شرح سورة الفجر

شرح سورة الفجر 10239

شرح سورة الفجر 10239

والفجر (1)


والفجر

سورة الفجر : قال النسائي انا عبدالوهاب بن الحكم اخبرنى يحيي بن سعيد عن سليمان عن محارب بن دثار و ابي صالح عن جابر قال صلى معاذ صلاه فجاء رجل فصلي معه فطول فصلي فناحيه المسجد بعدها انصرف فبلغ هذا معاذا فقال منافق فذكر هذا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فسال الفتي فقال يا رسول الله جئت اصلي معه فطول على فانصرفت و صليت فناحيه المسجد فعلفت ناقتى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” افتان يا معاذ ؟

اين انت من سبح اسم ربك الاعلي و الشمس و ضحاها و الفجر و الليل اذا يغشي ” .

اما الفجر فمعروف و هو الصبح قالة على و ابن عباس و عكرمه و مجاهد و السدى و عن مسروق و محمد بن كعب المراد فيه فجر يوم النحر خاصة و هو خاتمه الليالي العشر و قيل المراد بذلك الصلاة التي تفعل عندة كما قالة عكرمه و قيل المراد فيه كل النهار و هو روايه عن ابن عباس .

وليال عشر (2)


وليال عشر

والليالي العشر المراد فيها عشر ذى الحجه كما قالة ابن عباس و ابن الزبير و مجاهد و غير واحد من السلف و الخلف .

وقد ثبت فصحيح البخارى عن ابن عباس مرفوعا ” ما من ايام العمل الصالح احب الى الله فيهن من هذي الايام ” يعني عشر ذى الحجه قالوا و لا الجهاد فسبيل الله ؟

قال” و لا الجهاد فسبيل الله الا رجلا خرج بنفسة و ما له بعدها لم يرجع من هذا بشيء ” و قيل المراد بذلك العشر الاول من المحرم حكاة ابو جعفر بن جرير و لم يعزة الى احد و ربما روي ابو كدينه عن قابوس بن ابي ظبيان عن ابية عن ابن عباس .

وليال عشر قال هو العشر الاول من رمضان و الصحيح القول الاول .

قال الامام احمد حدثنا زيد بن الحباب حدثنا عياش بن عقبه حدثنى خير بن نعيم عن ابي الزبير عن جابر عن النبى صلى الله عليه و سلم قال ” ان العشر عشر الاضحي و الوتر يوم عرفه و الشفع يوم النحر ” و رواة النسائي عن محمد بن رافع و عبده بن عبدالله و جميع منهما عن زيد بن الحباب فيه .

ورواة ابن جرير و ابن ابي حاتم من حديث زيد بن الحباب فيه و ذلك اسناد رجالة لا باس بهم و عندي ان المتن فرفعة نكاره و الله اعلم.

والشفع و الوتر (3)


والشفع و الوتر

قد تقدم فهذا الحديث ان الوتر يوم عرفه لكونة التاسع و ان الشفع يوم النحر لكونة العاشر و قالة ابن عباس و عكرمه و الضحاك كذلك ” قول ثان ” و قال ابن ابي حاتم حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنى عقبه بن خالد عن و اصل بن السائب قال سالت عطاء عن قوله تعالى ” و الشفع و الوتر” قلت صلاتنا و ترنا ذلك ؟

قال لا و لكن الشفع يوم عرفه و الوتر ليلة الاضحي ” قول ثالث ” قالة ابن ابي حاتم حدثنا محمد بن عامر بن ابراهيم الاصبهانى حدثنى ابي عن النعمان يعني ابن عبدالسلام عن ابي سعيد بن عوف حدثنى بمكه قال سمعت عبدالله بن الزبير يخطب الناس فقام الية رجل فقال يا امير المؤمنين اخبرنى عن ” الشفع و الوتر ” فقال” الشفع ” قول الله تعالى ” فمن تعجل فيومين فلا اثم عليه ” ” و الوتر ” قوله تعالى ” و من تاخر فلا اثم عليه ” و قال ابن جريج اخبرنى محمد بن المرتفع انه سمع ابن الزبير يقول ” الشفع” اوسط ايام التشريق ” و الوتر ” احدث ايام التشريق.
وفى الصحيحين من روايه ابي هريره عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ” ان لله تسعه و تسعين اسما ما ئه الا واحدا من احصاها دخل الجنه و هو و تر يحب الوتر ” ” قول رابع ” قال الحسن البصرى و زيد بن اسلم الخلق كلهم شفع و وتر اقسم تعالى بخلقة و هو روايه عن مجاهد و المشهور عنه الاول و قال العوفى عن ابن عباس ” و الشفع و الوتر ” قال الله و تر واحد و انتم شفع و يقال الشفع صلاه الغداه و الوتر صلاه المغرب .

