قصة وفاة الرسول كاملة

قصة وفاة الرسول كاملة 5214

وفاه الرسول


د.
راغب السرجاني


17/04/2010


وفاه الرسول


الي الرفيق الاعلى:


يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول سنه 11ه،
وهو اليوم الذي شهد اعظم مصيبه فتاريخ البشرية،
واشد كارثة تعرض لها المسلمون،
هذا هو اليوم الذي شهد و فاه الرسول .

يقول انس بن ما لك ،

كما روي احمد و الدارمي: ما رايت يوما قط كان احسن،
ولا اضوا من يوم دخل علينا به رسول الله ،

وما رايت يوما كان اقبح،
ولا اظلم من يوم ما ت به رسول الله .

وسبحان الذي ثبت الصحابه فذلك اليوم،
وشتان بين بداية ذلك اليوم و بين نهايته،
لقد صلى ابو بكر صلاه الصبح بالناس،
وكانت هذي هي الصلاة السابعة عشره التي يصليها بالناس فو جود الرسول ،

وفى خلال هذي الصلاة حدث امر اسعد المسلمين كثيرا،
وعوضهم عن الم الايام السابقة التي مرض بها الرسول ،

واترك انس بن ما لك يصف لنا ذلك الامر كما رواة البخارى و مسلم،
يقول انس : كان ابو بكر يصلى بنا فو جع النبى الذي توفى فيه،
حتي اذا كان يوم الاثنين و هم صفوف فالصلاة،
فكشف النبى ستر الحجره -حجره السيده عائشه رضى الله عنها- ينظر الينا،
وهو قائم،
كان و جهة و رقه مصحف.
عبارة عن الجمال البارع و حسن البشره و صفاء الوجة و استنارته.
ثم تبسم يضحك.
سعيد برؤيتهم يصلون مجتمعين و راء ابي بكر.
فهممنا ان نفتن من الفرح برؤية النبى .

كادوا يظهرون من الصلاة عندما راوا النبى من شده الفرح.
فنكص ابو بكر على عقبية ليصل الصف،
وظن ان النبى خارج الى الصلاة،
فاشار الينا النبى ان اتموا صلاتكم،
وارخي الستر،
ولم يات عليه فالدنيا صلاه اخرى.

ولما ارتقي الضحي من هذا اليوم دعا رسول الله ابنتة فاطمه رضى الله عنها،
وتروى السيده عائشه رضى الله عنها كما جاء فالبخارى و مسلم ان ازواج النبى كانوا عندة حين اقبلت فاطمه رضى الله عنها،
فلما راها رسول الله رحب قائلا: “مرحبا بابنتي”.

وهي ابنتة الوحيده المتبقيه على قيد الحياة،
فقد ما ت جميع اولاده،
وكل بناتة فحياتة .

ثم اجلسها عن يمينة او عن شماله،
ثم سارها،
فبكت بكاء شديدا،
فلما راي حزنها سارها الثانية،
فاذا هي تضحك،
فقلت لها انا من بين نسائه: خصك رسول الله بالسر من بيننا بعدها انت تبكين؟!

فلما قام رسول الله سالتها: عم سارك؟

قالت: ما كنت لافشى على رسول الله سره.

فلما توفي،
قلت لها: عزمت بما لى عليك من الحق لما اخبرتني.

قالت: اما الان،
فنعم.

فاخبرتني،
قالت: اما حين سارنى فالامر الاول،
فانة اخبرنى ان جبريل كان يعارضة بالقران جميع سنه مرة،
وانة ربما عارضة فيه العام مرتين،
“ولا اري الاجل الا ربما اقترب،
فاتقى الله و اصبري،
فانى نعم السلف انا لك”.

قالت: فبكيت بكائى الذي رايت،
فلما راي جزعى سارنى الثانية،
قال: “يا فاطمة،
الا ترضين ان تكوني سيده نساء المؤمنين،
او سيده نساء هذي الامة؟”.

قالت: فضحكت ضحكى الذي رايت.

وفى روايه ثانية للبخارى و مسلم كذلك انه اسر لها ايضا بانها اول اهل بيته موتا بعدة .

