
يتفق علماء المنطق علي ان الكلمه المركبه ممكن تعريفها بطريقتين الاولي باعتبار الاضافه ، و الثانيه باعتبار العلميه (). و لذلك لزم تعريف التربيه الاسلاميه باعتبارة مركبا اضافيا و ذلك يستلزم تعريف اجزائه-التربيه الاسلامية، جميع جزء علي حدة و هذا من اثناء تعريف جزئيه علي النحو الاتي :
ا- تعريف كلمه التربيه :
كلمه التربيه فاللغه لها الكثير من المعاني منها :
1- ربا الشىء يربوا ربوا و رباء : زاد و نما و اربيتة : نميتة لقولة تعالي : ( و ما اوتيتم من ربا ليربوا فاموال الناس فلا يربوا عند الله ) الروم ، ايه 39 .
2- ربي علي و زن خفي بمعني نشا و ترعرع .
3- رب « ربب » يقال رب فلان الاديم : اصلحة بالشب و نحوة حتي يصلح شيئا فشيئا ، و رب الضيعه يربها اذا اتمها و اصلحها .
4- و يقال ربي فلان فلانا اذا تعهدة بالرعايه و الحمايه و حسن التوجية الي طريق الخير و الفلاح ، و منة قيل للحاضنه رابه و ربية لانها تقوم بتدبير امر من تربيه و ترعي شئونه.
وحول هذة المعاني نجد تفاسير متعدده للرب فشرح قولة تعالي : (الحمد للة رب العالمين) نذكر اقربها و هو ما جاء فكتاب «انوار التنزيل و اسرار التاويل» و هو قولة :
(اصل الرب) بمعني التربيه و هي بلوغ الشىء الي كمالة شيئا فشيئا بعدها و صفة تعالي للمبالغة()
فتربيه الناشئ علي ذلك الاصل تكون بالعمل علي ايصالة الي الكمال شيئا فشيئا فحياتة بصوره تضمن له الامان و الاطمئنان و فالسعاده و صلاح الحال.
اما عند علماء التربيه فيمكن تعريفها بانها:” عمليه الحياة ذاتها و اسلوبها العضوي الطبيعي و من بعدها و يعرفها ” بستالوزي بانها : “النمو المتزن المنسجم لجميع قوي الفرد “. و فمطلع القرن العشرين ياتي “جون ديوى” ليضيف فكره حديثة الي معني التربيه حينما يعد الطفل محور العمليه التربويه ، حولة تدور و من اجلة توضع البرامج و علي اساس طبيعتة و ميولة و استعداداتة ، و عمرة العقلي توضع الكتب و تعدل اساليب التعليم().
ويمكن تعريف التربيه تعريفا جامعا بانها : العمل علي تحقيق النمو المتزن فجو اجتماعي ينسجم مع سنة و طبيعه طفولتة و يعتمد علي ميولة و دوافعة و اهتماماتة فغير اجبار و لا اكراه.
ب- تعريف كلمه الاسلام فاللغه :
لكلمه الاسلام فاللغه ثلاث معان:
1- الاستسلام و الانقياد و الخضوع ، يقال استسلم اي انقاد .
2- الدخول فالطاعه قال تعالى:)
3- الاخلاص : قال تعالي : (ورجلا سلما لرجل) اي مخلصا .
* تعريف كلمه الاسلام عند العلماء
يعرفها ابن تيميه (781ه)() قائلا بان الاسلام هو :” الاستسلام للة و حدة فمن استسلم له و لغيرة فقد اشرك و من لم يستسلم له كان مستكبرا ، و المشرك و المستكبر كلاهما كافر ، و الاستسلام للة و حدة يتضمن عبادتة و حدة و طاعتة و حده” و هذا فكل زمن بما انزل علي نبي ذلك الزمن …. ” .
ويعرف ابن رجب الحنبلي الاسلام بقو له() : “هو توحيد الله و عبادتة و حدة لا شريك له و الايمان بالله و برسولة و اتباعة فيما جاء بة “. و بالجمع بين هذة المعاني ممكن ان نقول ان المقصود بكلمه الاسلام هي جمله ما انزل الله علي محمد -e – من الشرائع التي تدعو الي الطاعه و الانقياد و الاخلاص فالعمل للة و حدة و فق منهج محدد ابتغاء المكافاه منة عز و جل .
تعريف التربيه الاسلاميه :
يشيع استعمال مصطلح التربيه الاسلاميه ، و بخاصه بين المدرسين و الطلاب علي انها المواد المنهجيه التي يدرسها الطلاب فالمدارس ، و المشتمله علي الايات القرانيه و الاحاديث النبويه و العبادات و المعاملات و السير و التهذيب … و الحقيقه ان التربيه الاسلاميه اشمل و اعمق من هذا بكثير، و فيما يلي عرض لبعض التعريفات الخاصه بالتربيه الاسلاميه .
يعرفها انور الجندي (1982)()بانها:”التربيه الاسلاميه هي انشاء الانسان انشاء مستمرا من الولاده حتي الوفاه … ذلك علي الامتداد الافقي … اما علي الامتداد الراسي فهي تربيه كامله متوازنه ، عقليه بالمعرفه ، و جسمانيه بالرياضه ، و نفسيه بالايمان و هي جامعه من حيث انها تغرس القيم الخلقيه و الاجتماعيه التي تحمي الانسان من اخطار الاضطراب و التمزق
ويعرفها : محمد صلاح الدين مجاور (1983)()بانها:” لون خاص من التربيه يمثل صنع الانسان المتوازن المتكامل و كيفية بناء ذاتة و تكوين شخصيتة عقليا و وجدانيا و العمل علي تكوين افراد لهم خصائص ذاتيه و اجتماعيه تؤهلهم للاسهام فتكوين مجتمع متقدم ، جميع ذلك علي اساس من فضائل السلوك و سامي المثل» .
وبالنظر الي التعريفات السابقه يلاحظ انها تدور حول المعاني الاتيه :
– ان التربيه الاسلاميه تربيه تنمي الايمان و تقوي العلاقه بين الانسان و خالقة و فذلك اشباع لما لدية من مشاعر انفعاليه كاحساسة بالحاجه الي التدين ، و احساسة بالحاجه الي الامن و الطمانينه النفسيه ، و هي تربيه تعني بالعقل الانساني و تدريبة علي التفكير العلمي السليم و النظر و البحث ، و تزودة بالعلم و المعرفه .
– ان التربيه الاسلاميه تربيه تهدف الي تهذيب الخلق و اعلاء الدوافع و الارتقاء بالسلوك الانساني و توجيهة نحو خدمه الانسانيه و خيرها فهي لا تعطية معلومات بقدر ما تعطية سلوكا و قيما .
– ان التربيه الاسلاميه تربيه لا تغفل عن صحه الانسان و قوتة الجسمية، و هي فكل هذا تقوم علي معتقد يربط الانسان بالله عقليا و عاطفيا يئول اخيرا الي سعادتة فالدنيا و الاخرة.
