بحث عن غزوة الخندق

غزوه الخندق


وصل فشوال عام 5ة الى حدود المدينه المنوره عشره الاف مقاتل مشرك من قريش و غطفان و بنى سليم و غيرهم،
ولم يكتف رسول الله بحفر الخندق،
بل جمع الصحابه ثلاثه الاف،
ونظم نقاط الحراسه للخندق،
وفرق للقتال،
وكتائب للمقاومة،
حتي يمنع المشركين من تخطى الخندق تحت اي ظرف.


وكان و قع المفاجاه مهولا على المشركين،
انها مكيده ما عرفها العرب من قبل ففنون القتال،
لقد اعدوا العده لكل شيء،
الا امر ذلك الخندق المدهش.


بدا المسلمون فرشق المشركين بالنبال لكي يمنعوهم من عبور الخندق او ردمه،
وحاول المشركون بكل ضراوه ان يقتحموا الخندق,
ونجح بعضهم فعلا فالعبور من مكان ضيق فالخندق بفرقه على راسها احد ابطالهم اسمه عمرو بن عبد و د,
ومعة عكرمه بن ابي جهل و ضرار بن الخطاب و غيرهم،
ولكن تصدي لهم المسلمون,
حيث حدثت مبارزه رهيبه بين عمرو بن عبد و د و على بن ابي طالب t حتي قتلة البطل الاسلامي العظيم على بن ابي طالب،
وهرب بقيه الرجال الذين جاءوا معه،
وتكررت محاوله المشركين مره و اثنتين،
وعشرة،
وتصدي اسيد بن حضير t فكتيبه من ما ئتى مسلم لفرقه فرسان خالد بن الوليد و استطاع ان يردهم منهزمين.


كان الصراع يدور لفترات طويله حتي انه فاحد الايام ظل المسلمون يدافعون عن الخندق من قبل صلاه العصر الى ما بعد المغرب فضاعت عليهم صلاه العصر،
وكان ذلك الحدث فريدا فالسيرة،
وانزعج المسلمون بشده لانهم اضاعوا الصلاة،
وقال كما جاء فالبخارى عن على t: “ملا الله عليهم بيوتهم و قبورهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطي حتي غابت الشمس”.


بل ان مسند احمد و الشافعى ذكرا ان الكفار اضاعوا على المسلمين فيوم احدث صلاه الظهر و العصر و المغرب،
فصلاها المسلمون جميعا مع صلاه العشاء.


كانت المقاومه فعلا شرسة,
واصيب بها بعض الصحابة،
وطال الحصار.


لم يكن يوما او اثنين،
ولا اسبوعا او اثنين،
بل مدة شهر كامل،
وكان الموقف صعبا على المسلمين،
كما كان صعبا على الكافرين..
{ان تكونوا تالمون فانهم يالمون كما تالمون} [النساء:104] .



خيانة بنى قريظة


واسقط فايدى الكافرين،
واحتاروا فطريقة حل موقفهم ذلك،
حتي جاءهم الحل اخيرا،
وكان من عند اليهود.


فاليهود مثلما جمعوا هذي الاعداد كلها ما زالوا يفكرون فاستئصال المسلمين،
وبدءوا يفكرون فالكيفية التي تمكنهم من ذلك،
وكان مع المشركين احد زعماء اليهود،
وعتاتهم و هو حيى بن اخطب،
وكان من اشدهم كفرا و حقدا و غلا و حسدا،
فكر فالامر،
فلم يجد له مخرجا الا فيهود بنى قريظة.


بنو قريظه كما ذكرنا كانوا فالجنوب الشرقى للمدينة،
فلو فتحوا الباب من جهتهم لدخول المشركين المدينة،
لانتهت المدينة،
فماذا يحدث لو حاربوا مع المشركين،
وراقت تلك الفكرة للمشركين جدا،
ولم يتبق الا اقناع بنى قريظه بمخالفه العهد مع رسول الله،
والسماح للمشركين بدخول المدينه لاستئصال الشعب المسلم بكامله،
وذهب حيى بن اخطب لاداء مهمتة القذره و التقي بزعيم بنى قريظه كعب بن اسد،
فقال حيي: انني ربما جئتك يا كعب بعز الدهر,
جئتك بقريش على قادتها و سادتها,
وبغطفان على قادتها و سادتها،
وقد عاهدونى و عاقدونى على ان لا يرجعوا حتي نستاصل محمدا و من معه.


