ن الحمد لله نحمدة و نستعينة و نستغفرة ،
ونعوذ بالله من شرور انفسنا و سيئات اعمالنا ،
من يهدة فلا مضل له ،
ومن يضلل فلا هادى له ،
واشهد ان لا الة الا الله ،
وحدة لا شريك له ،
واشهد ان محمدا عبدة و رسولة ،
صلوات الله و سلامة عليه ،
وعلي الة و اصحابة ،
والتابعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين .
.
.
اما بعد :
فاتقوا الله عباد الله ،
واعلموا انكم ملاقوة ،
ولن تعجزوة ،
فمن الارض خلقكم و بها يعيدكم و منها يظهركم تاره ثانية ،
قال تعالى : ” يا ايها الذين امنوا اتقوا حق تقاتة و لا تموتن الا و انتم مسلمون ” ،
وقال تعالى : ” يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون فيه و الارحام ان الله كان عليكم رقيبا ،
” و قال تعالى : ” يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسولة فقد فاز فوزا عظيما ” .
معاشر المسلمين : جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه و سلم يسال عن الساعة .
.
.
قال صلى الله عليه و سلم : ” اذا ضيعت الامانه فانتظر الساعة ،
قال : و كيف اضاعتها ؟
قال : اذا و سد الامر الى غير اهلة فانتظر الساعة ” [ رواة البخارى ] .
وهذا معني عظيما يرشد الية النبى صلى الله عليه و سلم بان جميع شيء لا بد و ان يوضع فمكانة المناسب ،
فلا يسند العمل و لا المنصب الا لصاحبة الجدير فيه ،
والاحق فيه من غيرة ،
دون محاباه لاحد ،
والا فقد ضاعت الامانه و اقتربت الساعة .
وضياع الامانه دليل على ضياع الايمان و نقص الدين ،
قال صلى الله عليه و سلم : ” لا ايمان لمن لا امانه له ،
ولا دين لمن لا عهد له ” [ حديث صحيح ،
واسنادة جيد رواة الامام احمد و البيهقى ] .
فالامانه من الاخلاق الفاضله و هي اصل من اصول الديانات ،
وعمله نادره فهذه الازمنه ،
وهي ضروره للمجتمع الانسانى ،
لا فرق بها بين حاكم و محكوم ،
وصانع و تاجر ،
وعامل و زارع ،
ولا بين غنى و فقير ،
ولا كبير و صغير ،
ولا معلم و تلميذ ،
فهي شرف للجميع ،
وراس ما ل الانسان ،
وسر نجاحة ،
ومفتاح جميع تقدم ،
وسبب لكل سعادة ،
وليست الامانه محصورة فمكانها الضيق الذي يعتقدة كثير من الناس ،
فالامانه ليست مقصورة على اداء الودائع التي تؤمن عند الناس ،
بل هي اشمل من هذا بعديد ،
فالصلاة و الصيام و الزكاه و الحج و غيرها من شعائر الدين امانه ،
من فرط فشيء منها او اخل فيه فهو مفرط فيما ائتمنة عليه ربة تبارك و تعالى ،
وتشمل الامانه ايضا جميع عضو من جسد الانسان ،
فاليد و الرجل و الفرج و البطن و غير هذا امانه عندك ،
فلا تاتى الحرام من قبل هذا ،
والا اصبحت مفرطا فيما ائتمنت عليه ،
واحذر ان تكون هذي الجوارح شاهده عليك يوم القيامه ان فرطت بها ،
يقول الحق تبارك و تعالى : ” يوم تشهد عليهم السنتهم و ايديهم و ارجلهم بما كانوا يعملون ” ،
فمن معاني الامانه وضع جميع شيء فمكانة اللائق فيه ،
قال ابو ذر رضى الله عنه : رسول الله : الا تستخدمنى يعني الا تجعلنى و اليا او اميرا او ريئسا لك على احدي المدن قال : فضرب بيدة على منكبى بعدها قال : ” يا ابا ذر انك ضعيف ،
وانها امانه و انها يوم القيامه خزى و ندامه ،
الا من اخذها بحقها ،
وادي الذي عليه بها ” [ اخرجة مسلم ] .