الاهداف العامه للتربيه العربيه الاسلاميه :
مع ظهور الدين الاسلامي الحنيف فالجزيره العربيه تعرض المجتمع العربى الي نقله نوعيه كبيره ؛ فالبيئه الاجتماعيه القائمه علي التعدديه القبليه اصبحت قائمه علي اساس التوحد و من التناحر و الانقسام الاجتماعى الي الوحده الاجتماعيه الكبري التي تمثلت بالامه و بعد ان خرج العرب حاملين رسالتهم الي الامم الاخري حملهم الله سبحانة و تعالي مسؤوليه عظيمه فتحرير الانسان من الاضطهاد و ربما رافق هذا تمسكهم بمنهجهم الجديد منهج القران الكريم المبنى علي اساس تحكيم العقل بالاعتماد علي الحجج و الحوار و فالاثاره و الاقناع و التعليل و البرهان و الحجه و المنطق . و من الطبيعى ان تؤثر هذة النقله بشكل مباشر علي التربيه و اساليبها و اهدافها. و ممكن اجمال اهم الاهداف التربويه الاسلاميه التي لها علاقه بالبيئه و السلوك الدينى و الاجتماعى و التربوى فيما يلي :
عباده الله عز و جل :تميزت الثقافه العربيه الاسلاميه عن الثقافات الاخري بالتوحيد و ربما اشتهرت فالعالم علي ذلك الاساس و التوحيد كهدف لا يقتصر علي المعني الدينى المحدود بل يشمل جميع جوانب الثقافه العربيه و ابداعاتها و هذا لسبب جوهرى هو اختلاف معني الدين فالاسلام عن المعني الذي جرت علية الديانات السابقه فلقد تجاوز الدين فمفهومة الجديد تلك الحدود اولا من صلات الانسان مع قوي الغيب العلويه الي حدود اخري اعطاها نفس الاهتمام، الا و هى صلات الانسان مع الانسان بعدها فوق هذا حمل المخاطبين بة علي الاحتكام فكل تلك الصلات مع الله و الانسان الي العلم و العقل و الفكر .
تعد العباده فنظر الاسلام الهدف الاساس فهى منهج حياة و يشتمل علي ما يقوم بة العبد من اقوال و احاسيس او اي مظهر من مظاهر سلوكة و هى لا تعنى الانقطاع او الخلو بل تعنى المشاركه و التفاعل البشرى علي اساس ما امر بة الله سبحانة و تعالي او ما نهي عنة فهى ضبط للسلوك الانساني اولا و اخيرا ،ولو تحققت بهذا المعني لكان سلوك الانسان مع نفسة و اسرتة و مع مجتمعة و عالمة سلوكا اخلاقيا نبيلا خاليا من التعصب و الحقد و الكرة و البغض و لكان فالوقت نفسة سلوكا ملتزما بالحق منصفا للاخرين دون تفريط او افراط .
ان هذا يقضى ان يتعلم الانسان و يعى مسؤوليتة اتجاة الاخرين ليتطابق ما تعلمة مع فعلة الواقعى و تعاملة مع فعلة الواقعى و تعاملة مع افراد مجتمعه، و لذا فقد نبة الله سبحانة و تعالي الذين يعلمون الناس امور دينهم و لم يطبقوها علي انفسهم و لم يتجسد فسلوكهم اليومي فيقول تعالى: ” اتامرون الناس بالبر و تنسون انفسكم و انتم تتلون الكتاب افلا تعقلون”البقرة:6 “
تهذيب الاخلاق و ضبط السلوك :ان هدف الاخلاق و ضبط السلوك يعد من اهم الاهداف التي تسعي التربيه العربيه – الاسلاميه الي تحقيقها فتنشئه الطفل و هو محور النشاط التربوى و ربما ظهرت اهميه ذلك الهدف و اضحه من اثناء ما و رد فالقران الكريم و السنه النبويه الشريفه من ايات و احاديث تحث المسلم علي التحلى بالخلق الكريم و ربما خاطب الله سبحانة و تعالي نبية الكريم فقولة تعالي : ((
التوحد مع الجماعه :ان التوحد مع الجماعه بالدرجه الاساس هى حمايه للفرد و تامين حاجاتة النفسيه و الماديه و هى بذلك تحفظ كيانة الذي هو جزء من كيان المجتمع الذي يعيش فية و من ذلك المنطلق فقد شددت التربيه العربيه – الاسلاميه علي صيانه حقوق الفرد و توفير متطلبات حياتة و دعت الي تحقيق العدل بين الافراد و التجرد من الانانيه و المنفعه الشخصيه علي حساب حقوق الاخرين .وقد تطلب التوحد بناء علاقات و ثيقه مع الاسره و الاقارب و التادب فالمحيط الاجتماعى هى احدي و ظائف الاسره فصياغه سلوك الطفل و تشربة بالقيم الاخلاقيه الساميه فالوسط الاجتماعى الذي يعيش فية .
الجهاد فسبيل الله ، فرض الدين الاسلامي الجهاد علي جميع مسلم يستطيع علية و هو يختلف عن الحرب من حيث المعني فالحرب ربما تكون بغيا و عدوانا و ربما تكون جهادا للدفاع عن امن المسلم و ابعاد الاذي عنه. و الجهاد بهذا المعني يرتبط ارتباطا و ثيقا بالاهداف التربويه التي سبق ذكرها فهو التزام بعقيده التوحيد و الدفاع عنها و يرتبط بغرس الاخلاق الحميده و حمايه القيم الفاضله . فالمسلمون ممنوعون من الاعتداء لقولة تعالى: ((وقاتلوا فسبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين))( البقره 190) و لكنهم من جهه اخري مطالبون برد العدوان بحيث لا يتجاوزوا حدود الاعتداء لقولة “وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم بة و لئن صبرتم لهو خير للصابرين “( النحل 126). و للجهاد اخلاقيات تامر المسلم بالحفاظ علي الاطفال و النساء و العجزه و وسائلة لها حدود و قواعد اخلاقيه تمتد فاعماق نفس المسلم منها عدم افزاع النساك و احترام بيعهم و خلواتهم و عدم الخيانة الغدر او قتل الاسري او التمثل بهم و ما يتصل بكل نوعيات العنف .
احترام العقائد الاخري :لم تكن الثقافه العربيه الاسلاميه منغلقه علي نفسها بل العكس من هذا فهى ثقافه متفاعله منذ تكوينها و صيرورتها الاولي حيث احتكت مع الثقافات القائمه انذاك و تعاملت مع اجانس و اقوام متباينه من البشر لهم ثقافاتهم الخاصه بهم، و ربما اعطت جل احترامها و تقديرها لها ، و كثيرا ما يوجة الافراد و المؤسسات باحترام هذة العقائد كالتوجيهات التي كانت توجة فيها الجيوش الفاتحه لحمايه المؤسسات الدينيه لغير المسلمين و عدم الاساءه اليها و ربما بين لنا التاريخ العربى الاسلامي ان العديد من الملل غير العربيه المسلمه ارتقت مناصب فعديد من الدول و الامارات الاسلاميه كما و ان المؤسسات التعليميه الخاصه لهذة الملل استمرت تؤدى عملها فظل الحضاره العربيه الاسلاميه دون مصادره لها او تعطيل عملها.
مما تقدم نستطيع القول بان التربيه العربيه الاسلاميه اتجهت الي صقل شخصيه الفرد و تنميتها باتجاة صلاح المجتمع و سعادتة ضمن اطار محكم من الضبط الاخلاقي و الاجتماعى و موازنه دقيقه بين الحقوق و الواجبات فهى تتضمن فمحتوياتها تنشئه و تكوين الانسان المؤمن الصالح العابد لربة العارف بنفسة مستعينا بعقلة الذي كرمة الله بة و فضلة علي سائر المخلوقات .
