قوله تعالى : ( و قل اعملوا فسيري الله عملكم و رسولة و المؤمنون ) دائما نستخدمها و خاصة ايام الدراسه فالحث على العممل ووجوبة و ما الى هذا و لكن نجد ان فى سورة التوبه ايتان حول ذلك المعني :
الاولي :
(وسيري الله عملكم و رسولة بعدها تردون الى عالم الغيب و الشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون)
والاخرى :
( و قل اعملوا فسيري الله عملكم و رسولة و المؤمنون و ستردون الى عالم الغيب و الشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون )
وبين الايتين فرق
وذلك ان الايه الاولي فالمنافقين ،
اذ جاء قبلها : (انما السبيل على الذين يستاذنونك و هم اغنياء رضوا بان يكونوا مع الخوالف و طبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون (93) يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم ربما نبانا الله من اخباركم )
والايه الاخرى فالمؤمنين ،
فقد جاء قبلها : (خذ من اموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم فيها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم و الله سميع عليم (103) الم يعلموا ان الله هو يقبل التوبه عن عبادة و ياخذ الصدقات و ان الله هو التواب الرحيم)
فالاولي فالمنافقين ،
والاخرى فالمؤمنين ،
ولذا يجوز الاستشهاد فيها على عممل الناس .
قال الخطيب الاسكافى ف” دره التنزيل و غره التاويل ” :
للسائل ان يسال عن شيئين :
احدهما : ذكرة المؤمنين فالايه الثانية ،
وتركة فالاولي ؟
والسؤال الثاني : قوله فالايه الاولي : (ثم تردون ) و فالايه الاخرى : (وستردون) ،
وهل لاختلافهما معني يوجبة و يخصصة بالمكان الذي يختص فيه ؟
الجواب عن الاول : ان يقال : ان المخاطبين فالايه الاولي هم المنافقون ،
والمخاطبون فالاخرى هم المؤمنون ،
لانة قال فالاولي : (يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم ربما نبانا الله من اخباركم ) ،
والاخرى : (خذ من اموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم فيها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم و الله سميع عليم (103) الم يعلموا ان الله هو يقبل التوبه عن عبادة و ياخذ الصدقات ) بعدها قال : (وقل اعملوا فسيري الله عملكم و رسولة و المؤمنون ) و اذا اختلف المخاطبون بما بينا فالايتين كان قوله : (وسيري الله عملكم و رسولة ) بعد قوله : (قد نبانا الله من اخباركم ) معناة ان الله ربما اخبرنا باخباركم التي تخفونها فانفسكم و تجاهرون فيها من كان من المنافقين مثلكم ،
والله يري ما سيصبح منكم بعد ،
ويري رسولة باطلاع الله له عليه ،
واعمالهم التي لاجلها يحكم عليها بالنفاق يراها الله تعالى و يطلع عليها رسولة صلى الله عليه و سلم ،
وما جميع مؤمن يعلمها ،
ف لذا لم يقل فهذا المكان : (والمؤمنون) بعد قوله : (وسيري الله عملكم و رسولة ) .
واما الايه الاخرى فانها فيمن امر الله تعالى نبية صلى الله عليه و سلم ،
وهو الذي اوجب عليهم الصدقات بان يقول لهم : اعملوا ما امركم الله فيه من الطاعات كالصلوات و الصدقات ،
فان الله و رسولة و المؤمنين يرون هذا ،
وهذه الاعممال مما تري بالعين خلاف اعمال المنافقين التي تقتضى لهم النفاق لاضمارهم ،
وهو مما لا يري بالعين ،
وانما يعلمة عالم الغيب ،
ف لذا لم يذكر المؤمنون فالاولي ،
وذكروا فالاخرى .
- صورة عليها وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله