احلى مواضيع جديدة

تحميل قصص الانبياء للاطفال mp3

تحميل قصص الانبياء للاطفال Mp3 6300D472A04Cd19Af0D19C607381F1F3

تحميل قصص الانبياء للاطفال Mp3 6300D472A04Cd19Af0D19C607381F1F3

قصص الانبياء للاطفال (1)

مقدمة:
ان الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوازي نعمته علينا بالاسلام؛
اذ انزل الينا خير كتبه، وارسل الينا افضل رسله، وشرع لنا افضل شرائع دينه، وجعلنا
من خير امة اخرجت للناس، والصلاة والسلام على خير البرية، واله واصحابه، ومن تبعهم باحسان
الى يوم الدين، وبعد:

ففي خضم الحياة المعاصرة نجد الامور قد اختلطت، والشرور قد سادت، واصبح النشء والشباب يرددون:
“نحن لا نجد القدوة الصالحة”، وبدلا من ان يبحثوا عنها، نراهم قد اتخذوا المشاهير من
المفكرين او الممثلين السينمائيين، او اللاعبين، او المطربين قدوة ومثلا، وما نراهم الا استبدلوا الذي
هو ادنى بالذي هو خير!

ومن هنا كانت الحاجة ملحة لان نعيد الى اذهاننا واذهان ابنائنا من الاطفال والشباب الصورة
الصحيحة للقدوة الصالحة، والشخصية التي تستحق ان تتبع وان يحتذى بها؛ حتى نبني اجيالا من
الشباب الصالحين الذين يمكن ان يكونوا هم انفسهم قدوة لغيرهم.

وخطوة على هذا الطريق؛ تاتى هذه السلسلة “قصص الانبياء”، والله اسال ان يتقبلها وينفع بها؛
انه ولي ذلك والقادر عليه.

ايتها الام الفاضلة، ايها الاب الحنون، اقرئي ابنك او ابنتك هذه القصص، وان لم يستطع
اقرئيها له، وحاولي – ان كان اصغر من ان يفهمها بمفرده – ان تشرحيها له
بطريقة مبسطة يستطيع ان يهضمها.

• قبل ان تقرا لطفلك، اقرا انت القصة؛ حتى لا تقابلك – في اثناء تقديمها
– كلمات صعبة لا تستطيع ان تعبر عن معناها؛ لذلك يفضل تعاون الوالدين في تحضير
القصة.

ايها الاب، تحدث مع ابنائك.

ايتها الام، احكي لاطفالك.

يجزيكم الله خير الجزاء، ينفع الله به ابناءكم، ويثيبكم الله الجنان.
لقاء الاصدقاء:
بعد انتهاء اليوم الدراسي التقى الاصدقاء في المكتبة العامة، فبادرهم شعيب قائلا: كم انا سعيد؛
لاني سوف اقضي الاجازة عند جدي وجدتي واسعد برؤيتهما، والاطمئنان عليهما ومساعدتهما في اعمالها، اني
اتقرب الى الله بحبي لهما، واسال الله ان يتقبل مني ذلك.

هنا قال الياس مسرعا: اجل اجل، وانا سعيد لذلك ايضا، لسوف نذهب غدا لنقضي اوقاتا
جميلة ومفيدة، نتعلم فيها من جدي الكثير والمفيد، وسوف نستمتع بطعام جدتي اللذيذ ايضا.

ضحك شعيب وقال: لقد وعدنا جدي بان يحكي لنا قصص الانبياء.

قال مسعود: لقد سمعت يا شعيب ان جدك هو من اختار لك ولالياس اسميكما المميزين
بيننا، اهذا صحيح؟
قال شعيب: اجل يا صاحبي، هو من اختار لنا اسمينا، واحمد الله على ذلك.

مسعود: ولكن من هما صاحبا هذين الاسمين؟ ولماذا اختارهما لكما مع ندرة التسمي بهما في
زماننا؟
الياس: يقول جدي: ان شعيب والياس اسمان لنبيين كريمين من انبياء الله الكرام.

مسعود: ما اعظم ان نتسمى باسماء انبياء الله ورسله، بدلا من ان نتسمى باسماء لا
تمت لديننا بصلة ولا يعلم لها معنى.

شعيب: يقول جدي: ينبغي ان نتسمى باسماء الانبياء والصالحين؛ لكي لا تندثر اسماؤهم، ويبقى اثر
سيرهم في الناس.