قال كعب: جئتنى و الله بذل الدهر،
ويحك يا حيي،
فدعنى و ما انا عليه فانى لم ار من محمد الا صدقا و وفاء.


لكن حيى ظل يكلم كعبا و يزين له،
ثم و عدة ان تخلت قريش و غطفان عنه ان يدخل معه فحصنه،
ويتحمل معه ما يحدث بعد ذلك.


وتحت تاثير شيطان بنى النضير و قع شيطان بنى قريظة،
وقرر التحالف مع المشركين لتنفيذ ما ذكرة حيي: لا نبرح حتي نستاصل محمدا و من معه.


وقضي التحالف ليس فقط بفتح باب للمشركين لدخول المدينة,
بل و تجهيز فرق عسكريه للحرب ضد المسلمين.
كارثة!
المدينه على ابواب هلكه قريبة..
ماذا يحدث لو تمكن عشره الاف مسلح اضافه الى يهود بنى قريظه من اقتحام المدينة؟
لا احسب ان احدا كان سيبقي حيا فالمدينه انذاك.


يجب ان نضع ذلك الامر فاعتبارنا لكي نفهم رد فعل الرسول على بنى قريظه لما بدر منهم من خيانة.


علي الفور نقلت المخابرات الاسلاميه الى رسول الله نبا خيانة اليهود له،
نعم،
كان رسول الله على حذر من اليهود،
يعلم انهم لا يرقبون فمؤمن الا و لا ذمة،
و لذا وضع عليهم هذي المراقبة.


وخبرونى بالله عليكم: هل من قبيل المصادفه ان يخون ما ئه بالمائه من اليهود فتعاملهم مع الرسول ؟

هل من قبيل المصادفه ان يخرج الانحراف فبنى قينقاع و بنى النضير و بنى قريظة؟


لا شك ان هذي ليست مصادفه و لا شك ان ذلك الواقع لا بد ان ندركة جميعا،
ذكرة ربنا I فكتابة حيث قال: {او كلما عاهدوا عهدا نبذة فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون} [البقرة:100].


هكذا فكل مرة،
يجب ان يخونوا،
ويغدروا،
وهذه ليست مصادفة،
هذه قاعدة،
وطبيعه متاصله فنفوسهم،
لا عهد لهم و لا ذمة.


وصل الخبر للرسول ،

وقبل ان يتخذ اي قرار اراد ان يستوثق من الخبر،
ارسل مجموعة من الصحابه للتاكد،
فيهم سعد بن معاذ,
وسعد بن عبادة،
وعبد الله بن رواحه و غيرهم،
وقال لهم امرا فغايه الاهمية قال: “انطلقوا حتي تنظروا احق ما بلغنا عن هؤلاء القوم ام لا؟
فان كان حقا فالحنوا لى لحنا اعرفة و لا تفتوا فاعضاد الناس،
وان كانوا على الوفاء فاجهروا فيه للناس”.


هذه هي الحكمه النبوية،
والقياده الذكية،
كثيرا ما ينشر المسلمون اخبار خطط و تسليحات و امكانيات العدو على صفحات الجرائد و شاشات التلفزيون،
فيشعر المسلم المشاهد لذا انه لا امل،
ويحبط،
وييئس من المقاومة،
لكن الرسول يعلمنا انه ليس جميع ما يعرف يقال.


ذهبت المجموعة الاسلاميه الى بنى قريظة,
ولما تكلموا معهم جهر يهود بنى قريظه بالسوء,
وسبوا الرسول و قالوا: من رسول الله؟
لا عهد بيننا و بين محمد و لا عقد.


