كل شيء عن الحب

كل شيء عن الحب 9996

 

الحب احتياج بشرى فطرى يولد فيه الانسان،
يؤكد هذا تجربه شهيره قام فيها علماء النفس لبيان تاثير العاطفه فالنمو،
اجريت التجربه على مجموعتين من حديثى الولاده اللقطاء،
كانت الممرضات تعطى المجموعة الاولي احتياجاتها من الغذاء و الرعايه فقط،
اما المجموعة الاخرى فاضيف اليها الحب و الهدهده و المداعبه و الابتسام و جميع صور الامومه الحانية،
وكانت النتيجة شديده القسوة،
فبينما نمت مجموعة الحب نموا رائعا،
فان المجموعة الثانية ذبلت و ما تت،
ماتت بسبب الحرمان العاطفي.

d8add8a8_opt.jpegللحب مصادر متعدده اولها حب الله و رسوله،
ذلك الحب الذي يشعر المرء انه ياوى لركن شديد،
وانة اذا ضاقت فيه السبل يمكنة ان يرفع يدية للسماء داعيا «يا رب»،
واذا كانت الحضارة الماديه ربما استطاعت ان توفر العديد من سبل التقدم و الرفاهيه للانسان فانها عجزت عن سد ثغره الخواء الروحى و جعلت الانسان يحيا فظلها كانة «بينوكيو» او «رجل الصفيح و خيال الماتة» الذي يشبة البشر تماما الا انه بلا قلب.

المصدر الثاني حب الوالدين و برهما،
ويتضح اثرة فالدنيا قبل الاخرة،
ثم حب الابناء الذين هم امتداد المرء و وسيلتة للتخلص من الاحساس بقصر الحياة التي سرعان ما يختتمها الموت..
ان دافع العمل من اجل الاجيال القادمه و توريثهم خلاصه جهدنا من اهم سبب الشعور باستمراريه الحياة و التفاؤل بالمستقبل.

ياتى بعد هذا حب العائلة الممتده عندما تجلس و سطهم تشعر انك تنتمى لتلك الفصيله بالفعل،
فلقد صار عمك شديد الشبة بوالدك- رحمة الله،
اما ابن عمتك فهو نسخه منك فشبابك،
تستمتع بنوادر و حكايات العائلة،
وتسمع للمره الالف قصة خالك عندما ضرب «الحرامي» و انبهرت العائلة بشجاعتة بعدها اكتشفوا انه صديق اتفق معه على هذي التمثيليه ليتخلص من شهرتة بانه يخاف من خياله،
تضحك من قلبك و انت تستعيد التفاصيل من خالتك الصغري التي تخلت عن لقب «رائعة العائلة» بعد ان فعل الزمن افاعيله.

حب الوطن و الانتماء له مصدر مهم للحب و الفخر و تحديد الهوية،
فى القائمة كذلك الجيران و الاصدقاء و الهوايات،
واخيرا ياتى حب الزوج او شريك الحياة،
ذلك الحب الخاص جدا جدا و الذي يستوطن بؤره القلب بسهمة المعروف،
انة حبيبك و نديم خيالك و نصفك الاخر و فيه تكتمل منظومه الحب البشرى التي ترتبط تماما بمعاني السعادة و النجاح و القدره على العطاء.

تم التركيز على المصدر الاخير فقط و استغلالة تجاريا على نطاق و اسع،
فاذا اطلق لفظ الحب كان المقصود منه فقط حب الرجل و المراة،
كل الاغاني و الافلام و الروايات تدور حوله،
وتم تدويرة و المبالغه به بكل السبل الممكنه و احيانا غير الممكنه ايضا،
ومن هنا جاءت ازمه الحب،
فصار هنالك من ينفر من كلمه الحب نفسها لما ترتبط فيه من معان يرفضها و هنالك من يغرق فالحب حتي يهلكه.