ايها المسلمون : امر الامانه عظيم ،
وخطرها كبير ،
فلقد استهان كثير من الناس اليوم بامر الامانه حتي اضحوا لا يلقون لها بالا ،
ولا يقيمون لها و زنا ،
وذلك ناتج عن سوء فهم لمعني الامانه و ما يترتب على تضييعها و التفريط بها من العذاب و العقاب ،
ومن سبب التفريط فالامانه عدم تذكر ما سيحدث لمن فرط فالامانه من العذاب و النكال فقبرة من سؤال الملائكه له عما فرط به من الامانه ،
الا و ان من سبب التفريط فالامانه ضعف الوازع الدينى لدى كثير من الناس ،
فلو كان هنالك و ازع من الدين يردع صاحبة و يزجرة كلما هم بالتفريط فيما اوكل الية من امانه لعاشت الامه فخير عظيم و امن و ارف ،
ومن سبب التفريط فالامانه دافع الانتقام سواء من رئيس او صاحب عمل ،
ولا شك ان ذلك الامر لن يضر اولا و اخرا الا من فرط فالامانه لعظم قدرها و كبير خطرها ،
فمهما حصل من سوء تفاهم بين الرئيس و المرءوس ،
والعامل و صاحب العمل ،
والزوجه و زوجها ،
فليس معني هذا ان يفرط ذلك او ذاك فيما انيط فيه من امانه و مسؤوليه ،
فليحذر المسلم من عاقبه هذا فالعاقبه و خيمه و الخاتمه سيئه و العياذ بالله .
عباد الله : ان من اعظم الامانه ،
الامانه التي انيطت بالرئيس او صاحب العمل : و يتمثل هذا فحسن المعامله مع من هم تحت امرتة و سلطتة ،
ومن هم تحت و لايتة و كفالتة ،
ومن هم خدم عندة ،
او يعملون لدية ،
وليتق الله تعالى فالعدل بينهم دون محاباه لاحد دون الاخر ،
فالمؤمنون اخوه ،
ولا فرق بين احد منهم الا بالتقوي و العمل الصالح و الاخلاص فعملة ،
فيجب على المسؤول ان لا يمنع ذلك من ترقيه او مكافئه او دوره تدريبيه ،
او اجازة استحقاقيه ،
بدافع الاضرار و التفريط فالامانه ،
ويحرم على صاحب العمل ان يؤخر رواتب العمال عن موعد استحقاقها ،
لحديث ابي هريره رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” ثلاثه انا خصمهم يوم القيامه ،
ومن كنت خصمة خصمتة يوم القيامه : رجل اعطي بى بعدها غدر ،
ورجل باع حرا فاكل ثمنة ،
ورجل استاجر اجيرا فاستوفي منه ،
ولم يوفة اجرة ” [ اخرجة البخارى و احمد و ابن ما جه و اللفظ له ] ،
واخرج ابن ما جه بسند حسن عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى اللهم عليه و سلم : ” اعطوا الاجير اجرة ،
قبل ان يجف عرقة ” ،
فيحرم بخس الناس حقوقهم من اجل خلافات ممكن ان تزول و تذهب و تضمحل ،
فالانسان لا ينتقم لنفسة ،
بقدر ما ينتقم و يتمعر و جهة اذ انتهكت محارم الله ،
او اخل موظف بعملة ،
وقبل ان ينشا الخلاف يجب ان يوجة المخطئ ،
فربما كانت هنالك شبهه او امرا فهم خطا و بالتالي ممكن ان نتجاوز تلك العقبه ،
لا سيما بالكلمه الطيبه و المعامله الحسنه ،
والتوجية السليم ،
وعدم التوبيخ او السرعه فاتخاذ القرارات مما ربما ينتج عنه نتيجة عكسيه غير متوقعه ،
من ظلم و تعسف و سوء فهم ،
ثم يصب جميع هذا فقالب التفريط فالامانه .
