحياة الرسول صلى الله عليه و سلم فمكه كثير من الغموض خاصة قبل بعثتة ,

لان الاضواء لم تسلط عليه الا بعدين بوجة خاص ,

فروايات المؤرخين عن الرسول بعد الهجره تكاد تكون متفقه فتفاصيلها و اشخاصها و زمانها و مكانها ,

ذلك لانه اصبح الشخصيه الاولي فالمجتمع الاسلامي فضلا عن انه صاحب الرساله الاسلاميه التي اخرجت المجتمع الجاهلي من الظلمات الى النور .
اما حياتة قبل البعثه فكانت ضمن التاريخ الجاهلي و محمد بها لم يكن اشهر الشخصيات فمكه ,

وربما اهتم الناس بحياة عبدالمطلب و ابي سفيان و الوليد بن المغيره اكثر من اهتمامهم بحياة محمد ,

والمتصفح لكتب التاريخ الاسلامي عن حياة محمد صلى الله عليه و سلم قبلا البعثه لا يجدها فيها معلومات كافيه تتبع تاريخ حياتة عاما بعد عام كما فعلت بعد الهجره ,

وانما هي روايات تسلط الضوء على احداث محدودات طوال اربعين سنه اكثرها مرتبط بتاريخ مكه العام,
ولايخص محمد منها الا القليل – و ليت ذلك الضوء المسلط ضوءا ساطعا بل شابتة بعض غيوم الوهم و الخيال – اذ حاول المؤرخين المسلمون ان يملاوا ذلك الفراغ فتاريخ الرسول الكريم فنسجوا كثيرا من القصص و الروايات نسبوها الية قبل بعثتة و حاولوا ان يبرهنوا فيها على احقيتة صلى الله عليه و سلم بالرساله ,

فى حين ان رسالتة غنيه عن برهان بشرى لانها منحه الهيه ,

وفات هؤلاء المؤرخين ان اهل مكه الذين عاصروا محمد و عايشوة عن قرب لم يعرفوا له هذي البراهين و لم يستدلوا فيها على صحة رسالته،
بل و قفوا موقف العداء و و صفوا محمد صلى الله عليه و سلم بالكذب و السحر و الجنون ,

كما فاتهم ان حياة محمد قبل البعثه تختلف عن حياتة بعدين ,

فمحمد قبل البعثه يصدر عن نفس بشريه صافيه و انسانيه مثاليه جمعت جميع صفات الكمال الانسانى ,

تحوطها العنايه الالهيه لتمنعها من الوقوع فالرذائل البشريه و لتصل فيها الى الكمال البشرى المطلق ,

اما حياتة بعد البعثه فلا ينطق عن الهوي ان هو الا و حى يوحي علمة شديد القوي .
وعلي ايه حال فعلي الرغم من محاوله المؤرخين كتابة تاريخ الرسول صلى الله عليه و سلم قبل البعثه الا انه ما زالت هنالك فجوات كبار فهذه الفتره لم يذكر احد عنها شيئا .
مولده صلى الله عليه و سلم
ولما اتمت امنه حملها على خير ما ينبغى و لدت محمد صلى الله عليه و سلم و كان حملها و ميلادة طبيعيين ليس بها ما يروي من اقاصيص تدور حول ما رات فالحمل و ليلة الميلاد ,

وخلت المصادر التاريخيه الصحيحة كابن هاشم و الطبرى و المسعودي و ابن الاثير من كهذه الاقاصيص ,

لما ذكر ابن هشام واحده منها لم يكن مصدقا لها و قال (ويزعمون فيما يتحدث الناس و الله اعلم) و تتارجح روايات المؤرخين فتحديد مولدة صلى الله عليه و سلم و هل ولد يوم الثاني او الثامن او الثاني عشر و هل كان فشهر صفراو ربيع الاول و هل ولد ليلا او نهارا ,