” قول خامس ” قال ابن ابي حاتم حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنا عبيد الله بن موسي عن اسرائيل عن ابي يحيي عن مجاهد ” و الشفع و الوتر ” قال الشفع الزوج و الوتر الله عز و جل و قال ابو عبدالله عن مجاهد : الله الوتر و خلقة الشفع الذكر و الانثى و قال ابن ابي نجيح عن مجاهد قوله ” و الشفع و الوتر ” جميع شيء خلقة الله شفع السماء و الارض و البر و البحر و الجن و الانس و الشمس و القمر و نحو ذلك و نحا مجاهد فهذا ما ذكروة فقوله تعالى ” و من جميع شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ” اي لتعلموا ان خالق الازواج واحد ” قول سادس ” قال قتاده عن الحسن ” و الشفع و الوتر” هو العدد منه شفع و منه و تر .

” قول سابع فالايه الكريمه ” رواة ابن ابي حاتم و ابن جرير من طريق ابن جريج بعدها قال ابن جرير و روى عن النبى صلى الله عليه و سلم خبر يؤيد القول الذي ذكرنا عن ابن الزبير حدثنى عبدالله بن ابي زياد القطوانى حدثنا زيد بن الحباب اخبرنى عياش بن عقبه حدثنى خير بن نعيم عن ابي الزبير عن جابر ان رسول الله قال ” الشفع ” اليومان ” و الوتر ” اليوم الثالث” كذا و رد ذلك الخبر بهذا اللفظ و هو مخالف لما تقدم من اللفظ فروايه احمد و النسائي و ابن ابي حاتم و ما رواة هو كذلك و الله اعلم .

قال ابو العاليه و الربيع بن انس و غيرهما هي الصلاة منها شفع كالرباعيه و الثنائيه و منها و تر كالمغرب فانها ثلاث و هي و تر النهار و ايضا صلاه الوتر فاخر التهجد من الليل .

وقد قال عبدالرزاق عن معمر عن قتاده عن عمران بن حصين ” و الشفع و الوتر ” قال هي الصلاة المكتوبة منها شفع و منها و تر و ذلك منقطع و موقوف و لفظة خاص بالمكتوبة.
وقد روى متصلا مرفوعا الى النبى صلى الله عليه و سلم و لفظة عام .

قال الامام احمد حدثنا ابو داود هو الطيالسى حدثنا همام عن قتاده عن عمران بن عصام ان شيخا حدثة من اهل البصره عن عمران بن حصين ان رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن ” الشفع و الوتر ” فقال ” هي الصلاة بعضها شفع و بعضها و تر ” كذا و قع فالمسند و هكذا رواة ابن جرير عن بندار عن عفان و عن ابي كريب عن عبيد الله بن موسي كلاهما عن همام و هو ابن يحيي عن قتاده عن عمران بن عصام عن شيخ عن عمران بن حصين و هكذا رواة ابو عيسي الترمذى عن عمرو بن على عن ابن مهدى و ابي داود كلاهما عن همام عن قتاده عن عمران بن عصام عن رجل من اهل البصره عن عمران بن حصين فيه بعدها قال غريب لا نعرفة الا من حديث قتاده و ربما رواة خالد بن قيس كذلك عن قتاده و ربما روى عن عمران بن عصام عن عمران نفسة و الله اعلم ” قلت ” و رواة ابن ابي حاتم حدثنا احمد بن سنان الواسطى حدثنا يزيد بن هارون اخبرنا همام عن قتاده عن عمران بن عصام الضبعى شيخ من اهل البصره عن عمران بن حصين عن النبى صلى الله عليه و سلم فذكرة كذا رايتة فتفسيرة فجعل الشيخ البصرى هو عمران بن عصام .