ايها المسلمون : و ان مما يتعلق بامانه المسؤول ،
امانه توليه المسؤوليه لمن هو اهل لها من اهل الخير و الصلاح و الاستقامه ،
ومن الناس المشهود لهم بحسن السيره و الاخلاص فالعمل ،
حتي تتهيا فرص الانتاج المثلي التي يستفيد منها الفرد و المجتمع ،
وليحذر المسؤول ان يولى زمام الامور لمن ليس باهل لها اما محاباه لاحد ،
او لاجل حصول منفعه دنيويه ما تلبث ان تزول بعدها يقاسي اتعابها و الامها ،
ولهذا قال عليه الصلاة و السلام : ” ما من امير يلى امور المسلمين بعدها لم يجهد لهم و ينصح لهم الا لم يدخل معهم الجنه ” ،
وقال صلى الله عليه و سلم : ” من غشنا فليس منا ” [ اخرجهما مسلم فصحيحة ] ،
فتلك الاعمال من خيانة المسلمين ،
وهي من صفات اليهود و النصاري الحاقدين ،
وليست و الله من الاسلام فشيء ،
فالاسلام دين النزاهه و الامانه ،
قال تعالى : ” يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا اماناتكم و انتم تعلمون ” ،
فامانه المسؤول امانه عظيمه ،
لاختيار الاصلح لكل عمل ،
دون مراعاه لاحد ،
ولا محاباه لفرد من الافراد ،
ودون تقدير لشعور قريب او صديق ،
فلن يجادل عن المفرط احد يوم القيامه ،
بل سيقاسي الوان العذاب بسبب تفريطة فالامانه و تضييعة لها ،
وسيصبح جلساؤة خصماؤة ،
وشهداء عليه ،
عن ابي هريره رضى الله عنه ،
عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : ” و يل للامراء ،
ويل للعرفاء ،
ويل للامناء ،
ليتمنين اقوام يوم القيامه ان ذوائبهم كانت ملعقه بالثريا ،
يتذبذبون بين السماء و الارض ،
ولم يكونوا عملوا على شيء ” [ اخرجة احمد بسند حسن ] ،
وفى الحديث : ” ايما رجل استخدم رجلا يعني امرة و ولاة على عشره انفس علم ان فالعشره اروع ممن استخدم ،
فقد غش الله و رسولة ،
وغش جماعة المسلمين ” ،
والمتامل فهذا الزمن ،
والناظر فو اقع المسلمين اليوم ،
يجد ان كثيرا من الاعمال يتولاها اناس لا يصلون كفره فجره ،
لا يخافون الله و لا يهابونة ،
فكيف تسير سفينه الحياة مع تلك الفئه من الناس ،
روي الحاكم من حديث ابي بكر الصديق قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” من و لى من امر المسلمين شيئا فامر عليهم احدا محاباه ،
فعليه لعنه الله ،
لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا ،
حتي يدخلة جهنم ” فتفكروا رحمكم الله فحال المسلمين اليوم ،
والواقع الاليم الذي تعيشة الامه فهذا الزمن ،
من توسيد الامر لغير اهلة من العصاه و الفسقه و المجرمين و الظالمين ،
والمنافقين العلمانيين ،
والشيعه الرافضه ،
بل و حتي من الكفره الفجره ،
الذين يستغلون مناصبهم لاستغلال المسلمين ،
والذين لا يابهون باكل الرشوه بالباطل ،
وتاخير معاملات المسلمين ،
والذين لا يتورعون عن الظلم و العدوان ،
ومع هذا تجدهم ربما تسنموا قمم المراتب ،
واعالى المناصب ،
واهل الخير و الصلاح ،
اهل القران و السنه ،
اهل الله و خاصتة ،
لا يقام لهم وزن ،
ولا يقدر لهم قدر ،
ولا حول و لا قوه الا بالله ،
لقد انقلبت الامور ،
وانتكست المفاهيم ،
وتغيرت الاوضاع ،
ونكست الطباع ،
فاين العزه و الفلاح ،
واين الرفعه و الصلاح ،
التى ينشدها المسلمون فكل مكان مع ذلك التفريط فالامانه .