رجع الصحابه بسرعه الى رسول ،

وقالوا: عضل و قارة.
اى غدر كغدر عضل و قاره بالصحابه عند ماء الرجيع.


حزن الرسول حزنا شديدا لهذا الخبر لدرجه انه تقنع بثوبة (غطي راسة بالثوب) و مكث طويلا،
وفكر فيما سيحدث.


ثم رفع راسة فجاه و قال للمسلمين بصوت عال: “الله اكبر,
ابشروا يا معشر المسلمين بفتح الله و نصره”.


يحاول قدر المستطاع ان يرفع من همه الصحابه y.


انتشار خبر خيانة بنى قريظة


وعلي الرغم من محاولاتة لتجنب انتشار الخبر الا ان الله شاء للخبر ان ينتشر،
وهذا لحكمه واحدة،
الابتلاء و التنقيه و التمييز بين صفوف المؤمنين و صفوف المنافقين.


كل ما حدث من الاحزاب و حصار المدينه كان درجه من درجات الابتلاء،
اما الان فقد وصل المسلمون الى ما اسمية بمرحلة الزلزال،
المرحلة التي يزلزل بها المسلمون زلزالا لا يثبت به الا الصادقون حقا،
اما المنافقون مهما كانت درجه نفاقهم فلا شك انهم سيقعون،
وصف الله ذلك الامر فسورة الاحزاب حيث قال: {اذ جاءوكم من فوقكم و من اسفل منكم و اذ زاغت الابصار و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظنونا * هناك ابتلى المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا} [الاحزاب:10،
11].


مرحلة الزلزال،
مرحلة خطيرة،
لا بد منها قبل ان ياتى النصر،
ولكن اذا اتت فمعناها ان النصر قريب ان شاء الله.


وفى الايه الاخرى،
يقول : {ام حسبتم ان تدخلوا الجنه و لما ياتكم كالذين خلوا من قبلكم مستهم الباساء و الضراء و زلزلوا حتي يقول الرسول و الذين امنوا معه متي نصر الله الا ان نصر الله قريب} [البقرة:214].


لكن المنافقين بالتاكيد و ضعهم مختلف،
المشركون من حول المدينه و اليهود.
لا امل مطلقا فنظرهم فالنجاه {واذ يقول المنافقون و الذين فقلوبهم مرض ما و عدنا الله و رسولة الا غرورا} [الاحزاب:12].


وكان احدهم يقول: كان محمد يعدنا ان ناكل كنوز كسري و قيصر،
واحدنا اليوم لا يامن على نفسة ان يذهب الى الغائط.


وبدا المنافقون فالتسرب من الصف..
الفرار {واذ قالت طائفه منهم يا اهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا و يستاذن فريق منهم النبى يقولون ان بيوتنا عوره و ما هي بعوره ان يريدون الا فرارا} [الاحزاب: 13].


بدا الصف المسلم،
والحمد لله،
ينقي من الشوائب،
من المنافقين،
وهذا كله من مبشرات النصر.


والرسول قائد عملي،
يجب ان ياخذ ردود افعال و اقعية،
الجيش الاسلامي فحراسه الخندق فشمال المدينة،
فى منطقة خارج المدينه المنورة،
النساء و الاطفال فداخل المدينة,
واليهود الى جوارهم،
فاول ما فكر به رسول الله ارسال مجموعة من الجنود لحماية النساء و الاطفال.


والجدير بالذكر ان ما يروي من قصة دفاع السيده صفيه -رضى الله عنها- عن الحصن ضد اليهود,
ورفض حسان بن ثابت t ان يهاجم اليهودى هذي القصة لا اساس لها من الصحة،
السند بها منقطع،
وفيها طعن لا يصح فصاحبى جليل.