وقد اضحكها هذا لانها ستلقي الاحبة،
ستلقي اباها رسول الله ،

وتلقي امها خديجه رضى الله عنها،
وتلقي المؤمنين الذين سبقوا،
بل و تلقي رب العالمين {وجوة يومئذ ناضره * الى ربها ناظرة} [القيامة: 22،
23].

ومع هذا ففاطمه -رضى الله عنها- كانت تشاهد الالم و المعاناه التي يشعر فيها الحبيب ،

وذلك دفعها كما فروايه البخارى عن انس ،

ان تقول: و اكرب اباه.
لكن الرسول طمانها قائلا: “ليس على ابيك كرب بعد اليوم”.

وصدق رسول الله ،

فكيف يشعر بالكرب من راي مقعدة من الجنة،
وهو حى على و جة الارض،
وعموم المؤمنين يرون مقاعدهم من الجنه بعد ان يموتوا،
وذلك فقبورهم،
ولكن الانبياء يبشرون بذلك فدنياهم قبل موتهم،
فقد روي البخارى و مسلم عن عائشه رضى الله عنها ان النبى كان يقول و هو صحيح -اي: و هو فصحتة قبل ان يمرض-: “انة لم يقبض نبى حتي يري مقعدة من الجنة،
ثم يخير”.

اى يخير بين الموت و بين البقاء فالدنيا.

وقد راي رسول الله مقعدة من الجنة،
وخير بين الموت و الحياة،
فاختار لقاء الله ،

تقول السيده عائشه رضى الله عنها: فلما نزل به،
وراسة على فخذي،
غشى عليه ساعة،
ثم افاق،
فاشخص بصرة الى السقف.

وكانة يري مقعدة من الجنة،
ويعرض عليه التخيير.

ثم قال: “اللهم الرفيق الاعلى”.

فاختار لقاء الله ،

قالت السيده عائشه رضى الله عنها: اذن لا يختارنا،
وعرفت انه الحديث الذي كان يحدثنا به،
وهو صحيح.
اى فزمان صحتة .

واخذ الالم يشتد برسول الله ،

وقال رسول الله لعائشه رضى الله عنها كما روي البخاري: “ما ازال اجد الم الاكل الذي اكلت بخيبر”.

ويقصد الشاه المسمومه التي اعدها له اليهود،
واخذ منها لقمه بعدها لفظها،
ثم قال رسول الله : “فهذا اوان و جدت انقطاع ابهرى من هذا السم”.
والابهر هو عرق متصل بالقلب،
اذا انقطع ما ت الانسان.

والرسول يرجع مرضة و موتة الى اثر السم على عرق الابهر،
ولا يستبعد ان يبقى الله الم السم و اثرة فجسمة ثلاث سنوات و اكثر؛
حتي يعطى رسولة مع درجه النبوه درجه الشهادة.

واقتربت اللحظات الاخيرة من حياتة ،

وهو يريد ان ينصح امتة حتي احدث انفاسه،
فيروى احمد و ابن ما جة عن انس قال: كانت عامة و صيه رسول الله حين حضرة الموت: “الصلاة الصلاة،
وما ملكت ايمانكم”.

حتي جعل رسول الله يغرغر فيها صدره،
وما يكاد يفيض فيها لسانه.
فهاتان و صيتان عظيمتان منه فو قت حرج للغاية،
فهو يوصى بالصلاة،
وايضا يوصى بالرقيق و العبيد،
ويجمع بينهما لكي يؤكد على و جوب الاحسان الى الرقيق.

وفى روايه ابي داود عن على بن ابي طالب ،

يقول علي: كان احدث كلام رسول الله : “الصلاة الصلاة،
اتقوا الله فيما ملكت ايمانكم”.

ثم كانت احدث دقيقة فحياة الحبيب ،

يروى البخارى ان السيده عائشه -رضى الله عنها- كانت تقول: “ان من نعم الله على ان رسول الله توفى فبيتي،
وفى يومي،
وبين سحري و نحري”.

والسحر هو الرئه او الصدر،
والنحر هو الرقبة،
وكان عند الوفاه مسندا راسة الى صدر و رقبه عائشه رضى الله عنها،
ثم تكمل عائشه و تقول: “وان الله جمع بين ريقى و ريقة عند موته”.