ايها الاخوه الفضلاء : على الموظف و المرءوس ،
وعلي العامل و الخادم ،
ان يؤدى جميع منهم العمل المناط فيه على اكمل و جة و احسنة ،
فذلك من الامانه ،
ولا بد ان يستنفد جل و قتة ،
وكل جهدة فاكمال عملة و تحسينة ،
اما من فرط فاداء عملة المنوط فيه ،
كمن يسرق من ما ل كفيلة ،
او يبيع سلعه رخيصه بثمن باهض ،
وياخذ الباقى دون علم صاحب العمل ،
او من يقوم باستعمال الات العمل و اجهزتة و معداتة من اجل مصالحة الشخصيه ،
او من ياخذ شيئا من عملة لبيته او لغيرة دون اذن مسبق ،
او يسرق الات الحرب و معداتة من عملة ،
او يؤخر معاملات المسلمين من اجل حفنه قذره من اوساخ الدنيا ،
فتلك الاعمال و غيرها من السرقه و الغلول و العياذ بالله ،
قال تعالى : ” و من يغلل يات بما غل يوم القيامه ” ،
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” من استخدمناة منكم على عمل ،
فكتمنا مخيطا فما فوقة ،
كان غلولا ياتى فيه يوم القيامه ” ،
فقام الية رجل اسود من الانصار ،
فقال يا رسول الله اقبل عنى عملك قال و ما لك قال سمعتك تقول هكذا و هكذا قال و انا اقوله الان من استخدمناة منكم على عمل فليجئ بقليلة و كثيرة فما اوتى منه اخذ و ما نهى عنه انتهي ” [ اخرجة مسلم ] .
امه الاسلام : من الغش الواقع اليوم ،
وهو اعظم الغش ،
واضرة على الانسان و المجتمعات و البيوتات ،
التفريط فامانه الاسرة ،
من زوجه و اولاد ،
فهذه هي الخيانة التي حذر منها الشرع ،
وهذا هو الغش المحرم الذي اشار الية الدين الحنيف ،
ولهذا قال صلى الله عليه و سلم : ” ما من عبد يسترعية الله رعيه يموت يوم يموت و هو غاش لرعيتة الا حرم الله عليه الجنه ” [ متفق عليه ] ،
فكم هم الاولياء الذين خانوا الله و رسولة ،
وخانوا اماناتهم و هم يعلمون ،
وذلك بادخال و سائل الفساد الى بيوتهم ،
من اطباق فضائيه و انترنت ،
ومجلات خليعه ما جنه فاضحه ،
الا و ان مقال الفضائيات و الانترنت لهو مقال جدير بان يوضع نصب الاعين ،
ويصبح اطروحه العلماء ،
ومناقشه الدعاه و الاولياء ،
لما تسببة من تفش للجريمة ،
ووقوع فالرذيله ،
والاحداث و الوقائع شاهده على تحريم الفضائيات و الانترنت ،
فكم من اسرة مزق عفافها ،
وذهب حياؤها ،
وكم من بيت =تفككت روابط الموده بين اهلة ،
وكم هم صرعي الانترنت الذين نشاهدهم اليوم ،
وكم هي الماسى و الالام ،
والاحزان و الاسقام ،
التى تحيط بمجتمعات المسلمين من جراء تلك الفضائيات و الانترنت ،
فهي و سائل هدامه ،
لا خير بها ،
ولا جدوى منها ،
لقد خطط الاعداء كثيرا ،
ودرسوا مليا ،
من اجل ايقاع المسلمين فقاع الخنا ،
وفاحشه الزنا ،
وياعجبا لامر المسلمين اليوم ،
عرفوا الباطل فاتبعوة ،
وادركوا الخطر فاقتحموة ،
انهم كالجنادب تتهافت على النار ،
فسبحان الله العظيم الحليم ،
هل من عوده صادقه للدين ،
وهل من تمسك بالكتابين .
فالويل للاولياء من رب الارض و السماء ،
قال صلى الله عليه و سلم : ” اذا جمع الله الاولين و الاخرين يوم القيامه يرفع لكل غادر لواء يعرف فيه ،
فيقال هذي غدره فلان ” [ رواة البخارى ] .
امه الاسلام : شباب الارصفه و المخدرات ،
اطفال التسكع و السهرات ،
البنات الخراجات و الولاجات ،
النساء اللاتى يسرحن و يمرحن فالشوارع و الاسواق ،
اليس لاولئك الناس رجالا و اباء يقومون على مصالحهم ،
ويخطمون زمام امورهم ،
ام انهم خلقوا بلا راع و لا مسؤول ،
فاتقوا الله ايها الاباء فامانه الابناء و البنات و الزوجات ،
فانتم عنهم مسؤولون ،
وبشانهم يوم القيامه موقوفون ،
قال تعالى : ” و قفوهم انهم مسؤولون ” ،
فاحذر ايها الاب العاقل ان تتفاجا يوم القيامه بان اهلك خصماؤك ،
الم تسمع قول الله تعالى : ” يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم و الادكم عدوا لكم فاحذروهم ” ،
فسيقفون خصما و ندا لك يوم القيامه ،
اذا و قفت بين يدى الجبار سبحانة ،
يقولون : لم يامرنا ،
ولم ينهنا ،
ولم يمنعنا ،
فماذا عساك تقول فلحن القول ،
وبماذا سترد فيوم تنكشف به الاستار و السرائر .
