خطب جمعة مكتوبة وقصيرة

ان الحمد لله،
نحمدة و نستغفرة و نستعينة و نستهدية و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا،
من يهد الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له.
واشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له و اشهد ان محمدا عبدة و رسولة من بعثة الله رحمه للعالمين هاديا و مبشرا و نذيرا.
بلغ الرساله و ادي الامانه و نصح الامه فجزاة الله خير ما جزي نبيا من انبيائه.
صلوات الله و سلامة عليه و على جميع رسول ارسله.
اما بعد،
عباد الله اوصيكم و نفسي بتقوي الله العلى العظيم.
يقول الله تعالى: ﴿ سبحان الذي اسري بعبدة ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصي الذي باركنا حولة لنرية من اياتنا انه هو السميع البصير ﴾ (سورة الاسراء/1).

اعتاد المسلمون احياء ذكري معجزه الاسراء و المعراج التي حصلت فالسابع و العشرين من رجب.
الاول من رجب كان 1438 الاثنان 204\2024 فذكري معجزه الاسراء و المعراج تكون ليلة الجمعة 155\2024 الى الاثنين 165\2015

بحث عن المسجد الاقصى

اخوه الايمان،
ان الاسراء و المعراج من معجزات رسول الله صلى الله عليه و سلم.
اما الاسراء فثبت بنص القرءان و الحديث الصحيح،
فيجب الايمان بانه صلى الله عليه و سلم اسري الله فيه ليلا من مكه الى المسجد الاقصى.
وقد جاء فتفسير الايه ﴿ سبحان الذي اسري بعبدة ليلا ﴾ السبح فاللغه التباعد و معني سبح الله تعالى اي بعدة و نزهة عما لا ينبغي.
وقوله ﴿بعبده﴾ اي بمحمد.
ونسبة النبى الى ربة بوصف العبوديه غايه الشرف للرسول لان عباد الله كثير فلم خصة فهذه الايه بالذكر ؟

ذلك لتخصيصة بالشرف الاعظم.

والمقصود من المعراج هو تشريف الرسول باطلاعة على عجائب العالم العلوي.
اما الله تعلي فهو موجود بلا مكان و لا يجرى عليه زمان،
لا يسكن سماء و لا ارضا،
بل هو خالق السماء و الارض و العرش و الكرسى و لا يحتاج الى شيء من خلقه،
﴿ليس كمثلة شىء﴾ [سورة الشوري ايه 11].
يقول الامام على رضى الله عنه : « كان الله و لا مكان و هو الان على ما عليه كان ».
ويقول كذلك فتنزية الله عن الجلوس : « ان الله خلق العرش اظهارا لقدرتة و لم يتخذة مكانا لذاتة ».
رواة ابو منصور البغدادى فكتابة الفرق بين الفرق.
انظر: الله موجود بلا كيف و لا مكان.

افضل كيف

ومن نسب المكان او الجهه لله لا يصبح مسلما،
وعليه الرجوع للاسلم بالنطق بالشهادتين مع ترك الاعتقاد الفاسد.
انظر : كيف يحافظ المسلم على ايمانه: تجنب الوقوع فالرده و الكفر.

وقوله تعالى ﴿ليلا﴾ انما قال ﴿ليلا﴾ مع ان الاسراء لا يصبح الا فالليل لانة اراد فيه تاكيد تقليل لمدة الاسراء فانه اسرى فيه فبعض الليل من مكه الى الشام.

وقوله تعالى ﴿ من المسجد الحرام الى المسجد الاقصي ﴾ انما سمى المسجد الحرام لحرمتة اي لشرفة على سائر المساجد لانة خص باحكام ليست لغيره.
والمسجد الاقصي انما سمى بذلك لبعد المسافه بينة و بين المسجد الحرام.

وقوله تعالى ﴿ الذي باركنا حولة ﴾ قيل لانة مقر الانبياء و مهبط الملائكة،
لذا قال ابراهيم عليه السلام ﴿ انني ذاهب الى ربى سيهدين ﴾ اي الى حيث و جهنى ربى اي الى بر الشام لانة عرف بتعريف الله اياة ان الشام مهبط الرحمات و ان اكثر الوحى يصبح بالشام و ان اكثر الانبياء كانوا بها.

قال تعالى ﴿ لنرية من اياتنا ﴾ اي ما راي تلك الليلة من العجائب و الايات التي تدل على قدره الله.

اخوه الايمان،
لقد اجمع اهل الحق على ان الاسراء كان بالروح و الجسد و فاليقظه و من انكرة فقد كذب القرءان.