مسعود: كم اتمنى ان اقضي اجازتي معكما، واستفيد من لقاءات جدكما الايمانية؛ لكي تحفنا الملائكة،
وتتنزل علينا الرحمات.

الياس: على الرحب والسعة يا مسعود، سيرحب جدي بذلك جدا؛ لانه يحبك كثيرا.

شعيب: لا مانع من ذلك على الاطلاق، سنتقابل – ان شاء الله – يوم الجمعة
قبل الصلاة، ولسوف نستمتع جدا ونحن نصليها مع جدي.
الياس: نعم؛ ولكن لا تنس، سنستمتع بطعام جدتي اللذيذ ايضا.

ضحك الجميع، وافترقوا بعد ان اتفقوا على ان يجتمعوا عند جدهم في لقاء ايماني جميل.

اللقاء بالجد:
بات الجميع وكلهم يحلمون بلقاء الجد والجدة، وجاء يوم الجمعة واستعد الاولاد مبكرا للذهاب الى
جدهم الحبيب “صالح”، واتصل بهم مسعود ليخبرهم بقدومه اليهم، ورحب الجد بضيوفه الصغار محبي العلم،
وملتمسي القدوة والمعرفة.

شعيب: جئنا يا جدي مبكرين؛ لكي نصلي صلاة الجمعة معكم في مسجد القرية.

الياس: ولكي تحكي لنا قصص الانبياء كما وعدتنا.

مسعود: نحب ان تعرفنا على كتاب يعرض لنا قصص الانبياء باسلوب سهل، ويتحفنا ببعض الفوائد
في كل قصة.

الجد صالح: بارك الله فيكم يا ابنائي، وجعلكم ذخرا للامة، اجل يا مسعود، لسوف احكي
لكم قصص بعض انبياء الله الكرام من كتاب شائق جميل، اقتنيته لكم من مكتبة “مشارق”
التي تخصصت في عرض مثل هذه النماذج الرفيعة والكتب القيمة المفيدة باسلوب شائق لذيذ، وباسعار
في متناول الجميع.

الياس: اتمنى ان احصل على نسخة منه يا جدي.

الجد صالح: سيحصل كل منكم – ان شاء الله – على نسخة له بعد الصلاة
وتناول طعام الغداء؛ ونظر الجد صالح في ساعته، واخبر الصغار ان وقت الصلاة قد قرب،
وانهم قد تاخروا عن الذهاب للمسجد، فقاموا جميعا فرحين تتلالا وجوههم نورا.

(1)
سيدنا ادم – عليه السلام –

اجتمع الاولاد حول جدهم في جلسة عائلية جميلة، وبعد تناولهم طعام الغداء بدا الجد يحكي
لاحفاده كيف ان الله خلق السموات والارض بكل ما فيها من كواكب ونجوم ومجرات، وخلق
المجموعات الشمسية الكثيرة التي لا يعرف عددها، ومن تلك المجموعات الشمسية والنجمية كانت مجموعتنا الشمسية
الكبيرة، والتي تضم بينها الكرة الارضية التي نحيا عليها بما فيها من بحار وانهار ومحيطات
وجبال وغابات، لكن هذه الارض لم يكن فيها بشر، وكانت خالية الا من الحيوانات والنباتات
والجان.

قال شعيب: الم يكن هناك مخلوقات سوى الحيوانات والنباتات؟!
الجد: في تلك الاثناء لم يكن هناك مخلوقات في الكون سوى الملائكة والجن.
الياس: جدي، مم خلق الله الملائكة والجن؟

الجد: خلق الله الملائكة من نور، وخلق الجن من نار.
مسعود: هل حقا يا جدي ان الجن كانت تسكن الارض قبل خلق سيدنا ادم –
عليه السلام؟

الجد صالح: نعم.
الياس: فما الذي حدث لهم بعد ذلك؟

الجد صالح: حدث ان طغت الجن وتمردوا، وعصوا امر ربهم، فغيروا وبدلوا، وافسدوا في الارض.

واراد الله – سبحانه وتعالى – ان يخلق بشرا من طين؛ ليسكن في الارض؛ فقال
– سبحانه وتعالى – للملائكة: ﴿ اني جاعل في الارض خليفة ﴾ [البقرة: 30]، ولم
تعرف الملائكة حكمة الله في ذلك، فخافت ان يكون ذلك المخلوق سيسفك الدماء ويفسد في
الارض كما افسدت الجن، الا ان الله طمانهم، وقال لهم: ﴿ اني اعلم ما لا
تعلمون ﴾ [البقرة: 30]؛ اي: انه اعلم منهم بكل شيء، وهم لا يعرفون الغاية من
خلقه.