ايها المسلمون : و ان من اعظم الامانه ،
الامانه التي تكون بين الرجل و زوجتة ،
فلا تفشى له سرا ،
ولا يطلع لها مخفيا ،
قال صلى الله عليه و سلم : ” ان من اعظم الامانه عند الله يوم القيامه : الرجل يفضى الى امراتة و تفضى الية ،
ثم ينشر سرها ” [ رواة مسلم ] ،
فيحرم على الزوج و الزوجه ان ينشرا سرهما و ما يجرى بينهما من علاقات زوجية لغيرهما ،
ولو على سبيل المزاح .
فقد سد الشارع الكريم ذلك الباب ،
درءا لما ربما يحصل به من شرور و فتن ،
وبلايا و محن .
معاشر المسلمين : الا و ان من اعظم الامانه ،
تلك الامانه التي انيطت بالقضاه و المعلمين ،
من القيام فيها احلى قيام ،
ورعايتها اعظم رعايه ،
فالخصوم امانه فاعناق القضاه ،
والطلاب امانه فرقاب المعلمين ،
فليرع جميع امانتة ،
وليحذر من الخيانة ،
او الغدر و النكوص على الاعقاب فالويل بعدها الويل لمن فرط فامانتة ،
فقد اخرج الامام احمد فمسندة من حديث عائشه رضى الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ” لياتين على القاضى العدل يوم القيامه ساعة يتمني انه لم يقض بين اثنين فتمره قط ” ،
فاعدلوا بين الخصوم ،
وارعوا حقوق الطلاب ،
بكل صدق و امانه ،
فالامر اخطر مما يتصور ،
وافظع مما يتوقع .
بارك الله لى و لكم فالقران العظيم ،
ونفعنى و اياكم بما به من الايات و الذكر الحكيم ،
اقول قولى ذلك و استغفر الله لى و لكم من جميع ذنب فاستغفروة و توبوا الية انه هو الغفور الرحيم .
——————–
الحمد لله ناصر المستضعفين ،
وقاهر الظالمين ،
واشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له ،
ولى المؤمنين الصادقين ،
ولا عدوان الا على المجرمين ،
واشهد ان محمدا عبدة و رسولة النبى الامين ،
صلي الله عليه و على الة و اصحابة الغر المحجلين ،
وعلي التابعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين .
.
.
اما بعد :
فاتقوا الله عباد الله ،
واعلموا ان الامانه من ابرز اخلاق الرسل عليهم الصلاة و السلام ،
فنوح و هود و صالح و لوط و شعيب يخبرنا الله عز و جل فسورة الشعراء ان جميع واحد منهم ربما قال لقومة : ” انني لكم رسول امين ” ،
ورسولنا محمد صلى الله عليه و سلم امين الله فالارض على الرساله ،
فهو الذي يبلغ عن ربة ذلك الدين العظيم ،
وقد كان مشهورا بالامانه فقومة قبل الرساله ،
فقد كانوا يلقبونة ( محمد الامين ) ،
وجبريل عليه السلام امين و حى السماء ،
فقد و صفة الله بذلك فقوله تعالى : ” و انه لتنزيل رب العالمين * نزل فيه الروح الامين * على قلبك لتكون من المنذرين ” ،
فامر الامانه عظيم ،
وخطر التفريط بها جسيم ،
فعن ابي هريره رضى الله عنه ،
عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : ” ايه المنافق ثلاث : اذا حدث كذب ،
واذا و عد اخلف ،
واذا ائتمن خان ” [ رواة البخارى و مسلم ] ،
فاى فوز ،
واى نجاه ،
واى نصر يرجوة المسلم عندما يتعامل مع اخوانة المسلمين ،
بالخيانة ،
وعدم الامانه ،
بل بالكذب و الغش و التدليس و السرقه ،
ان التفريط فالامانه ،
وصمه عار فجبين المفرط ،
ووسام ذل و خيانة ،
يحيط بعنقة ،
واى خساره اعظم من ان يصبح المسلم فعداد المنافقين ،
لقد اشار النبى صلى الله عليه و سلم الى ان المفرط فالامانه ،
والخائن بها هو فعداد المنافقين الذين توعدهم الله تعالى باقسي العقوبه ،
واسفل مكان فالنار ،
فقال تعالى : ” ان المنافقين فالدرك الاسفل من النار و لن تجد لهم نصيرا ” فاحذروا عباد الله من سوء العاقبه ،
وخطر الخيانة و الكذب على المسلمين ،
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” اد الامانه الى من ائتمنك ،
ولا تخن من خانك ” [ اخرجة ابو داود و صححة الارنؤوط فجامع الاصول ] .