ثم تفسر هذا الكلام و تقول: دخل عبدالرحمن (ابن ابي بكر،
وهو اخوها)،
وبيدة السواك،
وانا مسنده رسول الله ،

فرايتة ينظر اليه،
وعرفت انه يحب السواك،
فقلت: اخذة لك؟
فاشار براسة ان نعم ( لا يقوي على الكلام )،
فتناولتة فاشتد عليه (لم يستطع ان يستاك بالسواك الجاف)،
وقلت: الينة لك؟
فاشار براسة ان نعم.
فلينته،
فامرة ( و فرواية: انه استن فيها كاقوى ما كان مستنا)،
وبين يدية ركوه -اناء من جلد- بها ما ء،
فجعل يدخل يدية فالماء،
فيمسح فيها و جهة يقول: “لا الة الا الله،
ان للموت سكرات”.

وفى روايه عن الترمذي،
والنسائي،
وابن ما جه: “اللهم اعنى على سكرات الموت”.

سبحان الله!
حتي على رسول الله ،

حتي على احب خلق الله الى الله ،

ان للموت سكرات،
وعندما فرغ من السواك و رفع يدة او اصبعه،
وشخص ببصرة نحو السقف،
وتحركت شفتاة بعبارات يتمتم فيها فصوت خفيض،
اصغت عائشه الى احدث ما يقول من عبارات فحياته،
فسمعتة يقول: “مع الذين انعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين،
اللهم اغفر لى و ارحمني،
والحقنى بالرفيق الاعلى،
اللهم الرفيق الاعلى،
اللهم الرفيق الاعلى،
اللهم الرفيق الاعلى”.
ثم ما لت يده،
وقبضت روحة .

طبت حيا و ميتا يا رسول الله !
!:


مات رسول الله ،

انا لله و انا الية راجعون،
حقيقة لا سبيل الى انكارها،
كل البشر يموتون،
ورسول الله بشر،
قال الله تعالى: {انك ميت و انهم ميتون} [الزمر: 30].

وها ربما جاءت اللحظه الاليمة،
لقد ما ت رسول الله ،

واظلمت مدينه رسول الله ،

لقد نورها رسول الله يوم دخلها،
فتحولت من يثرب الى المدينه المنورة،
ولقد اظلمت المدينه نفسها يوم ما ت الحبيب ،

بل لقد اظلمت الدنيا باسرها،
وليس ذلك مبالغه فالرسول ليس مجرد رجل عظيم،
او قائد فذ،
او مفكر عملاق فقدتة البشرية،
انما هو فحقيقتة الاصيله احدث رسول من رب العالمين الى الناس.

لقد قضي الله ان يخاطب عبادة و يامرهم و ينهاهم و يوجههم و يهديهم عن طريق ارسال رسل منه اليهم،
وعاشت البشريه بهذه الكيفية فتره طويله من الزمان،
ثم شاء الله ان يختم رسالاتة الى الناس برساله الاسلام،
وشاء I ان يجعل احدث المبعوثين منه الى الخلق هو رسول الله ،

والان ما ت احدث رسول من رب العالمين،
وليس هنالك رسل او رسالات بعده،
فاى مصيبة!
واى كارثة.

لا شك ان الفتن ستقبل و تقبل و تقبل بعد و فاتة ،

وعلي الناس ان يتوقعوا ظلاما ففترات كثيرة مقبلة،
والرسول اخبر عن فتنه من ذلك النوع ستاتى على امته،
روي مسلم عن ابي هريرة: “بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم،
يكون الرجل بها مؤمنا و يمسى كافرا،
ويمسى الرجل بها مؤمنا و يكون كافرا،
يبيع دينة بعرض من الدنيا”.

بل ان الرسول ربط اشتداد هذي الفتنه بموتة ،

فقد روي مسلم عن ابي برده ان رسول الله قال: “النجوم امنه للسماء،
فاذا ذهبت النجوم اتي السماء ما توعد،
وانا امنه لاصحابي،
فاذا ذهبت اتي اصحابي ما يوعدون،
واصحابي امنه لامتي،
فاذا ذهب اصحابي اتي امتى ما يوعدون”.

والمقصود بالوعد هنا هو الفتنه و الحروب،
كما يقول النووى رحمة الله فشرح صحيح مسلم.