وقد كانت تلك المعجزه العظيمه فالسنه الخامسة قبل الهجره ليلة السابع و العشرين من شهر رجب،
فقد جاءة جبريل ليلا الى مكه و هو نائم ففتح سقف بيته و لم يهبط عليهم لا تراب و لا حجر و لا شيء و كان النبى حينها فبيت فتاة عمة ام هانىء فتاة ابي طالب اخت على بن ابي طالب فحى اسمه اجياد،
كان هو و عمة حمزه و جعفر بن ابي طالب نائمين و الرسول كان نائما بينهما فايقظة جبريل بعدها اركبة على البراق خلفة و انطلق فيه و البراق دابه من دواب الجنه و هو ابيض طويل يضع حافرة حيث يصل نظرة و لما ياتى على ارتفاع تطول رجلاة و لما ياتى على انخفاض تقصر رجلاه،
وانطلق فيه البراق حتي و صلا عند الكعبه حيث شق صدرة من غير ان يحس بالم بعدها اعيد كما كان و هذا بعد ان غسل قلبة و ملىء ايمانا و حكمه و جميع ذلك اعدادا للامر العظيم الذي يستقبله،
ثم انطلقا حتي و صلا الى ارض المدينه فقال له جبريل ” انزل ” فنزل فقال له “صل ركعتين” فصلي ركعتين،
ثم انطلق فوصل فيه الى بلد اسمها مدين و هي بلد نبى الله شعيب فقال له انزل فصل ركعتين ففعل بعدها ايضا فعل فبيت لحم حيث ولد عيسي ابن مريم عليه السلام.

ثم اتي بيت =المقدس فربط البراق بالحلقه التي يربط فيها الانبياء بعدها دخل المسجد الاقصي فصلي به ركعتين.

وصلي بالانبياء اماما،
الله جمعهم له هنالك كلهم تشريفا له،
ولما خرج جاءة جبريل عليه السلام باناء من خمر الجنه لا يسكر و اناء من لبن فاختار النبى اللبن فقال له جبريل “ اخترت الفطره ” اي تمسكت بالدين.

ومن عجائب ما راي رسول الله صلى الله عليه و سلم فالاسراء ما رواة الطبرانى و البزار من انه راي المجاهدين فسبيل الله و كيف كان حالهم و راي تاركى الصلاة و كيف كان حالهم و الذين لا يؤدون الزكاه و كيف كان حالهم و الزناه و كيف كان حالهم و الذين لا يؤدون الامانه و كيف كان حالهم و خطباء الفتنه و ربما رءاهم تقص السنتهم بمقصات من نار و ما اكثرهم فايامنا هذه.

وراي الذين يتكلمون بالكلمه الفاسده و ما اكثرهم فايامنا هذه،
وراي ابليس و راي الدنيا بصورة عجوز.

وراي ءاكلى الربا و كيف كان حالهم و راي ءاكلى اموال اليتامي و كيف كان حالهم و راي شاربى الخمر و كيف كان حالهم،
والذين يمشون بالغيبه و كيف كان حالهم بعدها شم رائحه طيبه من قبر ما شطه فتاة فرعون و كانت مؤمنه صالحه و جاء فقصتها انها بينما كانت تمشط راس فتاة فرعون سقط المشط من يدها فقالت ” بسم الله ” فسالتها فتاة فرعون ” او لك رب الة غير ابي ” فقالت الماشطه ” ربى و رب ابيك هو الله ” فقالت “ااخبر ابي بذلك ” قالت ” اخبرية ” فاخبرتة فطلب منها الرجوع عن دينها فابت فحمي لها ماء حتي صار شديد الحراره متناهيا فالحراره فالقي به اولادها واحدا بعد واحد بعدها لما جاء الدور الى طفل كانت ترضعة تقاعست اي صار بها كانها تتراجع ازداد خوفها و انزعاجها و قلقها فانطق الله تعالى الرضيع فقال ” يا اماة اصبرى فان عذاب الاخره اشد من عذاب الدنيا فلا تتقاعسى فانك على الحق “.
فتجالدت فرمي الطفل فقالت لفرعون “لى عندك طلب ان تجمع العظام و تدفنها ” فقال ” لك هذا ” بعدها القاها فيه.

ثم نصب المعراج و المعراج مرقاه شبة السلم درجه من ذهب و الثانية من فضه و كذا فعرج فيها النبى الى السماء و اما المعراج فقد ثبت بنص الاحاديث و اما القرءان فلم ينص عليه نصا صريحا لا يحتمل تاويلا لكنة و رد به ما يكاد يصبح صريحا و هو قوله تعالى ﴿ و لقد راة نزله ثانية عند سدره المنتهي عندها جنه الماوي ﴾ (سورة النجم/14-15-16).

ثم صعد فيه جبريل حتي انتهيا الى السماء الاولى،
وفى السماء الاولي راي ءادم و فالاخرى راي عيسي و يحيي و فالثالثة راي يوسف.
قال عليه الصلاة و السلام « و كان يوسف اعطى شطر الحسن » يعني نص جمال البشر الذي و زع بينهم و فالسادسة راي موسي و فالسابعة راي ابراهيم و كان اشبة الانبياء بسيدنا محمد من حيث الخلقه و رءاة مسندا ظهرة الى المنزل المعمور الذي يدخلة جميع يوم سبعون الف ملك بعدها لا يعودون اليه.
انظر: الاسلام دين كل الانبياء

ثم ذهب برسول الله الى سدره المنتهي و هي شجره عظيمه و فيها من الحسن ما لا يستطيع احد من خلق الله ان يصفة و جدها يغشاها فراش من ذهب و اوراقها كاذان الفيله و ثمارها كالقلال و القلال جمع قله و هي الجره و هذي الشجره اصلها فالسماء السادسة و تمتد الى السابعة بعدها سار سيدنا محمد و حدة حتي وصل الى مكان يسمع به صريف الاقلام التي تنسخ فيها الملائكه فصحفها من اللوح المحفوظ بعدها هنالك ازال الله عنه الحجاب الذي يمنع من سماع كلام الله الذي ليس حرفا و لا صوتا،
واسمعة كلامه.

