احلى مواضيع جديدة

رواية انا ونصفي الاخر كاملة

رواية انا ونصفي الاخر كاملة Ddff317Aece01Cb421Ea055Ba83941Eb

رواية انا ونصفي الاخر كاملة Ddff317Aece01Cb421Ea055Ba83941Eb

بعد حضور اي عرس، او رؤية الصور الفوتوغرافية لاي عريسين، او سماع اي تعليقات حولهما
من صديقاتي او قريباتي، يخطر ببالي احيانا السؤال التالي :
( ترى.. كيف سيكون عريس مستقبلي انا !؟ )

هل سيكون طويل كزوج فلانة، او سمينا كخطيب علانة ، او اسمر كعريس كلانة !

لم يسالني احد، كيف تتمنين او تتخيلين شريك مستقبلك، لكننني حين اسال نفسي ذلك اسرح
قليلا و افكر !

كانني استعرض العرسان و اتخير منهم !

حسنا !

متدين، و خلوق، .. وسيم و جذاب!، عالي الثقافة و المركز، ثري ! فانا اعشق
المجوهرات و السفر ! من عائلة راقية طيبة السمعة…
و يجب ان يكون اسمه جميل ايضا !

هكذا يكون ردي في احدى المرات الا انه يختلف في المرة التالية !

مجرد خيالات فتاة حالمة !

نعود لارض الواقع!

انظر الى ( ارض الواقع) فارى كتبي الدراسية مبعثرة هنا و هناك، اكاد ادوس على
احدها كلما خطوت خطوة في اي اتجاه في غرفتي !

( اوه ! كم انا فتاة كسولة و غير منظمة ! تماما كما تصفني امي
! )

و امي دائما توبخني على الفوضى المشوهة لغرفتي …!

لكن، بما انني مجرد فتاة بلا مسؤولية و لا قيود و لا التزامات، اذن لافعل
ما اشاء !

اذهب الى المطبخ بحثا عن الطعام…انها السادسة مساءا و لانني لم اتناول غذائي مع افراد
عائلتي (كالعادة) فانا اشعر بجوع الان !

استخرج شرائح ( الهامبرجر ) من الثلاجة و احضر وجبة سريعة ، التهمها باسرع مما
حضرتها !

اما الاطباق و الاواني المتسخة، فهي ليست من تخصصي !

اذهب الان لمشاهدة الحلقة الجديدة من احد المسلسلات التي اتابعها، و انهي اي شيء اخر
لاجل متابعتها !

فتاة حرة في بيت ابي افعل ما اشاء ! كطير حر طليق في السماء ..
بلا قيود، و لا حدود !

بعد فترة، يحضر بعض الضيوف فتطلب مني امي مساعدتها فاتقاعس، خصوصا و انا مندمجة مع
احد البرامج المسلية ! غير ان الحاحها اجبرني على تبديل ملابسي و تزيين نفسي و
حمل صينية الشاي اليهم !
كانوا ثلاث صديقات لها، مع طفل صغير، شقي جدا !

اوف كم اكره شقاوة الاطفال !

انسحب بعد دقائق، عائدة الى التلفاز، فاصدم بانتهاء البرنامج !

تبا !

اعود الى غرفتي استذكر بعض الدروس ، او اتصفح بعض المجلات استعدادا للنوم !

و نومي لا موعد له، متروك حسب الحاجة !

يمر الوقت، ثم تاتي والدتي ، و اتوقع نوبة توبيخ جديدة ، الا انها كانت
تبتسم بسرور !

” لمى … يا بنيتي … ام مجد خطبتك لابنها ! ”

ماذا …؟؟؟

 

جملة بسيطة من كلمتين، نطقت بها امام ابي، و الشيخ، و الشاهدين، تحولت بها في
ثوان من عزباء الى متزوجة !

ما ان انصرف الرجال، حتى قامت امي و قريباتي بالتهليل و الزغرة و الهتافات و
المعانقات!

” مبروك ”

مبروك ، مبروك … مبروك !

سمعتها من السنة جميع السيدات و الفتيات اللواتي حضرن ليلة عقد قراني انا و مجد
!

اقمنا احتفالا (صغيرا) لم يحضره سوى اربعين امراة ، لم يسبق لي ان رايت 50
% منهن على الاقل !!

على كرسي العروس، جلست انا ! اراقب الاخريات و هن يغنين و يصفقن ، و
يرقصن كذلك، فرحا بي و بمجد !

قريباته لطيفات ، فهل يكون مثلهن يا ترى ؟؟

تنتهي الحفلة، و يعانقني كل من في الصالة الصغيرة، ممن اعرف و من لا اعرف،
و اعود الى غرفتي !

تلحقني احدى قريباتي، تعيد المباركة و التهنئة، و تمطرني بوصايا ( قيمة ) !

” اياك ان تدعيه يفعل هو ما يريد، بل افعلي انت ما تريدين ! يجب
ان تجعليه كالخاتم في اصبعك ! اطلبي منه اخذك الى المطاعم و الاسواق و المنتزهات
و الملاهي و الرحلات كل يوم ! اصري عليه لشراء الاشياء الثمينة و كل ما
يعجبك ، و لا تتنازلي ابدا عن شيء اردته ! دعيه و من البداية ينفذ
كل رغباتك دون اعتراض او نقاش ! ”

هل انتهينا ؟ لا !

” و يجب ان تعمدي الى زيادة وزنك عدة ارطال ! انت نحيلة جدا !
و شيء يجب ان تدركيه جيدا ، هو ان الرجال يفضلون المراة السمينة ! ”

رباه !

تفرغ شحنة نصائحها الغريبة تلك، و تغادر اخيرا !

ارتمي على السرير …

اه ! لقد انتهى كل شيء !

معقول ؟؟ هل انتهى كل شيء !؟

ااصبحت انا الان امراة متزوجة ! بهذه السهولة و السرعة !

الليلة الماضية، كنت انام على سريري (عزباء) في حالي، افكر و افكر في كيف ستكون
الليلة المقبلة !؟

بذلت ما امكنني لاظهر جميلة و انيقة، مرضية في اعين قريبات مجد !