وهكذا رواة ابن جرير اخبرنا نصر بن على حدثنى ابي حدثنى خالد بن قيس عن قتاده عن عمران بن عصام عن عمران بن حصين عن النبى صلى الله عليه و سلم ف” الشفع و الوتر ” قال ” هي الصلاة منها شفع و منها و تر ” فاسقط ذكر الشيخ المبهم و تفرد فيه عمران بن عصام الضبعى ابو عماره البصرى امام مسجد بنى ضبيعه و هو و الد ابي جمره نصر بن عمران الضبعى روي عنه قتاده و ابنة ابو جمره و المثني بن سعيد و ابو التياح يزيد بن حميد و ذكرة ابن حبان فكتاب الثقات و ذكرة خليفه بن خياط فالتابعين من اهل البصره و كان شريفا نبيلا حظيا عند الحجاج بن يوسف بعدها قتلة يوم الراويه سنه ثنتين و ثمانين لخروجة مع ابن الاشعث و ليس له عند الترمذى سوي ذلك الحديث الواحد و عندي ان و قفة على عمران بن حصين اشبة و الله اعلم .

ولم يجزم ابن جرير بشيء من هذي الاقوال ف” الشفع و الوتر ” .

والليل اذا يسر (4)


والليل اذا يسري

قال العوفى عن ابن عباس اي اذا ذهب و قال عبدالله بن الزبير ” و الليل اذا يسر ” حتي يذهب بعضة بعضا و قال مجاهد و ابو العاليه و قتاده و ما لك عن زيد بن اسلم و ابن زيد ” و الليل اذا يسر ” اذا سار و ذلك ممكن حملة على ما قال ابن عباس اي ذهب و يحتمل ان يصبح المراد اذا سار اي اقبل و ربما يقال ان ذلك انسب لانة فمقابله قوله ” و الفجر ” فان ” الفجر ” هو اقبال النهار و ادبار الليل فاذا حمل قوله ” و الليل اذا يسر ” على اقبالة كان قسما باقبال الليل و ادبار النهار و بالعكس كقوله ” و الليل اذا عسعس و الصبح اذا تنفس ” و هكذا قال الضحاك ” و الليل اذا يسر” اي يجرى و قال عكرمه ” و الليل اذا يسر ” يعني ليلة جمع ليلة المزدلفه .

رواة ابن جرير و ابن ابي حاتم .

ثم قال ابن ابي حاتم حدثنا احمد بن عصام حدثنا ابو عامر عن كثير بن عبدالله بن عمرو قال سمعت محمد بن كعب القرظى يقول فقول ” و الليل اذا يسر ” قال اسر يا سار و لا تبيتن الا بجمع.

هل فذلك قسم لذى حجر (5)


هل فذلك قسم لذى حجر

اى لذى عقل و لب و دين و حجي و انما سمى العقل حجرا لانة يمنع الانسان من تعاطى ما لا يليق فيه من الافعال و الاقوال و منه حجر المنزل لانة يمنع الطائف من اللصوق بجدارة الشامي و منه حجر اليمامه و حجر الحاكم على فلان اذا منعة التصرف ” و يقولون حجرا محجورا ” جميع ذلك من قبيل واحد و معني متقارب و ذلك القسم هو باوقات العباده و بنفس العباده من حج و صلاه و غير هذا من نوعيات القرب التي يتقرب فيها الية عبادة المتقون المطيعون له الخائفون منه المتواضعون لدية الخاشعون لوجهة الكريم .

الم تر كيف فعل ربك بعاد (6)


الم تر كيف فعل ربك بعاد

وهؤلاء كانوا متمردين عتاه جبارين خارجين عن طاعتة مكذبين لرسلة جاحدين لكتبة فذكر تعالى كيف اهلكهم و دمرهم و جعلهم احاديث و عبرا فقال ” الم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد ” و هؤلاء عاد الاولي و هم ولد عاد بن ارم بن عوص بن سام بن نوح .

قالة ابن اسحاق و هم الذين بعث الله فيهم رسولة هودا فكذبوة و خالفوة فانجاة الله من بين اظهرهم و من امن معه منهم و اهلكهم ” بريح صرصر عاتيه سخرها عليهم سبع ليال و ثمانيه ايام حسوما فتري القوم بها صرعي كانهم اعجاز نخل خاويه فهل تري لهم من باقيه ” و ربما ذكر الله قصتهم فالقران فغير ما موضع ليعتبر بمصرعهم المؤمنون .

ارم ذات العماد (7)


ارم ذات العماد

عطف بيان زياده تعريف بهم و قوله تعالى ” ذات العماد ” لانهم كانوا يسكنون بيوت الشعر التي ترفع بالاعمدة الشداد و ربما كانوا اشد الناس فزمانهم خلقه و اقواهم بطشا و لهذا ذكرهم هود بتلك النعمه و ارشدهم الى ان يستخدموها فطاعه ربهم الذي خلقهم فقال ” و اذكروا اذا جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح و زادكم فالخلق بسطه فاذكروا الاء الله و لا تعثوا فالارض مفسدين” و قال تعالى ” فاما عاد فاستكبروا فالارض بغير الحق و قالوا من اشد منا قوه اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوه ” .