اهميه التربيه الاسلامية:
من المسلم بة ان الانسان يولد صفحه بيضاء، غير مطبوع علية اي شيء من ملامح اي اتجاة او سلوك او تشكيلة؛ الا انه يحمل الاستعداد التام لتلقى مختلف العلوم و المعارف، و تكوين الشخصية، و الانخراط ضمن خط سلوكى معين. لذا، فان القران الكريم يخاطب الانسان و يذكرة بهدة الحقيقه الثابتة، و بنعمه الاستعداد و الاكتساب و التعلم، التي اودعها الله ?زوجل فيه؛ لكسب العلم و المعرفة، و الاسترشاد بالهدايه الالهية. قال عز و جل:(( و الله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا و جعل لكم السمع و الابصار و الافئده لعلكم تشكرون)) ( النحل 78 ). و امير المؤمنين الامام على بن ابى طالب صلوات الله و سلامة علية يترجم ذلك الخطاب الالهى العلمى السامى بقوله:”… و انما قلب الحدث كالارض الخالية، ما القى بها من شيء قبلتة “.وقد شرح العلامه الحلى رضوان الله تعالي علية مراحل تكون المعرفه لدي الطفل، فقال: ( اعلم ان الله خلق النفس الانسانيه فبدايه فطرتها، خاليه من كل العلوم بالضرورة، قابله لها بالضرورة، و هذا مشاهد فحال الاطفال. بعدها ان الله تعالي خلق للنفس الات فيها يحصل الادراك، و هى القوي الحساسه ، فيحس الطفل فاول و لادتة لمس ما يدركة من الملموسات ، و يميز بواسطه الادراك البصرى علي سبيل التدرج بين ابوبة و غيرهما) .وبهذا الترتيب يتدرج فالتعرف الي الطعوم و المذاقات و باقى المحسوسات و الي ادراك كل ما يتعلق بها، فهو يعرف ثدى امه، نظرا لعلاقتة الحياتيه بة و حاجتة الية فالتغذي، فنراة يناغية و يلاعبة و يداعبة خلال رضاعته، بعدها يتعرف الي امة قبل غيرها ممن يحيطون بة ، و هكذا.ثم ان ذلك الطفل يزداد فطنه و ذكاء، فينتقل من احساسة بالامور الجزئيه الي معرفه الامور الكلية، كالتوافق و التباين و الانداد و الاضداد ؛ فيعقل الامور الكليه الضروريه بواسطه ادراك المحسوسات الجزئيه ، بعدها اذا استكمل الاستدلال، و تفطن بمواضع الجدال؛ ادرك بواسطه العلوم الضروريه العلوم الكسبية. فظهر من ذلك ان العلوم المكتسبه فرع علي العلوم الكليه الضروريه ، و العلوم الكليه الضروريه فرع علي المحسوسات الجزئية. لذا، يتعين فظل التعاليم الاسلاميه علي الابوين التكليف فاعداد الطفل و تربيتة و تعليمة منذ نشاتة الاولى.
ومن الجانب الاخر، فان الطفل كانسان و هبة الله عز و جل العقل و الذكاء، و خلق فية ملكه التعلم و الاكتساب و التلقي، فهو منذ ان يفتح عينية علي هذة الدنيا يبدا عن طريق الحس بالتعلم و اكتساب السلوك و الاداب و الاخلاق، و مختلف العادات، و طريقة التعامل مع الاخرين. فنجد ان محيط الاسره و كيفية تعاملها و طرز تفكيرها، جميع هذا يؤثر تاثيرا مباشرا و عميقا فتكوين شخصيه الطفل ، و يتحدد قالبها الذي سوف يتخذة الطفل مستقبلا، سواء كانت تلك العائله سليمه و مؤمنه و مستقيمه و ملتزمه بتعاليم الاسلام الساميه ، فيخرج الطفل فردا صالحا و انسانا طيبا و سعيدا، او كانت من العوائل المتحلله المنحطة، فتخرج طفلها الي المجتمع فردا فاسدا مجرما شقيا. لذلك جاء فالحديث النبوى الشريف:” ما من مولود يولد الا علي هذة الفطره ، فابواة يهودانة و ينصرانة “. و ربما اثبتت التجارب و الدراسات العلميه التي اجراها الباحثون و المحققون فمجال البحوث و التحقيقات التربويه و النفسية؛ ان للتربيه اثرا كبيرا و مباشرا فتكوين شخصيه الفرد، و اثرها ايضا فالمجتمع . و ربما تبين تطابق هذة البحوث و التحقيقات مع قواعد الرساله الاسلاميه المباركه و قوانينها التربويه العلميه ، و جاءت هذة تاييدا و مصداقا للتعاليم الاسلاميه الحقه فمجال التربيه و التعليم؛ حيث تقول معظم الدراسات التي اجريت فالعالمين الاسلامى و الاوربى بان الطفل فسنين عمرة الاولي تتحدد شخصيتة الانسانيه ، و تنمي مواهبة الفرديه ، و تتكون لدية ردود فعل علي الظواهر الخارجيه ، عن طريق احتكاكة بالمحيط الذي يعيش و يترعرع فيه، و تكتمل هذة الردود و تاخذ قالبها الثابت فحينه: ( من شب علي شيء شاب عليه).ومسلم ان للقيم السلوكيه السائده فمحيط العائله الذي يعيش الطفل فية سواء كانت ايجابيه ام سلبيه دورا خطيرا و مؤثرا فتقنين كيفية تعاملة مع الاخرين.
وقد اثبتت الابحاث التربويه ايضا ان تكون شخصيه الطفل منذ صغر سنة يؤثر تاثيرا مباشرا قويا فنظرتة الي نفسة بالذات، ما عاش فهذة الحياة الدنيا، فان لمس الرعايه و المحبه و العاطفه السليمه و الحنان و الاهتمام و التقدير و التشجيع و المكافاه بين افراد اسرته؛ اشرقت صورتة فنفسة و تطيبت، و نمت قدراتة و مواهبة و ابداعاتة و ابتكاراته، و اصبح يشعر باشراقه مضيئه تشع من ذات شخصيتة فتؤهلة للقيام بدور فعال فحياتة العائليه ، و من بعدها المدرسيه و المهنيه فالاجتماعية.
لقد اثبتت هذة الدراسات و التجارب ان50% من ذكاء الاولاد البالغين السابعه عشره من العمر؛ يتكون بين فتره الجنين و سنة الرابعة، و ان 50% من المكتسبات العلميه لدي البالغين من العمر ثمانيه عشر عاما تتكون ابتداء من سن التاسعة،وان 33% من استعدادات الولد الذهنيه و السلوكيه و العاطفيه ممكن معرفتها فالسنه الثانيه من عمرة ، و تتضح اكثر فالسن الخامسه بنسبة50%.
ودراسه اخري تضيف علي ذلك ، فتقول ان نوعيه اللغه التي يخاطب الاهل اولادهم فيها تؤثر الي حد كبير ففهم هؤلاء و تمييزهم لمعانى الثواب و العقاب، و للقيم السلوكيه لديهم و لمفاهيمها، و دورهم [ فالبيت و المجتمع ] و اخلاقياتهم .
لذا ، فان الاسلام العظيم ربما بدا عنايتة الفائقه بالطفل منذ لحظات و لادتة الاولى، فدعا الي تلقينة الشهادتين المقدستين،وتعظيم الله عز و جل، و الصلاه لذكرة جل و علا؛ لكى تبدا شخصيتة بالتشكل و التكون الايماني، و الاستقامه السلوكية، و التعامل الصحيح ، و لكى تتثبت القاعده الفكريه الصحيحه فعقلة و نفسه. فقد روى عن الامام ابى عبدا للة جعفر بن محمد الصادق عن جدة الرسول الاكرم صلوات الله و سلامة عليهم انه قال: ” من و لد له مولود فليؤذن فاذنة اليمني باذان الصلاه ، و ليقم فاذنة اليسرى؛ فان اقامتها عصمه من الشيطان الرجيم “.
ولعل احق و اثبت دليل علي تحديد مسؤوليه الوالدين فمساله تربيه اولادهم، و اهميه التربيه فالاسلام هو قولة عزوجل: ((يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم و اهليكم نارا و قودها الناس و الحجاره عليها ملائكه غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم و يفعلون ما يؤمرون))( التحريم 6 ) .