و لكن… اعساي اعجبه ؟

مضت الاربع و عشرون ساعة الاولى من دخولي القفص، و لا شيء تغير

وزعت الكعك على زميلاتي و صديقاتي، و كلهن باركن لي و فرحن من اجلي، علم
الكون كله بارتباطي بمجد …

” مبروك لمى، تستحقين كل خير ! اخبريني، كيف هو عريسك ؟ ”

” لا اعرف ! ”

” ماذا !؟؟ ”

” لا اعرف فانا ببساطة … لم اره بعد ! ”

” اوه يا الهي ! اي مخطوبة انت ! ”

اي مخطوبة انا ؟؟

لا ادري !

في الليلة التالية للعقد، ياتي مجد لسبب يتعلق بالعقد نفسه، ليقابل والدي

اقف في الطابق العلوي، امام النافذة المطلة على المدخل، ادقق النظر في ظلام الليل.. منتظرة
ظهروه !

كيف يبدو شكل خطيبي يا ترى !؟؟

متحرقة شوقا لاعرف !

لم تكن الرؤية واضحة … ( خسارة ! )

ياتي اخي و يقول مبتسما :

” يسلم عليك ! سينجز الاجراءات اللازمة في المحكمة، و ياتي غدا لزيارتك ! ”

الام حادة جدا تعتصر معدتي !

سياتي غدا لمقابلتي ؟؟ يا الهي اكاد انصهر خجلا ! Surprised

و ياتي يوم الغد، و تعاود زميلاتي سؤالي عن المدعو ( خطيبي ) :

” لم اره بعد ! ”

” اي مخطوبة انت يا لمى ! ”

اه اسكتن !

انا لا اعرف من هو زوجي الذي تزوجته قبل ليلتين !

من تكون يا مجد !؟؟

لقد رايت جميع قريباته و راينني جميعهن، و راى هو جميع اقاربي ، و راوه
جميعا ، اما انا و هو ، فلم نلتق حتى الان !

تبدا الشمس بالاقتراب من الافق…

بعد صلاة المغرب، ساكون انا و المدعو مجد ( زوجي ) في وجه بعضنا البعض
اخيرا ، و بمفردنا …

يا الهي…كيف سيجدني ؟ هل ساعجبه؟ هل سيعجبني ؟ ماذا لو لم يرق لي ؟؟
ماذا ان ابهرني ؟؟

ماذا ساقول ؟؟ و كيف ساتصرف ؟؟

انا و رجل ( غريب ) اقابله للمرة الاولى في حياتي حبيسان بمفردنا في قفص
واحد …
ايها الناس !

افتحوا الباب …. !

——————————————————————————–

اقف عند باب الغرفة، التي تخفي خلف جدرانها ( شريك حياتي ! )
رجلاي كانتا ترتجفان، و يداي ترتعشان ، اما قلبي فتدحرج على الارض !

” ادخلي يا لمى ! هيا ! ”

تشجعني والدتي، و كذلك شقيقي، و لا اجرؤ على خطو خطوة واحدة بعد !

” كريم يا اخي، اخبرني، على اي مقعد يجلس هو ؟؟ ”

“على المقعد الاوسط، امام النافذة ! هيا ادخلي لمى ! ”

عوضا عن ذلك، اتراجع للوراء… و اطير الى المراة ، اتامل شكلي للمرة الالف !

” هل انا جيدة هكذا ؟ هل ابدو انيقة ؟ انني لست خبيرة ما يكفي
في استخدام الماكياج ! ”

” اوه لمى ! جميلة جدا ! هيا اذكري اسم الله و ادخلي ! ”

” اريد عباءة ! ”

نعم اريد عباءة، اختفي تحتها ، كيف لي ان اظهر فجاة هكذا بكامل زينتي امام
رجل غريب، لم اره في حياتي قط !؟؟

تضحك امي، و تقول محاولة تشجيعي :

” هل ادخل معك؟ هيا عزيزتي سادخل معك حتى تشعري بالامان ”

اه لو تدخلين يا امي ! ساشعر بخجل مضاعف..بل ساقع مغشية على الارض !

عدت الى الباب، و انا احمل فرشاة شعري في يدي، متمسكة بها لاخر لحظة !

دفعتها الى امي، امسكت بمقبض الباب، تلوت اية الكرسي و سميت بسم الله..

ادرت المقبض و حركت الباب ببطء شديد جدا.. كانني لص يتسلل الى احدى الغرف بحذر
!

انفتح الباب بمقدار يسمح لي برؤية شيء ما يجلس على المقعد الاوسط، امام النافذة ،
و يسمح لذلك الشيء برؤيتي !

سجدت عيني على الارض فورا و بقيت ساجدة الى ما شاء الله !

اغلقت الباب من بعدي دون شعور، بصراحة، لست متاكدة من انني انا من اغلقه !
لكني وجدته مغلقا !

اسير نحو الداخل ببطء محنية الراس غاضة البصر

مع ذلك، استطيع ان ارى الجسم المغطى بالبياض، يتحرك، يقف، يقترب مني، يتحدث..يتمتم، يمد يده..يطلب
مصافحتي !

يدي انا..اصبحت الان في يد رجل غريب !

( وا ! )

هناك باقة من الزهور، ارتفعت عن الطاولة، و جلست في يدي، لكن كيف … لا
اعلم !

اعتقد انه اشار الي بان اجلس الى جواره، على نفس المقعد، ( احترم نفسك !
) الا انني جلست على المقعد المجاور… و عليه..دخلت في سبات عميق …

مر الوقت، و انا لا اجرؤ على الكلام، على رفع نظري اليه، على الحراك، على
التنفس ، او حتى على طرف العين!

لاتزال عيني ساجدة على الارض، في قنوت و خشوع شديدين !

اعتقد انه حاول التحدث، حاول قول شيء.. اي شيء.. لكنه ايضا كان شديد الاضطراب !