ثم هنالك كذلك ازال عن قلبة الحجاب فراي الله تعالى بقلبة اي جعل الله له قوه الرؤية و النظر بقلبه،
فراي الله بقلبة و لم يرة بعيني راسة لان الله لا يري بالعين الفانيه فالدنيا و انما يري بالعين الباقيه فالاخره كما نصف على هذا الامام ما لك رضى الله عنه.

ولو كان يراة احد بالعين فالدنيا كان رءاة سيدنا محمد،
لذا قال عليه الصلاة و السلام: « و اعلموا انكم لن تروا ربكم حتي تموتوا ».
انظر: رؤية الله بلا كيف و لا مكان و لا جهه فالجنه اعظم نعيم للمسلمين

ثم ان نبينا لما رجع من هذا المكان كان من جمله ما فهمة من كلام الله الازلى انه فرض عليه خمسون صلاه بعدها رجع فوجد موسي فالسماء السادسة فقال له “ماذا فرض الله على امتك” قال: ” خمسين صلاه ” قال “ارجع و سل التخفيف” اي ارجع الى حيث كنت و سل ربك التخفيف فانى جربت بنى اسرائيل فرض عليهم صلاتان فلم يقوموا بهما” فرجع فطلب التخفيف مره بعد مره الى ان صاروا خمس صلوات.
وهذا به دليل على ان الانبياء ينفعون بعد موتهم.

قال الشيخ الصاوى المالكي (1775-1241) فكتابة حاشيه الصاوى على تفسير الجلالين: « قوله ”قال فرجعت الى ربي” اي الى المكان الذي ناجيت به ربى و ليس المراد ان الله فذلك المكان و رجع له فان اعتقاد هذا كفر ».
انظر: كيف يحافظ المسلم على ايمانه: تجنب الوقوع فالرده و الكفر.

وليعلم ان المقصود بقوله تعالى ﴿ثم دنا فتدلي فكان قاب قوسين او ادنى﴾ جبريل عليه السلام حيث رءاة الرسول و له ستمائه جناح سادا عظم خلقة ما بين الافق،
فان جبريل اقترب من سيدنا محمد فكان ما بينهما من المسافه بمقدار ذراعين بل اقرب.

ولا يجوز تفسير الايه بان محمدا دنا من الله لان الله موجود بلا مكان و لا احد قريب منه بالمسافة.
انظر: الله موجود بلا كيف و لا مكان.

ثم ان الرسول لما رجع اخبر قومة بما حصل معه فقالوا له “من هنا الى هنالك مسيره شهر” و كان فيهم من يعرف بيت =المقدس فقالوا له “كم بابا ببيت المقدس” كان هو بالليل ما تاكد عدد الابواب تضايق بعدها كشف الله له فاراة فصار يعد لهم و هو ينظر الى الابواب واحدا واحدا فسكتوا،
ثم ابو بكر قيل له ” صاحبك يدعى انه اسرى فيه ” قال ” انه صادق فذلك.
عن خبر السماء انا اصدقة فكيف لا اصدقة عن خبر الارض “.

اخوه الايمان،
ان الواحد منا ينبغى له ان يعمل لاخرتة و كانة سيموت غدا و ينبغى له فكل ايامة ان يذكر الموت و انه قريب حتي لا يغفل فينجر الى ما يرضى الله خصوصا و ان كثيرا من الناس تزداد غفلتهم فهذه الايام فيغرقون فالمعاصى و المنكرات بدلا من ان يعتبروا و يقولوا ربما مضي من عمرنا هكذا و هكذا من السنين فماذا اعددنا ليوم المعاد و من اخطانا معه لنستسمحه،
وكان بعضهم لم يسمع بجهنم و ما اوعد الله فيه اهلها.

النار اي جهنم يا عباد الله حق فيجب الايمان فيها و بانها مخلوقه الان و ربما اوقد عليها الف سنه حتي احمرت و الف سنه حتي ابيضت و الف سنه حتي اسودت فهي سوداء مظلمة.
وقد جعل الله بها عقارب كالبغال و حيات الحيه الواحده كالوادى و جعل اكل اهلها من ضريع و هو شجر كرية المنظر كرية الطعم و جعل شراب اهلها من الماء الحار المتناهى الحراره الذي تتقطع منه امعاؤهم و جعل ما بين منكبى الكافر مسيره ثلاثه ايام و هذا ليزداد الكافر عذابا.
فهل من معتبر ؟