ارسل رسول الله فرقه لحماية لجبهه الداخلية للمدينه المنورة،
ويجب ان نفكر فالموقف الجديد بسرعة،
لقد اصبح الحصار الان من قريش و غطفان و اليهود ماذا نفعل؟


يتوجب على المسلمين بداية فك ذلك التحالف الرهيب،
فكيف يتم هذا الامر؟
ومع اي جهه نبدا؟
مع قريش ام مع اليهود ام مع غطفان؟


محاوله الرسول فك التحالف


فكر رسول الله ففك التحالف من اثناء العرض المادي،
والاغراء بالمال.
المنطق يقول ان اي محاوله مع قريش ستفشل،
فالعداء طويل،
وهم اصلا لم ياتوا من اجل المال،
وايضا الوضع مع اليهود؛
لان حقدهم على الرسول كبير جدا،
كما انهم خونة،
لا ممكن الاطمئنان الى كلامهم،
لم يتبق الا غطفان،
هذه القبيله التي لم تات ناقمه على رسول الله،
وليس بينة و بينها عداء،
وانما جاءت من اجل ما ل خيبر،
اى انه من الممكن ان تنسحب،
او تفك ارتباطها بالباقين اذا اعطيت ما لا.


وفعلا عقد لقاء مع زعماء غطفان: عيينه بن حصن،
والحارث بن عوف،
لا تذكر المصادر تفاصيل هذا اللقاء،
لكنة يبدو انها كنت فرصة،
فرصه سريعة جدا،
لدرجه ان الرسول لم يجد و قتا لاشراك الصحابه فاللقاء او ان اللقاء كان على مستوي عال جدا جدا من السرية،
فلم يشرك به احد من الطرفين،
المهم ان اللقاء تم بين الرسول ممثلا للمسلمين،
وعيينه بن حصن و الحارث بن عوف ممثلين عن غطفان،
وبعد مشاورات و مداولات،
استقر الطرفان على اعطاء غطفان ثلث ثمار المدينه لسنه كاملة على ان تعود غطفان و تترك حصار المسلمين،
لكن الرسول علق هذي المفاوضات على قبول مجلسة الاستشارى للفكرة،
وخاصة سعد بن معاذ و سعد بن عباده سيدى الاوس و الخزرج،
فلماذا هذان الرجلان بالذات؟


اولا: لانهما قريبان فمساكنهما فالمدينه من غطفان،
ومن بعدها فهما ادري الناس بهم و بما يصلح معهم.


وثانيا و هو الاهم: ان ثمار المدينه هذي التي ستكون ثمنا لفك الحصار ليست ملكا للرسول ،

وان كان هو زعيم الدولة،
وان كان هو النبى ،

ولكنة يحترم تماما الملكيه الشخصيه للافراد،
وهذه الثمار ملكيه شخصيه للاوس و الخزرج.


ولهذا بعد اجتماع الرسول مع زعماء غطفان،
قام باجتماع احدث بسرعه مع السعدين: سعد بن معاذ و سعد بن عباده t،
وعرض عليهما الاتفاق الذي وصل الية مع زعماء غطفان،
وكان رسول الله يعتقد ان ذلك العرض عرض مغر لانقاذ المدينه من الحصار (كان ذلك بعد نحو شهر من الحصار)،
فماذا كان رد فعل زعيمى الاوس و الخزرج؟


لقد رحبا بالعرض بداية،
ثم قال سعد بن معاذ بمنتهي الحكمة: يا رسول الله امرا تحبة فنصنعه،
ام شيئا امرك الله فيه لا بد لنا من العمل به،
ام شيئا تصنعة لنا؟


اذ انه لو كان امر من الله او رسولة لما جاز له ان يفكر به او يناقشة اصلا،
فلا بد من السمع و الطاعة،
اما ان كان رايا بشريا فيمكننا حينئذ مناقشته،
وعرض الراى فيه.


فقال لهم رسول الله : “بل شيء اصنعة لكم,
والله ما اصنع هذا الا لانى رايت العرب رمتكم عن قوس واحدة،
وكالبوكم من جميع جانب،
فاردت ان اكسر عنكم من شوكتهم”.
فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله،
قد كنا و هؤلاء مع الشرك بالله و عباده الاوثان لا نعبد الله و لا نعرفه,
وهم لا يطمعون ان ياكلوا منها ثمره واحده الا قري او بيعا او فيضا،
افحينما كرمنا الله بالاسلام،
واعزنا بك و فيه نعطيهم اموالنا؟
ما لنا بهذا من حاجة،
والله لا نعطيهم الا السيف و حتي يحكم الله بيننا و بينهم.