” مبروك، عسى الله ان يديم رباطنا طويلا ، و يسعدنا معا .. ان شاء
الله ! ”

” …………… ” ( لا تعليق ! )

” لا اعرف ماذا اقول! انه الحياء الذي لا بد منه ! ”

” …………… ” ( فقط سجود و خشوع ! )

” هذا سيزول مع الوقت… بعد ذلك سنعتاد على بعضنا البعض ! ”

” …………… ” ( صم ، بكم عمي ، و هم لا يفقهون ! )

” ساحاول التغلب على الخجل ، انت اكثر خجلا مني بطبيعة الحال ! ارجوك تخلي
عن حيائك قليلا و حدثيني عن نفسك ! ”

” …………… ” ( لا حياة لمن تنادي ! )

و طال الصمت، و طال الخجل، و طال السجود، و كنت ارى رجلي يرتجفان و
واثقة من انه يراهما كذلك !

اما اصابعي، فقد كانت تعبث بوشاحي باضطراب مهول !

اعتقد، اننا كنا في فصل الشتاء، و كان الطقس شديد البرودة، و درجة الحرارة هي
10 مئوية كما سمعت في الاخبار، الا انني الان، على وشك الانصهار !

حر .. نار .. حريق …انا اذوب !

الرجل الذي يجلس الى جواري، حاول التحدث.. حاول التعريف عن نفسه، و تغلب على خجله
و تلكم كلاما مبعثرا، من كل بحر قطرة !

هذه الامور ذكرها جميعا خلال فترة قصيرة

اهتماماته، عائلة، امجاد عائلته، امراض عائلته ! ، دراسته، مدرسته، كفااته، عمله، سفره، طبعه، اصدقاؤه،
علاقاته بالناس، خططه المستقبلية، كيف كان يخطط للزواج، كيف تم ترشيحي له، و تفصيل ما
حدث منذ عرض الطلب حتى لحظة رؤيتي ! و ما هو انطباعه الاول عني !

” انت قمر ! ”
( لا حووول ! بدانا حركات العيال ؟ اقصد الرجال ؟ انت لحقت تشوفني اصلا
!! )

لكنها كلمة جعلتني اضحك و ارميه بنظرة مختلسة !

( من اولها ! يا فتاح يا عليم ! )

لم اتكلم، لم اجرؤ على ذلك، الا انني شيئا فشيئا رفعت بصري من السجود، الى
الركوع ، الى القيام ، الى التكبير !

هذا هو زوجي ؟؟

اريد ان اتامل قليلا !

( من حقي ! صح ؟ )

لم يكن يثير اهتمامي ما يقول، بمقدار كيفية القول… لقد كنت اراقب حركاته، طريقته في
الكلام، في النظر الي، في شرب العصير و اكل الكعك !

هذا الرجل، ليس وسيما بالقدر الذي تمنيت، و ليس جذابا ما يكفي لاثارة اهتمامي، و
حديثه الاول لم يكن كما توقعت، و حركاته لم تعجبني..
و بعض كلامه ضايقني..
و بعد ساعتين من اللقاء الاول، شعرت بنفور منه، و تمنيت ان يخرج فورا !

النصف ساعة الاخير كان مملا جدا، و احسست بالنعاس و كدت اتثاءب !
متى سيخرج هذا الضيف؟ بدات استثقل وجوده !

و حين وقف اخيرا، هاما بالانصراف، فرحت !

( اخيرا ! توكل على الله يا شيخ ! )

” كيف وجدتني ؟ ما هو انطباعك الاول عني ؟؟ ”

” ساخبرك لاحقا ”

” اخبريني الان ، حتى اذهب قرير العين ! ”

( يا اخي قلت لك بعدين ! روح و خلصني ! )

” فيما بعد… ”

” حسنا..اتمنى ان اكون قد نلت اعجابك كما نلت اعجابي ؟ ساشكر والدتي كثيرا على
حسن الاختيار ”

( لا و الله ؟ مصدق نفسك يعني ؟ )

عند الباب، مد يده ثانية، و صافحني بحرارة !

( و بعدين معاااك ؟ )

” الحمد لله ، انا الان مطمئن، سوف اتصل بك غدا ! اريد ان نتقرب
من بعضنا البعض بسرعة ”

( تو الناس يا حجي، لو سمحت لا تتصل ! )

و ودعني وداعا حميما !

اغلقت الباب الخارجي، و عدت الى الداخل، و الى المطبخ، حيث تجلس امي
( على نار ) تنتظرني !

” بشريني بنيتي ! كيف وجدت عريسك ؟ ”

كنت اشعر بضيق في صدري، فانا لم ارتح لهذا المخلوق.. بل شعرت بنفور منه

” امي ! انه لا يناسبني ”

بدات الابتسامة المرسومة على وجه امي منذ ايام، تتحول الى قلق…

” ماذا ؟ ”

” انا اعجبته يا امي، لكنه لم يعجبني ! ”

” انها البداية ! لا تحكمي من اول لقاء ! القادم اكثر من الذاهب !

القادم ؟

لقاء ثان ؟

مع هذا الشخص ؟؟

لا !

انا لا اريد ان التقي به مجددا…

انه لا يناسبني، فليس كمثل اي من فرسان الاحلام الذين تخيلتهم في حياتي !

مجد… هل حقا انت زوجي ؟؟

هل حقا سالتقي بك مرة اخرى ؟ ما كدت اصدق ان ينته اللقاء الاول..

مجد.. انا لم ارتح لك !

انا اسفة و لكن نفسي لم تالفك ! ربما انت الفتني و انجذبت الي، و
لكن هذا ليس شعوري انا !

اي مصيبة اوقعتني فيها يا ابي ؟؟

مجد .. لا تعد ! …

ارجوك لا تتصل ! … لا تفكر بي … لا تقترب مني…

باختصار …

لو سمحت…

طلقني !

في اليوم التالي للقائنا الاول، ذهبت الى الجامعة و انا غاية في الحزن…

و لا شعوريا، بكيت امام احدى صديقاتي…

” لمى ! ارجوك كفى ! كيف تحكمين عليه من اللقاء الاول ؟ ”

” صدقيني يا شجن، انه شخص لا يناسبني ! لا يشبه ايا من فرسان احلامي
! ”

” اي فرسان و اي احلام ! لو سالت اي فتاة ارتبطت، ستخبرك بان خطيبها
ليس كفارس احلامها ! لا يوجد فارس الا في الاحلام، اما في الواقع، فنحن نبحث
عن الرجل الحقيقي، صاحب الدين و الاخلاق ”

” لم اعب دينه و لا حلقه، بل يبو متدينا و كريم الخلق، الا ان
اسلوبه في الكلام، و طريقة تفكيره، و حتى اكله و شربه لم تعجبني ! لا
اصدق انه زوجي ! لا اريد زوجا كهذا ”

كنت محبطة جدا..و حق لي ان احبط، فقد حلمت باشياء، و تمنيت اشياء، و وجدت
اشياء اخرى.. مختلفة تماما..