وصيفا ام ربيعا و هل كان فعام الفيل ام قبلة ام بعدة .
والمشهور انه ولد ففجر يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الاول عام الفيل و يري الباحثون ان عام الفيل غير معروف على و جة التحديد هل كان فعام 522م او 563م او570 او 571م فبحثوا عن تاريخ ثابت محقق ممكن على اساسة تحديد مولد الرسول صلى الله عليه و سلم فوجدوا ان اول تاريخ تحقيقة هو تاريخ الهجره فسنه 622م و على ذلك ممكن التوفيق بين راى المؤرخين و راى الباحثين بان رسول الله صلى الله عليه و سلم ولد يوم الاثنين التاسع ربيع الاول فالعام الثالث و الخمسين قبل هجرتة .
رضاعته صلى الله عليه و سلم
وكانت عاده اشراف مكه ان يعهدوا باطفالهم الى نساء الباديه ليقمن على رضاعتهم ,

لان الباديه اصلح لنمو اجسام الاطفال و ابعد عن امراض الحضر التي كثير ما تصيب اجسامهم فضلا عن اتقان اللغه العربية و تعود النطق بالفصحي منذ نعومة اظفارهم.
وكان مقدار العنايه و الرعايه بالطفل يختلف من قبيله لثانية لذلك حرص اشراف مكه على ان يصبح اطفالهم عند اكثر هذي القبائل عنايه ,

ورعايه و كانت اشهر قبيله فهذا الامر هي قبيله بني سعد .
ولم تقف شهره بني سعد على امر العنايه و الرعايه بالطفل فقط ,

بل حازت الشهره فان لغتها كانت عربية خالصه لم تشبها شائبه فضلا عما اشتهرت فيه من اخلاق كريمه طيبه لذلك حرص عبدالمطلب على ان يصبح محمد فبنى سعد فلما جاءت حليمه السعديه لتاخذة و احست ذلك الحرص طمعت فجزل العطاء فتمنعت فاخذة فلما اجزل لها اخذتة و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفخر برضاعتة فبني سعد فيقول : انا اعربكم انا قرشى و استرضعت فبني سعد بن بكر .
ويذكر المؤرخون ان محمد عرض على كل المرضعات اللاتى و فدن على مكه فابين ياخذنة ليتمة و فقره ,

وانهن كن يطمعن فابناء الاغنياء و ان حليمه ما عادت الية الا لانها لم تجد طفلا غيرة و ذلك غير صحيح فمحمد لم يكن فقيرا فهو فكفاله جده عبدالمطلب سيد مكه و كبيرها ,

ومثلة من يطمع فعطائة و ربما ذكرت المصادر ان جيش ابرهة فحملتة على الكعبه ربما حاز ما ئتين من الابل لعبد المطلب ,

كما انه فدي ابنه عبدالله بمائه من الابل ,

وذبح مجموعة كبار منها فزواجة لا يصد عنها انسان و لا حيوان ,

ويذكر اليعقوبي ان عبدالمطلب عند موتة لف فحلتين من حلل اليمن قيمتها الف مثقال من الذهب فمن كان هذا حالة ايعقل ان يصبح فقيرا تترك المرضعات و لدة ؟

ذلك فضلا عن ارضاع الاطفال فالباديه عاده اشرف مكه و اغنيائها ,

اما الفقير فكانت جميع ام ترضع طفلها .
قضي محمد صلى الله عليه و سلم فحضانه و رعايه (حليمه فتاة ابي ذؤيب السعدية) و زوجها (الحارث بن عبدالعزى) اربع او خمس سنوات بعدها حدث ما جعلها تعجل بارجاعة الى امة فمكه اذا اخبرها ابنها الصغير ان رجلين اخذا محمدا فشقا صدرة و استخرجا قلبة و اخذا منه علقة سوداء بعدها غسلا القلب و اعاداة الى ما كان عليه ,

وقد اختلف المؤرخين فحقيقة شق الصدر هل هو حسى ام معنوى ؟

ولكن لعلة يشير الى الحصانات التي اضفاها الله على محمد صلى الله عليه و سلم فحصنتة ضد مساوئ الطبيعه الانسانيه و مفاتن الحياة الارضيه .
وفاه امه و جده و كفاله عمه له صلى الله عليه و سلم
وظل محمد فرعايه امة و كفاله جدة حتي بلغ السادسة ,