هكذا تكون عزه المسلم،
اعجب الرسول براى سعد جدا جدا على الرغم من مخالفتة لرايه،
وقال له: “انت و ذاك”.


فامسك سعد بن معاذ بالصحيفة فمحا ما بها من الكتاب,
ثم قال: ليجهدوا علينا.


وراسل رسول الله زعماء غطفان،
واعلمهم براى المجلس الاستشارى و رفض المساومة.


والحقيقة ان راى السعدين كان فمنتهي العمق و الحكمة،
ليست نظره عنتريه غير مدروسه بل هي رؤية استراتيجيه رائعة،
فمستقبل المدينه ربما يتحدد بهذه المفاوضات فليست المشكلة فقد ثلث ثمار المدينة،
ولكن المشكلة ان غطفان ستحقق انتصارا غير مقبول على الدوله الاسلامية,
وستهتز صورة الدوله الاسلاميه امامها و ستهتز امام الجزيره العربية بكاملها،
وهؤلاء ليسوا من الزعماء النبلاء الشرفاء،
بل هم مجرد مرتزقه ما جورين,
وسيفتح ذلك الباب الابتزاز المستمر للمدينه المنوره كلما احتاجوا الى ما ل جاءوا المدينة.
اما هذي الوقفه الصلبه الجريئة فانها -ولا شك- ستهز غطفان من الاعماق،
وبالذات انهم لا يفكرون الا فالمال و الدنيا،
وطالب الدنيا ضعيف،
ضعيف جدا جدا امام طالب الاخرة.


ويجب الا ننسي ان ديار غطفان قريبه من المدينة،
وقريش ان اجلا او عاجلا ستعود الى ديارها بمكة,
اما غطفان فباقية،
ولهذا يجب ان نحافظ جيدا على صورة قويه راسخه امامهم،
وهكذا كان القرار فمنتهي الحكمة،
واقرة الرسول دون تردد،
وليعلم الجميع ان الشوري اصل من اصول الحكم فالاسلام,
وكان من الممكن جدا جدا ان يوحى الله I بهذا الراى الى رسولة مباشرة،
ولكن حدوث هذي القصة بهذه الصورة يفتح للمسلمين ابواب الفكر و الابداع و ابداء الراى لمصلحه الامه الاسلامية.


ابتلاء سعد بن معاذ


وكان الله اراد ان يختبر الصدق فكلام سعد بن معاذ t،
فحدث امر شاق على المسلمين كثيرا,
ولكنة كان حلما لسعد بن معاذ.


لقد اصيب سعد بن معاذ البطل الاسلامي الشاب t،
اصيب بسهم فذراعة او كتفة و كانت الاصابة شديده خطيرة.


وكانت ازمه فوق الازمات،
وهذا زعيم الاوس و ذلك حكيم المسلمين و ذلك المطاع فقومة و ذلك الحبيب ليس فقط لرسول الله بل لله رب العالمين،
سعد بن معاذ قيمه كبار جدا جدا فالاسلام،
كانت ازمه كبار جدا،
فماذا كان رد فعل سعد لهذه الاصابة؟
شاب يصاب اصابة قاتله و هو فالسابعة و الثلاثين من عمره،
ماذا يقول؟


قال سعد يدعو الله: “اللهم انك تعلم انه ليس احدا احب الى ان اجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك و اخرجوه،
اللهم فاننى اظن انك ربما و ضعت الحرب بيننا و بينهم فان كان بقى من حرب قريش شيء،
فابقنى لهم حتي اجاهدهم فيك,
وان كنت و ضعت الحرب فافجرها و اجعل موتتى فيها”.


يا الله!
شاب عندة 37 سنه يرجو الله الا يموت حتي يجهز على قريش،
ويتمني الا يلتئم جرحة لكي يموت شهيدا،
عندما يكون الموت امنية.


