لسوف يعطيك ربك فترضى

لسوف يعطيك ربك فترضى a80bcad0338f892c83a46b2db102d40c

و لسوف يعطيك ربك فترضى


عبدالعزيز بن محمد امين

الحمدلله و حدة و الصلاة و السلام على من لا نبى بعده

و رحمه الله و بركاته

للهموم و جوة كثيرة اسواها الوقوف عند حافه الياس و فقدان الامل و فالاونه الاخيرة زار قلبي ضيف ثقيل لا يكاد يبرح مقامة فقد ابتليت بامر ارهقنى فالغم لازمنى و الحزن صاحبنى و الهم احرق مقلتى و الدمع اغرقني… الفرح ان حضر يوما غاب بقيه ايامي,
القلب بحراره يشتكى و ينادى الذي اهمنى و لكن لا حياة لمن ينادى فبقى الالم يواسينى و الظلام يحضنني… نظرت للسماء شاكيا همى التمس رؤية الحمام لكنى و جدتها مليئه بالغمام كانها محمله بالغموم و كافه نوعيات الهموم… و نظرت للارض باكيا قلبي و جدت الحب بها سرابا و القلوب مملوءه حقدا و عذابا…

فقدت ما اريد و اقام فقلبي جميع هم كئيب و فقدت الكنز الثمين و كدت افقد اليقين الا انني رفضت الانكسار و و جهت و جهى للعزيز الغفار له الحمد و الثناء مقتديا بالانبياء… فتحت المصحف فسبحان الله و قع بصرى على الاية: “ولسوف يعطيك ربك فترضى” هاج قلبي و ضج و احسست بان الخطاب موجة لي:

“يا ايها المهموم الكسير يا ايها المغموم الحسير… يا اسير الحزن ابشر بعدها ابشر بعدها ابشر فما و دعك ربك… اذا غطي ظلمه الحزن بجلبابة نهارك و اطبق الغم بجناحية عالمك فلسوف نعطيك و نرضيك…

ان عصفت بك عواصف الهم و زلزل قلبك الغم و اغرقك امواج الحزن و اجتمعت عليك المصائب و نوائب الدهر و كثر عليك المصاعب فاهتف باسم رب المشارق و المغارب و سيزول جميع تلك المتاعب… ان ضاق صدرك بالهموم و الغموم فاهتف يا حى يا قيوم فسترضي بالمقسوم…

ولسوف يعطيك ربك فترضى

يا عبد العزيز ربك اعلم بك منك و اعلم بمصابك و بلواك و يعلم متقلبك و مثواك و ما واك و يسمع دعائك و نجواك … اذا الم البلوي قصم ظهرك و اوهن جسمك فسيكشف غمك و ينقض ظهرك… ان داهمك امر عظيم سيكفيك ربك العظيم…

ولسوف يعطيك ربك فترضى

ان باعدك الاصحاب فرب الارباب ادناك و اختارك من خلقة و ابتلاك… ان لم ينفعك الاقارب و الانساب و تقطعت بك الاسباب فما و دعك ربك و ما قلاك… ان فقدت عزيز و ان فارقك حبيب فنحن منك قريب و اقرب من حبل الوريد…

ولسوف يعطيك ربك فترضى

اذا الهم طغي و بغي و جميع من صاحب رجوتة اتبع هواة فهوي و غوي و و دعك و قلي و لم تعرف كيف تستقيم على طريقتك الاولي و الفرح اختفي و تولي فاذكر شديد القوي محيي الموتي الذي انشاك النشاه الاولي فهو قادر على ان يعيدك سيرتك الاولي ان و جدك عبدا اذا ذكر ربة صلى و نهي النفس عن الهوي و كان على الهدى…

ولسوف يعطيك ربك فترضى

ان ابتليت بمصيبه تحل النقم و ذنوب تغير النعم و حرمان و رث الندم و ان زللت للحصول على مريدك و ذكرتنا فنحن نغفر الزله و نضع عنك و زرك و ان اذلك مريدك فنحن نجبر تلك الذله و ننقض ظهرك و نشرح صدرك و نرفع لك ذكرك… ان همت نفسك بالمعصيه و ابتليت بارتكاب السيئه فاكرمناك بفعل الحسنه و محونا عنك الخطيئة…

ولسوف يعطيك ربك فترضى

ان كنت فامرك فحيره عمياء و اذن الاخرين عن سماعك صماء و اصابتك الضراء فاعلم ان ربك يسمع و يري و لسوف يعطيك ربك فترضي و ليذيقنك نعماء بعد ضراء… ان لم يفهمك الا القله فسنجعلهم لك نعم الخله و لسوف نعطيك و نرضيك الم نجنبك فعل الرذيله و اكرمناك بالاخلاق الكريمه الفضيلة!؟