فذهب فيه امة لزياره قبر زوجها فيثرب و قدر لها ان تموت فطريق عودتها و تدفن فالابواء (علي الطريق بين يثرب و مكه ) و يكون محمد بعدين يتيما ,

ويكفلة جدة عبدالمطلب فيحبه حبا شديدا عوضة عن حنان امة و عطف ابية فكان يوضع لعبد المطلب فراش فظل الكعبه لا يجلس عليه احد من ابنائة الا محمدا فكان يجلسة معه و يمسح ظهرة بيدة ,

ولكن القدر لم يمهل جدة طويلا فمات بعد سنتين,
فكفلة عمة ابو طالب فاحبة حبا شديدا و اخذا يتعهدة بعنايه و رعايتة ,

ولم تقتصر حمايتة له قبل البعثه بل امتدت الى ما بعدين فكان عونا للدعوه الاسلاميه و ظهرا لصاحبها على الرغم من انه لم يسلم .
اشتغالة صلى الله عليه و سلم برعى الغنم
ولما شب محمد و اصبح فتي اراد ان يعمل و ياكل من عمل يدة ,

فاشتغل برعى الغنم لاعمامة و لغيرهم مقابل اجر ياخذة منهم ,

ويذهب البعض الى ان حرفه الرعى و قياده الاغنام علمت الرسول صلى الله عليه و سلم رعايه المسلمين و قياده الامه بعد بعثتة و ذلك و لا شك مبالغه كبار فان كثيرا غيرة من الرعاه لم يصبحوا قوادا و لا ساسه كما ان العديد من القواد و الساسه لم يعرفوا عن حرفه الرعى شيئا ,

وهنالك فرق كبير بين سياسة الحيوان و الانسان ,

لكن ممكن القول ان حرفه الرعى لما كانت تتم فالصحراء حيث الفضاء المتناهى و السماء الصافيه و النجوم المتلالئه فالليل ,

والشمس المشرقه فالصباح و ذلك النظام البديع فحركة الكون استرعي جميع هذا انتباة محمد فاخذ يتامل و يتفكر و يتدبر فالكون العجيب .
اشتغالة صلى الله عليه و سلم بالتجارة
وزاول محمد مهنه التجاره و هو فالاخرى عشره من عمره (وقيل فالتاسعة) و انتهز فرصه خروج عمة ابي طالب بتجاره الى الشام فخرج معه و فالطريق قابلهما راهب مسيحى راي فمحمد علامات النبوه فنصح عمة ان يعود فيه الى مكه مخافه ان يعرفة الروم و يقتلوة .
وعلي الرغم من ذكر المؤرخين لقصة الراهب بحيرا الا انه لا ممكن تصديقها بسهولة,
لان محمد صلى الله عليه و سلم نفسة لم يكن يعرف انه نبى الا بعد اخبرة جبريل بذلك فالغار ,

وكل ما يعرفة رجال الدين اليهودى و المسيحى عن الرساله المحمديه زمانها لا شخص صاحبها,
وقد افادت هذي الرحله محمدا كثيرا,
فعودتة الصبر و تحمل المشاقه و فتحت عينيه على اقوام و مجتمعات تختلف كثيرا عن قومة و مجتمعه ,

ومر فالطريق الذهاب و العوده على اطلال مدن عرف انها ديار ثمود و مدين و وادى القري و سمع عن اخبارهم العديد .
ولم تنقطع صله محمد بالتجاره بعد عودتة من الشام بل كان يتاجر بالسواق مكه او بالاسواق القريبه منها كسوق عكاظ و مجنة و ذى المجاز لكنة لم يجعل التجاره جميع همة و اكتفي منها بما يوفر له حياة متزنه سعيدة و كان كلما تقدم فيه العمر ازداد تفكيرا و تاملا و قضي العديد من و قتة يتدبر ذلك الكون العجيب .
حرب الفجار
وشارك محمد مكه الدفاع عن مدينتهم فحرب الفجار بين قريش و هوازن و التي استمر اربع سنوات كان عمر محمد فبدايتها خمسه عاما و سببها ان النعمان بن المنذر اراد يعين قائدا لقافله تجاريه من الحيره الى سوق عكاظ فعرض جميع من البراض الكتانى و عروه الهوازني نفسة فاختار النعمان عروه فقتلة البراض,
وسمعت قريش و هي من كنانه الخبر و ادركت ان (هوازن) قبيله عروه لابد انها ستثار لرجلها .
ووقع القتال بين الفريقين و كان فالاشهر الحرم و تراجعت قريش حتي دخلت الحرم فوعدتهم هوازن الحرب فالعالم القادم و ظلت هذي الحرب تجدد طوال اربع سنوات فانعقاد سوق عكاظ ,