هذه موته شهيد،
يدعو الله الا تفوتة فرصه الشهاده فسبيل الله.


ثم قال فاخر دعائه: “ولا تمتنى حتي تقر عيني من بنى قريظة”.


حتي فلحظاتة الاخيرة لا ينسي غدر بنى قريظة،
ولا ينسي هموم الامه الاسلامية.


وكفي الله المؤمنين القتال


تازم الموقف جدا جدا لم يعد فالصف المسلم احد من المنافقين،
وبذل المسلمون جهدهم كله،
حفروا الخندق فو قت قياسي،
تحملوا فسبيل الله الجوع و البرد،
حموا الخندق،
ودافعوا عنه بارواحهم،
قاتلوا بضرواة،
تعبوا،
كافحوا ،

قاموا بالمشاورات،
واجتهدوا فالدعاء؛
لان النصر من عند الله.


كان المسلمين يدعون الله تعالى ايام الاحزاب يقولون: اللهم استر عوراتنا،
وامن روعاتنا.
وكان الرسول يقول: “اللهم بيت =الكتاب سريع الحساب اهزم الاحزاب,
اللهم اهزمهم و زلزلهم”.


بعد ان بذل المسلمون جميع طاقتهم،
ووسعهم و محاولاتهم،
ياتيهم نصر الله،
ولا شك،
وياتيهم بكيفية الهية،
وترتيب رباني،
حتي يعلم الجميع،
ويوقنوا ان النصر من عند الله،
وجاء جنود الرحمن فالاحزاب،
وساختار منهم ثلاثه جنود فقط من جنود الرحمن نتحدث عنهم.


الجندى الاول: نعيم بن مسعود


نعيم بن مسعود رجل من المشركين لا يتوقع اسلامة ابدا فهذا التوقيت،
بل يكاد يصبح مستحيلا،
ذلك انه من قبيله غطفان المحاصره للمسلمين،
كيف لرجل من الجيش القوي المحاصر للمسلمين،
بعد ان مر شهر على الحصار،
وقد ينهار المسلمين فاى لحظه و خاصة بعد خيانة اليهود،
كيف له ان يترك جيشة القوي لينضم لجيش المسلمين الضعيف المهدد بالانهيار فاى لحظة؟!


جاء نعيم بن مسعود الى الرسول يقول له: يا رسول الله،
انى ربما اسلمت و ان قومى لم يعلموا باسلامي,
فمرنى ما شئت.


فقال رسول الله : “انما انت رجل واحد،
فخذل عنا ما استطعت،
فان الحرب خدعة”.


ولم يامرة بشيء يعمله،
ولكن يشاء الله ان يلهمة بفكرة لم ترد على ذهن احد من المسلمين،
ولا رسول الله نفسه،
ونعيم بن مسعود شخصيه معتبره قياديه معروف عند اليهود و عند قريش،
فذهب مباشره الى يهود بنى قريظه و قال لهم،
وهم يحسبونة مشركا,
ويعلمون انه من قاده غطفان،
فلة معرفه بواقع الامور و ما يجرى خلف الابواب،
قال لهم: ربما عرفتم و دى اياكم و خاصة ما بينى و بينكم.
قالوا: صدقت.
قال: فان قريشا ليسوا مثلكم،
البلد بلدكم,
فية اموالكم و نساؤكم و ابناؤكم،
ولا تقدرون ان تتحملوا منه الى غيره،
وان قريشا ربما جاءوا لحرب محمد و اصحابه,
وقد ظاهرتموهم عليه،
وبلدهم و اموالهم و نساؤهم بغيره,
فان اصابوا فرصه انتهزوها،
والا لحقوا ببلادهم و تركوكم و محمدا،
فانتقم منكم.


فقالوا: و ما العمل يا نعيم؟
قال: لا تقاتلوا معهم حتي يعطوكم رهائن.
قالوا: لقد اشرت بالراي.