التعليم الديني و التربيه الدينيه :
يفرق العلماء بين التعليم الديني و التربيه الدينيه حيث يعرفون التعليم الديني علي انه الدراسه المتخصصه لفريق من ابناء الامه يتفقهون فالدين و يتعمقون فالشريعة، و يكونون طبقه العلماء المتخصصين ، فهو بمثابه ضرب من التخصص كالتعلم الطبي و غيره.
اما التربيه الدينيه فيعني فيها تلك التربيه ياخذ فيها كل المواطنين منذ الصغر ليتعرفوا علي شئون دينهم و لارساء القيم الدينيه و الخلقيه فنفوسهم ليشبوا علي طاعه الله و العمل الصالح الذي ينفعهم و ينفع مجتمعهم . و لكن احيانا يستعمل بعض المشتغلين بالتربيه الاسلاميه مصطلح التربيه الدينيه قاصدين بة التربيه الدينيه الاسلاميه و الحقيقه انه استعمال غير دقيق ، فالتربيه الدينيه مصطلح عام يدخل تحتة كل الديانات المختلفه بينما التربيه الدينيه الاسلاميه كما تم تعريفها مصطلح خاص بالتربيه التي تتمشي و مبادئ الدين الاسلامي الحنيف .
وظائف الدين :
يؤدي الدين و ظائف عديده للفرد و الجماعه من حيث ان الانسان سيد ذلك الكون و هذة الوظائف تقدم للانسان ما يساعدة علي القيام بمهنه التكليف و هذة الوظائف منها ما يتصل بالفرد و منها ما يتصل بالجماعه و ممكن تحديد بعض معالم هذة الوظائف علي النحو الاتي :
وظائف الدين الاسلامي بالنسبه للفرد :
رغم ان الانسان جميع لا يتجزا او و حده جسميه عقليه و جدانيه لا تنقسم فانة ممكن «لاغراض الدراسة» ان ننظر الي ذلك الانسان من ثلاث زوايا :
– الجانب الانفعالي : و يشمل عواطف المرء و مشاعرة و وجدانياتة من ؛ حب و كرة و ميل و نفور و غضب ….. الخ .
– الجانب العقلي : و يشمل المعلومات و الافكار و ما يقوم بة المرء من عمليات عقليه كالادراك و التذكر و الحفظ و التخيل و التحليل و التركيب … و ما الي هذا مما يدخل فنطاق النشاط العقلي .
الجانب السلوكي او العملي او كما يسمي احيانا الجانب النفس حركى
ولادراكنا ان هذة الجوانب الثلاثه مترابطه فشخصيه الانسان فسوف يتم تناول هذة الجوانب جميع علي حده بشىء من التفصيل يعرض الباحث مع الحرص علي تحقيق ما هدف الية الاسلام بالنسبه لتماسك شخصيه المسلم و وحداتها و انسجامها و تكاملها بالاضافه الي ما فعلة لكل جانب من هذة الجوانب علي حدة.
وظائف الدين الاسلامي للجانب الوجداني فشخصيه المسلم :
1- الحاجه الي الشعور بالامن:ان اهم و ظائف الدين فحياة الفرد احداث نوع من الاطمئنان و الراحه و السلام،وتكريس جميع طاقه ذلك الفرد فالبناء و خلافه الارض.
والانسان ينشد الامن و الطمانينه فكل ما يحيط بة ، و من اهم ما يثير قلق الانسان امور الغيب، و الدين هو الذي يشيع فجوانب النفس . و الاطمئنان باجابتة عن كثير من امور الغيب و يعمر القلب بيقين يقي عنة ما يساور النفوس غير المستقره من القلق و الاضطراب.
2- الحاجه الي الانتماء : فالانسان لدية حاجه ملحه الي ان ينتمي الي جهه اقوي منة و اعظم يكتسب منها الحماية،ويلتمس لديها التوجية و الارشاد و يلوذ اليها بالشكر و الاعتراف بالفضل فحالات السراء و بالندم و التوبه فحالات الضراء.
3- الحاجه الي التدين: و المقصود منها هو اعتقاد الانسان بوجود قوه كبري هي المسئوله عن جميع ما يحدث فهذا الكون ، و الي الشعور نحو هذة القوه بالفضل ، و الاحساس امامها بالعجز و الي الميل الي التقرب اليها بالعبادة، و هذة الحاجه مستمره مع الانسان طوال تاريخة و ستظل معة الي ما شاء الله بدليل اننا نجد لكل جماعه بشريه دينا من اي نوع و قلما نجد جماعه ليس لها الة . و لعل من سبب و جودها و تاصلها لدي الانسان فكل عصر شعورة بالعجز امام مظاهر الكون و رغبتة فالسيطره عليها و ربما اشبع الدين الاسلامي جميع هذة الاشياء لدي الانسان المسلم.
4- تنميه المشاعر النبيله و العواطف الكريمه : حيث تتنوع جميع العواطف ما بين التوقير للكبير و العطف علي الضعيف، و رحمه العاجز و اخوه و مساواه و كرم و مساعده و تعاون ، و الاسلام له دور فعال فاشباع تلك العواطف لدي الانسان.
5- تربيه الوازع الديني : ان الضمير او الوازع الديني يتكون لدي المسلم نتيجه تمكن العقيده من نفسة ، و نتيجه التزامة المستمر بتعاليم الدين و للممارسه الدائمه لشعائرة .
6- تحقيق الاستقرار النفسي : تميل النفس البشريه الي ان تتميز فجوانب الحياة المختلفه فتحب الصحه و تميل الي التفوق و ترغب فالغني و تهوي الجاة و تعشق السلطه و تجري و راء الشهوة. و لا يتحقق جميع هذا مع جميع الناس فيري بعضهم ان حظة قليل فالدنيا و ان الحياة لم تواتة بكل ما يطلب فيصاب بالتمزق النفسي و الصراعات الداخلية().
والدين الاسلامي فكل هذة المواقف يحقق للانسان توازنا نفسيا عن طريق ما يسوقة من علاج نفسي و توجية الهي .
وظيفه الدين الاسلامي بالنسبه للجانب المعرفي من الانسان :
اما بالنسبه للجانب المعرفي او الادراكي من الانسان فيؤدي الدين الاسلامي الوظائف المهمه الاتية:
– يشجع الدين الاسلامي لدي الانسان خاصه الشباب حب الاستطلاع، و الرغبه فالمعرفه اذ يزودة بعديد من الحقائق و المعلومات عن جوانب كثيره من الحياة ما ضيها و حاضرها و مستقبلها .
– يمد الاسلام المرء بحقائق و معلومات لا يستطيع عقلة ان يصل الي معرفتها خارجه عن نطاقة و فوق امكانياتة و هي امور الغيبيات .
– تشجيع الانسان علي اكتساب المعرفه و تحصيل العلم ، كما ان الدين يربي عقل الانسان و يحررة من التقيد بقوالب جامده بل يامرة بالدراسه و البحث للوصول الي الصواب .
وظيفه الدين الاسلامي بالنسبه للجانب السلوكي من الانسان :
نظرا لان المسلم صاحب عقيده و ملتزم بدين فهو يريد ان يعرف باستمرار ما الذي يتفق من العمل و السلوك مع هذة العقيده فياتية ، و ما الذي لا يتفق فينصرف عنة ، و لقد اشبع الاسلام فالانسان حاجتة الي الهدايه فالسلوك و الي التوجية فالعمل و لم يتركة حائرا لا يدري ما ذا يفعل او يتخبط فدروب الحياة و مسالكها .وليس هنالك ادل علي عنايه الاسلام بالعمل و السلوك بان جعلة ركنا اساسيا فالايمان لقول الله تعالي (
وظيفه الدين الاسلامي بالنسبه لتكامل شخصيه المسلم :
اعتني الاسلام بجوانب شخصيه المسلم الثلاثه ، فهي متكامله و مرتبطه بعضها ببعض ، ففي الوقت الذي يشبع فية الدين الاسلامي الجانب العاطفي او العقلي او السلوكي من شخصيه الانسان حتي يخيل الينا انه لم ينظر الي ما سواة من جوانب اخري ، نجدة علي العكس من هذا لاحظ هذة الجوانب الاخري و اشبعها.
