فى مقدمه البحث اشار ابن سينا الى تخلق الذباب و الديدان من المواد العفنه الرديئه الرطبة و هي اشاره صحيحة من ابن سينا فهذا المجال حيث نبة الى ان هذي المواد العفنه تتحول الى حياة دوديه او ذبابيه و هذا خير من بقائها على هيئه العفونه الصرفه .
بالتاكيد فالوقت الحديث فان الذباب و الديدان تتولد من البيوض التي تضعها اناث الذباب الديدان فالاماكن الملوثه التي تعتبر و سطا ملائما لتكاثرها .
زياده على هذا اشار ابن سينا الى العفونات المتولده عن الهواء المحيط بالناس ،
وهذا ينطبق حاليا على ابواغ الفطور و الجراثيم المنتشره فالهواء المحيط .
بالعوده الى مقال الديدان نلاحظ ان ابن سينا ربما اشار الى تولد الديدان نتيجة طعام اللحم الخام و الالبان و الفواكة الرطبة و من سف الدقيق النى و كلها اماكن مناسبه لتواجد بيوض او يرقات الديدان .
بعد هذا قام ابن سينا بوضع تصنيف للديدان حيث قسمها الى اربعه اصناف :
1 ) الطوال العظام ¬ الديدان الشريطيه فالوقت الراهن .
2 ) مستديره ¬ الاسكاريس شعريه الراس فالوقت الراهن .
3 ) معترضه ( حب القرع ) ¬ الخيفانه الخيفاء المتوارقه البسكيه فالوقت الراهن .
4 ) صغيرة ¬ الحرقص فالوقت الراهن .
ثم بدا فو صف مكان توضع هذي الديدان فاشار الى ان الديدان المستعرضه و الصغار اكثر خروجا من المعقده و ذلك ينطبق حاليا على ديدان بلهارسيا المستقيم ( الديدان المستعرضه ) و الحرقص (الديدان الصغار) حيث تتوضع بلهارسيا المستقيم فالمستقيم مسببه تخريشا و تقرحا فجدرانة و تظهر من البراز اما الحرقص فتخرج اناث الحرقص ليلا لوضع بيوضها حول فوهه الشرج الاكثر دفا.
وفسر هذا (كثرة خروجها من المقعده ) بانها قريبه من المقعده و ضعفها فلا تستطيع ان تتشبث بالمعى تشبث الطوال ( الشريطيه ) .
ثم تحول الى ذكر العلامات الناتجه عن الاصابة الديدان :
وقسمها الى قسمين : علا ما ت مشتركه و علامات تفصيليه ( خاصة )
العلامات المشتركه :
1) _( هي سيلان اللعاب و رطوبه الشفتين بالليل و جفوفهما فالنهار لان الحراره تنتشر فالنهار و تنحصر فالليل ،
فاذا انتشرت الحراره جذبت الرطوبه معها فتجوع الديدان و تجذب من المعده فتجفف السطح المتصل فيها من سطح الفم او الشفه و يعينها على تجفيف الشفه الهواء الخارج فيظل المريض يرطب شفتية بلسانة ) .
هذا الشرح المفصل من الناحيه العلميه و الفيزيولوجيه و المنطقيه من قبل الشيخ ابن سينا موافق نوعا ما للتفسير الحديث ،
لكن من جهه ثانية فان هذي العلامه لا تعد عنصرا تشخيصيا لداء الديدان .
2 ) ربما يعرض لصاحب الديدان ضجر و استثقال للكلام و يصبح فهيئه الغاضب السيئ الخلق و قد تادي الى الهذيان لما يرتفع من بخاراتة الرديئه ،
ويعرض له تصريف الاسنان و خصوصا ليلاو يصبح فعديد من الاوقات كانة يمضغ شيئا و كانة يشتهى دلع اللسان و يعرض له تثويب فالنوم و صراخ به و تملل و اضطراب هيئه و ضيق صدر على من ينبهة و يعرض له على الاكل غثيان و كرب و ينقطع صوتة و اذا اشتدت العله و الوجع سقطوا و تشنجوا و التووا كانهم مصروعون .