التى لم يخلق مثلها فالبلاد (8)


التى لم يخلق مثلها فالبلاد

اى القبيله التي لم يخلق مثلها فبلادهم لقوتهم و شدتهم و عظم تركيبهم قال مجاهد ارم امه قديمة يعني عادا الاولي قال قتاده بن دعامة و السدى ان ارم بيت =مملكه عاد و ذلك قول حسن جيد قوي و قال مجاهد و قتاده و الكلبى فقوله ” ذات العماد ” كانوا اهل عمد لا يقيمون و قال العوفى عن ابن عباس انما قيل لهم ذات العماد لطولهم .

واختار الاول ابن جرير و رد الثاني فاصاب و قوله تعالى ” التي لم يخلق مثلها فالبلاد ” اعاد ابن زيد الضمير على العماد لارتفاعها و قال بنوا عمدا بالاحقاف لم يخلق مثلها فالبلاد و اما قتاده و ابن جرير فاعاد الضمير على القبيله اي لم يخلق كتلك القبيله فالبلاد يعني فزمانهم و ذلك القول هو الصواب و قول ابن زيد و من ذهب مذهبة ضعيف لانة لو كان المراد هذا لقال التي لم يعمل مثلها فالبلاد و انما قال ” لم يخلق مثلها فالبلاد ” و قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي حدثنا ابو صالح كاتب الليث حدثنا معاويه بن صالح عمن حدثة عن المقدام عن النبى صلى الله عليه و سلم انه ذكر ” ارم ذات العماد ” فقال كان الرجل منهم ياتى على الصخره فيحملها على الحى فيهلكهم ” بعدها قال ابن ابي حاتم حدثنا على بن الحسين حدثنا ابو الطاهر حدثنا انس بن عياض عن ثور بن زيد الديلى قال قرات كتابا ربما سمي حيث قراة انا شداد بن عاد و انا الذي رفعت العماد و انا الذي شددت بذراعى نظر واحد و انا الذي كنزت كنزا على سبعه اذرع لا يظهرة الا امه محمد صلى الله عليه و سلم ” قلت ” فعلي جميع قول سواء كانت العماد ابنيه بنوها او اعمدة بيوتهم للبدو او سلاحا يقاتلون فيه او طول الواحد منهم فهم قبيله و امه من الامم و هم المذكورون فالقران فغير ما موضع المقرونون بثمود كما ههنا و الله اعلم .

ومن زعم ان المراد بقوله ” ارم ذات العماد ” مدينه اما دمشق كما روى عن سعيد بن المسيب و عكرمه او اسكندريه كما روى عن القرظى او غيرهما ففية نظر فانه كيف يلتئم الكلام على ذلك ” الم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد ” ان جعل هذا بدلا او عطف بيان ؟

فانة لا يتسق الكلام حينئذ بعدها المراد انما هو الاخبار عن اهلاك القبيله المسماه بعاد و ما احل الله بهم من باسة الذي لا يرد لا ان المراد الاخبار عن مدينه او اقليم .

وانما نبهت على هذا لئلا يغتر بعديد مما ذكرة جماعة من المفسرين عند هذي الايه من ذكر مدينه يقال لها ” ارم ذات العماد ” مبنيه بلبن الذهب و الفضه قصورها و دورها و بساتينها و ان حصباءها لالئ و جواهر و ترابها بنادق المسك و انهارها سارحه و ثمارها ساقطه و دورها لا انيس فيها و سورها و ابوابها تصفر ليس فيها داع و لا مجيب و انها تنتقل فتاره تكون بارض الشام و تاره باليمن و تاره بالعراق و تاره بغير هذا من البلاد فان ذلك كله من خرافات الاسرائليين و من وضع بعض زنادقتهم ليختبروا بذلك عقول الجهله من الناس ان تصدقهم فجميع هذا .

وذكر الثعلبى و غيرة ان رجلا من الاعراب و هو عبدالله بن قلابه فزمان معاويه ذهب فطلب اباعر له شردت فبينما هو يتية فابتغائها اذ اطلع على مدينه عظيمه لها سور و ابواب فدخلها فوجد بها قريبا مما ذكرناة من صفات المدينه الذهبية التي تقدم ذكرها و انه رجع فاخبر الناس فذهبوا معه الى المكان الذي قال فلم يروا شيئا .