ومن امثله هذا الصلاه باعتبارها شعيره من شعائرة ، فاشباع الجانب السلوكي بها ربما يصبح اوضح من غيرة و لكنها لم تخل من اشباع قوي العواطف ، ففيها التقرب الي الله و الخضوع له بالسجود علي الارض و التذلل الية بالدعاء له و غير هذا من العواطف التي تشبعها الصلاه و الوجدانيات التي تنميها لدي المسلم ففيها يقرا القران و يتدبرها و يعي مرامية و مقاصدة ، و الصوم و الحج يؤديان ايضا الي تكامل الشخصيه المسلمه باشباع جوانبها الثلاثه فتناسق و تكامل.
وظائف الدين فحياة المجتمع :
الانسان مدني بطبيعته، فهو يولد فمجتمع و يعيش و يموت فية و ذلك العيش المشترك مع بني الانسان لابد ان تنشا عنة علاقات و معاملات و ما يتولد عن هذا من حقوق و واجبات كما ان الانسان لا يمكنة ان يتمتع بحريه مطلقه داخل المجتمع ، و لا ان يتصرف كما يشاء لان هذا يصطدم بحريات الاخرين و رغباتهم فيتعرض المجتمع للخلل ، و يكثر الفساد و الظلم و لذا فقد سن للمجتمع قواعد و احكاما تنظم هذة الامور جميعا ، فلا يطغي احد علي و حتي يعرف جميع انسان ما له و ما علية و حتي تنظم العلاقات علي نحو يحقق المصلحه و الخير و العدل للجميع لا لفرد و لا طائفه بعينها، و لا يصبح الاستقرار المنشود للمجتمعات الا بان يصبح و اضع القانون مستمدا قانونة من و حي الله تعالي مؤيدا بمعجزه تجعل كل العقول تخضع له و تنقاد ، و الدين هو الذي يحقق للجميع التنظيم الذي ييسر له العيش الهادئ الكريم و السعاده للجميع.
تمسك الفرد بمبادئ الدين يحقق سلامه المجتمع ، و يحفظ للافراد حقوقهم و يمكنهم من العيش الكريم . الطاعه الاختياريه التي تتضمنها قواعد الدين تجعل الفرد يخضع للدين بدافع الطاعه للة ، فيقف عند حدود ما و ضعة الله .
تقترن الاخلاق بالتقدم العلمي فالمجتمع السليم ، فلا يكفي ان يتوافر فالمجتمع حسن الاخلاق مع مستوي علمي منخفض كما لا يكفي ان ياخذ المجتمع باسباب التقدم و لا يبالي بعد هذا بمستوي مبادئة الخلقيه .
تعمل القيم الدينيه علي تحقيق المجتمع المتعاون علي البر و التقوي ، فهي تجعل المسئوليه بين الفرد و المجتمع تبادليه و تضامنيه ، تحفظ للمجتمع توازنة و مصالحة و للفرد حريتة ، كما ان لهذة القيم اثر كبير فحياة الجماعه فبدونها تنحط الجماعه البشريه الي مرتبه الحيوانيه البغيضه ، و يكفي ان نتصور مجتمعا ربما خلا من الصدق و الامانه و الاخلاص فالعمل فالتدليل علي ذلك.
ارسي الدين الاسلامي مبدا العدل المطلق بين البشر حتي مع الاعداء لان هذا يتفق مع انسانيه الانسان و مع كرامتة .
كما تعدي الدين الي تنظيم العلاقه بين الدوله المسلمه و الدول الاخري (فقد صالح النبي -r – اهل مكه فصلح الحديبيه و صالح اهل نجران علي اموال يؤدونها و صالح اهل البحرين علي ان يدفعوا له جزيه معينة
يقي الدين العالم شر كوارث التقدم العلمي ، فهو حمام الامان للبشريه فالعلم كما يصبح و سيله انشاء فهو و سيله تدمير و فناء ، و كلما ازداد العالم من اثار ربة معرفه ازداد منة خشيه )ومن الناس و الدواب و الانعام مختلف الوانة ايضا انما يخشي الله من عبادة العلماء ان الله عزيز غفور ( فاطر( 28 ).
تستمد التربيه الاسلاميه خصائصها و متميزاتها من خصائص الاسلام و متميزاتة (1) هذا لان العلاقه بين الاسلام و التربيه الاسلاميه علاقه و ثيقه ، فالاسلام دين يقوم علي العقيده الراسخه و علي العباده الخالصه للة و هو دين يدعو الي الاخلاق الكريمه و يجعلها دعامه التعامل بين افراد المجتمع الواحد ، و هو دين يحث علي التفكير و النظر و يدعو الي العلم و العمل و اثني علي الذين يعملون بما يعلمون فمواطن كثيره من القران و تتلخص خصائص التربيه الاسلاميه فيما يلى:
1- ربانيه المصدر و المنهج :
الربانيه هي اول خصائص التصور الاسلامي ، و مصدر هذة الخصائص ايضا فهو تصور اعتقادي موحي بة من الله – سبحانة و تعالى- و محصور فهذا المصدر لا يستمد من غيرة و هذا تميزا عن التصورات الفلسفيه التي ينشئها الفكر البشري حول الالهيه او الحقيقه الكونيه او الحقيقه الانسانيه ، و ايضا التصورات و ينفي المصدر الالهي الذي جاءنا بهذة التربيه و هو القران الكريم علي انه كلة من عند الله، هبه للانسان من لدنة ، و رحمه له من عندة ان الرسول ( r ) تلقاة ليهتدي بة و يهدى، و لا تعني الرباينه الغاء العقل البشري بل تدع للعقل البشري و للعلم البشري ميدانا و اسعا كاملا،ولا تقف دون العقل قصدة عن البحث فالكون ، بل ان التربيه الاسلاميه تدعوة الي البحث و تدفعة الية دفعا و لا تقف دون العلم البشري فالمجال الكوني ، بل هو يكل امر الخلافه كلة فحدود التصور الرباني للعقل البشري و للعلم البشرى().
2- الثبات :
ينبثق عن خاصيه الربانيه سائر الخصائص الاخري و بما انه رباني صادر من الله ، و ظيفه البشر فية هي التلقي و الاستجابه و التكيف و التطبيق فو اقع الحياة و بارتباطها بالقران و السنه مما يترتب و علية انها تربيه ثابته المبادئ و الحقائق غير قابله للتغيير ، بخلاف اي تربيه يضعها البشر ، و حتي لا يفهم من ذلك الثبات الجمود و عدم التطور ، فان المقصود بة تلك الاحكام القرانيه و المبادئ السماويه الراسخه التي نصف القران الكريم علي ثباتها حتي تقوم الساعه .
