قصة قتال ابو بكر لمانعي الزكاة

قصة قتال ابو بكر لمانعي الزكاة 15907

فصل فتصدى الصديق لقتال اهل الرده و ما نعى الزكاة


قد تقدم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لما توفى ارتدت احياء كثيرة من الاعراب،
ونجم النفاق بالمدينة،
وانحاز الى مسيلمه الكذاب بنو حنيفه و خلق كثير باليمامة،
والتفت على طليحه الاسدى بنو اسد،
وطيء،
وبشر كثير ايضا.

وادعي النبوه كذلك كما ادعاها مسيلمه الكذاب و عظم الخطب،
واشتدت الحال،
ونفذ الصديق جيش اسامه فقل الجند عند الصديق فطمعت كثير من الاعراب فالمدينة،
وراموا ان يهجموا عليها فجعل الصديق على انقاب المدينه حراسا يبيتون بالجيوش حولها،
فمن امراء الحرس على ابن ابي طالب،
والزبير بن العوام،
وطلحه بن عبدالله،
وسعد ابن ابي و قاص،
وعبد الرحمن بن عوف،
وعبد الله بن مسعود.

وجعلت و فود العرب تقدم المدينه يقرون بالصلاة،
ويمتنعون من اداء الزكاة،
ومنهم من امتنع من دفعها الى الصديق،
وذكر ان منهم من احتج بقوله تعالى: « خذ من اموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم فيها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم ».

قالوا: فلسنا ندفع زكاتنا الا الى من صلاتة سكن لنا،
وانشد بعضهم:

اطعنا رسول الله اذ كان بيننا * فواعجبا ما بال ملك ابي بكر

وقد تكلم الصحابه مع الصديق فان يتركهم و ما هم عليه من منع الزكاه و يتالفهم حتي يتمكن الايمان فقلوبهم،
ثم هم بعد هذا يزكون فامتنع الصديق من هذا و اباه.

وقد روي الجماعة فكتبهم سوي ابن ما جة عن ابي هريره ان عمر بن الخطاب قال لابي بكر: علام تقاتل الناس و ربما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: « امرت ان اقاتل الناس حتي يشهدوا ان لا الة الا الله و ان محمدا رسول الله فاذا قالوها عصموا منى دماءهم و اموالهم الا بحقها ».

فقال ابو بكر: و الله لو منعونى عناقا،
وفى رواية: عقالا كانوا يؤدونة الى رسول الله صلى الله عليه و سلم لاقاتلنهم على منعها،
ان الزكاه حق المال،
والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة و الزكاة.

قال عمر: فما هو الا ان رايت الله ربما شرح صدر ابي بكر للقتال فعرفت انه الحق.

قلت: و ربما قال الله تعالى: { فان تابوا و اقاموا الصلاة و اتوا الزكاه فخلوا سبيلهم } [التوبة: 5] .

وثبت فالصحيحين: « بنى الاسلام على خمس شهاده ان لا الة الا الله،
وان محمدا رسول الله،
واقام الصلاة،
وايتاء الزكاة،
وحج المنزل،
وصوم رمضان ».

وقد روي الحافظ ابن عساكر من طريقين عن شبابه ابن سوار،
ثنا عيسي بن يزيد المديني،
حدثنى صالح بن كيسان قال: لما كانت الرده قام ابو بكر فالناس فحمد الله و اثني عليه بعدها قال: الحمد لله الذي هدي فكفى،
واعطي فاغنى،
ان الله بعث محمد صلى الله عليه و سلم و العلم شريد،
والاسلام غريب طريد،
قد رث حبله،
وخلق عهده،
وضل اهلة منه،
ومقت الله اهل الكتاب فلا يعطيهم خيرا لخير عندهم،
ولا يصرف عنهم شرا لشر عندهم،
قد غيروا كتابهم و الحقوا به ما ليس منه،
والعرب الامنون يحسبون انهم فمنعه من الله لا يعبدونة و لا يدعونه،
فاجهدهم عيشا،
واضلهم دينا فظلف من الارض مع ما به من السحاب،
فختمهم الله بمحمد و جعلهم الامه الوسطى،
نصرهم بمن اتبعهم،
ونصرهم على غيرهم حتي قبض الله نبية صلى الله عليه و سلم فركب منهم الشيطان مركبة الذي انزلة عليه،
واخذ بايديهم و بغي هلكتهم { و ما محمد الا رسول ربما خلت من قبلة الرسل افان ما ت او قتل انقلبتم على اعقابكم و من ينقلب على عقبية فلن يضر الله شيئا و سيجزى الله الشاكرين } [ال عمران: 144] .