وقد ذكر ابن ابي حاتم قصة ” ارم ذات العماد ” ههنا مطوله جدا جدا فهذه الحكايه ليس يصح اسنادها و لو صح الى هذا الاعرابي فقد يصبح اختلق هذا او انه اصابة نوع من الهوس و الخبال فاعتقد ان هذا له حقيقة فالخارج و ليس ايضا و ذلك مما يقطع بعدم صحتة و ذلك قريب مما يخبر فيه كثير من الجهله و الطامعين و المتحيلين من وجود مطالب تحت الارض بها قناطير الذهب و الفضه و الوان الجواهر و اليواقيت و اللالئ و الاكسير الكبير لكن عليها موانع تمنع من الوصول اليها و الاخذ منها فيحتالون على اموال الاغنياء و الضعفه و السفهاء فياكلونها بالباطل فصرفها فبخاخير و عقاقير و نحو هذا من الهذيانات و يطنزون بهم و الذي يجزم فيه ان فالارض دفائن جاهليه و دينيه و كنوزا كثيرة من ظفر بشيء منها امكنة تحويلة فاما على الصفه التي زعموها فكذب و افتراء و بهت و لم يصح فذلك شيء مما يقولون الا عن نقلهم او نقل من اخذ عنهم و الله سبحانة و تعالى الهادى للصواب .

وقول ابن جرير يحتمل ان يصبح المراد بقوله ” ارم ذات العماد” قبيله او بلده كانت عاد تسكنها ف لذا لم تصرف.
فية نظر لان المراد من السياق انما هو الاخبار عن القبيله .

وثمود الذين جابوا الصخر بالواد (9)


وثمود الذين جابوا الصخر بالوادي

يعني يقطعون الصخر بالوادى قال ابن عباس ينحتونها و يخرقونها و هكذا قال مجاهد و قتاده و الضحاك و ابن زيد و منه يقال مجتابي النمار اذا خرقوها و اجتاب الثوب اذا فتحة و منه الجيب كذلك و قال الله تعالى ” و تنحتون من الجبال بيوتا فارهين ” و انشد ابن جرير و ابن ابي حاتم ههنا قول الشاعر : الا جميع شيء ما خلا الله بائد … كما باد حى من شنيف و ما رد هم ضربوا فكل صماء صعده … بايد شداد ايدات السواعد و قال ابن اسحاق كانوا عربا و كان منزلهم بوادى القري و ربما ذكرنا قصة عاد مستقصاه فسورة الاعراف بما اغني عن اعادتة .

وفرعون ذى الاوتاد (10)


وفرعون ذى الاوتاد

قال العوفى عن ابن عباس” الاوتاد ” الجنود الذين يشدون له امرة و يقال كان فرعون يوتد ايديهم و ارجلهم فاوتاد من حديد يعلقهم فيها و هكذا قال مجاهد كان يوتد الناس بالاوتاد و كذا قال سعيد بن جبير و الحسن و السدى قال السدى كان يربط الرجل فكل قائمة من قوائمة فو تد بعدها يرسل عليه صخره عظيمه فيشدخة و قال قتاده بلغنا انه كان له مظال و ملاعب يلعب له تحتها من اوتاد و حبال و قال ثابت البناني عن ابي رافع قيل لفرعون ذى الاوتاد لانة ضرب لامراتة اربعه اوتاد بعدها جعل على ظهرها رحي عظيمه حتي ما تت .

الذين طغوا فالبلاد (11)


الذين طغوا فالبلاد

اى تمردوا و عتوا .

فاكثروا بها الفساد (12)


فاكثروا بها الفساد

عاثوا فالارض بالافساد و الاذيه للناس .

فصب عليهم ربك سوط عذاب (13)


فصب عليهم ربك سوط عذاب

اى انزل عليهم رجزا من السماء و احل بهم عقوبه لا يردها عن القوم المجرمين .