ولا ممكن ان تتصف التربيه الدينيه الاسلاميه بالجمود ، و هي تستمد خصائصها من الاسلام دين المرونه و التطور ، يقول الدكتور يوسف القرضاوي : و هذة الحقيقه البارزه لرساله الاسلام لا توجد فشريعه سماويه و لا و ضعيه فالسماويه -عادة- تمثل الثبات بل الجمود احيانا ، حتي سجل التاريخ علي كثير من رجالاتهم و قوفهم فو جة الحركات العلميه ، و التحريريه الكبري ، و رفعتهم لكل جديد فميدان الفكر او التشريع او التنظيم و اما الشرائع الوضعيه فهي تمثل عاده المرونه المطلقه ، و لهذا نراها فتغير دائم و لا تكاد تستقر علي حال ، حتي الدساتير التي هي ام القوانين كثيرا ما تلغي بجره قلم و لكن الاسلام الذي ختم الله بة الشرائع و الرسالات السماويه اودع الله فية عناصر الثبات و الخلود ، و عنصر التطور و المرونه معا ، و ذلك من روائع الاعجاز فهذا الدين و ايه من ايات عمومه و خلودة و صلاحيتة لكل زمان و مكان ، و نستطيع تحديد مجال الثبات ،ومجال المرونه فشريعه الاسلام ، و رسالتة الشامله الخالده . فنقول : انه الثبات علي الاهداف و الغايات و المرونه فالوسائل و الاساليب ، الثبات علي الاصول و الكليات ، و المرونه فالفروع و الجزيئات ، الثبات علي القيم الدينيه و الاخلاقيه فالشئون الدنيويه و العلمية.
3- الشمول و التوازن :
حيث يتولي الله سبحانة و تعالي انشاء منهج للحياة الواقعيه فان هذا ياتي برئ من جميع ما يعتور الصنعه البشريه من القصور و النقص و الضعف و التفاوت ، و تتمثل خاصيه الشمول التي تتسم فيها هذة التربيه الدينيه الاسلاميه فصور شتى:
رد ذلك الوجود كلة بنشاتة و حركتة و تصريفة و تنسيقة اراده الذات الالهيه الي شمول النظره الي الكون و الانسان و الحياة ، و الربط بين مجموع تلك الحقائق و ربطها بالخالق عز و جل .
مخاطبه النفس الانسانيه بكل جوانبها من روح و جسد و عقل و وجدان ، بكل اشواقها و حاجاتها و اتجاهاتها فتجمع شعوريا و سلوكيا ، و تصورا و استجابه شان العقيده و المنهج و شان الاستمرار و التلقي ، و شان الحياة و الموت ، و شان السعي و الحركه ، و شان الدنيا ، و الاخره فلا تتفرق تمزقا، و لا تتجة الي شتي السبل و الافاق و لا تسلك شتي الطرق علي غير اتفاق .
تلبيه اشياء المسلم الروحيه و الماديه و الاجتماعيه ليبقي علي عوامل التوازن النفسي و العقلي و الجسدي فهو يحارب الانقطاع عن المجتمع و الزهد فالحياة ، و يشيد بالانسان الذي يتبادل المسئوليه مع مجتمعة و هو لا يقتصر علي جانب و احد من جوانب الشخصيه و انما يقوم علي النظريه التكامليه الشامله للروح و الجسد و العقل.
4- الايجابيه :
ليست التربيه الدينيه الاسلاميه تربيه نظريه و انما تتعدي هذا الي التطبيق العملي و تتحول الي سلوك يمارسة الانسان فيما بينة و بين الله و فيما بينة و بين الناس و فيما بينة و بين نفسة ، ان هذة الخاصيه ما تكاد تستقر فالضمير ، حتي يتحرك ليحقق مدلولها فصوره عمليه و المؤمن بهذا الدين ما يكاد الايمان يستقر فضميرة حتي يحس انه قوه فاعله و مؤثره ، فاعلة فذات نفسة و فالكون من حولة و حيثما ذكر الايمان فالقران او ذكر المؤمنون ذكر العمل الذي هو الترجمه الواقعيه للايمان، فليس الامر مجرد مشاعر انما هو مشاعر تفرغ فحركه لانشاء و اقع و فق التصور الاسلامي للحياة بهذا يستشعر الفرد ان و جودة علي الارض يقتضية حركه و عملا ايجابيا فذات نفسة و فالاخرين من حولة ، و فهذة الارض هو مستخلف بها و فهذا الكون و انه لن يبلغ شكر نعمه الله علية بالوجود و لا يطمع فالنجاه من حساب الله و عذابة ، الا بان يؤدي دورة الايجابي فخلافه الارض.
5- الواقعيه :
يقصد بالواقعيه التحقق فعالم الواقع ، فالتربيه الدينيه الاسلاميه تربيه للحياة و تربيه للعمل و الانتاج و النماء ، و دينها تطابق تكاليفة فطره الانسان ، بحيث تعمل كل الطاقات الانسانيه عملها الذي خلقت من اجلة فينطلق يعمر فالارض و يغير و ينمي فموجوداتها و يطور ، لا يقف فو جهة حاجز من التصور الاعتقادي ، و لا من المنهج العلمي فكلاهما (واقعى) مطابق لواقعيه الطبيعه البشريه و للظروف المحيطه فيها فالكون من حولها و من بعدها يتسني للانسان ان ينشئ من الاثار الواقعيه فهذة الارض و ان يحقق من الابداع المادي و فق ما ينشئة من الصلاح الاخلاقي و كفاءه ما يحققة من الرفعه و التطهر.
ان من اهم خصائص الاسلام و اقعيتة فيما شرع من انظمه و قوانين فمجال التكليف و فمجال التحليل و التحريم و الاستطاعه و الضروره ، و جعل التكليف الملزم فحدود الطاقه الممكنة.
6- التدرج و الاستمرار :
لم تنزل احكام الدين و تشريعاتة جمله و احده و انما تدرجت لفتره لم تزيد عن ثلاث و عشرين سنه فقد كان التدرج فتحريم الخمر و الميسر و الربا و ففرض الصلاه و الصيام فالتشريع الاسلامي ربما تدرج مع قابليه المكلفين دون ان يرهقهم حتي تكتمل الواجبات و تتم المحرمات و ربما تدرج حتي بلغ الغايه .
وهي تربيه مستمره ، هذا لان الدين الاسلامي مستمر و لن تكون له نهايه الا بنهايه حياة البشر . كما انها تربيه مستمره لانها لم تجعل حدا لطلب العلم ، سئل حكيم : ما حد التعلم ؟ فاجاب : حد الحياة. و يري (ابن قتيبة) انه :” لا يزال المرء عالما ما طلب العلم ، فاذا ظن انه ربما علم فقد جهل ، فالحكمه ضاله المؤمن ينشدها حيث كانت ما دامت فالحياة .
اهداف التربيه الاسلاميه .
يمكن تعريف الهدف التربوي بانة “التغير المرغوب ، التي تسعي العمليه التربويه او الجهد التربوي الي تحقيقة ، سواء فسلوك الفرد و فحياتة الشخصيه ، او فحياة المجتمع و فالبيئه التي يعيش بها الفرد ، او فالعمليه التربويه نفسها و فعمليه التعليم كنشاط رئيسي و كمهنه من المهن الاساسيه فالمجتمع ” .
* اهداف التربيه الاسلاميه لها ثلاثه نوعيات رئيسيه هي :
اهداف فرديه ذاتيه تتعلق بافراد المتعلمين و بذواتهم الخاصه ، و بما يتعلق بهؤلاء الافراد من تغير مرغوب فسلوكهم و نشاطهم و ادائهم ، و من نمو مرغوب كذلك فشخصياتهم، و من اعداد مطلوب لهم فحياتهم الدنيا و حياتهم الاخرة.
اهداف اجتماعيه تتعلق بحياة المجتمع ككل ، و بالسلوك الاجتماعي العام ، و بما يرتبط بهذة الحياة من تغير مرغوب بها ، و من نمو و اثراء و تقدم مطلوب فيها.
اهداف مهنيه تتعلق بالتربيه و التعليم كعلم و فن و مهنه و نشاط من انشطه المجتمع المختلفة.
العلاقه بين الهدف و الغايه :
يوجد ترادف بين الهدف و الغايه ، اذ يتطلب كلا منهما تخطيطا و جهدا و سلسله من الخطوات التي تتكامل لتصل الي تحقيق غايه محدده .