شجن ظلت تشجعني و تواسيني، و تضرب لي الامثال عن بعض زميلاتنا و معارفنا ،
اللواتي مررن بنفس المرحلة ( مرحلة الرفض ) ثم تاقلمن شيئا فشيئا مع عرسانهم !

” سترين، لقاء بعد لقاء، و مكالمة بعد مكالمة، و ستعتادينه ! صدقيني هذه ردة
فعل متوقعة ، مهما كان عريسك ! ”

و تركتني، افكر بعمق… تفكيرا اسود اللون !

لماذا حكمت علي الاقدار بزوج كهذا ؟؟ انا استحق رجلا افضل منه ! رجلا مختلفا
عنه.. رجلا كما اتمنى…

( يا القدر ..يكفي مرارة يا القدر ،،
يا القدر يكفيني حسرات او قهر
ليه مستخسر تسرني يا القدر ؟؟
ماني مخلوقة مثل باقي البشر ؟؟
يا القدر هديت حيلي ،،
ويلي من ما جبت ويلي
يمة شيلي همومي شيلي ،،
وااا على بنتك … سلام ! )

اعتقد .. انني اتعس مخطوبة على وجه الارض !

لماذا رمتني الاقدار على هذا الرجل ؟؟

ما اكبر مدينتنا !

كم عدد الرجال فيها ؟؟

امعقول .. انه لا يوجد من بينهم رجل واحد ، واحد فقط، يستوفي شروطي !؟؟

فقط رجل خلوق، و جامعي ، وسيم و جذاب، و راقي الاسلوب !
البارحة، قال انه سيتصل هذا اليوم… الامر الذي جعلني ( الصق ) هاتفي الجوال بجسدي
منذ الصباح !

الساعة تمر تلو الاخرى، و بين الفينة و الفينة القي نظرة على هاتفي !
( لا مسد كول و لا سينت ماسيج ! وش ها الخطيب ! )

اتذكر، ان الرسائل كانت تصل شقيقتي كالمطر، ايام خطوبتها، و ازدحم هاتفها بها حتى كاد
ينفجر !
( اش معنى انا ناسيني !؟ )

عدت الى البيت، مهمومة حزينة… جلست امام مكتبي و وضعت الهاتف امام عيني …

انتصف الليل، و لم يتصل ( بعلنا في الله ) !

( راحت عليه نومة ؟؟ و الا نسى انه خاطب وحدة !؟ )

شعرت بغيظ ، و ابعدت الهاتف عني ، ثم شغلت ببعض الامور علها تساعدني على
استقطاب النعاس !

الثانية و النصف، غلبني النعاس اخيرا، فاويت الى الفراش…

قبل ان اضع راسي على الوسادة، القيت نظرة ياس اخيرة على هاتفي، و فوجئت ب
( ميسد كول ) مكالمة فائتة من طرف مجد !

لقد اتصل قبل نصف ساعة تقريبا، و انا بعيدة عن الهاتف !

الثانية صباحا ؟؟

( اقول ، تو الناس ! وش فيك مستعجل يا اخي ؟؟ )

اغلقت جهازي، و نمت ( قريرة العين، او … نصف قريرة العين ! )

على الاقل، تذكر ان له خطيبة ما تنتظر مكالمة ما !
في اليوم التالي، اتصل بي نهارا ، و كانت مكالمة عاجلة و مختصرة جدا، لنصف
دقيقة :

” سوف اتصل بك ليلا ، قبيل منتصف الليل ! ”
( يا مصبر الموعود ! )
انتظرت مكالمته الموعودة، يجب ان احضر الكلام الذي ساقوله، و ساصغي جيدا لما سيقول، و
ساعيد التدقيق في اسلوبه و اعطيه فرصة اخرى !

اخ … متى يحل الليل !
في العصر، تجرات و ارسلت له رسالة قصيرة ، اخبره بانه ( على البال )
!
ارسلت الرسالة الهاتفية، و انتظرت…الرد !

انتظرت و انتظرت و انتظرت …

( يا حجي وينك ؟ مطنشني من اولها ؟؟ يا اخي جاملني شوي ! ترى
انا زوجتك ! و الا مستحي مني ؟؟ )
بعد عدذة ساعات وصلني رد لا يمت لرسالتي بصلة !

( يا الله يا كريم ! خير و بركة ! اقلها ما طنشني ! )

و اخيرا اقتربت الساعة من الثانية عشر منتصف الليل !

و اخيرا وردتني المكالمة المتظرة !

” مرحبا يا لمى، كيف حالك يا زوجتي يا حبيبتي ؟ ”

( الله الله ! حبيبتي مرة وحدة ! يا عيني على الروقان ! ايه كذا
! حسسني اني مخطوبة ! )

” الحمد لله بخير، كيف انت ؟ ”

” بخير و سعيد لسماع صوتك ! ”

( اخ منكم يا اولاد ادم ! ما تتوبون ! )

و تحدث ببعض الجمل، رفعت معنوياتي قليلا ، ثم قال :

” لن اطيل في الحديث عبر هاتفي الجوال، فقط وددت الاطمئنان عليك و سماع صوتك
! اتامرين بشيء ؟ ”

( كذا ؟ بالسرعة ذي !؟ و ش عندك شاغلنك عني ؟؟ يا اخي اول
مرة تكلمني على الهاتف ما اسرع ما زهقت ؟؟ )

شعرت باحباط بعد كلامه هذا ، انها لم تكن 10 دقائق تلك التي حدثني فيها
!

قال :

” لدي عمل في الصباح و ساوي للنوم ، الا تودين شيئا ؟ قولي !
لا تخجلي ! ”

( لا سلامتك ! بس لو سمحت قبل تقفل الهاتف وش رايك تطلقني ؟؟ )

” سلامتك ، شكرا ”

” اذن ، بلغي سلامي لوالديك و اخوتك ! ”

” الله يسلمك ”

” تصبحين على خير ”

” و انت من اهله ! مع السلامة ”

” في امان الله ”

اهذا كل ما لديك !

