علي عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم نظر المشركون الى امر الالوهيه بعقولهم البشريه القاصرة،
وقاسوا و جودها المطلق على وجود الانسان المحدود..وتوهموا ان لله نسبا كما للانسان نسبا..
عن ابي كعب ان المشركين قالوا للنبي)ص( : انسب لنا ربك..
فنزلت سورة الاخلاص .
.
السورة من اقصر سور القران..
عدد اياتها اربع..
وعدد كلماتها 15..
ورغم ان القران كله لا يضم سورة اقصر منها غير سورة الكوتر..
رغم ذلك كله قال)ص( ان هذي السورة تعدل ثلث القران..
وسر هذا يسير..
ان سورة الاخلاص تضع قواعد التوحيد الاساسية باياتها الاربع،
وتبين اصول التصور الاسلامي فحق الله عز و جل،
وتنزهة عن مشابهه خلقه،
وتبين تعالية عن القوانين الحاكمه لهؤلاء الخلق..
تبدا السورة بكلمه من حرفين” قل”..
هذا امر موجة من رب العالمين الى رسوله)ص(..
ومن بعد الرسول يستمر الامر بعدين الى جميع انسان..
قل لمن سالك ان تنسب ربك ” قل:هو الله احد.” الله الصمد.لم يلد و لم يولد.ولم يكن له كفوا احد” سورة الاخلاص.
” قل هو الله احد.”..
ينفرد الله سبحانة و تعالى باحديتة فالوجود و الحكم انفرادا لا مثيل له فانفراد احد بالوجود و الحكم..
هو الموجود الاحد..
هو الخالق الاحد،
وهو المالك الاحد،
وهو المدبر الاحد..
الاحد بمعني الواحد و الاول،
لا ثان معه سبحانه،
ولا معقب على حكمة سبحانه،
ولا شريك له فملكه،
ولا مثيل له فتدبيرة و انفراده،
ولا كفؤ له فجلالة و بهائه،
ولا نظير لكبريائة و تعاليه..
قل هو الله احد..هذه هي الكليه فتوحيد الله.
لم تقل الايه الكريمه ان الله واحد..اشارت الى انه واحد و تجاوزت هذا الى تخصيصة بانه الاحد.
والواحد هو الذي لم يزل قبل الخلائق متوحدا بالازل،
لا ثان معه و لا خلق..
ثم ابدع الخلق فكان الخلق ثانيا،
وخلق الخلق كله،
محتاجا بعضة الى بعض،
ممسكا بعضة بعضا..
واستغني عز و جل عن الخلائق فلم يحتج الى شيء،
ولا ناواة شيء..
انما هو السابق الاول الذي كان قبل جميع شيء.
والواحد من العدد فالحساب ليس قبلة شيء ؛
والاحد اكمل من الواحد،
لو قلت: فلان لا يقوم له واحد،
لا جاز فالمعني ان يقوم له اثنان او ثلاثه او اكثر..واذا قلت: فلان لا يقوم له احد،
فقد قطعت انه لا يقوم له اي عدد مهما زاد،
فصار الاحد اكمل من الواحد.
والاحد تمنع من الدخول فالحساب كالضرب و الطرح و القسمه و الجمع و غير ذلك،اما الواحد فداخل فالحساب منقاد للعدد..
تامل سرالتعبير المعجز فالاية:” قل هو الله احد” .
.
” الله الصمد..
الصمد صفه من صفاتة عز و جل..وهي تعني السيد الذي لا سيد معه،
وهي تعني السيد المتناهى فالسيادة،
وهي تعني صاحب السؤدد،
وهي تعني السيد المقصود فحوائج الخلق..وهي تعني السيد المطلق الذي بيدة ملكوت العطاء كله..
والفرق بين سياده الخلائق و سؤدد الله عز و جل ان الخلائق تعطى مما اعطاها الله،
وينفد عطاؤها عند حد معين،
اما الصمد سبحانة و تعالى فيعطى من خزائن العطاء التي لا تنضب.