مستويات الهدف التربوي .
للهدف التربوي الكثير من المشتريات نوجزها فيما يلي :-
1- السمو بالروح الانسانيه و تحقيق النفس .
والمقصود بالنفس عند القائلين بهذا الهدف هي الروح ، و السمو فيها حتي تصل الي درجه ترتبط بها بخالقها عز و جل ، و للفرد نفسان : احدهما دنيا تميل بة الي الانغماس فالملذات و التمرد و العصيان ، و ثانيهما نفس عليا ترتفع عن المثل الدنيا و تؤثر التضحيه و الخضوع و اتباع العقل و السمو بالاخلاق و هي المقصوده بالتربيه حيث تسعي التربيه الي صياغه هذة النفس و العمل علي تاصيلها و علي امتدادها و بسط قواها الي اقصي ما ممكن ان تمتد الية ، بالاضافه الي القضاء علي النفس الدنيا و قهرها .
والتربيه الاسلاميه تسعي الي ايجاد نوع من التوازن بين الروح و العقل و الجسم ، اذ لا يحقق الانسان ذاتة الا اذا اتبع حاجاتة الروحيه و العقليه و البدنية.
2- اعداد الانسان الصالح .
الانسان فرد فجماعه له حقوق و علية و اجبات لايمكن اغفالها ، و هو فحاجه الي التربيه الصالحه التي تعدة لتحمل و اجباتة و مسئولياتة الاجتماعيه ، ان اعداد الانسان الصالح ينصب علي تهيئه الفرد لان يعيش فاي مجتمع ليشارك فرفع المستوي العام مع التوفيق بين حاجاتة الشخصيه و اشياء المجتمع المجتمع ، و الاسلام باعتبارة نظام سياسي يحيا الفرد فظلة يري ان من علامات ايمان الفرد اخلاصة لوطنة و مجاهدا فسبيل رفعتة و الدفاع عنة ، و يري ان الصلاح الديني و الخلقي و ما يرتبط بة من ايمان بالله و اليوم الاخر و تمسك بتعاليم الدين و اخلاق ركنا اساسيا من اركان المواطنه الصالحه و مقوما من مقومات الانسان الصالح .
3- النمو الشامل المتكامل لشخصيه المتعلم :
ويقصد بالنمو ان يتعدي ليشمل جميع النواحي و ان يتسم بالاستمرار طيله الحياة . و ان يرتبط نمو المتعلم بنمو المجتمع الذي يعيش فية و بالمسؤوليات و الوجبات التي يتوقعها منة ذلك المجتمع ، و جعل النمو الروحي و الخلقي فمقدمه الجوانب التي يشملها النمو المستهدف من العمليه التربوية.
4-الاعداد الجيد للحياة الدنيا و الاخره :
ان الوعي بحقيقه الدين و مقاصدة النبيله و تعاليمة و مبادئة السمحاء و التي من اهمها ضروره الموازنه بين متطلبات الحياة الدنيا و الحياة الاخره ، بحيث لا تطغي احدي الحياتين علي الاخري ، اذا نجد ان الدين جمع بين العقيده و الشريعه و بين الجسم و الروح و بين الدنيا و الاخره ، بين عدم الانقطاع للعباده و الانسحاب من المجتمع و بين العمل و الانتاج ، فنجد ان الدين انكر علي الانسان عدم الاخذ باسباب العيش . لذلك فاننا نجد ان التربيه الاسلاميه تهتم بتنشئه الاطفال و الشباب علي معرفه الدين و حسن الخلق و عدم اهمال اقامتة الشعائر الدينيه من، صلاه و صيام و زكاه و حج ، و اقامه الروابط و العلاقات الطيبه بين الفرد و بقيه الافراد و احترام الناس ، و عدم التعرض لاي منهم بسيئه فعليه او كلاميه ، كما و جهت التربيه الاسلاميه المسلمين الي ضروره العنايه بالمعرفه و البحث العلمي ، كما ضمن اهدافة التربويه النفع المادي و تربيه الاجسام و تعليم المهارات و الصناعات قال تعالى)
الاهداف العامه للتربيه :
توجد اهداف مباشره للتربيه تعد اكثر خصوصيه من الهدف الاعلي التي تندرج تحتة و هي اما اهدافا عامة و هي الغايات المرغوبه التي تسعي التربيه الي تحقيقها و التي تعد اقل عموما و اقرب منالا من الهدف الاعلي و اقل خصوصيه من الاهداف الخاصه ، و تكون للنظام التربوي او لمرحله معينة من مراحل التعلم ، و اما اهدافا خاصه و يقصد فيها تلك التغيرات المرغوبه الجزئيه و الفرعيه التي تدخل تحت جميع هدف من الاهداف التربويه العامه الرئيسيه ، او هي مجموعه المعارف و المهارات و الاتجاهات و القيم و العادات المرغوبه التي يتضمنها الهدف الاعلي او العام للتربيه .
ومن الاهداف العامه التي و ضعت للتربيه الاسلاميه ما يلي :
الوصول الي الخلق الكامل .
الاعداد للحياة الدنيا و الحياة الاخره .
الاعداد لكسب الرزق و العنايه بالنواحي النفعيه .
تنميه الروح العلميه لدي المتعلم و اشباع ما لدية من ميل نظري الي حب المعرفة.
اعداد المتعلم مهنيا و فنيا و صناعيا حتي يجيد مهنه من المهن او فنا من الفنون او صناعة من الصناعات حتي يتمكن من كسب رزقة فالحياة مع المحافظه علي الناحيه الروحيه و الدينيه .
اصلاح عقيده الفرد مع ما جاءت بة الرسالات السماويه من افراد الله بالعباده و الايمان بالله و ملائكتة و كتبة و رسلة و اليوم الاخر و القضاء و القدر .
اهداف تدريس ما ده التربيه الاسلامية.
للتربيه الدينيه الاسلاميه كتربيه سلوكيه خلقيه هدف عام تسعي الي تحقيقة للانسان المسلم، و ذلك الهدف العام تندرج تحتة اهداف تفصلة و توضحة ، و الهدف العام للتربيه الدينيه الاسلاميه ممكن تلخيصة فانه : بناء الشخصيه المسلمه السويه التي تؤمن بتكوين الانسان المسلم الذي يؤمن بخالقه، و يعرف منزلتة فالكون و وظيفتة فتعمير الحياة و فق منهج الله . و الانسان المسلم الذي يدرك مفردات الكون من حولة ، كالماء و الهواء و الحيوان و النبات .. و يعرف كيف يتعامل معها بكيفية تفيد الحياة و الاحياء و تنشر العدل و السلام بين البشر و فالكون . فالهدف الرئيسي للتربيه الدينيه الاسلاميه هو اعداد الانسان المسلم الذي يعبد الله حق العباده و يسير علي طريق الله عز و جل و يلتزم بمنهجة القويم المستقيم الذي ارسل رسولة الكريم لهدايه الخلق اجمعين منذ بعثتة و الي ان تقوم الساعه انطلاقا من قولة تعالي ) وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ~ ما اريد منهم من رزق و ما اريد ان يطعمون ~ ان الله هو الرزاق ذو القوه المتين(( الذاريات 56-58 ).
او هي تهدف ايضا الي تحقيق التقوي فالنفوس بالخشيه من الله و مراقبتة عز و جل ، علي اساس عقد الصله الدائمه بين الانسان و خالقة و بين الانسان و الناس و بين الانسان و البيئه و الطبيعه من حولة .
وهنالك اهداف تفصيليه تفصل الهدف العام للتربيه الدينيه الاسلاميه و توضحة و هي :
ترسيخ عقيده التوحيد فالنفوس .
تنميه الوازع الديني لدي المتعلم .