كم انا محبطة من مكالمتك هذه ! هل يتصرف جميع الخاطبين بطريقة مماثلة ؟؟

اذكر ان شقيقتي ، و صديقاتي، كن يقضين ساعات في التحدث الى عرسانهم !

اي خطيب انت يا مجد ؟؟

لا رسائل و لا مكالمات ( زي الناس ) !

يا برودك يا اخي !

من اولها كذا ؟؟؟

اجل الله يستر من بكرة !

قبل ان انام، ارسلت له رسالة اشكره مجددا على باقة الورد الجميلة، ( يمكن يحس
شوي )

و لا حس و لا هم يشعرون !
و الى عصر اليوم التالي و انا في انتظار اي تعليق منه على الرسالة، او
اي بادرة منه… لكن …
* عرسان اخر زمن ! *

حددنا موعد اللقاء الثاني هذه الليلة !

قبيل المغرب، اصبت باضطراب معوي شديد ( و اعتكفت في دورة المياة اعزكم الله !
)

(وش فيني كل ذا خوف ؟؟ ما صار مجرد ( بعل !) كاني رايحة اقدم
امتحان شفوي نهائي قدام وزير التعليم ! )

اعتقد ان الاضطراب هو شعور متوقع في ظرف كهذا !

بعد صلاة العشاء، ذهبت الى ( صالون التجميل )

( خسرت مئة ريال في دقايق ! كله عشان هالمجد ! و الله و طار
المهر ! )

لكن، شعرت بالرضا ! فشعري الاجعد يحتاج الى راصفة شوارع حتى يستقيم !
كما و انني لست خبيرة في وضع المساحيق

( و ما دام قال عني قمر، خلني اصيرقمر بحق و حقيق ! )

ابتسمت ابتسامة رضا و سرور و انا القي النظرة الاخيرة على وجهي و تسريحة شعري،
قبل مغادرتي الصالون…
( مو خسارة في هالمئة ريال ! و الله طلعت اجنن ! )

و عدت الى البيت، و اعددت الجلسة الخاصة بعريس الهناء !

( جهزت الكيك، و البسكويت، و الشيكولا ، و المكسرات، و العصير ، و الشاي،
و القهوة، و الحليب، … لا ! حليب ما فيه ! مو كافي كل هالوليمة
! الرجال جاي يشوفني مو يزيد وزن ؟ )

و بقيت واقفة على اطراف اصابعي من شدة التوتر !

افكر و افكر ..

اي انطباع سيتركه هذه المرة ؟؟ اي انطباع سياخذه عني ؟؟

هل سر بي المرة السابقة؟ هل اصابه الملل مني ؟ هل كنت محدثة جيدة و
لطيفة ؟
هل سيكون ( ثقيل الظل ) كما في المرة السابقة ؟
هل ساعجبه اكثر ؟
هل سيذكرني !؟
( بصراحة ، انا نسيت شكله ! يا خوفي لا الخبط و ما اعرفه !!
)

و رن جرس الباب، و اقبل مجد !

قلبي صار ينبض بعنف، يكاد يكسر اضلاعي من شدته !

دخل مجد الغرفة الخاصة بلقائنا ، و سرعان ما مد يده لمصافحتي !

( يوووه ! انت لسه فاكر ! )

و هذه المرة اوقعني في الفخ !

جلس على اكبر مقعد في الغرفة، في مكان هو الابعد عن اي مقعد اخر، و
اشار بيده لي :

” تفضلي ! ”

الى جانبه مباشرة !

( اما وجهي احترق بشكل ! )

هل انتهينا ؟؟

لا !

كم مرة يفترض ان يصافح المرء حال دخوله الى بيت مضيفه ؟ مرة واحدة !
اليس كذلك ؟

لكن ( بعلنا في الله ) مد يده و صافحني من جديد !

( لا يا عم ! استحليتها يعني ؟؟ )

و هذه المرة ( حبس ) يدي بين يديه !

الخجل الذي شعرت به كان يكفي لان اصاب بسكتة قلبية ! ( بس قلبي قدها
و قدود ! )

سحب ( زوجي ) يدي المحبوسة بين يديه و قربها نحوه !

” تخلي عن خجلك ! انت زوجتي الان ! ”
اقول …

وش جالسين تنتظرون ؟؟

اتصلوا بالاسعاف حالا !
بعدما انتهت الحالة الاسعافية الخطيرة، و استقرت حالة المريضة، اقصد المخطوبة ، قال الخاطب :

” نعود الى محور حديثنا ! ”

( اي محور اي دوران ! هو احنا اصلا بدانا ! )

” في اي المواضيع تودين ان نتكلم يا لمى ؟ ”

” كما تشاء ! ”

( يعني بالله عن ايش تبينا نتكلم ؟ عن خطوبتنا و زواجنا طبعا ! هذه
يبي لها سؤال ؟؟ )

” ما رايك في الحديث عن اختلاف اراء القادة و تعارض توجهاتهم و نظراتهم الدينية
السياسية ؟ ”

( حلوووو ! هذا اللي ناقصني ! رح يا شيخ ! اي سياسة الله يهديك
! هذا وقته ؟؟)

” حسنا … ماذا لديك بهذا الشان ؟ ”

و ينطلق لسانه في محاضرة طويلة عريضة حول الدين و السياسة و الاحزاب و العنصرية
!

( يا اخي وش قالوا لك عني ؟؟ اولبرايت و الا حنان شعراوي ! الا
اسمها صح كذا و الا خطا ؟؟ )

انظر اليه نظرة ملل، عله يدرك ان ( السياسة ) هي اخر اخر اخر موضوع
ارغب في التحدث فيه مع اي كان، فكيف ب ( بخطيبي الجديد ! )

انتهت حصة السياسة اخيرا !

( ما بغينا نخلص ! الله يرحم والديك خلك ساكت احسن ! )

اتسلل من الغرفة الى المطبخ ، و اعود حاملة ( وليمة ) اقدمها لزوجي السياسي
!

