شرح كلمات سورة نوح

شرح كلمات سورة نوح 11526

 

{ 1 – 28 } { انا ارسلنا نوحا الى قومة ان انذر قومك }

الي احدث السورة لم يذكر الله فهذه السورة سوي قصة نوح و حدها لطول لبثة فقومه،
وتكرار دعوتة الى التوحيد،
ونهية عن الشرك،
فاخبر تعالى انه ارسلة الى قومه،
رحمه بهم،
وانذارا لهم من عذاب الله الاليم،
خوفا من استمرارهم على كفرهم،
فيهلكهم الله هلاكا ابديا،
ويعذبهم عذابا سرمديا،
فامتثل نوح عليه السلام لذلك،
وابتدر لامر الله،
فقال: { يا قوم انني لكم نذير مبين } اي: و اضح النذاره بينها،
وذلك لتوضيحة ما انذر فيه و ما انذر عنه،
وباي: شيء تحصل النجاة،
بين كل هذا بيانا شافيا،
فاخبرهم و امرهم بزبدة ما يامرهم فيه فقال: { ان اعبدوا الله و اتقوة } و هذا بافرادة تعالى بالتوحيد و العبادة،
والبعد عن الشرك و طرقة و وسائله،
فانهم اذا اتقوا الله غفر ذنوبهم،
واذا غفر ذنوبهم حصل لهم النجاه من العذاب،
والفوز بالثواب،
{ و يؤخركم الى اجل مسمي } اي: يمتعكم فهذه الدار،
ويدفع عنكم الهلاك الى اجل مسمي اي: مقدر [البقاء فالدنيا] بقضاء الله و قدرة [الي وقت محدود]،
وليس المتاع ابدا،
فان الموت لا بد منه،
ولهذا قال: { ان اجل الله اذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون } لما كفرتم بالله،
وعاندتم الحق،
فلم يجيبوا لدعوته،
ولا انقادوا لامره،
فقال شاكيا لربه: { رب انني دعوت قومى ليلا و نهارا فلم يزدهم دعائى الا فرارا } اي: نفورا عن الحق و اعراضا،
فلم يبق لذا فائدة،
لان فوائد الدعوه ان يحصل كل المقصود او بعضه.

{ و انني كلما دعوتهم لتغفر لهم } اي: لاجل ان يستجيبوا فاذا استجابوا غفرت لهم فكان ذلك محض مصلحتهم،
ولكنهم ابوا الا تماديا على باطلهم،
ونفورا عن الحق،
{ جعلوا اصابعهم فاذانهم } حذر سماع ما يقول لهم نبيهم نوح عليه السلام،
{ و استغشوا ثيابهم } اي تغطوا فيها غطاء يغشاهم بعدا عن الحق و بغضا له،
{ و اصروا } على كفرهم و شرهم { و استكبروا } على الحق { استكبارا } فشرهم ازداد،
وخيرهم بعد.

{ بعدها انني دعوتهم جهارا } اي: بمسمع منهم كلهم.

{ بعدها انني اعلنت لهم و اسررت لهم اسرارا } جميع ذلك حرص و نصح،
واتيانهم بكل باب يظن ان يحصل منه المقصود ،
{ فقلت استغفروا ربكم } اي: اتركوا ما انتم عليه من الذنوب،
واستغفروا الله منها.

{ انه كان غفارا } كثير المغفره لمن تاب و استغفر،
فرغبهم بمغفره الذنوب،
وما يترتب عليها من حصول الثواب،
واندفاع العقاب.

ورغبهم ايضا،
بخير الدنيا العاجل،
فقال: { يرسل السماء عليكم مدرارا } اي: مطرا متتابعا،
يروى الشعاب و الوهاد،
ويحيى البلاد و العباد.

{ و يمددكم باموال و بنين } اي: يكثر اموالكم التي تدركون فيها ما تطلبون من الدنيا و اولادكم،
{ و يجعل لكم جنات و يجعل لكم انهارا } و ذلك من ابلغ ما يصبح من لذات الدنيا و مطالبها.

{ ما لكم لا ترجون لله و قارا } اي: لا تخافون لله عظمة،
وليس لله عندكم قدر.

{ و ربما خلقكم اطوارا } اي: خلقا [من] بعد خلق،
فى بطن الام،
ثم فالرضاع،
ثم فسن الطفولية،
ثم التمييز،
ثم الشباب،
الي احدث ما وصل الية الخلق ،

فالذى انفرد بالخلق و التدبير البديع،
متعين ان يفرد بالعباده و التوحيد،
وفى ذكر ابتداء خلقهم تنبية لهم على الاقرار بالمعاد،
وان الذي انشاهم من العدم قادر على ان يعيدهم بعد موتهم.

واستدل كذلك عليهم بخلق السماوات التي هي اكبر من خلق الناس،
فقال: { الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا } اي: جميع سماء فوق الاخرى.

{ و جعل القمر فيهن نورا } لاهل الارض { و جعل الشمس سراجا } .