تاصيل الشخصيه الاسلاميه و تاكيد ذاتيتها و تمجيد مبادئها .
الحفاظ علي عقيده المسلم و فطرتة و تنميتها من اثناء تعريفة بخالقة و بناء علاقه بينهما علي اساس الوهيه الخالق و عبوديه المخلوق .
بناء شخصيه الانسان المسلم السوي القادر علي تحمل امانه الاستخلاف فالارض بالحق .
تربيه الفرد المسلم المتكامل النمو ( روحيا – انفعاليا- اجتماعيا- عقليا – جسميا ) حتي يصبح قادرا علي بناء جندي من جنود الله فالارض يعمل علي تنفيذ احكامة و يرفع رايتة فالعالمين و حتي يتحرر من التمزق و الاضطراب.
ايجاد الاتجاة العقلي و العاطفي الصحيح نحو الله و رسولة
تنشئه الفرد علي احترام العمل القائمين بة و اعدادة لمواجهه متطلبات حياته.
تحقيق التوازن عند الانسان بين الحياتين: الحياة الدنيا و الحياة الاخره .
امداد المتعلم بالمعرفه الدينيه التي تمكنة من ممارسه الشعائر الدينيه عن و عي و فهم.
تزويد المسلم بالفكر الديني الذي يتدرج سعه و عمقا تبعا لمراحل النمو .
تنقيه الافكار الدينيه من الشعوذه و الخرافه و الافكار الخاطئه و البدع المستحدثة.
تنميه الروح الدينيه الانسانيه التي يعيش فيها المسلم لنفسة و لغيره.
تطوير سلوك الفرد و بناء اتجاهاتة اللفظيه و العمليه السلوكيه او تغيرها بحيث تتسق و تتطابق مع السلوك و الاتجاهات الاسلامية.
حمايه الناشئه من زيغ العقيده و الشباب من الاتجاهات العقليه و الفلسفات الماديه الالحاديه التي لا تقيم و زنا للقيم الدينيه .
تحويل المعرفه الفقهيه الي عمل و سلوك .
امداد المتعلم بالقيم الموجهه للسلوك و الضابطه له .
تحقيق الوحده الفكريه القائمه علي و حده العقيده .
تطبيق العبادات و ممارستها عمليا بحيث تشمل جميع ما يقوم بة العبد من اقوال و افعال .
تعويد المتعلم اداب السلوك التي يجب ان يتحلي فيها فسلوكة اليومى.
تقويه عاطفه المتعلم القوميه و غرس حب الوطن فنفسة .
وللتربيه الدينيه الاسلاميه – كماده دراسيه اهداف محدده يجب اتباعها و تحقيقها فالمراحل التعليميه المختلفه ( الابتدائيه و الاعداديه و الثانويه ) . و هي اهداف يتم تحديدها فضوء الخصائص النفسيه و العقليه لكل مرحله من هذة المراحل .
مصادر اشتقاق اهداف التربيه الاسلاميه :
تستمد الاهداف التربويه الاسلاميه من مصادر تشتق منها ترجع جميعها الي المجتمع الاسلامي و الدين الاسلامي ، حيث يعد المصدر الاساسى الذي يستمد منة المجتمع الاسلامي فلسفه تربيتة و اهدافها و اسس التخطيط لمستقبلها و اسس مناهجها و طرائق تدريسها و وسائل و اساليب ادارتها و نظمها و تقويمها .
وبالاضافه الي الدين الاسلامي فان هنالك مصادر اخري كالابحاث التربويه و الملاحظات العمليه من اشياء جسميه و عقليه و روحية و ثقافيه و اجتماعيه او رغبات و اهداف و حقوق اساسيه لهذا الفرد و من مسئوليات و واجبات يتوقع المجتمع القيام فيها من افرادة ، و من مقومات الفرد الصالح و الشخصيه النافعه كما تتمثل كذلك فيما كشف عنة الدراسات و الملاحظات العمليه و الاحساس العام فالمجتمع من اشياء روحيه و ثقافيه و اجتماعيه و اقتصاديه للمجتمع و من امال و تطلعات و اهداف المجتمع المشروعة، و من مومات و متطلبات المجتمع الفاضل و الحياة الفاضله .
خصائص اهداف التربيه الاسلاميه :
ان ارتباط التربيه الاسلاميه بالدين الاسلامي و ثقافتة الاسلاميه يجعل لها و لاهدافها خصائص و مبادئ متميزه لها عن التربيه فالثقافات و المجتمعات الاخري غير الاسلاميه و من ابرز خصائص اهداف هذة التربيه الاسلاميه ما يلى:
– غلبه الصبغه الدينيه و الخلقيه علي اغراضها و اصطباغ محتوياتها و طرقها و اساليبها و وسائلها. فكل ما يدرس و يمارس فاطارها يتم فاطار الدين و الاخلاق و فضوء الكتاب و السنه و اثار السلف الصالح ، و يصبح الهدف منة اغراض اسلاميه و خلقيه او اغراض نفعيه لا تتعارض مع الدين و الاخلاق . و من الشواهد الداله علي هذا قولة تعالى) اقرا باسم ربك الذي خلق~ خلق الانسان من علق~ اقرا و ربك الاكرم(( العلق 1 : 3 ) فالقراءه التي هي بدايه طلب العلم و وسيلتة ، و العنوان الذي يرمز الية يجب ان تكون باسم الخالق و فاطار تعاليم دينه.
– الشموليه لكافه جوانب شخصيه المتعلم و كافه نواحي التنميه فالمجتمع حيث يصبح شموليا فنظرتة و اهتماماتة و تفسير للوجود ، و يؤكد التصور الجامع بين الماده و الروح و الدنيا و الاخره و هي تقصد الي تفتيح و تنميه و تهذيب كافه جوانب الحياة و فتطوير اوضاعه.
التوازن فاهتماماتها ، و هذا من اثناء الحرص علي تحقيق التوازن المرغوب بين جوانب النمو المختلفه فشخصيه الفرد و حياتة ، و بين مقتضيات الحفاظ علي تراث الماضي و اشياء الحاضر و المستقبل .
الوضوح من حيث التعاليم و الاحكام مما يفضي عليها قوه ،ويدفعها الي الانطلاق فسبيل تحقيق اهدافها .
خلوها من التناقض فيما بينها و فيما بين و سائل تحقيقها .
واقعيتها و قابليتها للتطبيق حيث يبتعد عن و الافاده مما لايناسب الفطره .
مراعاتها للفروق الفرديه بين الافراد و المجتمعات و الثقافات قال تعالى ) ومن الناس و الدواب و الانعام مختلف الوانة ايضا انما يخشي الله من عبادة العلماء ان الله عزيز غفور(( فاطر 28 ) .
قابليتها للتغير و التطور اذا ما اقتضت الحاجه هذا فضوء مبادئة و تعاليمة و مقتضيات المصالح الفرديه و الاجتماعيه .
وهذة الخصائص التي تتميز فيها اهداف التربيه الاسلاميه لا توضح فقط الطابع المميز لهذة الاهداف ، بل تشير كذلك الي اهم المبادئ التي تقوم عليها
- بحث عن التربية الاسلامية كامل
- بحث عن التربية الإسلامية كامل
- يوم كامل للضيت لدكتور امير صالح
- بحث عن التربيه الاسلاميه كامله
- بحث عن التربيه الاسلاميه كامل
- بحث عن التربية الإسلامية doc
- بحث علمي حول الحرب العادلة تعريفها مبادئها مميزاتها اهدافها
- بحث حول جوانب التربية في الاسلام في تكوين الشخصية
- بحث حول أنواع الصلاة في التربية الإسلامية السنة السابعة أساسي
- بحث جاهز للطباعة عن التربية الاسلامية