شكل الرسم علي الحائط
في الاونة الاخيرة بدت تغزو شوارع وازقة مدينة اسفي مجموعة من الرسومات التي يعبر من
خلالها شباب عما يخالجهم من احاسيس وخواطر ترجموها من خلال جداريات اقتنت الوانا مختلفة على
حيطان مولدات الكهرباء العمومية والملاعب الرياضية واسوار شتى حتى اضحت الظاهرة محط تساؤلات طرحت اكثر
من علامة استفهام … , الظاهرة حضرنا بعض فصولها عن قرب وعاينا فئات عمرية مختلفة
تجندت لتزيين بعض الاماكن بجداريات تمزج كلمات برسومات مختلفة موظفة قاموسا لغويا مستوحى من اعماق
المحيط الاطلسي ويعكس امال الشباب المغربي .
مجموعة من الشباب لا يكلون تقاسموا الادوار وانتدبوا من يشهدون لهم بالابداع ليرسموا لوحات فنية
تعبر عما يخالجهم من احاسيس لتتم ترجمتها الى رسوم وحروف و في الجانب الاخر متلقي
و عيون ترمق رسومات الشباب وتؤول ابتكاراتهم الى اكثر من تفسير وغالبا ما يتوقف المارة
لمشاهدة ما يتم انجازه ليحتفظ لنفسه بالتعليق .
حاولنا الوقوف على الظاهرة عن كثب , سؤالنا كان للشباب الذي يشاركون بكل عفوية وتلقائية
والذين سرعان ما تجمهروا لينقلون لنا طموحاتهم وانشغالاتهم ونحن نطرح اولى تساؤلاتنا لاستنباط كنه هذه
الظاهرة الجديدة على الشارع المسفوي خاصة و المغاربي عموما ,من حيث طابعها الفني الابداعي ,القديمة
والراسخة في اذهاننا ازلا بطابعها الزجري والناهي احيانا من قبيل كتابة مجموعة من الكلمات بجانب
الدروب والازقة والبقع الارضية وحتى الادارات والتي ترسخت في اذهاننا من قبيل :
“ممنوع البول على الحائط وشكرا ”
“كل من تبول على الحائط غرامة 100 درهم ”
“ممنوع رمي الازبال ”
مجموعة من الاسئلة تم طرحها , كانت حول مدى تاطير هؤلاء الشباب في جمعيات توفر
لهم الدعم المادي لانجاز هكذا انشطة …
كان الجواب بالنفي وان المبادرة لا تعدو ان تكون اجتهادات فردية ومساهمات شخصية تتسم بطابعها
العفوي ,اما عن التمويل فيتم عن طريق “الطبيلة وتعاونو مع الفريق” من خلال تاثيث الصينية
بالقميص الرياضي وبالمناسبة عبر البعض من الشباب عن امتعاضهم من العمل الجمعوي في حين طالب
اخرون بخلق مجموعة من النوادي وخاصة الرياضية بالاحياء الشعبية لانتشال شبابها من براثين التهميش والضياع
و السقوط بين احضان الممنوعات من مخدرات وخمور وفانيد…في حين جاء جواب اخر ,مدينة اسفي
حبلى بابنائها الراغبين بخدمتها كل من زاوية ابداعه …نحن في حاجة للتاطير ومن ياخذ بايدينا
.وبامكاننا ان نصنع الكثير…
مناسبة شكلت بالنسبة لنا فرصة لتناول ظاهرة الرسم والكتابة على الجدران بالدرس والتحليل
ظاهرة الكتابة والرسم على الجدران بين الامس واليوم
يمكن القول بان الظاهرة موجودة من قديم منذ الحضارة الفرعونية حيث كان الفراعنة يقومون بتسجيل
الاحداث اليومية والحاسمة لديهم والنصوص الدينية على الالواح الحجرية وجدران المعابد والمقابر على شكل كتابات
تصويرية ساعدت كبار الباحثين وعلماء الاثار المعاصرين لمعرفة تاريخ حقبة الفراعنة اي ان تلك الظاهرة
لديهم كانت لها مسبباتها الايجابية وهى تعتبر توثيق لحقبه معينه.