ان ربك لبالمرصاد (14)


ان ربك لبالمرصاد

قال ابن عباس يسمع و يري يعني يرصد خلقة فيما يعملون و يجازى كلا بسعية فالدنيا و الاخره و سيعرض الخلائق كلهم عليه فيحكم فيهم بعدلة و يقابل كلا بما يستحقة و هو المنزة عن الظلم و الجور و ربما ذكر ابن ابي حاتم ههنا حديثا غريبا جدا جدا ,

وفى اسنادة نظر و فصحتة فقال حدثنا ابي حدثنا احمد بن ابي الحوارى حدثنا يونس الحذاء عن ابي حمزه البيسانى عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” يا معاذ ان المؤمن لدي الحق اسير يا معاذ ان المؤمن لا يسكن حلوة و لا يامن اضطرابة حتي يخلف جسر جهنم خلف ظهرة يا معاذ ان المؤمن قيدة القران عن كثير من شهواتة و عن ان يهلك بها هو باذن الله عز و جل فالقران دليلة و الخوف محجتة و الشوق مطيتة و الصلاة كهفة و الصوم جنتة .

والصدقة فكاكة و الصدق اميرة و الحياء و زيرة و ربة عز و جل من و راء هذا كله ” بالمرصاد ” قال ابن ابي حاتم يونس الحذاء و ابو حمزه مجهولان و ابو حمزه عن معاذ مرسل و لو كان عن ابي حمزه لكان حسنا اي لو كان من كلامة لكان حسنا بعدها قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن ايفع عن ابن عبدالكلاعى انه سمعة و هو يعظ الناس يقول ان لجهنم سبع قناطر قال و الصراط عليهن قال فيحبس الخلائق عند القنطره الاولي فيقول ” قفوهم انهم مسئولون” قال فيحاسبون على الصلاة و يسالون عنها قال فيهلك بها من هلك و ينجو من نجا فاذا بلغوا القنطره الاخرى حوسبوا على الامانه كيف ادوها و كيف خانوها قال فيهلك من هلك و ينجو من نجا فاذا بلغوا القنطره الثالثة سئلوا عن الرحم كيف و صلوها و كيف قطعوها قال فيهلك من هلك و ينجو من نجا قال و الرحم يومئذ متدليه الى الهوى فجهنم تقول اللهم من و صلنى فصلة و من قطعنى فاقطعة قال و هي التي يقول الله عز و جل ” ان ربك لبالمرصاد ” كذا اورد ذلك الاثر و لم يذكر تمامة .

فاما الانسان اذا ما ابتلاة ربة فاكرمة و نعمة فيقول ربى اكرمن (15)


فاما الانسان اذا ما ابتلاة ربة فاكرمة و نعمة فيقول ربى اكرمنى

يقول تعالى منكرا على الانسان فاعتقادة اذا و سع الله تعالى عليه فالرزق ليختبرة فذلك فيعتقد ان هذا من الله اكرام له و ليس ايضا بل هو ابتلاء و امتحان كما قال تعالى ” ايحسبون انما نمدهم فيه من ما ل و بنين نسارع لهم فالخيرات بل لا يشعرون” .

واما اذا ما ابتلاة فقدر عليه رزقة فيقول ربى اهانن (16)


واما اذا ما ابتلاة فقدر عليه رزقة فيقول ربى اهانني

وايضا فالجانب الاخر اذا ابتلاة و امتحنة و ضيق عليه فالرزق يعتقد ان هذا من الله اهانه له .

كلا بل لا تكرمون اليتيم (17)


كلا بل لا تكرمون اليتيم

” كلا ” اي ليس الامر كما زعم لا فهذا و لا فهذا فان الله تعالى يعطى المال من يحب و من لا يحب و يضيق على من يحب و من لا يحب و انما المدار فذلك على طاعه الله فكل من الحالين اذا كان غنيا بان يشكر الله على هذا و اذا كان فقيرا بان يصبر و قوله تعالى ” بل لا تكرمون اليتيم ” به امر بالاكرام له كما جاء فالحديث الذي رواة عبدالله بن المبارك عن سعيد بن ايوب عن يحيي بن سليمان عن يزيد بن ابي غياث عن ابي هريره عن النبى صلى الله عليه و سلم ” خير بيت =فالمسلمين بيت =فيه يتيم يحسن الية و شر بيت =فالمسلمين بيت =فيه يتيم يساء الية – بعدها قال باصبعة – انا و كافل اليتيم فالجنه كذا ” .

وقال ابو داود حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان اخبرنا عبدالعزيز يعني ابن ابي حازم حدثنى ابي عن سهل يعني ابن سعيد ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ” انا و كافل اليتيم كهاتين فالجنه ” و قرن بين اصبعية الوسطي و التي تلى الابهام .

