موضوع الامل

موضوع الامل f7f65394a91bc450696327a5356edd81




الامل

يحكي ان قائدا هزم فاحدي المعارك،
فسيطر الياس عليه،
وذهب عنه الامل،
فترك جنودة و ذهب الى مكان خال فالصحراء،
وجلس الى جوار صخره كبيرة.


وبينما هو على تلك الحال،
راي نمله صغار تجر حبه قمح،
وتحاول ان تصعد فيها الى منزلها فاعلي الصخرة،
ولما سارت بالحبه سقطت منها،
فعادت النمله الى حمل الحبه مره اخري.
وفى جميع مرة،
كانت تقع الحبه فتعود النمله لتلتقطها،
وتحاول ان تصعد بها…وهكذا.


فاخذ القائد يراقب النمله باهتمام شديد،
ويتابع محاولاتها فحمل الحبه مرات و مرات،
حتي نجحت اخيرا فالصعود بالحبه الى مسكنها،
فتعجب القائد المهزوم من ذلك المنظر الغريب،
ثم نهض القائد من مكانة و ربما ملاة الامل و العزيمه فجمع رجاله،
واعاد اليهم روح التفاؤل و الاقدام،
واخذ يجهزهم لخوض معركه جديدة..
وبالفعل انتصر القائد على اعدائه،
وكان سلاحة الاول هو الامل و عدم الياس،
الذى استمدة و تعلمة من تلك النمله الصغيرة.


*حكي الرسول صلى الله عليه و سلم لصحابتة قصة رجل قتل تسعه و تسعين نفسا،
واراد ان يتوب الى الله -تعالى- فسال احد العباد الزهاد: هل تجوز لى التوبة؟
فاجابة هذا العابد: لا.
فاغتاظ الرجل و قتلة و اكمل فيه المائة،
وبعد ان قتلة زادت حيرتة و ندمه،
فسال عالما صالحا: هل لى من توبة؟


فقال له: نعم تجوز لك التوبة،ولكن عليك ان تترك القريه التي تقيم بها لسوء اهلها و تذهب الى قريه ثانية اهلها صالحون؛
لكي تعبد الله معهم.


فخرج الرجل مهاجرا من قريتة الى القريه الصالحة،
عسي الله ان يتقبل توبته،
لكنة ما ت فالطريق،
ولم يصل الى القريه الصالحة.
فنزلت ملائكه الرحمه و ملائكه العذاب،
واختلفوا فيما بينهم ايهم ياخذه،
فاوحي الله اليهم ان يقيسوا المسافه التي ما ت عندها الرجل،
فان كان قريبا الى القريه الصالحه كتب فسجلات ملائكه الرحمة،
والا فهو من نصيب ملائكه العذاب.


ثم اوحي الله -سبحانه- الى الارض التي بينة و بين القريه الصالحه ان تقاربي،
والي الثانية ان تباعدي،
فكان الرجل من نصيب ملائكه الرحمة،
وقبل الله توبته؛
لانة هاجر راجيا رحمتة سبحانه،
وطامعا فمغفرتة و رحمته.


[القصة ما خوذه من حديث متفق عليه].


*ما هو الامل؟


الامل هو انشراح النفس فو قت الضيق و الازمات؛
بحيث ينتظر المرء الفرج و اليسر لما اصابه،
والامل يدفع الانسان الى انجاز ما فشل به من قبل،
ولا يمل حتي ينجح فتحقيقه.


الامل عند الانبياء:


الامل و الرجاء خلق من اخلاق الانبياء،
وهو الذي جعلهم يواصلون دعوه اقوامهم الى الله دون ياس او ضيق،
برغم ما كانوا يلاقونة من اعراض و نفور و اذي؛
املا فهدايتهم فمقتبل الايام.


الامل عند الرسول صلى الله عليه و سلم: كان النبى صلى الله عليه و سلم حريصا على هدايه قومه،
ولم يياس يوما من تحقيق هذا و كان دائما يدعو ربة ان يهديهم،
ويشرح صدورهم للاسلام.


وقد جاءة جبريل -عليه السلام- بعد رحله الطائف الشاقة،
وقال له: لقد بعثنى ربى اليك لتامرنى بامرك،
ان شئت اطبقت عليهم الاخشبين (اسم جبلين)،
فقال صلى الله عليه و سلم: (بل ارجو ان يظهر الله من اصلابهم من يعبد الله و حدة لا يشرك فيه شيئا) [متفق عليه].


وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم و اثقا فنصر الله له،
وبدا هذا و اضحا فردة على ابي بكر الصديق،
خلال و جودهما فالغار و مطارده المشركين لهما،
فقال له بكل ثقه و ايمان: {لا تحزن ان الله معنا} [التوبة: 40].


امل نوح -عليه السلام-: ظل نبى الله نوح -عليه السلام- يدعو قومة الى الايمان بالله الف سنه الا خمسين عاما،
دون ان يمل او يضجر او يسام،
بل كان يدعوهم بالليل و النهار..
فى السر و العلن..
فرادي و جماعات..
لم يترك طريقا من طرق الدعوه الا سلكة معهم املا فايمانهم بالله: {قال رب انني دعوت قومى ليلا و نهارا .

فلم يزدهم دعائى الا فرارا .

وانى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم فاذانهم و استغشوا ثيابهم و اصروا و استكبروا استكبارا .

ثم انني دعوتهم جهارا .

ثم انني اعلنت لهم و اسررت لهم اسرارا} [نوح: 5-9].


فاوحي الله -تعالى- الية انه لن يؤمن معه احد الا من اتبعه،
فصنع السفينة،
وانجاة الله هو و المؤمنين.


امل يعقوب -عليه السلام-: ابتلي الله -سبحانه- نبية يعقوب -عليه السلام- بفقد و لديه: يوسف و بنيامين،
فحزن عليهما حزنا شديدا حتي فقد بصره،
لكن يعقوب -عليه السلام- ظل صابرا بقضاء الله،
ولم يياس من رجوع و لديه،
وازداد املة و رجاؤة فالله -سبحانه- ان يعيدهما اليه،
وطلب يعقوب -عليه السلام- من ابنائة الاخرين ان يبحثوا عنهما دون ياس او قنوط،
لان الامل بيد الله،
فقال لهم: {يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف و اخية و لا تياسوا من روح الله انه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون} [يوسف: 87]،
وحقق الله امل يعقوب و رجاءه،
ورد عليه بصرة و ولديه.


موضوع الامل