ثم انتهت بالصلح بين الفريقين على ان تدفع قريش ديه من يزيد عن قتلاها لهوازن فكانوا عشرين رجلا و سميت هذي الحرب بحرب الفجار لانها و قعت فالاشهر الحرم و هو الفجار الرابع فتاريخ مكه .
ويروي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال فحرب الفجار:كنت انبل على اعمامي (اى اجمع نبل عدوهم اذا رموهم بها)وقال فحديث اخر:قد حضرتها (حرب الفجار)مع عمومتى و رميت بها باسهم و ما احب انني لم اكن فعلت .
و لذا اختلف المؤرخين فطريقة مشاركه الرسول صلى الله عليه و سلم ,

وهل بجمع النبل؟ام بالرمي؟و يبدوا ان الرسول صلى الله عليه و سلم ما رس العملين,
فان الحرب استمرت اربعه اعوام ,

كان عمر الرسول فبدايتها خمسه عشر عاما و هي لا تمكنة من الرمى فساهم بجمع النبل ,

وفى نهايتها كان على ابواب العشرين ربيعا فتمكن ان يساهم يرمي النبل .
حلف الفضول
وكما شارك محمد صلى الله عليه و سلم قومة فالحرب شاركهم كذلك فالسلم فشهد معهم حلف الفضول و لقد تحدث رسول الله صلى الله عليه و سلم عنه بعد بعثتة فقال (لقد شهدت مع عمومتى حلفا فدار عبدالله بن جدعان ما احب ان لى فيه حمر النعم و لو دعيت فيه فالاسلام لاجبت .
وسبب ذلك الحلف ان قريشا رات ما اصبح عليه حالها من ضعف و تفكك ادي الى تطاول القبائل العربية عليها و مهاجمتها فديارها فالاشهر الحرم ,

بعد ان كانت مرهوبه الجانب قويه السلطان و رات كذلك ما جرتة عليها حرب الفجار من قتل لرجالها و افناء لثروتها,
فقام الزبير بن عبدالمطلب يدعو الى حلف يجمع فيه شان قريش و يوحد صفوفها فاجابتة كل بطون قريش و تحالفوا على الا يجدوا بمكه مظلوما من اهلها او من غيرهم من سائر الناس الا قاموا معه حتي ترد عليه مظلمتة .
وسبب تسميتة بحلف الفضول انه كان احياء لحلف احدث سابق فالجاهليه دعا الية ثلاثه اسمهم مشتق من الفضل فسموا الحلف بالفضول .
زواجة بخديجة
ويبدو على الرغم من تجاره محمد المحدوده الا انه اكتسب بها شهره كبار لامانتة و شرفه المشهود له بهما فمجتمعه و من بعدها كان العديد من تجار مكه يعرضون عليه العمل لهم فتجارتهم مقابل اجر اكبر من اقرانة .
وكانت خديجه فتاة خويلد احد اشرف مكه و من اكبر تجارها تستاجر الرجال ليتاجروا بما لها فاسواق الشام و الحبشه مقابل اجر لهم ,

ولما سمعت عن شهره محمد تمنت ان يصبح احد رجالها –وكان يومها فالخامسة و العشرين من عمره–فعرضت عليه ان يظهر لها فتجاره الى الشام على ان تدفع له اجر رجلين فقبل محمد و خرج فتجارتها و معه غلامها ميسره و ابتاع و اشتري و عادت تجارتة رابحه باكثر مما كانت تتوقع خديجة,
واثني خادمها على محمد ثناء مستطابا .
وبنظره متانيه فامر هذي الرحله يتضح انه عليه السلام لم تكن هذي اول رحله الى الشام بعد رحلتة مع عمة ابي طالب ,