ولا تحاضون على اكل المسكين (18)


ولا تحاضون على اكل المسكين

يعني لا يامرون بالاحسان الى الفقراء و المساكين و يحث بعضهم على بعض فذلك .

وتاكلون التراث اكلا لما (19)


وتاكلون التراث اكلا لما

” تاكلون التراث” يعني الميراث ” اكلا لما ” اي من اي جهه حصل لهم من حلال او حرام .

وتحبون المال حبا جما (20)


وتحبون المال حبا جما

اى كثيرا زاد بعضهم فاحشا .

كلا اذا دكت الارض دكا دكا (21)


كلا اذا دكت الارض دكا دكا

يخبر تعالى عما يقع يوم القيامه من الاهوال العظيمه فقال تعالى” كلا ” اي حقا ” اذا دكت الارض دكا دكا ” اي و طئت و مهدت و سويت الجبال و قام الخلائق من قبورهم لربهم .

وجاء ربك و الملك صفا صفا (22)


وجاء ربك و الملك صفا صفا

” و جاء ربك ” يعني لفصل القضاء بين خلقة و هذا بعدما يستشفعون الية بسيد ولد ادم على الاطلاق محمد صلى الله عليه و سلم بعدما يسالون اولى العزم من الرسل واحدا بعد واحد فكلهم يقول لست بصاحب ذاكم حتي تنتهى النوبه الى محمد صلى الله عليه و سلم فيقول ” انا لها انا لها ” فيذهب فيشفع عند الله تعالى فان ياتى لفصل القضاء فيشفعة الله تعالى فذلك و هي اول الشفاعات و هي المقام المحمود كما تقدم بيانة فسورة سبحان فيجيء الرب تبارك و تعالى لفصل القضاء كما يشاء و الملائكه يجيئون بين يدية صفوفا صفوفا .

وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان و انني له الذكري (23)[عدل]

وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان و انني له الذكرى

وقوله تعالى ” و جيء يومئذ بجهنم” قال الامام مسلم بن الحجاج فصحيحة حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا ابي عن العلاء بن خالد الكاهلى عن شقيق عن عبدالله هو ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” يؤتي بجهنم يومئذ لها سبعون الف زمام مع جميع زمام سبعون الف ملك يجرونها ” و كذا رواة الترمذى عن عبدالله بن عبدالرحمن الدارمى عن عمر بن حفص فيه و رواة كذلك عن عبد بن حميد عن ابي عامر عن سفيان الثورى عن العلاء بن خالد عن شقيق بن سلمه و هو ابو و ائل عن عبدالله بن مسعود قوله و لم يرفعة و هكذا رواة ابن جرير عن الحسن بن عرفه عن مروان بن معاويه الفزارى عن العلاء بن خالد عن شقيق عن عبدالله قوله و قوله تعالى ” يومئذ يتذكر الانسان ” اي عملة و ما كان اسلفة فقديم دهرة و جديدة ” و انني له الذكري ” اي و كيف تنفعة الذكري ؟

.

يقول يا ليتنى قدمت لحياتي (24)


يقول يا ليتنى قدمت

يعني يندم على ما كان سلف منه من المعاصى ان كان عاصيا و يود لو كان ازداد من الطاعات ان كان طائعا كما قال الامام احمد بن حنبل حدثنا على بن اسحاق حدثنا عبدالله يعني ابن المبارك حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن محمد بن عمره و كان من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لو ان عبدا خر على و جهة من يوم ولد الى ان يموت فطاعه الله لحقرة يوم القيامه و لود انه رد الى الدنيا كيما يزداد من الاجر و الثواب .

فيومئذ لا يعذب عذابة احد (25)


فيومئذ لا يعذب عذابة احد

اى ليس احد اشد عذابا من تعذيب الله من عصاة .

ولا يوثق و ثاقة احد (26)


ولا يوثق و ثاقة احد

اى و ليس احد اشد قبضا و وثقا من الزبانيه لمن كفر بربهم عز و جل و ذلك فحق المجرمين من الخلائق و الظالمين .

يا ايتها النفس المطمئنه (27)


يا ايتها النفس

وهي الساكنه الثابته الدائره مع الحق .

ارجعى الى ربك راضيه مرضيه (28)


ارجعى الى ربك راضيه مرضية

اى الى جوارة و ثوابة و ما اعد لعبادة فجنتة راضيه اي فنفسها مرضيه اي ربما رضيت عن الله و رضى عنها و ارضاها .