ان من حولكم من العرب منعوا شاتهم و بعيرهم و لم يكونوا فدينهم،
وان رجعوا الية ازهد منهم يومهم هذا،
ولم تكونوا فدينكم احسن منكم يومكم ذلك على ما ربما تقدم من بركة نبيكم صلى الله عليه و سلم و ربما و كلكم الى المولي الكافى الذي و جدة ضالا فهداه،
وعائلا فاغناه،
{ و كنتم على شفا حفره من النار فانقذكم منها } [ال عمران: 103] .

والله لا ادع ان اقاتل على امر الله حتي ينجز الله و عدة و يوفى لنا عهده،
ويقتل من قتل منا شهيدا من اهل الجنة،
ويبقي من بقى منها خليفتة و ذريتة فارضه،
قضاء الله الحق،
وقوله الذي لا خلف له { و عد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم فالارض } [النور: 55] .

ثم نزل.

وقال الحسن و قتاده و غيرهما فقوله تعالى: « يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينة فسوف ياتى الله بقوم يحبهم و يحبونة » الاية

قالوا: المراد بذلك ابو بكر و اصحابة فقتالهم المرتدين و ما نعى الزكاة.

وقال محمد بن اسحاق: ارتدت العرب عند و فاه رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خلا اهل المسجدين مكه و المدينة.

وارتدت اسد،
وغطفان،
وعليهم طليحه بن خويلد الاسدى الكاهن.

وارتدت كنده و من يليها و عليهم الاشعث بن قيس الكندي.

وارتدت مذحج و من يليها و عليهم الاسود بن كعب العنسى الكاهن.

وارتدت ربيعه مع المعرور ابن النعمان بن المنذر.

وكانت حنيفه مقيمه على امرها مع مسيلمه بن حبيب الكذاب.

وارتدت سليم مع الفجاه و اسمه انس بن عبد ياليل.

وارتدت بنو تميم مع سجاح الكاهنة.

وقال القاسم بن محمد: اجتمعت اسد و غطفان و طيء على طليحه الاسدي،
وبعثوا و فودا الى المدينة،
فنزلوا على و جوة الناس فانزلوهم الا العباس،
فحملوا بهم الى ابي بكر على ان يقيموا الصلاة و لا يؤتوا الزكاة،
فعزم الله لابي بكر على الحق و قال: لو منعونى عقالا لجاهدتهم،
فردهم،
فرجعوا الى عشائرهم فاخبروهم بقله اهل المدينه و طمعوهم فيها،
فجعل ابو بكر الحرس على انقاب المدينة،
والزم اهل المدينه بحضور المسجد،
وقال: ان الارض كافرة،
وقد راي و فدهم منكم قلة،
وانكم لا تدرون ليلا ياتون ام نهارا،
وادناهم منكم على بريد،
وقد كان القوم يؤملون ان نقبل منهم و نوادعهم،
وقد ابينا عليهم،
فاستعدوا و اعدوا فما لبثوا الا ثلاثا حتي طرقوا المدينه غارة،
وخلفوا نصفهم بذى حسي ليكونوا ردءا لهم،
وارسل الحرس الى ابي بكر يخبرونة بالغارة،
فبعث اليهم ان الزموا مكانكم،
وخرج ابو بكر فاهل المسجد على النواضح اليهم فانفش العدو و اتبعهم المسلمون على ابلهم حتي بلغوا ذا حسي،
فخرج عليهم الردء،
فالتقوا مع الجمع فكان الفتح،
وقد قال:

اطعنا رسول الله ما كان و سطنا * فيالعباد الله ما لابي بكر

ايورثنا بكرا اذا ما ت بعدة * و تلك لعمر الله قاصمه الظهر

فهلا رددتم و فدنا بزمانة * و هلا خشيتم حس راعيه البكر

وان التي سالوكمو فمنعتمو * لكالتمر او اجمل الى من التمر

وفى جمادي الاخره ركب الصديق فاهل المدينه و امراء الانقاب الى من حول المدينه من الاعراب الذين اغاروا عليها،
فلما تواجة هو و اعداؤة من بنى عبس،
وبنى مرة،
وذبيان،
ومن ناصب معهم من بنى كنانة،
وامدهم طليحه بابنة حبال،
فلما تواجة القوم كانوا ربما صنعوا مكيده و هي انهم عمدوا الى انحاء فنفخوها،
ثم ارسلوها من رءوس الجبال فلما راتها ابل اصحاب الصديق نفرت و ذهبت جميع مذهب،
فلم يملكوا من امرها شيئا الى الليل و حتي رجعت الى المدينة،
فقال فذلك الخطيل بن اوس:

فدي لبنى ذبيان رحلى و ناقتى * عشيه يحدي بالرماح ابو بكر

ولكن يدهدي بالرجال فهبنة * الى قدر ما تقيم و لا تسري

ولله اجناد تذاق مذاقة * لتحسب فيما عد من عجب الدهر

اطعنا رسول الله ما كان بيننا * فيالعباد الله ما لابي بكر

فلما و قع ما و قع ظن القوم بالمسلمين الوهن و بعثوا الى عشائرهم من نواحى احدث فاجتمعوا،
وبات ابو بكر رضى الله عنه قائما ليلة يعبى الناس،
ثم خرج على تعبئه من احدث الليل و على ميمنتة النعمان ابن مقرن،
وعلي الميسره اخوة عبدالله بن مقرن،
وعلي الساقه اخوهما سويد بن مقرن،
فما طلع الفجر الا و هم و العدو فصعيد واحد،
فما سمعوا للمسلمين حسا و لا همسا حتي و ضعوا فيهم السيوف،
فما طلعت الشمس حتي و لوهم الادبار،
وغلبوهم على عامة ظهرهم،
وقتل حبال،
واتبعهم ابو بكر حتي نزل بذى القصة و كان اول الفتح،
وذل فيها المشركون،
وعز فيها المسلمون،
ووثب بنو ذبيان و عبس على من فيهم من المسلمين فقتلوهم،
وفعل من و راءهم كفعلهم،
فحلف ابو بكر ليقتلن من جميع قبيله بمن قتلوا من المسلمين و زيادة،
ففى هذا يقول زياد بن حنظله التميمي:

غداه سعي ابو بكر اليهم * كما يسعي لموتتة حلال

اراح على نواهقها عليا * و مج لهن مهجتة حبال

وقال ايضا:

اقمنا لهم عرض الشمال فكبكبوا * ككبكبه الغزي اناخوا على الوفر

فما صبروا للحرب عند قيامها * صبيحه يسمو بالرجال ابو بكر

طرقنا بنى عبس بادني نباجها * و ذبيان نهنهنا بقاصمه الظهر

فكانت هذي الوقعه من اكبر العون على نصر الاسلام و اهله،
وذلك انه عز المسلمون فكل قبيلة،
وذل الكفار فكل قبيلة،
ورجع ابو بكر الى المدينه مؤيدا منصورا،
سالما غانما،
وطرقت المدينه فالليل صدقات عدى بن حاتم،
وصفوان،
والزبرقان: احداها فاول الليل،
والاخرى فاوسطه،
والثالثة فاخره،
وقدم بكل واحده منهن بشير من امراء الانقاب،
فكان الذي بشر بصفوان سعد ابن ابي و قاص،
والذى بشر بالزبرقان عبدالرحمن بن عوف،
والذى بشر بعدى بن حاتم عبدالله ابن مسعود،
ويقال: ابو قتاده الانصارى رضى الله عنه و هذا على راس ستين ليلة من متوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم.

ثم قدم اسامه بن زيد بعد هذا بليال فاستخلفة ابو بكر على المدينة،
وامرهم ان يريحوا ظهرهم،
ثم ركب ابو بكر فالذين كانوا معه فالوقعه المتقدمه الى ذى القصة فقال له المسلمون: لو رجعت الى المدينه و ارسلت رجلا.

فقال: و الله لا افعل،
ولاواسينكم بنفسي،
فخرج فتعبئتة الى ذى حسى،
وذى القصة و النعمان و عبد الله و سويد بنو مقرن على ما كانوا عليه،
حتي نزل على اهل الربذه بالابرق و هنالك جماعة من بنى عبس و ذبيان و طائفه من بنى كنانه فاقتتلوا فهزم الله الحارث و عوفا،
واخذ الحطيئه اسيرا فطارت بنو عبس،
وبنو بكر،
واقام ابو بكر على الابرق اياما،
وقد غلب بنى ذبيان على البلاد،
وقال: حرام على بنى ذبيان ان يتملكوا هذي البلاد اذ غنمناها الله و حمي الابرق بخيول المسلمين،
وارعي سائر بلاد الربذة،
ولما فرت عبس و ذبيان صاروا الى مؤازره طلحه و هو نازل على بزاخة،
وقد قال فيوم الابرق زياد بن حنظلة: و يوم بالابارق ربما شهدنا * على ذبيان يلتهب التهابا

اتيناهم بداهيه نسوف * مع الصديق اذ ترك العتابا

  • قصة قتال أبي بكر الصديق لمانعي الزكاة مختصر
  • اسم ابوبكر مزخرف
  • قصه ابو بكر الصديق لمانعي الزكاه مختصره
  • قصة قتال مانعي الزكاة باختصار
  • قصة قتال ابي بكر لمانعي الزكاة مختصرة
  • قصة قتال ابي بكر الصديق لمانعي الزكاة وفائدتين منها
  • قصة قتال ابي بكر الصديق لمانعي الزكاة
  • قتال مانعي الزكاة
  • فجعل الصِّدِّيقُ على أنقاب المدينة حراساً يبيتون بالجيوش حولها
  • قصه قتال


قصة قتال ابو بكر لمانعي الزكاة