( مو يقولون اقصر طريق لقلب الرجل هو معدته ! ورينا شطارتك الحين ! )

بعد ( فسحة الاكل ) :

” في اي درس نتحدث الان ؟ ”

( يا اخي قالوا لك مدرسة ؟ عسى مو الحصة الثانية تاريخ و الا جغرافيا
! ترى اهد لك البيت و اطلع اتمشى بالسوق ! )

قلت :

” هل تحب الشعر ؟ ”

” لا ! ”

( اووووه ! و تاليتها معاك ! يا حبيبي حتى لو ما تحبه قل لي
: نعم ، جاملني شوي، قول فيني كم بيت ! الف لك كم كلمة او
حتى اسرقها من اي منتدى ! ، ترى فيه اشعار حلوة بمنتدى الساحل ! يقولون
ان الخطوبة تنطق الواحد شعر غصبا عليه ! )

قلت :

” اذن، ما هي اهتماماتك؟ هواياتك ؟ ”

” كرة القدم ! ”

( لا حوووووول … ليتني ما سالت ! زين لي الحين ؟؟ )

و يدخل مخطوبي في حصة رياضة، يخبرني عن فريقه و امجاد فريقه و بطولات فريقه
!

( انا وش اللي باليني بلاعب كرة ! انا اصلا ما اطيق الرياضة و لا
الالعاب ! اشوفك مندمج و مبسوط ! زين ! و الله لاوريك ! )

قلت مقاطعة :

” انا لا احب كرة القدم اصلا ! ”

( خذها كذا مني ، على الصريح المباشر ! )

اعتقد انه ( حس على دمه شوي و انحرج حبتين ) فانسحب !

قال :

” صحيح ! دعينا من كرة القدم الان ! اي كرة قدم اي كرة ارض!!
امامي كرة قمر اجمل اريد الهو بها ! ”
m
. . . . . . . .
نتبادل الاحاديث المتنوعة، لا ليست متنوعة ! بل تدور حول بعض المحاور… انا و خطيبي
الجديد ( مجد ) !

تنقضي ساعات طويلة و نحن نتحدث، طبعا هو يحتل 90% من الكلام !

( بلاني ربي بهالرجال ! يا اخي اسكت شوي ! دوشت راسي !
عطني فرصة اسمعك صوتي !)

و رغم انها كانت ( وليمة ) تلك التي وضعتها امامه على الطاولة، الا انه
لم يتناول منها الا القليل…!

ربما خطيبي لا يحب الاكلات الحالية ، او ربما لم يعجبه ما قدمت، او …
ربما معدته ممتلئة بالطعام، كما فمه ممتلىء بالكلام !

” اشعر بالجوع ! ”

ارايتم !

( اكيد تجوع ! بعد كل هالكلام و الثرثرة ! )

” احقا ؟ انت جائع ! ؟؟ ”

” نعم ! فانا لم اتناول عشاء هذه الليلة ! ”

( وا فشيلتاه ! الرجال جايني يبي يتعشى معي و انا ما عملت حسابي !
و جايبة له بسكويت و كيك و الدنيا كلها و هو اصلا يبي عشاء !
و الله بلوة )

” سوف…اطلب عشاء من احد المطاعم ! ”

” اوه كلا ! … لا داعي ”

” بلى سافعل ! انا ايضا لم اتناول عشائي ! ”

( و هو كان عندي اصلا نفس او بال للاكل ؟ او وقت حتى ؟؟
يدوب لحقت على الكوافير ! و لا غذاء و لا عشاء و لا هم ياكلون
! )

” اذا كان الامر كذلك، فلا باس ! ”

و طلبت من شقيقي احضار عشاء لنا !

(و انا وش دراني انه جاي مو متعشي ؟ و بعدين انا اصلا ما احب
الطبخ ! يعني كل مرة باجيب له من مطعم جديد و نمشي الحال ! )

و رغم ذلك، لم يتناول سوى القليل من تلك الوجبة !

(يمكن استحى مني ! يا اخي اكل عشان انا بعد اكل ! تراني ميتة جوع
! )

بعد العشاء، عدنا لمحاور احاديثنا السابقة…

هو يتكلم ، و انا اسمع، و اراقب !

الان املك جراة اكبر، و استطيع ابقاء نظري على نظره فترة اطول !

عيناه جميلتان !

( ايه جميلتين ! ما لكم شغل ! زوجي و باتامل فيه ! عندكم اعتراض
؟؟ )

و بصراحة …

انفه جميل ايضا !

باختصار، زوجي وسيم ! توني اكتشف ! جبينه عريض، عيناه واسعتان، انفه طويل و دقيق…
و ابتسامته مميزة !
يا بنات …
لو سمحوا يعني …
من غير مطرود !

 

من عادتنا ان ( نحلي ) بعد العشاء !

لم تكن الكعكة من صنع يدي ( طلبت من اخوي يشتريها على عجل ! و
جاب لي وحدة شكلها مغري، و عليها قطع فراولة ! عاد انا ما احب الفراولة
! كذا يا كريم ؟؟ )

قربت الطبق من مجد، فتناوله و شكرني …

كنت على وشك غرس الشوكة في كعكتي حين رايت شوكته هو تطير باتجاه فمي !

” اللقمة الاولى لك يا زوجتي ! ”

( نعم ؟؟ اش تقول ؟ ما سمعت !؟ )

و انتظر مني ان افتح فمي و اكلها !

(يالله عاد ! بلا دلع ! قالوا لك طفلة عشان تلقمني .. و بعدين القطعة
اللي بالشوكة فيها فراولة ، و انا ما احب الفراولة ! دق ريوس لو سمحت
! )

طاطات راسي خجلا … و (اقفلت فمي )

(و بالمفتاح بعد ! )

لكن بعلنا في الله مصر جدا ان اتناول القطعة !

” هيا لمى ! لا تخجلي ! انا زوجك ! كليها الان ! ”

( زين باكلها ، بس خلهم يشيحوا وجههم عني ! يالله غمضوا كلكم ! وش
عاجبنكم يعني ؟ اول مرة تشوفوا حاطب ياكل خطيبته ؟؟ )

و ابتلعت تلك الفراولة دون قضم !