لقد كان موتة فتنه حقيقيه للامه الاسلامية،
لكن لا شك ان الفتنه كانت اعظم ما يصبح عند اصحابة ،

فليس من راي كمن سمع،
وليس من عاش و خالط كمن قرا كتابا،
او سمع محاضرة،
لا شك ان مصيبه الصحابه بفقد رسول الله كانت اعظم و اجل من مصيبه اي مسلم فالحبيب .

لقد اضطرب المسلمون اضطرابا شديدا،
حتي ذهل بعضهم فلا يستطيع التفكير،
وقعد بعضهم لا يستطيع القيام،
وسكت بعضهم لا يستطيع الكلام،
وانكر بعضهم لا يستطيع التصديق،
روي البخارى عن عائشه رضى الله عنها ان رسول الله ما ت و ابو بكر بالسنح (يعني بالعاليه مسكن زوجته،
ميل الى المسجد النبوي)،
فقام عمر يقول: و الله ما ما ت رسول الله .

يقول هذا و هو يعتقد بعدم موتة تمام الاعتقاد،
حتي انه يقول فروايه اخرى: و الله ما كان يقع فنفسي الا ذاك.

اى لا اعتقد الا انه لم يمت فعلا،
ثم قال عمر: و ليبعثنة الله فليقطعن ايدى رجال و ارجلهم يزعمون انه ما ت.

وفى روايه يقول: ان رجالا من المنافقين يزعمون ان رسول الله توفي،
ان رسول الله ما ما ت،
لكن ذهب الى ربة كما ذهب موسي بن عمران،
فغاب عن قومة اربعين ليلة،
ثم رجع اليهم بعد ان قيل ربما ما ت.

كان ذلك موقف عمر ،

وما ادراك من هو عمر!
يقول رسول الله فيما رواة الترمذي،
وهو يتحدث عن اصحابه: “اشدهم فامر الله عمر”.

هذا هو اثر المصيبه على اشد الصحابه فامر الله .

ويقول فيما رواة البخارى عن ابي هريره : “لقد كان فيما قبلكم من الامم محدثون،
فان يك فامتى احد فانه عمر”.

هذا هو اثر المصيبه على المحدث فامه الاسلام.

انظروا الى عمر لتعلموا عظم اثر المصيبه على الصحابه .

ظل المسلمون على هذي الحالة يتمنون صدق كلام عمر،
حتي جاء الصديق ،

ودخل مسرعا الى بيت =رسول الله ،

وبيت ابنتة عائشه رضى الله عنها،
فوجد رسول الله نائما على فراشه،
وقد غطوا و جهه،
فكشف عن و جهه،
وفى لحظه ادرك الحقيقة المرة،
لقد ما ت رسول الله فعلا،
بكي ابو بكر الصديق بكاء مرا،
الرسول كان بالنسبة له جميع شيء،
لم يكن رسولا بالنسبة لابي بكر فقط،
ولكنة كان صاحبا،
وموطن سر،
ومبشرا،
ومطمئنا،
وزوجا لابنته،
ورئيسا للدولة،
وهاديا لطريقه،
ومع هذا الا ان الله انزل على الصديق ثباتا عجيبا،
ولو لم يكن له من المواقف فالاسلام الا ذلك الموقف لكفي دليلا على عظمته،
ولكن سبحان الله ما اكثر مواقفة العظيمة!!

لقد اكب ابو بكر الصديق على حبيبة ،

فقبل جبهته،
ثم قال -وهو يضع يدية على صدغى الرسول -: و انبياه،
واخليلاه،
واصفياه!!

ثم تماسك قائلا: بابي انت و امي،
طبت حيا و ميتا،
والذى نفسي بيده،
لا يذيقك الله الموتتين ابدا،
اما الموته التي كتبت عليك فقد متها.

ثم اسرع الصديق خارجا الى الناس ليسكن من روعهم،
وليثبتهم فمصيبتهم،
فوجد عمر يقول ما يقول،
ويقسم على ان رسول الله لم يمت،
فقال: ايها الحالف على رسلك.

وفى روايه قال له: اجلس يا عمر.