فخبرتة بالطريق و المسالك المؤديه الى الشام ,

وايضا خبرتة بكيفية البيع و الشراء التي عليها اهل الشام ,

وشراؤة السلع من الشام يروج بيعها فمكه جميع هذا يعطينا الحق فان نقول ان محمدا ربما قام باكثر من رحله الى الشام قبل رحله خديجه اكتسب بها جميع هذي الخبره و المهاره و للاسف لم تسعفنا المصادر التاريخيه بشيء من هذا .
وكانت خديجه فذلك الوقت ارملا بلا زوج و ربما عرض العديد من اشراف مكه الزواج منها فلم تقبل لانهم يطمعون فثرواتها ,

ولكنها سمعت عن محمد صلى الله عليه و سلم من حلو الشمائل و رائع الصفات و ما اغبطها و تاكدت من هذا بعد ان عمل لها فتجارتها و رات عن قرب من صفاتة اكثر مما سمعت و لم يك الا رد الطرف حتي انقلبت غبطتها حبا جعلها تفكر فان تتخذة زوجا ,

وسرعان ما ظهرت الفكرة الى حيز التنفيذ فعرضت عليه الزواج بواسطه احدي صديقاتها فوافق و تزوج فيها و فقا للعادات المتبعه فزواج الشرفاء من اهل مكه حيث تبدا بخطبة من اهل العريس يوضحون بها رغبه ابنهم فالزواج من العروس و يسمون المهر فيرد اهل العروس بخطبة ثانية يوافقون بها و يباركون الزواج .
وتزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم خديجه فولدت له اولادة كلهم ما عدا ابراهيم فانه من ما ريا القبطيه و لدت له من الذكور القاسم و فيه كان يكني و عبد الله و هو الملقب بالطيب و الطاهر و قيل ان الطيب و الطاهر اسمان لولدين اخرين و لكن الاول هو الاشهر كما و لدت له من الاناث زينب و رقيه و ام كلثوم و فاطمه .
والمشهور عند المؤرخين ان محمدا صلى الله عليه و سلم تزوج خديجه و عمره خمسه و عشرين عاما و عمرها اربعين عاما,
ولكن ابن عباس يروي انها تزوجت الرسول و عمرها ثمانيه و عشرين فكانت اكبر من الرسول بقليل,
وهذا الروايه لها ما يؤيدها من تاريخ ام المؤمنين رضي الله عنها فالمعروف انها انجبت عبدالله بعد البعثه النبويه و لذلك لقب بالطاهر الطيب ,

ولما كانت البعثه النبويه بعد زواجها بخمسه عشر عاما فعلي روايه الاربعين يستلزم ان يصبح عمرها عند انجابة اكثر من خمس و خمسين سنه ,

وكيف تنجب سيده فذلك السن,
لذا كانت راويه ابن عباس اقرب الى الصحة خلافا لما عليه كثير من المؤرخين و اذا صح ما جاء فاليعقوبي من ان الرسول تزوج و عندة ثلاثون سنه و حاولنا عقد مقارنة بينة و بين روايه ابن عباس لا تضح لنا ان الرسول الله صلى الله عليه و سلم كان وقت زواجة اكبر من خديجه بعامين و على ايه حال فقد كان زواجها مباركا و موفقا للغايه فقد و جد محمد فخديجه سكنا و سندا و رفيقا و وجدت خديجه فمحمد زوجا بارا كريما فوقفت بجانبة تؤازرة و تناصرة مما جعلة يثنى عليها دائما بالخير و لم يتزوج عليها طوال حياتها .
ويقفز المؤرخين قفزه زمنيه و اسعه امتدت عشر سنوات من عمر الرسول من الخامسة و العشرين الى الخامسة و الثلاثين,
لم يذكروا عنه بها شيئا و ان كان من المسلم فيه انه لم ينقطع عن مخالطه اهل مكه و الاخذ معهم بنصيب الحياة العامة و ساعدتة ثروه زوجتة فتامين حياتة و من بعدها و جد و قتا اوسع للتفكير و التامل و التدبير ,