وامر الله الملائكة ان تجمع حفنا من تراب الارض من كل اتجاه، فجاءت الملائكة بتراب
مختلف الالوان؛ ولذا يختلف الناس في اللون والطبع.

وبعد ذلك مزج الله التراب بالماء فصار صلصالا من حما مسنون، ومن هذا الصلصال خلق
الله – سبحانه وتعالى – ادم وسواه بيديه.

شعيب: لكن لماذا سماه الله – سبحانه -: ادم، يا جدي؟
تبسم الجد وقال: سماه الله – سبحانه وتعالى – بادم؛ لانه خلقه من اديم الارض؛
اي: ترابها.

وهنا اسرع الياس يسال جده بلهفة وشوق لمعرفة ما حدث بعد ذلك: وماذا فعل الله
– سبحانه وتعالى – بعد ذلك يا جدي؟

الجد صالح: ثم علمه الله اسماء كل الاشياء؛ فهذا عصفور، وهذه سماء، وهذا جبل، وهذه
حمامة…. الى اخر الاشياء، وعرض كل الاشياء على الملائكة، وطلب منهم ذكر اسمائها، لكن الملائكة
لم يعرفوها، وقالوا: سبحانك يا رب لا علم لنا الا ما علمتنا، فطلب من ادم
ان يخبرهم بتلك الاسماء، فلما اخبرهم بتلك الاسماء، علموا ما اراده الله بخلق ادم، وان
الله هو وحده من يعلم كل شيء.

عندها امر الله – سبحانه وتعالى – الملائكة ان تسجد لادم، ليس تقديسا؛ لان سجود
التقديس لا يكون الا لله؛ وانما تكريما لمكانته عند الله، وهذا من فضيلة العلم والعلماء؛
فالافضلية دائما لصاحبه في الدنيا والاخرة.

وسجد الملائكة كلهم الا واحدا لم يطع امر الله – سبحانه وتعالى – في السجود
لادم – عليه السلام.

مسعود: ومن يكون يا جدي؟ اهو احد الملائكة؟
شعيب: ولماذا عصى ربه ولم يسجد لادم كما امره؟
تبسم الجد وقال: انه ابليس، وقد كان من الجن، يعني انه اقل مرتبة من الملائكة،
ولكن غروره وتكبره منعه من السجود لادم، وقال لله – سبحانه وتعالى -: ااسجد لبشر
وانا خير منه؛ خلقتني من نار وخلقته من طين؟

فقال له الله – عز وجل -: اخرج من الجنة؛ فانك ملعون من هذه اللحظة؟

وقرر ابليس ان يكون عدوا لدودا لادم وابنائه من بعده، وسوف يغويهم ويامرهم بعصيان الله
وطاعته هو، فطلب ابليس من الله ان يبقيه حيا الى يوم القيامة، فاعطاه الله ما
سال؛ حتى يكون اختبارا لبني ادم في محاربة عدوهم ابليس.

واخرجه الله من الجنة، وتوعده بان يملا جهنم منه وممن يتبعه ويطيعه من ابناء ادم.

وهكذا خلق الله ادم، واسكنه الجنة بعد ان طرد ابليس، وعاش ادم وحده، هادئ البال،
قرير العين.

الا انه كان يشعر انه وحيد، وذات يوم استيقظ ادم من نومه ليجد مخلوقا جميلا
ينظر اليه يشبهه في التكوين، وان كان يختلف عنه قليلا، فتعجب، وقال لها: لم تكوني
هنا قبل ان انام فمن تكونين؟

قالت: امراة.
ومن اين جئت؟
قالت: جئت من نفسك؛ خلقني الله منك وانت نائم.

قال: ولم خلقت؟
قالت: لتسكن الي.

فقال ادم: الحمد لله لقد كنت اشعر بالوحدة.
فقالت له الملائكة ينظرون مدى ما بلغ من علمه: ما اسمها يا ادم؟
قال: حواء.

