خطبة عن الحج

خطبة عن الحج 229

اما بعد:

فان الحج تلك الشعيره العظيمه من شعائر ديننا العظيم،
فرض فرضة الله على عبادة الى بيته العتيق مرة؛
فى العمر لقوله عندما سئل عن الاسلام فقال ((ان تشهد الا الة الا الله و ان محمدا رسول الله،
وتقيم الصلاة،
وتؤتى الزكاة،
وتصوم رمضان،
وتحج المنزل اذا استطعت الية سبيلا))،
فمن انكر فريضه الحج فقد كفر،
ومن اقر فيها و تركها تهاونا فهو على خطر،
قال عمر بن الخطاب : (لقد هممت ان ابعث رجالا الى هذي الامصار فينظروا من كان عندة جده فلم يحج،
فيضربوا عليهم الجزيه ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين)،
وقال على بن ابي طالب : (استكثروا من الطواف بهذا المنزل،
قبل ان يحال بينكم و بينه).

ان بيت =الله الحرام،
هو مناره التوحيد،
بناة امام الموحدين و امرة الله ان يطهر بيته من الرجس و الاوثان،
ان قدر الله لغالب الا مكان للوثنيه و الشرك عند بيته المحرم.

وللمنزل قصة عجيبة،
لقد جاء ابراهيم عليه السلام بهاجر و ابنها اسماعيل و هي ترضعه،
حتي و ضعها عند المنزل العتيق،
عند دوحه فوق زمزم فاعلي المسجد،
وليس بمكه يومئذ احد،
وليس فيها ما ء،
فوضعهما هنالك و وضع عندهما ماء و تمرا،
ثم انطلق ابراهيم،
فتبعتة ام اسماعيل فقالت: يا ابراهيم،
اين تذهب و تتركنا فهذا الوادي،
الذى ليس به انيس و لا شيء،
قالت هذا مرارا و جعل لا يلتفت اليها فقالت له: الله الذي امرك بهذا؟
قال نعم،
قالت: اذا لا يضيعنا.
ثم انطلق ابراهيم عليه السلام حتي اذا كان عند الثنيه حيث لا يرونة استقبل بوجهة المنزل بعدها دعا بهؤلاء الدعوات ربنا انني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك ٱلمحرم ربنا ليقيموا ٱلصلوٰه فٱجعل افئده من ٱلناس تهوي اليهم و ٱرزقهم من ٱلثمرٰت لعلهم يشكرون [ابراهيم:37]،
وجعلت ام اسماعيل ترضع و لدها اسماعيل و تشرب من هذا الماء حتي اذا نفد ما فالسقاء عطشت و عطش ابنها،
وجعلت تنظر الية يتلوى،
فانطلقت كراهيه ان تنظر اليه،
فقامت على الصفا بعدها استقبلت الوادى تنظر هل تري احدا،
فلم تر احدا بعدها اتت المروه فقامت عليها و نظرت هل تري احدا فلم تر احدا،
ففعلت هذا سبع مرات،
فلما اشرفت على المروه سمعت صوتا فقالت: صه،
ثم تسمعت فسمعت ايضا،
فاذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبة حتي ظهر الماء،
فجعلت تحوضة بيدها،
فشربت و ارضعت،
فقال لها الملك: ((لا تخافوا الضيعة،
فان ذلك المنزل يبنية ذلك الغلام و ابوه)) رواة البخاري.

ويبنى الخليل و ابنة المنزل،
وامر الله خليلة ابراهيم عليه السلام بان يؤذن فالناس بالحج قال تعالى: و اذن فٱلناس بٱلحج ياتوك رجالا و علىٰ جميع ضامر ياتين من جميع فج عميق [الحج:27].
فقال ابراهيم: يا رب كيف ابلغ الناس و صوتى لا ينفذ اليهم؟
فقال: ناد و علينا البلاغ،
فقام على مقامه،
هل الحج اسم لمكان معين؟
وقيل: على الصفا،
وقيل على ابي قبيس.
وقال: يا ايها الناس ان ربكم ربما اتخذ بيتا فحجوه،
فيقال: ان الجبال تواضعت حتي بلغ الصوت ارجاء الارض،
واجابة جميع شيء سمعة من حجر و قدر و شجر،
ومن كتب الله انه يحج الى يوم القيامة،
لبيك اللهم لبيك.

وقد حث النبى الكريم صلوات الله و سلامة عليه على الحج و رغب فيه،
وانة يهدم ما قبلة من سيئ العمل،
فعن عمرو بن العاص قال: لما جعل الله الاسلام فقلبي،
اتيت رسول الله فقلت: ابسط يدك فلابايعك،
فبسط،
فقبضت يدي،
فقال: ((مالك يا عمرو))؟
قلت: اشترط،
قال ((تشترط ما ذا))،
قلت: ان يغفر لي،
قال: ((اما علمت ان الاسلام يهدم ما قبله،
وان الهجره تهدم ما كان قبلها،
وان الحج يهدم ما كان قبله)).

فالحاج الذي لم يرفث و لم يفسق يظهر طاهرا نقيا من الذنوب صغيرها و كبيرها.

قال : ((من حج فلم يرفث و لم يفسق رجع كيوم و لدتة امه))،
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله : ((تابعوا بين الحج و العمره فانهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد و الذهب و الفضه و ليس للحجه المبروره ثواب الا الجنة)) رواة احمد و صححة الالباني.

وللحاج دعوه مستجابة،
فعن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى قال: ((الغازى فسبيل الله و الحاج و المعتمر و فد الله دعاهم فاجابوه،
وسالوة فاعطاهم)).

الحاج فحفظ الله تعالى،
قال : ((ثلاثه فضمان الله عز و جل: رجل خرج الى المسجد من مساجد الله،
ورجل خرج غازيا فسبيل الله،
ورجل خرج حاجا)).

ومما جاء ففضل الحج و انه منفاه للذنوب،
حديث ابن عمر قال: قال رسول الله : ((اما خروجك من بيتك تؤم المنزل الحرام،
فان لك بكل و طاه تطؤها راحلتك،
يكتب الله فيها لك حسنة،
ويمحو عنك فيها سيئه و اما و قوفك بعرفه فان الله عز و جل ينزل الى السماء الدنيا فيباهى بهم الملائكة،
فيقول: هؤلاء عبادي،
جاءونى شعثا غبرا من جميع فج عميق،
يرجون رحمتي،
ويخافون عذابي و لم يرونى فكيف لو راوني؟
فلو كان عليك كرمل عالج،
او كايام الدنيا،
او كقطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك،
واما رميك الجمار فانه مدخور لك،
واما حلقك راسك فان لك بكل شعره تسقط حسنة،
فاذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم و لدتك امك)) رواة الطبرانى و حسنة الالباني.

ان فهذه الاحاديث دعوه و نداء الى المبادره بالحج،
وغسل النفس من ذنوبها،
فان العبد لا يعلم متي موعد رحيلة من هذي الدنيا،
والحج ايام معدودات،
من استطاع ان يلبى بها نداء ربة بعدها لم يفعل فهو المحروم،
ان الحج الى بيت =الله الحرام و اجرة و فضله،
يحرك الساكن،
ويهيج المشاعر و القلوب التي تطمع فمغفره علام الغيوب.

اقول قولى ذلك و استغفر الله العظيم لى و لكم فاستغفروة انه هو الغفور الرحيم.

 


خطبة عن الحج