وكانى بخديجه و ربما عرفت به ذلك الرغبه فهيات له ما يساعد عليها .
بناء الكعبة
ويروي المؤرخون ان محمدا صلى الله عليه و سلم و هو فالخامسة و الثلاثين شارك قومة بناء الكعبه فلقد ارادت قريش ان تهدم الكعبه و تعيد بناءها من جديد و قسمت العمل بين كل قبائلها فكان شق الباب لبني مناف و زهره و ظهر الكعبه لبني جمح و بني سهم ,

وشق الحجر لبني عبدالدار و بني اسد و بني عدي ,

وما بين الركن الاسود و اليمانى لبني مخزوم و قبائل من قريش انضموا اليهم .
وترددت قريش فهدم الكعبه لانها خشيت ان يصيبهم اذي من الله ,

فاقدم الوليد ابن المغيره و هدم بعضا منها ,

وانتظر القوم حتي الصباح لينظروا ما الله فاعل بالوليد فلما اصبح على خير,
قدموا يهدمون الكعبه بعدها قامت القبائل بنقل الحجاره من جبال مكه و شارك عليه السلام فحمل هذي الحجاره بعدها بدات جميع جماعة فبناء ما اسند اليها فلما ارتفع البناء مقدار قامه رجل و جاء وقت وضع الحجر الاسود فمكانه تنازعت القبائل جمعيها شرف و ضعة و اشتد الخلاف بينهم و تحالفت بني الدار و بني عدي ان يحولوا بين اي قبيله و ذلك الشرف العظيم و جاءوا بحفنه مملوءه دما و و ضعوا ايديهم بها توكيدا لايمانهم و من بعدها سموا بلعقة الدم و باتت قريش على اهليه و توقف البناء خمسه ايام .
ويري المؤرخون ان ابا اميه بن المغيره و كان من قريش لما راي ما و صلت اليه حال القبائل خشي ان ينفرط عقدها فاشار عليهم بان يحكموا بينهم اول من يدخل عليهم فكان محمد عليه السلام فقالوا رضينا بالامين حكما و اخبروة الخبر ففرد ثوبا و اخذ الحجر و وضعة و طلب من رؤساء القبائل ان ياخذ جميع منهم بطرف من اطراف الثواب فرفعوة جميعا حتي اذا بلع موضعة و ضعه بيدة بعدها بني عليه و كانى لا اميل الى تصديق الروايه فالامر ربما استحر بين القبائل و اصبح شبح الحرب الاهليه قائمة فهل يعقل ان يجعل عقلاء مكه مصيرها فيد اول داخل عليهم و ربما يصبح ذلك الداخل سفيها او معتوها فيقع ما لا تحمد عقباة فضلا عن ان الروايه تخرج محمدا و كانة لا يعرف شيء عن ذلك النزاع و اخبروة الخبر و هو الذي حمل معهم حجارتها و شاركهم بنائها .
ولكني اصدق ان قريشا لما اشتدت الازمه و وصلت الامور الى ما و صلت الية من خلاف كان لابد من البحث عن شخص يعبر فيها الازمه و يجتاز فيها الخلاف اجمل ما يميزة العقل و الحكمه لا السن و المال فهما لا ينفعان فمثل ذلك النوع من الازمات فلم يجدوا بين اظهرهم اعقل و لا احكم من محمد صلى الله عليه و سلم فاحتكموا الية و كان الحكم السابق و على ايه حال فان ذلك الحل كان مثاليا و على الرغم من سهولتة و يسرة فقد كان فذا عبقريا ارضي كل الاطراف المتصارعه و جعل القبائل على قدم المساواه فنيل شرف وضع الحجر و انتهي الصراع الى السلام و التفاهم و انحلت مشكلة خطيره كادت ان تؤدي باهل مكه .