( وش فيكم تطالعوني ؟؟ لا يكون تنتظروني ااكله هو بعد ! لا و الله
؟ دا بعدكم ! )

لم اجرؤ على اطعامه مثلما فعل ! لكني شعرت بدغدغة في معدتي !

( اكيد هذه الفراولة عملت عمايلها ! )

قبيل خروجه، بعد سهرة طويلة عريضة ، سالني مجد :

” متى تفضلين ان ازورك؟ غدا ام بعد الغد ؟؟ ”

(بها السرعة؟ ما زهقت مني ؟؟! )

قلت :

” غدا افضل ”

و ابتسم هو بسرور !

(اقول اخوي، لا يروح فكرك بعيد ! مو عشاني متلهفة عليك ! ، لا !
بس عشان هالمئة ريال اللي خسرتها على كوي شعري ! باخليه دون غسيل لين اشوفك
! )

افترقنا على وعد اللقاء غدا…

امي كانت قلقة بشاني، و بمجرد ان انصرف … سالتني :

” كيف وجدته ؟؟ ”

يا امي العزيزة… شخص جاء الى الدنيا قبل مجيئي بعدة اعوام، و عاش على الارض
سنوات و سنوات.. دون ان اعلم انا بوجدوه ، و فجاة.. بين عشية و ضحاها،
بل بين دقيقة و اختها، تحول الى زوجي !

و صار له حقوق كثيرة علي، و علي واجبات كثيره له !

كيف لي ان احكم عليه من مجرد لقائين اثنين !

” لا اعرف! لا استطيع الحكم الان ! ”

” احقا ! الم تاخذي اي انطباع عنه ؟؟ ”

” بلى، و لكن … لا اريد ان احكم بالانطباع، ساقرر ما اذا كنت ساستمر
معه او انفصل عنه بعد عدة لقاءات ! ”

(باخذ راحتي للاخر ! هذا زواج مو لعبة اطفال ! )

لم يطمئن جوابي والدتي، و اظنها ظلت قلقة بشاني عدة ايام…

صباح اليوم التالي، سالتني صديقتي شجن :

” اخبريني… كيف عريسك ؟ هل تغير شيء ؟؟ ”

كنت حائرة ماذا اقول، ربما اصدرت حكما قاسيا في البداية، لكنه كما تقول امي و
يقول الجميع ، مجرد ردة فعل اولية متوقعة من فتاة تقابل (بعلها) للمرة الاولى في
الحياة !
“يبدو طيبا، و حسن المظهر، ساعطيه فرصة اكبر ليثبت لي جدارته بي ! ”

تضحك شجن من تعقيبي ، فيحمر وجهي خجلا !

” صدقيني يا لمى، هذا النفور سيزول و تالفه نفسك مع الوقت ! انه امر
من صنع الاله جل شانه ! ”

هل صحيح ذلك ؟

هل ينجذب اي خطيبين الى بعضهما البعض و يحبان بعضهما البعض ؟

هل يجب ان يحبا بعضهما البعض ؟!

هل ساحب مجد ذات يوم ؟؟
ما ان اقترب المساء حتى ساءت حالة جهازي الهضمي !

و اكثر .. كدت ابكي من القلق و الخوف …

وقفت امام المراة اعيد صبغ وجهي بالماكياج مرة بعد اخرى، محاولة الظهور باجمل شكل ممكن
!
فبالامس، كنت فاتنة !

(و الله ابتليت بك انا يا مجد ! انت تجي على الجاهز و انا احترق
على اعصابي ! الله لا يبارك في اللي اخترعت الماكياج و وهقتنا ! )

لماذا على المراة ان تتزين !

( احسدكم يا الرجال ! )

انتهيت من وضع اللمسات الاخيرة و اسرعت الى المطبخ …

” امي كيف ابدو ؟ ”

ابتسمت والدتي و قالت :

” وردة ! ”

شعرت بسرور و رضا

كانت امي تعد العشاء لضيفنا المميز !

(تدرون اني ما احب الطبخ ! الله يبارك في الوالدة ! )

لحظات، و اذا بعريسي مقبل …

طبعا لم اشعر بنفس درجة الارتباك السابقة، لكنني لا زلت متوترة !

و الشيء الذي زاد من توتري هذه المرة هو انه احضر لي هدية !

( ايه ، كذا الخطاب و الا بلاش ! كثر منها الله يبارك فيك !
)

” هذه لك ! ”

تناولت الهدية المغلفة بخجل ، و ابتسمت ، و نسيت ان اشكره !

( بصراحة ما عرفت اش اقول ! بس مو مشكلة، بعدين اشكره ! )

تحدث كالعادة في امور شتى، و كنت انتظر منه اي التفاتة الى مظهري !

( يعني ما قلت لي لا قمرة و لا نجمة و لا حتى مذنب !
اكيد ما عجبتك ! اف .. يبي لي كورس مكثف في الماكياج ! )

هذه المرة اصبحت باحباط … ليس فقط لانه لم يعلق على مظهري، بل و لانه
لم يطلب مني الجلوس بقربه، و لم يبادر باطعامي الكعك ، و لم يتحدث عن
علاقتنا …

بل دخل في محاضرة عسكرية !

( الظاهر الرجال مل مني خلاص ! او يمكن عشان توه شافني البارح ما لحق
يشتاق لي ؟؟ اقول … مجد … يا تقول لي كلمة حلوة يا باروح انام
ابرك لي ! و اخليك انت و عساكرك ! جالسة بالساعات قدام المراية و مضيعة
نهاري عشان وجهك ! )

لم تنبس شفتا خطيبي عن كلمة اطراء واحدة تلك الليلة!
مضت الساعات و هو يتحدث احاديث لا يهمني سماعها في وقت انا بحاجة فيه لسماع
بعض المديح !
(بالاصح : الغزل )
و لما فقدت الامل في الحصول على ما اريد تلقائيا منه، قررت ان (استخرج) الكلمة
منه ( غصب ! )

انتهزت فرصة صمت هو فيها( لانه مسترسل في الكلام مثل الراديو!)
و قلت ( بشوية دلال )

” يا ترى … ما هو رايك بي ؟ او انطباعك عني حتى اليوم ؟

و فتحت اذني ( على مصارعيها ، الا على فكرة، وش يعني مصراع ؟ اصلا
ما لها دخل بالاذن ! هي شي خاص بالباب بس انا استعرتها الحين !المفرد =
مصراع، و الجمع = مصاريع ! لا حول ! مو كانها كلمة هبلة شوي ؟؟
)

فتحت اذني على ( مصاريعها ) و اصغيت باهتمام شديد جدا …

يهمني كثيرا ان اعرف راي خطيبي بي ! لا لن اقول رايا، بل لاقل: انطباعا…

و لابد ، و بالتاكيد … هو ايضا يتساءل في اعماقه : ما هو راي
لمى بي !