عباد الله : ان الله تعالى امركم بامر بدا به بنفسة المتعالى بعظمتة و مجدة ،
وثني بملائكتة الكرام مسبحه بقدسة ،
وثلث بكم معاشر المسلمين من جنة و انسة ،
فقال جل من قائل سبحانة : ” ان الله و ملائكتة يصلون على النبى يا ايها الذين امنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ” ،
اللهم صل و سلم و زد و بارك على صاحب الوجة الانور ،
والجبين الازهر ،
والقلب الاطهر ،
نبينا و حبيبنا و قدوتنا الى الخير محمد ابن عبدالله ،
وعلي خلفائة الاربعه الراشدين المهديين ،
ابي بكر و عمر و عثمان و على ،
وعن سائر الصحابه اجمعين ،
والتابعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين ،
وعنا معهم بمنك و كرمك يا اكرم الاكرمين ،
اللهم اعز الاسلام و المسلمين ،
واذل الشرك و المشركين ،
ودمر اعداء الدين ،
واجعل ذلك البلد امنا مطمئنا و سائر بلاد المسلمين ،
اللهم ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعة ،
وارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابة ،
اللهم حبب الينا الايمان و زينة فقلوبنا و كرة الينا الكفر و الفسوق و العصيان ،
واجعلنا من الراشدين ،
اللهم اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان و لا تجعل فقلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم ،
اللهم انصر المجاهدين فسبيلك فكل مكان ،
اللهم انصرهم على عدوك و عدوهم يا ذا الجلال و الاكرام يا ذا الطول و الانعام ،
اللهم يا قوي يا عزيز ،
يا جبار السموات و الارض ،
اللهم قاتل الكفره الفجره من اليهود و النصاري و الشيوعيين و الرافضه و العلمانيين الذي يحاربون اولياءك ،
ويدينون بغير دينك ،
اللهم ادر الدائره عليهم ،
واجعل تدبيرهم تدميرا عليهم ،
اللهم اجعل كيدهم بينهم ،
اللهم انزل عليهم باسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين ،
اللهم اهلكهم بالقحط و السنين ،
يا من لا يعجزة شيء فالارض و لا فالسماء ،
اللهم انا نسالك الجنه و ما قرب اليها من قول و عمل ،
ونعوذ بك من النار و ما قرب اليها من قول و عمل ،
اللهم و فق و لى امرنا بتوفيقك ،
وايدة بتاييدك و اجعل عملة فرضاك ،
اللهم ارزقة البطانه الصالحه الناصحة التي تدلة على الخير و تعينة عليه ،
اللهم افضح بطانه السوء الخائنه لدية ،
يا رب العالمين ،
ربنا اتنا فالدنيا حسنه و فالاخره حسنه و قنا عذاب النار ،
وادخلنا الجنه مع الابرار ،
اللهم اغفر لنا ما قدمنا و ما اخرنا ،
وما اعلنا و ما اسررنا ،
وما انت اعلم فيه منا ،
انت المقدم و انت المؤخر ،
لا الة الا انت .
سبحان ربك رب العزه عما يصفون ،
وسلام على المرسلين ،
والحمد لله رب العالمين ،
واقم الصلاة ان الصلاة تنهي عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله اكبر و الله يعلم ما تصنعون .
- دعاء الى الله لمن ضاعت امانته
- خطبة الأمانة
- خطبة الجمعة عن الامانة
- خطبة الجمعة عن خيانة الامانة
- خطبة عن أداء الأمانة
- خطبة عن الامانة
- خطبة عن الامانة مختصرة