ومما تجدر ملاحظتة ان احتكام اهل مكه الى محمد صلى الله عليه و سلم يدل على انه لم يكن شخصا عاديا فمجتمع مكه و انما كان انسان عظيما يستعان براية وقت الشده و اهتدائة الى ذلك الحل يدل على ذكاء نادر و سرعه بديهه كما انه لفت الية انظار العرب قاطبه فهو و ان كان الصراع داخليا بين قبائل مكه الا ان الحدث ارتبط بالكعبه التي اليها كل العرب .
وهكذا نجد ان محمد صلى الله عليه و سلم ربما شارك قومة حياتهم العاديه و عاش فمكه عيشه الشرفاء المهذبين و اجتمعت له جميع الصفات الانسانيه النبيله و بلغ فيها مرتبه الكمال و عرفة قومة بالصادق الامين و كانت عنايه الله تكلؤة و ترعاة و تحوطة من افزار الجاهليه و تناي فيه بعيدا عن مساوى البشر و اليك بعض الامثله .
ذهب و هو طفل صغير يرعي الغنم لسماع الغناء فحفل عرس فضرب الله على اذنة فغلب عليه النوم فنام حتي الصباح و لما اراد ان يعاود الكره عاودة النوم كذلك فلم يعد الى مثلها ابدا .
ويقول الرسول صلى الله عليه و سلم: لقد رايتنى فغلمان قريش ننقل حجاره لبعض ما يلعب فيه الغلمان كلنا ربما تعري و اخذ ازارة فجعلة على رقبتة يحمل عليه الحجاره فانا لاقبل معهم و ادبر اذ لكمنى لاكم ما اراة لكمه و جيعه بعدها قال شد عليك ازارك فاخذتة و شددتة بعدها جعلت احمل الحجاره على رقبتي و ازارى على من بين اصحابي ايضا شملتة عنايه الله و رعايتة و نات فيه بعيدا عن جميع ما يعيب شخصة .
اشترك و هو كبير مع قومة فحمل الاحجار لبناء الكعبه و كان القوم يجعلون ازرهم على عواتقهم لتقيهم الحجاره و كان عليه السلام يحملها و هو لابس ازارة فاشار عليه العباس ان يجعل ازارة على عاتقه ليحمية فلما هم ان يفعل و قع مغشيا عليه فما رؤى بعد هذا عريانا .
وكان عليه السلام يذهب الى الكعبه و يطوف فيها و لكنة لم يسجد ابدا لصنم و كان يعيب على قريش عبادتها لحجاره لا تنفع و لا تضر و يقيمون لها الاحتفالات و يذبحون لها لقرابين .
وكان لقريش صنما يسمي “بوانه” له احتفالات جميع عام و كان اعمام الرسول و عماتة يشتركون فالاحتفال و طلب ابو طالب من محمد ان يشاركهم حفلهم فرفض فغضب منه و غضبت منه عماتة و اخذن يزين له ضروره المشاركه و ما زالوا فيه حتي ذهب معهم و غاب محمد عنهم برهه بعدها عاد مفزوعا كان فيه مس من الشيطان فسالتة عماتة عما فيه فقال انني كلما دنوت من صنم منها تخيل لى رجل ابيض الثياب يصيح بى ابتعد يا محمد لا تمسنة و لم يعد بعدين لعيد لهم .
ولهذا كان محمد عازفا عما به قومة من ضلال و احب منذ صغرة حياة التامل و التفكير و التدبير فكان يخلو لنفسة فدارة حينا و يظهر الى الخلاء احيانا و كلما زادت فيه السن ازداد بعدا عن الناس و امعانا فالتفكير لذا التمس له غار فجبل حراء و اصبح من عادتة ان يظهر الية جميع عام معه طعامة و شرابة ليقضى به بعض ايام شهر رمضان سابحا فتاملة غارقا فتفكيرة و طالت تاملات محمد فالغار و طال تفكيرة فخالق الارض السماء و اضاءت نفسة من طول النظره و اعمال الفكرة و كانت تزدحم الافكار فراسه فيسير فالصحراء ساعات بعدها يعود الى خلوتة و ربما صفت نفسة و انجلي ذهنة .
  • بحث عن الرسول صلى الاه عليه و سلم مولده رضاعته بعثته هجرته

بحث حول حياة الرسول