عندها سال مسعود مسرعا متلهفا: لكن لماذا سماها حواء يا جدي؟
قال الجد: مهلا يا مسعود ستعرف الان؛ لقد سالت الملائكة ابانا ادم نفس السؤال، فاجابهم:
لانها خلقت مني، وانا شيء حي، اعلمت اذا لم سماها حواء؟

شعيب: ومصداق هذا قول الله – سبحانه وتعالى -: ﴿ يا ايها الناس اتقوا ربكم
الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء… ﴾ [النساء:
1] الاية، وقوله تعالى: ﴿ هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ﴾
[الاعراف: 189].

الياس: صدق الله العظيم؛ وما الذي حدث بعد ان زوج الله – سبحانه وتعالى –
ابانا ادم امنا حواء؟
الجد صالح: لقد عاشا معا سعيدين في الجنة، يتمتعان بنعيمها؛ حيث الاشجار الخضراء المتمايلة، والهواء
النقي، والطيور المغردة، والمياه العذبة الرقراقة، كانا يتمتعان بكل شيء، وياكلان من كل ما يريدان،
الا شجرة واحدة؛ امرهم الله -تعالى- بعدم الاقتراب منها، واطاعا امر ربهما؛ فالاشجار الجميلة غيرها
كثيرة، فليس هناك من ضرر في عدم الاكل منها.

لكن ابليس اللعين لم يهنا له بال، فقرر ان يحرم ادم من النعيم الذي هو
فيه، فبدا يوسوس له ولزوجته حواء ويغريهما بالاكل من هذه الشجرة، وحلف لهما بالله انه
لهما لمن الناصحين، وانه لاجلهما لحزين مهموم؛ لانهما سيخرجان من هذا النعيم ان لم ياكلا
من هذه الشجرة.

نسي ادم – عليه السلام – تحذير الله تعالى له، من ابليس وعداوته، وغره تظاهر
ابليس بالعطف عليه والحزن لاجله، كما زعم له.

فقال لابليس: ولكن ما الحيلة لكي لا اخرج من هذا النعيم؟
فقال له ابليس: الحيلة لديك؛ شجرة الخلد، من ياكل منها لا يمت ابدا.

واشار الى الشجرة التي نهى الله ادم وحواء عن الاكل منها، وتابع قائلا لهما: ﴿
ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين ﴾
[الاعراف: 20].

وازدادت ثقة ادم – عليه السلام – بابليس اللعين، وكاد يطمئن اليه وهو العدو المبين،
ثم انه استذكر فقال له: “احقا ما تقول”؟

فحلف ابليس بالله يمينا كاذبا انه لادم من الناصحين، وعليه من المشفقين، ثم قال له:
“تاكل من تلك الشجرة انت وزوجك، فتصيرا في الجنة الى الابد”.

لم يظن ادم – عليه السلام – ان مخلوقا لله -تعالى- يحلف بالله كاذبا، فصدقه،
وراح ياكل هو وحواء من الشجرة، ونسيا ما امرهما به الله – سبحانه وتعالى.

مسعود وشعيب – وقد بدا عليهما الحزن -: وما الذي حدث بعد ان اكلا منها
يا جدي؟

الجد صالح: ما كاد ادم وحواء، ياكلان من الشجرة التي نهاهما الله عن الاكل منها،
حتى ظهرا عاريين، فاحس ادم بالخجل؛ لعصيانه امر الله، واخذا ورق الشجر يستران به عورتهما،
هنا عاقبهما الله باخراجهما من الجنة، وذكرهما بتحذيره لهما من الشيطان، فاستغفرا الله، وتاب الله
عليهما، وامر بانزالهما الى الارض ليعيشا فيها.

وبكى ادم – عليه السلام – وبكت امنا حواء لما سمعا الامر الالهي لهما بالخروج
من الجنة، وبكت الملائكة لهذا المخلوق الذي سجدت له تكريما.

شعيب: وهل معنى ذلك – يا جدي – ان خروجنا من الجنة بسبب خروج سيدنا
ادم – عليه السلام – منها؟

الجد: لم يكن خروج ادم – عليه السلام – من الجنة سببا في خروجنا منها؛
لان الله -تعالى- قال للملائكة: ﴿ اني جاعل في الارض خليفة ﴾ [البقرة: 30]، وهكذا
كانت الارض، وكان ادم اول البشر الذي خلقه الله من التراب، ثم اسكنه الارض ليملاها
بابنائه واحفاده من كل الالوان والاجناس، وبدات الرحلة في الحياة على الارض، وكثر عدد ابنائهما،
واخذوا ينتشرون في الارض، وهم يعبدون الواحد الرازق، حتى مات سيدنا ادم وله من الذرية
من ولده واولاد ولده العدد الكثير، بعد ان عمر تسعمائة وستين سنة، ولم تعمر امنا
حواء بعد ادم الا قليلا، عاما واحدا مرضت بعده وماتت، ودفنت الى جانب ادم –
عليه السلام.

