وذكر ابن عبد البر وغيره عن علي رضي الله عنه قال : لا رؤيا لخائف
الا ان راى ما يحب .
وقال هشام بن حسان : كان ابن سيرين يسال عن مائة رؤيا من تفسير القران
الكريم فلا يجيب فيها بشيء الا ان يقول : اتق الله واحسن في اليقظة ,
فانه لا يضرك ما رايت في النوم وكان يجيب في خلال ذلك العاب ويقول :
انما اجيبه بالظن , والظن يخطئ ويصيب , قيل لجعفر بن محمد : كم تتاخر
الرؤيا ؟ قال راى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كلبا ابقع يلغ في
دمه فكان شمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين رضي الله عنه , وكان ابرص اخزاه
الله , وكان تاويل الرؤيا بعد خمسين سنة .
بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالس مع اناس من اصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم وفيهم علي بن ابي طالب وجماعة من المهاجرين والانصار رضي الله عنهم
فالتفت اليهم فقال : اني سائلكم عن خصال فاخبروني بها : اخبروني عن الرجل بينما
هو يذكر الشيء اذ نسيه , وعن الرجل يحب الرجل ولم يلقه وعن الرؤيتين احداهما
حق والاخرى اضغاث , وعن ساعة من الليل ليس احد الا وهو فيها مروع وعن
الرائحة الطيبة مع الفجر فسكت القوم فقال : ولا انت يا ابا الحسن ؟
فقال بلى والله ان عندي من ذلك لعلما : اما الرجل بينما هو يذكر الشيء
اذ نسيه فان على القلب طخاء كطخاء القمر فاذا سري عنه ذكر , واذا اعيد
عليه نسي وغفل .
واما الرجل يحب الرجل ولم يلقه فان الارواح اجناد مجندة , فما تعارف منها ائتلف
وما تناكر منها اختلف .
واما الرؤيتان ان احداهما حق والاخرى اضغاث , فان في ابن ادم روحين , فاذا
نام خرجت روح فاتت الحميم والصديق والبعيد والقريب والعدو فما كان منها في ملكوت السموات
فهي الرؤيا الصادقة , وما كان منها في الهواء فهي الاضغاث . واما الروح الاخرى
فللنفس والقلب .
واما الساعة من الليل التي ليس فيها احد الا وهو فيها مروع فان تلك الساعة
التي يرتفع فيها البحر يستاذن في تغريق اهل الارض فتحسه الارواح فترتاع لذلك .
واما الريح الطيبة مع الفجر اذا طلع خرجت ريح من تحت العرش حركت الاشجار في
الجنة فهي الرائحة الطيبة خذها يا عمر
قال الجوهري : قال ابو عبيد : الطخاء بالمد السحاب المرتفع يقال ايضا وجدت على
قلبي طخاء وهو شبه الكرب . قال اللحياني : ما في السماء طخية بالضم اي
شيء من سحاب . قال : وهو مثل الطحرور والطخاء , فممدود الليلة المظلمة ,
وتكلم بكلمة طخياء لا تفهم .