ولسوف يعطيك ربك فترضى

ان احاطك الشيطان و لم تجد من يعطيك الحنان فتذكر الرحمن الذي و سعت رحمتة جميع شيء المنان خالق الاكوان الذي اغرقك بالنعم على مر الازمان فاعتصم بالقران فهو الركن ان خانتك اركان و لسوف يعطيك ربك ما لم يكن فالحسبان و جميع منه احسان…

ولسوف يعطيك ربك فترضى

اذا ابتغيت امرا و لم تبلغة و منعك الاخرون فما كان عطاء ربك محظورا بل ممنوح يغدو و يروح… ان طلبت ذوى الشان و ردوك فتذكر ربك الذي جميع يوم هو فشان يعز و يزل يضيق و يوسع يبتلى فلان بالمحنه و يدفع عن علان النقمه و هذا منه منة.
يقى الانسان شر نفسة و سلمة من شرور خلقة يسهل الشديد و منجز الوعيد…

ولسوف يعطيك ربك فترضى

ان كان حب المرضي من الوري بحب ليلي و سلمي و ندي و مني ذاك الحب الدانى لنرزقنك قلبا يسرى شوقا للقاء ربك الاعلي و لنكرمنك بالحب الراقي كمثل النبى موسي حين قال: “وعجلت اليك رب لترضى”

ولسوف يعطيك ربك فترضى

ان كنت فزمره المحزونين ذوى القلوب المنكسره الخاشعه الصادقه فالله يغيث المنكوبين و ينصر المستضعفين و الصادقين و يجيب دعوه المضطرين رب اذا سئل لا يرد سائلة و اذا رجى لا يخيب رجاءة اهل التقوي و اهل المغفرة…

ولسوف يعطيك ربك فترضى

ان اظلمت امامك الدروب و اشتدت الخطوب و الكروب فاذكر علام الغيوب بالخضوع و الخشوع ليشع قلبك نورا و يمتلئ صدرك سرورا و حبورا فمنك الدعاء و منه الاجابه فهو ربك الاعلي و لسوف يعطيك فترضى… ان انقطعت الامال و اكثرت السؤال و شكوت لربك الحال ليبدلنك الحال…

ولسوف يعطيك ربك فترضى

يا عبد العزيز سبح اسم ربك الاعلي و لسوف يعطيك ربك فترضى… ان ضاق صدرك و سعناة و ان مرضت شفيناك و ان ابتليت عافيناك… ان اخطات فذاك طبع الانسان و الكامل الله الرحمن…

حينها اغتنمت الثلث الاخير فغياهب السحر تحت ظلال الصمت حين ينزل رب العزه نزولا يليق بجلالة لزمت الاستغفار و دعوت العزيز الجبار بسهام الليل مستعملا بريد الانكسار بعثت شكوتى الى محكمه العدل فالسماء و رفعت يدى و بسطت الية اكف الضراعه اشكو همى و بثى و حزنى الى قاضى السماء من قاضى الارض الذي عاملنى بجفاء و انا غارق بدموعى بكل جهد و عناء… قلت: “اللهم انني اسالك بان لك الحمد لا الة الا انت و حدك لا شريك لك المنان يا بديع السماوات و الارض يا ذا الجلال و الاكرام يا حى يا قيوم يا رب ادعوك دعاء الغريق فبحر همومة الذي لا يجد كشف ما هو به الا انت فيا رب لا تترك عبدك هالكا… اللهم يا الله برحمتك استغيث و من غيرك استغيث اللهم اغلقت الابواب الا بابك و خاب الرجاء الا فجنابك و انقطعت الامال الا فيك و خشعت الاصوات الا صوتك,
اللهم يا مقلب القلوب اللهم يا علام الغيوب اللهم اليك اشكو ضعف قوتي،
وقله حيلتي،
وهوانى على الناس.
يا ارحم الراحمين الى من تكلني؟
الي عدو يتجهمنى ام الى قريب ملكتة امري؟
ان لم تكن ساخطا على فلا ابالي،
غير ان عافيتك اوسع لي.
اعوذ بنور و جهك الكريم الذي اضاءت له السموات و الارض،
واشرقت له الظلمات،
وصلح عليه امر الدنيا و الاخرة،
ان تحل على غضبك،
او تنزل على سخطك،
ولك العتبي حتي ترضى،
ولا حول و لا قوه الا بك”… فلم ازل اناجى ربى حتي سمعت بخاطرى (و لسوف يعطيك ربك فترضى) فتبسمت رغم معاناتى و علمت ان ربى سيحقق العدل لى و ينهى ما ساتى و لسوف يعطينى فيرضينى ان شاء… سكن دمى و جف عرقي… رق عظمى و ضعف… و هدا قلبي و صمت …

  • كلمات ولسوف يعطيك ربك فترضي


لسوف يعطيك ربك فترضى