والحقيقة ان الشباب الحديث صار اكثر و عيا،
وتخلص من بعض المفاهيم الخاطئة التي ارتبطت بالحب زمنا طويلا،
فلم يعد مقبولا فكرة التمسك بشخص معين و حب مستحيل و الا كان البديل هو الموت او الجنون كما فقصص «روميو و جولييت» و «قيس و ليلى»،
بالتاكيد هنالك جاذبيه خاصة تجعل شخصا بعينة مقبولا و غيرة مرفوضا،
ولكن تلك الجاذبيه قابله للتكرار بدليل ان الكثيرين يتزوجون و يقعون فالحب مرات عديده طيله حياتهم،
كما ان فكرة ان الحب يعلو و لا يعلي عليه كذلك صارت مرفوضه من شباب اليوم المستنير اكثر مما نتصور،
لن نجد حاليا «الاميره انجي» التي تصر على حب «علي» ابن الجنايني،
صار التكافؤ مهما مع جيل جديد عملى جدا.

ولكن الفكرة التجاريه التي ما زالت مستمره هي ان الحب بمعني الغرام هو مصدر السعادة الوحيد فالحياة،
تخبئ الفتاة الصغيرة احلامها فو سادتها و تكبح مشاعرها بين جوانحها و تغذى خيالها بحب الاغاني و الافلام،
فاذا تزوجت البست زوجها ثوب فارس الاحلام و خلعت عليه تاج الجزيره السحري،
ومن هنا تنشا المشكلة.

انها تغرقة بمشاعرها و تتوقع منه اكثر مما يسمح فيه و اقع الحياة اليومية،
وبعد فتره العسل الاولي يكون هذا الاهتمام الزائد عبئا على العلاقه الزوجية و حائلا دون نموها و تطورها الطبيعي،
ومن ناحيه ثانية فان جميع مبالغه فاتجاة يصاحبها تقصير فاتجاهات اخرى،
فلن نعطى باقى مصادر الحب حقها،
كما ان فرط الارتباط يحول دون نمو الشخصيه المستقله و تتحول تدريجيا لمجرد تابع او ظل للزوج،
واذا كان ذلك يسعد بعض الازواج فالبداية الا انه سرعان ما يشعر بعبء تحمل شخص احدث لا يمكنة السير الا مستندا على عكازه،
وتزداد الامور تعقيدا اذا صادفت الاسرة بعض المتاعب التي تحتاج يدين تدفعان سويا لان يدا واحده لا تصفق.

الحب كالشهد الذي يجمعة النحل من جميع الزهور الرائعة بعدها يضخة عسلا مصفى،
وكلما تعددت مصادرة ازدادت حلاوتة و تاكدت فائدته،
اما الحب من مصدر واحد فهو راكد قليل الفائدة،
اذا لم تكن تحب انشغل بمصادر الحب الثانية فهي تغذى نفسك و قلبك و عندما تعثر على الحب ما رسة بقانونة الداخلى و لا تهمل باقى مصادره.

كل شيء فالدنيا له قانونة الداخلى الذي يحكمه،
والقانون العام هو العدل،
بمعني الاعتدال و الوسطية،
حتي الحب،
فان مقدارة المضبوط هو المطلوب،
مقدارة المناسب هو توقف قبل التخمه بخطوه و انشغل احيانا بالمصادر الثانية و لا تنس ان تنمى شخصيتك و تطورها بعدها تعيد الكره و كانك شخص جديد.

والزواج كما يعرفونة حاليا هو علاقه بين راشدين يقوم جميع منهما بدورة فالحياة على اكمل و جة بعدها يتعاونان فيما بينهما لتحقيق السعادة المتبادلة.

واذا كان للحب معادله فلن تكون واحد + صفر على الشمال= واحد يحمل العبء كله و يمل من هذا الحب المزعوم،
ولكنها ستكون واحد + واحد= اثنان ناجحان متعاونان يتنفسان حبا صحيا.


كل شيء عن الحب