شعيب: جزاك الله خيرا يا جدي.
الجد صالح: لم يبق من جلستنا تلك الا ان نذكر الدروس المستفادة من قصة سيدنا
ادم – عليه السلام.
الياس: تعلمنا من قصة سيدنا ادم ان فضل العلم عظيم، وبه يرتفع شان الانسان الى
مراتب عالية سامقة في الدنيا والاخرة.

فتعلم الدين هو افضل ما يعطيه الله – عز وجل – للمسلم في الدنيا؛ لان
الله لا يعطي هذا الدين الا لمن احبه، واذا احب الله عبدا علمه الدين، وهداه
الى العمل به.

مسعود: ان الشيطان للانسان عدو مبين، يتربص ببني ادم في كل وقت وحين؛ ليبعدهم عن
عبادة الله، ويامرهم بكل قبيح، ولكنه ليس له سلطان على عباد الله الصالحين الذين يذكرون
الله في كل احوالهم.

شعيب: تعلمنا ان الكذب صفة من صفات الشيطان؛ فان ابليس كذب على سيدنا ادم فصدقه؛
لانه لم يتخيل ان مخلوقا لله يكذب.

الجد صالح: اجل؛ ان الكذب لخلق سيئ قبيح، ليس من صفات المؤمنين، بل من صفات
الشياطين؛ فعندما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ايكون المؤمن كذابا؟”، قال: ((لا))، وهو
هنا نفى الكذب عن المؤمن؛ لانه من صفات المنافقين.

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يزال العبد يكذب وتنكت في قلبه نكتة
سوداء حتى يسود قلبه كله؛ فيكتب عند الله من الكاذبين))، قال الله تعالى وهو اصدق
القائلين: ﴿ ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ﴾ [ال عمران: 61].

الياس: اعاذنا الله من ذلك؛ ان الكذب عاقبته وخيمة، وان الصدق لخلق كريم.

شعيب: اجل، واحفظ حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((عليكم بالصدق؛ فان
الصدق يهدي الى البر، وان البر يهدي الى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق؛
حتى يكتب عند الله صديقا، واياكم والكذب؛ فان الكذب يهدي الى الفجور، وان الفجور يهدي
الى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب؛ حتى يكتب عند الله كذابا)).

الجد صالح: البر – يا اولادي – معناه: العمل الصالح الخالص من كل مذموم، والفجور
هو الميل عن الاستقامة والبعد عنها.

وعلينا ان نتحرى الصدق دائما في اقوالنا وافعالنا، ويكفي في فضيلة الصدق ان الله -تعالى-
وصف الانبياء به، ومدحهم، واثنى عليهم، فالصدق خلق الانبياء؛ فابراهيم مدحه الله، وقال: ﴿ واذكر
في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا ﴾ [مريم: 41]، واسماعيل مدحه الله وقال: ﴿
واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ﴾ [مريم: 54]، ورفع
الله سيدنا ادريس بالصدق، واثنى عليه، وقال: ﴿ واذكر في الكتاب ادريس انه كان صديقا
نبيا * ورفعناه مكانا عليا ﴾ [مريم: 56، 57].

شعيب: ان الصدق خلق الانبياء، رزقنا الله الصدق، وابعدنا عن صفه الكذب الشنيعة، صفة الشياطين
والمنافقين.

الجميع: امين.

مسعود: جزاك الله خيرا يا جدي.

الياس، وقد استوقف مسعود وهو يتهيا للقيام مسرعا: انتظر قليلا؛ علمنا رسولنا الكريم عند ختام
المجلس ان نقول: ((سبحانك اللهم وبحمدك، اشهد ان لا اله الا انت، استغفرك واتوب اليك))،
فمن قاله غفر الله له كل ذنب ومعصية حدثت منه في المجلس.

الجد صالح: احسنت يا الياس؛ فهيا يا اولاد كي نقوله جميعا، وغدا – ان شاء
الله – ساقص عليكم قصة سيدنا نوح – عليه السلام.

الجميع: سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك.

 

السابق
سكوبي دبي دو
التالي
الكلب في المنام