ورد فالحديث القدسى قوله تعالى: ” يا عبادى !
لو ان اولكم و اخركم،
وانسكم و جنكم،
قاموا فصعيد واحد فسالونى فاعطيت جميع واحد مسالتة ما نقص هذا مما عندي شيئا”.
هذه هي القاعده الاخرى من قواعد التوحد: ان “الله الصمد”،
القاعده الثالثة انه سبحانة ” لم يلد و لم يولد”.
تعالى على ان يلد..
وتعالى على ان يولد..
لانة ما من شيء يولد الا و سيموت..
والله تبارك و تعالى على ذلك كله..
يصحح النص القرانى هنا عقائد الذين قاسوا جلال الالوهيه على القوانين البشرية..
يقول الله تعالى للانسان انك تولد و تلد..
وتموت و تورث..
وكل شيء فالكون يخضع لدوره الميلاد و النمو و الانحلال و الموت..
وهذا كله جائز فحق بشر و الخلائق..
اما خالق البشر و الخلائق فلم يلد و لم يولد..
وجود الله قديم قديم..
يمتد فالازل من قبل ان يخلق الازل..
يمتد فالزمان من قبل ان يخلق الزمان..
يهيمن على المكان من قبل ان يخلق المكان..لا وجود قبلة سبحانة غيرة سبحانه.
كان الله قبل ان يوجد القبل و البعد و الزمان و الكون..
هو الاول..
وهوالاخر..
خرج الوجود بكلمه منه سبحانه..
وسيذوب الوجود بكلمه منه سبحانه..
ثم يعيد بعث الوجود بكلمه منه سبحانه..
احيانا يفكر العقل الانسانى فهذا الازل الغامض الذي كان قبل ان يوجد الكون..
احيانا يفكر العقل بالدهشه فالله قبل خلقة للكون : كيف كان سبحانه..
ماذا كان يدبر سبحانه..
لن يعود العقل من سياحتة بغير مزيد من التحير و الدهشة..لا جواب على هذي الاسئله و لا امثالها..
عن ابي هريره رضى الله عنه ان اناسا من اصحاب رسول الله) ص(سالوه: انا نجد فانفسنا ما يتعاظم احدنا ان يتكلم به..
قال: اوجدتموه؟
قالوا: نعم،
قال : هذا صريح الايمان..
لم يسالهم عما و جدوة فانفسهم..
كان صلى الله عليه و سلم ولد ادم فالحكمه و لا فخر،
واستاذا لا مثيل له بين اساتذه النوع الانساني..
وقد علم )ص(ان الشيطان لا بد ان يسهم ببعض الوسوسه فهذا المجال..
فقال عليه الصلاة و السلام فروايه ثانية : الحمد لله الذي رد كيدة الى الوسوسة…
تمضى سورة الاخلاص بعد هذا فبيان القاعده الرابعة من قواعد التوحيد: ” و لم يكن له كفوا احد”…
بعد ان تحدثت السورة عن احديتة و صمديتة و تعالية على قوانين البشر الذين يلدون و يولدون..
توجت السورة ذلك كله بالقاعده الام من قواعد التوحيد..
” و لم يكن له كفوا احد”..
تنفى الايه عن الله وجود كفء له..
لا احد كفؤ له..
لا احد..
مثلما بدات الجمله الاولي تقول: “هو الله احد”..
انتهت الجمله الاخيرة بقولها: “ولم يكن له كفوا احد”..
سبحانة و تعالى على الشبية او النظير او المعادل..
سبحانة و تعالى على جميع شيء..
الوجود كله بملائكتة و نجومة و اكوانة و اراضية و سماواتة عبد..
كل شيء فالوجود عبد..
سر شرفة كامن فذل عبوديته..
” ليس كمثلة شيء و هو السميع العليم”.
سورة الشوري الاية
- سر سوره الاخلاص
- سورة الاخلاص مكتوبة
- صور الاخلاص