فادخلى فعبادى (29)


فادخلى فعبادي

اى فجملتهم .

وادخلى جنتى (30)


وادخلى جنتي

وهذا يقال لها عند الاحتضار و فيوم القيامه كذلك كما ان الملائكه يبشرون المؤمن عند احتضارة و عند قيامة من قبرة فايضا ههنا .

ثم اختلف المفسرون فيمن نزلت هذي الايه فروي الضحاك عن ابن عباس نزلت فعثمان بن عفان و عن بريده بن الحصيب نزلت فحمزه بن عبدالمطلب قال العوفى عن ابن عباس يقال للارواح المطمئنه يوم القيامه ” يا ايتها النفس المطمئنه ارجعى الى ربك ” يعني صاحبك و هو بدنها الذي كانت لعمرة فالدنيا راضيه مرضيه .

وروى عنه انه كان يقرؤها فادخلى فعبادى و ادخلى جنتى و هكذا قال عكرمه و الكلبى و اختارة ابن جرير و هو غريب و الظاهر الاول لقوله تعالى ” بعدها ردوا الى الله مولاهم الحق ” ” و ان مردنا الى الله ” اي الى حكمة و الوقوف بين يدية .

وقال ابن ابي حاتم حدثنا على بن الحسين حدثنا احمد بن عبدالرحمن بن عبدالله الدشتكى حدثنى ابي عن ابية عن اشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فقوله تعالى ” يا ايتها النفس المطمئنه ارجعى الى ربك راضيه مرضيه ” قال نزلت و ابو بكر جالس فقال يا رسول الله ما اقوى ذلك فقال ” اما انه سيقال لك هذا” بعدها قال حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنا ابن يمان عن اشعث عن سعيد بن جبير قال : قرات عند النبى صلى الله عليه و سلم ” يا ايتها النفس المطمئنه ارجعى الى ربك راضيه مرضيه ” فقال ابو بكر رضى الله عنه ان ذلك لحسن فقال له النبى صلى الله عليه و سلم ” اما ان الملك سيقول لك ذلك عند الموت ” هكذا رواة ابن جرير عن ابي كريب عن ابن يمان فيه و ذلك مرسل حسن .

ثم قال ابن ابي حاتم و حدثنا الحسن بن عرفه حدثنا مروان بن شجاع الجزرى عن سالم الافطس عن سعيد بن جبير قال : ما ت ابن عباس بالطائف فجاء طير لم ير على خلقتة فدخل نعشة بعدها لم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذي الايه على شفير القبر لا يدري من تلاها ” يا ايتها النفس المطمئنه ارجعى الى ربك راضيه مرضيه فادخلى فعبادى و ادخلى جنتى ” و رواة الطبرانى عن عبدالله بن احمد عن ابية عن مروان بن شجاع عن سالم بن عجلان الافطس فيه فذكرة .

وقد ذكر الحافظ محمد بن المنذر الهروى المعروف بشكر فكتاب العجائب بسندة عن قباث بن رزين ابي هاشم قال : اسرت فبلاد الروم فجمعنا الملك و عرض علينا دينة على ان من امتنع ضربت عنقة فارتد ثلاثه و جاء الرابع فامتنع فضربت عنقة و القى راسة فنهر هنالك فرسب فالماء بعدها طفا على و جة الماء و نظر الى اولئك الثلاثه فقال يا فلان و يا فلان و يا فلان يناديهم باسمائهم قال الله تعالى فكتابة ” يا ايتها النفس المطمئنه ارجعى الى ربك راضيه مرضيه فادخلى فعبادى و ادخلى جنتى ” بعدها غاص فالماء .

قال فكادت النصاري ان يسلموا و وقع سرير الملك و رجع اولئك الثلاثه الى الاسلام قال و جاء الفداء من عند الخليفه ابي جعفر المنصور فخلصنا .

وروي الحافظ ابن عساكر فترجمة رواحه فتاة ابي عمرو الاوزاعى عن ابيها حدثنى سليمان بن حبيب المحاربى حدثنى ابو امامه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لرجل ” قل اللهم انني اسالك نفسا بك مطمئنه تؤمن بلقائك و ترضي بقضائك و تقنع بعطائك ” بعدها روي عن ابي سليمان بن و بر انه قال حديث رواحه ذلك واحد امة .

اخر تفسير سورة الفجر و لله الحمد و المنه .

 

 

  • شرح سورة الفجر
  • سورة الاعلى مكتوبة
  • صورة الفجر


شرح سورة الفجر