هذه العلامات السابقة مطابقه حاليا بما يسمي بالامراض او العلامات العبنوته الناتجه عن الاصابة بالديدان .
فالاعراض الجانبيه الناتجه عن الاصابة بالاسكاريس ( حيات البطن ) ( الديان المستديره ) Ascaris Lumbricoide تتمثل ب :
1 ) اضطرابات حركيه : تشنجات كزازيه ،
حركات رقصيه ،
نوب صرعيه و صرير اسنان
2 ) اضطرابات حواسيه : عسر التصويت او اللكنة
3 ) اضطرابات نفسيه : هذيان و الخوف من الليل
نفس الاعراض تخرج كذلك بالاصابة بشعريه الراس (( trihuris Trichiuora بشكل مشابة للاسكاريس و اهمها المخاوف التي تخرج فالليل اما عند الاصابة بالحرقص ( الديدان الصغار ) ( Oxyuris ) فتتجلي الاعراض العبنوته ب :
تتطور اطوار المصاب و اخلاقة اذ يكون سريع الغضب و كئيبا و تخرج الاعراض العبنوته عند الاطفال باشكال مختلفة اهمها : النوبه الصرعيه الحركات الرقصيه اصطكاك الاسنان ليلا الدوار اختلاجات و اضطراب السلوك اما عند الاصابة بالديدان الشريطيه العزلاء ( TAENIA – SAGINATA ) او الشريطيه المسلحة
(TEANIA SOLIUM) التي عبر عنها ابن سينا بالطوال .
فالاعراض العبنوته الناجمه عنها تتمثل و بشكل خاص عند الاطفال حيث يشكو المريض من صداع و انحطاط جسمي و قله النوم و تغيرات فالطباع و من الممكن ان تتطور الى اعراض اكثر خطوره بشكل نوبات تشنجيه عضليه شبيهه بالصرع تترافق باصطكاك الاسنان و ظهور حركات رقصيه و هيستريا .
نلاحظ هنا مدي التشابة و الدقه فالوصف للعلامات العبنوته التي ذكرها الشيخ الرئيس و بين ما يقابلها فالوقت الراهن .
3 ) استكمل ابن سينا العلامات المشتركه فقال : و قد انتفخوا و تمددت بطونهم و يعرقون عرقا باردا شديدا مع نتن شديد و يصبح البراز رطبا .
هذه العلامات صحيحة تماما فالاصابة بالديدان تؤدى الى انتفاخ بطني و الام شرسوفيه و الحمي ( ارتفاع الحراره ) مع اسهالات لزجه ( البراز رطب ) .
انتقل ابن سينا بعدين الى ذكر العلامات التفصيليه ( الخاصة بكل نوع من الديدان ) فقال :
( و هي خروج هذا الصنف من المخرج بعدها الطوال يدل عليها دغدغه فم المعده و لذعها و مغص يليها و عسر بلع و سقوط شهوة فالاكثر و تقزز من الاكل و فواق و قد تاذت الرئه و القلب بمجاورتها فحدث سعال يابس و خفقان و اختلاف نبض و يصبح النوم و الانتباة لا على الترتيب و يصبح كسل و بغض للحركة و للنظر و للتحديق و فتح العين بل يميل الى التغميض و يعرض لعيونهم ان تحمر تاره بعدها تكمد ثانية و قد تمددت بطونهم و صاروا كالمستسقين )
هذه العلامات التي و صفها ابن سينا لا تنطبق على الطوال و ممكن القول ان دغدغه فم المعده و لذعها و المغص و عسره البلع تنطبق على اكثر نوعيات الديدان و ليس على نوع محدد و تعد من العلامات الهضميه للاصابة بالديدان