ففية تنبية على عظم خلق هذي الاشياء،
وكثرة المنافع فالشمس و القمر الداله على رحمتة و سعه احسانه،
فالعظيم الرحيم،
يستحق ان يعظم و يحب و يعبد و يخاف و يرجى.

{ و الله انبتكم من الارض نباتا } حين خلق اباكم ادم و انتم فصلبه.

{ بعدها يعيدكم بها } عند الموت { و يظهركم اخراجا } للبعث و النشور،
فهو الذي يملك الحياة و الموت و النشور.

{ و الله جعل لكم الارض بساطا } اي: مبسوطه مهياه للانتفاع بها.

{ لتسلكوا منها سبلا فجاجا } فلولا انه بسطها،
لما امكن ذلك،
بل و لا امكنهم حرثها و غرسها و زرعها،
والبناء،
والسكون على ظهرها.

{ قال نوح } شاكيا لربه: ان ذلك الكلام و الوعظ و التذكير ما نجع فيهم و لا افاد.

{ انهم عصونى } فيما امرتهم فيه { و اتبعوا من لم يزدة ما له و ولدة الا خسارا } اي: عصوا الرسول الناصح الدال على الخير،
واتبعوا الملا و الاشراف الذين لم تزدهم اموالهم و لا اولادهم الا خسارا اي: هلاكا و تفويتا للارباح فكيف بمن انقاد لهم و اطاعهم؟!

{ و مكروا مكرا كبارا } اي: مكرا كبيرا بليغا فمعانده الحق.

{ و قالوا } لهم داعين الى الشرك مزينين له: { لا تذرن الهتكم } فدعوهم الى التعصب على ما هم عليه من الشرك،
وان لا يدعوا ما عليه اباؤهم الاقدمون،
ثم عينوا الهتهم فقالوا: { و لا تذرن و دا و لا سواعا و لا يغوث و يعوق و نسرا } و هذي اسماء رجال صالحين لما ما توا زين الشيطان لقومهم ان يصوروا صورهم لينشطوا -بزعمهم- على الطاعه اذا راوها،
ثم طال الامد،
وجاء غير اولئك فقال لهم الشيطان: ان اسلافكم يعبدونهم،
ويتوسلون بهم،
وبهم يسقون المطر،
فعبدوهم،
ولهذا اوصي رؤساؤهم للتابعين لهم ان لا يدعوا عباده هذي الالهه .

{ و ربما اضلوا كثيرا } اي: و ربما اضل الكبار و الرؤساء بدعوتهم كثيرا من الخلق،
{ و لا تزد الظالمين الا ضلالا } اي: لو كان ضلالهم عند دعوتى اياهم بحق،
لكان مصلحة،
ولكن لا يزيدون بدعوه الرؤساء الا ضلالا اي: فلم يبق محل لنجاحهم و لا لصلاحهم،
ولهذا ذكر الله عذابهم و عقوبتهم الدنيويه و الاخروية،
فقال: { مما خطيئاتهم اغرقوا } فاليم الذي احاط بهم { فادخلوا نارا } فذهبت اجسادهم فالغرق و ارواحهم للنار و الحرق،
وهذا كله بسبب خطيئاتهم،
التى اتاهم نبيهم نوح ينذرهم عنها،
ويخبرهم بشؤمها و مغبتها،
فرفضوا ما قال،
حتي حل بهم النكال،
{ فلم يجدوا لهم من دون الله انصارا } ينصرونهم حين نزل بهم الامر الامر،
ولا احد يقدر يعارض القضاء و القدر.

{ و قال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا } يدور على و جة الارض،
وذكر الاسباب =فذلك فقال: { انك ان تذرهم يضلوا عبادك و لا يلدوا الا فاجرا كفارا } اي: بقاؤهم مفسده محضة،
لهم و لغيرهم،
وانما قال نوح -عليه السلام- ذلك،
لانة مع كثرة مخالطتة اياهم،
ومزاولتة لاخلاقهم،
علم بذلك نتيجة اعمالهم،
لا جرم ان الله استجاب دعوتة ،

فاغرقهم اجمعين و نجي نوحا و من معه من المؤمنين.

{ رب اغفر لى و لوالدى و لمن دخل بيتي مؤمنا } خص المذكورين لتاكد حقهم و تقديم برهم،
ثم عمم الدعاء،
فقال: { و للمؤمنين و المؤمنات و لا تزد الظالمين الا تبارا } اي: خسارا و دمارا و هلاكا.

تم تفسير سورة نوح عليه السلام [والحمد لله]

( ايه 1-28 )

  • كلمات سورة نوح
  • شرح كلمة مدرارا
  • انا ارسلنا نوح
  • شرح المفردات سورة نوح
  • شرح كلمات سورة نوح
  • شرح كلمة انصارا في سورة نوح
  • صور أيات من سورة نوح
  • كلمات سورة نوح من 1 الى 4
  • معاني سورة نوح إنا ارسلنا نوح


شرح كلمات سورة نوح