ثم ذهب نعيم الى قريش مباشرة،
وقال لهم: تعلمون و دى لكم و نصحي لكم.
قالوا: نعم.
فقال: ان يهود ربما ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد و اصحابه,
وانهم ربما راسلوة انهم ياخذون منكم رهائن يدفعونها اليه,
ثم يوالونة عليكم,
فان سالوكم رهائن فلا تعطوهم.


ثم ذهب الى غطفان و قال لهم نفس الكلام.


قريش شعرت بالقلق و ايضا غطفان،
ارسلوا رساله سريعة الى اليهود و بتدبير رب العالمين كانت يوم السبت،
قالت قريش لليهود: انا لسنا بارض مقام,
وقد هلك الكراع و الخف,
فانهضوا بنا حتي نناجز محمدا.
فاعتلت اليهود بالسبت و قالوا: لا نقاتل معكم حتي تبعثوا الينا رهائن.


قالت قريش و غطفان: صدقكم و الله نعيم,
فبعثوا الى اليهود,
وقالوا: انا و الله لا نرسل اليكم احدا,
فانهضوا معنا نناجز محمدا.


فقالت اليهود: صدقكم و الله نعيم.


فدبت الفرقه بين الفريقين،
وتفتت الاحزاب،
وهكذا،
بحكمه الله و تدبيره،
يسلم نعيم بن مسعود فهذا الوقت،
ويلهمة الله بالفكرة التي ينجح فيها فتفتيت الاحزاب،
ورد كيدهم..
{انما امرة اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون} [يس: 82].


الجندى الثاني: الريح


والريح جندى هائل من جنود الرحمن،
وربنا I بعث ريحا شديده و قاسيه البروده على معسكر الكافرين لم تترك لهم خيمه الا و اقتلعتها،
ولم تترك قدرا الا قلبته،
ولم تترك نارا الا اطفاتها،
ووصلت شده الريح و خطورتها الى الدرجه التي دفعتهم لاخذ قرار العوده دون قتال و فك الحصار..
{انما امرة اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون} [يس: 82].


لماذا لم تات الريح منذ اليوم الاول؟!
لماذا انتظرت شهرا كاملا؟!


كان هذا لكي يمتحن المؤمنين،
ويتميز الصادق من الكاذب،
والمؤمن الصادق من المنافق.


ولماذا لم تهلكهم هذي الريح تماما مثلما اهلكت عادا و ثمود؟
لان كثيرا من هؤلاء الكفار سيسلمون بعد ذلك،
ويتكون منهم جيش الاسلام.


سبحان الله!
الكون يجرى و فق نواميس غايه فالدقه و الاعجاز.


الجندى الثالث: الملائكة


يقول الله : {يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمه الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا و جنودا لم تروها و كان الله بما تعملون بصيرا} [الاحزاب: 9].


وسنري فيما بعد فحديث بنى قريظه ان الملائكه شاركت فالحرب بل شارك جبريل بنفسه.


هزيمه الاحزاب


وتم نصر الله و ارسل رسول الله حذيفه بن اليمان الى معسكر الكفار ليطمئن على سير الاحداث,
وعلي فعل الرياح بهم و على اثر الفرقه التي احدثها نعيم بن مسعود t،
فعاد حذيفه بالخبر الرائع و بالنصر العظيم.


لقد عزم الجميع على الرحيل.


كل هذا بدون قتال.


قال I: {ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفي الله المؤمنين القتال و كان الله قويا عزيزا} [الاحزاب:25].


وانتهت واحده من اعظم معارك المسلمين مع انه لم يحدث بها قتال،
وكان الله يريد ان يقول لنا،
ليس المطلوب هو تحقيق النصر،
ولكن المطلوب هو العمل من اجله،
المطلوب هو قرار الجهاد،
والثبات فارض المعركة،
المطلوب هو صفات الجيش المنصور،
اما النصر فينزل بالكيفية التي يريدها رب العالمين،
وفى الوقت الذي يريدة الله .
بحث عن غزوة الخندق download 184


بحث عن غزوة الخندق