لكن عمر لم يكن يسمع شيئا،
فلقد فقد جميع قدره على التفكير،
فتركة ابو بكر ،

واتجة الى الناس يخاطبهم،
فاقبل الناس عليه،
وتركوا عمر،
فخطب فيهم خطبتة المشهوره الموفقة،
التى تعتبر -علي قصرها- من اهم الخطب فتاريخ البشرية،
فقد ثبت الله فيها امه كادت ان تضل،
واوشكت ان تفتن،
قال الصديق فحزم بعد ان حمد الله و اثني عليه: الا من كان يعبد محمدا فان محمدا ربما ما ت،
ومن كان يعبد الله فان الله حى لا يموت.

ينبة الصديق بفقة عميق على حقيقة الامر،
ويضعة فحجمة الطبيعي،
فبرغم عظم المصيبه الا انه يجب الا تظهركم عن شعوركم و حكمتكم و ايمانكم.

حقيقة الامر ان رسول الله بشر،
وحقيقة الامر ان البشر جميعا يموتون،
وحقيقة الامر اننا ما عبدناة لحظة،
ولكننا جميعا عبدنا رب العالمين I،
والله حى لا يموت،
فلا داعى للاختلاط،
ولا داعى للفتنة،
ولا داعى للاضطراب،
ما حدث كان امرا متوقعا،
وربنا الذي يري رد فعلنا حى لا يموت،
ويجزينا على صبرنا،
ويعاقبنا على جزعنا.

ثم قرا الصديق فتوفيق عجيب ايه من ايات سورة ال عمران،
تبصر المسلمين بالحقيقة كاملة،
وتعرفهم بما يجب عليهم فيها،
قرا الصديق : {وما محمد الا رسول ربما خلت من قبلة الرسل افان ما ت او قتل انقلبتم على اعقابكم و من ينقلب على عقبية فلن يضر الله شيئا و سيجزى الله الشاكرين} [ال عمران: 144].

يقول ابن عباس رضى الله عنهما: و الله لكان الناس لم يعلموا ان الله انزل هذي الاية،
حتي تلاها ابو بكر -مع انها نزلت منذ اكثر من سبع سنوات- فتلقاها منه الناس كلهم،
فما اسمع بشرا من الناس الا يتلوها.

لقد ادرك الناس ساعتها ان رسول الله ربما ما ت،
لقد اخرجت الايه الكريمه المسلمين من اوهام الاحلام الى حقيقة الموت،
يقول عمر بن الخطاب : و الله ما هو الا ان سمعت ابا بكر تلاها،
فعقرت حتي ما تقلنى رجلاي،
وحتي اهويت الى الارض حين سمعتة تلاها،
علمت ان النبى ربما ما ت.

ما تحمل عمر العملاق المصيبة،
فسقط مغشيا عليه،
وارتفع البكاء فكل انحاء المدينه المنورة.

يقول ابو ذؤيب الهذلى رحمة الله -من التابعين كان مسلما على عهد النبى و لم يره-: قدمت المدينه و لاهلها ضجيج بالبكاء،
كضجيج الحجيج اهلوا جميعا بالاحرام،
فقلت: مه؟

فقالوا: قبض رسول الله .

وقامت فاطمه رضى الله عنها فتاة رسول الله كما روي البخارى عن انس : يا ابتاه،
اجاب ربا دعاه،
يا ابتاة من جنه الفردوس ما وه،
يا ابتاة الى جبريل ننعاه.

واثرت المصيبه تاثيرا شديدا على ام المؤمنين عائشه رضى الله عنها،
فكانت تقول كما جاء فمسند الامام احمد بسند صحيح: “مات رسول الله بين سحري و نحري،
وفى دولتى (اي: يومي) لم اظلم به احدا،
فمن سفهي و حداثه سنى -كانت فالتاسعة عشره من عمرها- ان رسول الله قبض و هو فحجري،
ثم و ضعت راسة على و سادة،
وقمت التدم (اضرب صدري) مع النساء،
واضرب و جهي”.

لقد كانت مصيبه اخرجت معظم الحكماء عن حكمتهم،
لكن الحمد لله الذي من على الامه بابي بكر الصديق ،

فقد ثبت الله الامه بكاملها بثباتة هو.


قصة وفاة الرسول كاملة