خطيبي قال :

” مع مرور الوقت سنتعرف على بعضنا اكثر.. و نعرف عن بعضنا كل شيء !

( ادري ! ما يحتاج تقول لي ، بس لو سمحت عطني انطباعك الاول !
الشي الوحيد اللي تقدر تحكم عليه الان هو مظهري ! يالله قوووول ، قمر و
الا مو قمر ؟؟ )

قلت :

” بالتاكيد ! لكن … لحد اليوم، ما هو انطباعك عني و كيف وجدتني ؟؟

(قمر ! مو صح ؟؟)

قال :

” بداية انا لا تهمني المظاهر و الجمال، و حين طلبت من والدتي اختيار عروس
لي اكدت عليها البحث عن صاحبة الاخلاق الطيبة .. ”

( هذه مدحة ! يعني انا صاحبة الاخلاق الطيبة ! حلوووو )

تابع قائلا :

” الاخلاق اولا ، ثم الجمال، يعني 80 % اخلاق، و 20 % جمال يكفي

( وش قصدك يعني ؟؟ انا جمالي بس 20 % ؟؟؟ )

ازعجتني هذه الجملة، لكنها لا شيء امام الجملة التالية !

” الاخلاق هي من تصير المرء جميلا ، فكما يقول المثل : (القرد في عين
امه غزال !) ”
( قرد !؟؟ تقول قرد ؟؟ ان شاء الله تقصدني انا ؟؟ و الله انك
عديم الذوق و مالت عليك و على امثالك و تشبيهاتك … )

قال :

” اليس كذلك ؟؟ ”

( و بعد تبيني ااكد كلامك ؟؟ اوريك يا ولد ام مجد، و الله ما
اعدي هذه الاهانة عليك … يا بليد يا عديم الذوق ! )

كان يجب عليه ان يختار ( امثالا ) مناسبة ، تصلح للذكر في غرفة مغلقة
تحوي خطيبين يريان بعضهما للمرة الثالثة فقط !

انا لا ادري ان كان هذا المثل (القبيح) قد خرج من لسانه عفويا دون قصد،
ام انه يشير الى شيء ما …

لكنني لا اقبل مثل هذا التشبيه !

ما هي العلاقة بين :

( ما رايك بي ؟ ) و ( القرد في عين امه غزال ؟ )

اخبروني انتم ؟؟؟

قلت بغضب :

” و الضب في عين زوجته حصان ! ”

( وحدة بوحدة ، العين بالعين و البادي اظلم ! )

اي شخص يملك نصف عقل سينتبه لمعنى ما قلت ! لذا، صمت مجد و نظر
الي مطولا ثم قال معتذرا :

” انا لم اقصد شيئا … انني فقط اضرب لك مثلا ”

قلت بعناد :

” و انا ايضا لم اقصد شيئا ! اضرب لك مثلا ! ”

(بالذمة ما لقيت غير ها المثل تقوله قدامي في ها الوقت ؟؟ يا اخي انتبه
لالفاظك … اذا هذه من اولها اجل بكرة وش رح تقول لي ؟؟ )

لو توقفنا اطول عند هذه اللحظة، لانحرف مسار علاقتنا الذي بالكاد انطلق … مجد استدرك
الموقف ، فابتسم و قال :

” انها مجرد امثال ! القصد ، هو ان الاخلاق الحميدة هي الاهم ، و
هي التي تغطي عن اي عيب في المرء ، و الله يوفقنا و يبارك رباطنا
معا ”

استجبت انا لتغطيته هذه ، و تجاهلت ( القرد ) … ( تجاهل و ليس
نسيان ! )

لكن… لا تزال الكلمة مغروسة في صدري كالدبوس !

( دبوس ، مو خنجر ! بس ما اقدر انساها و رب الكون، هذا المثل
هو اول مثل ينطق به خطيبي ، ردا على اول سؤال اساله اياه : وش
رايك فيني ! بالذمة مو شي يجرح و حتى لو من غير قصد ؟؟ )

و ان كتب لي العيش معه خمسين سنة قادمة ، فانا لن انسى ( القرد
في عين امه غزال ) و لسوف اجعله يدفع ثمنها حين يشيب !

جملتان متنافرتان جدا كانتا تتصارعان في راسي ، بينما كلام مجد يدخل من اذن و
يخرج من الاخرى !

لم اكن اتابع حديثه ، بل اتابع المعركة الداكرة بين الجملتين ( انت قمر )
و ( القرد في عين امه غزال ! )

( على بالكم خلاص نسيت ؟ لا و الله ابدا ما نسيت ! و رح
تشوفون انها ظلت مسمار جحا بجدار قلبي ! )

كنت انتظر منه اي بادرة جميلة تنسيني الم المسامير !

و فجاة … اذا بهذا المخلوق يقترب مني حد الملاصقة !

( هيه انت مكانك ! على وين رايح ؟؟؟ )

زالت الافكار التي كانت تعبث بدماغي ، و تمركزت طاقتي على القلب !

تزايدت ضربات قلبي … سرت ببدني قشعريرة مباغتة !

مجد امسك بيدي و ابتسم و هو يحدق بي ، فاخفيت نظري بسرعة تحت الارض
!

( يا اخي وخر شوي ! و لا تطالعني كذا لو سمحت ! خجلتني !
)

” لمى … احبك ! ”
رفعت نظري مباشرة الى عينيه ، و حدقت به باستغراب و مفاجاة !

( تحبني ؟ لا يا شيخ ؟ من متى ؟؟ لا تقول من النظرة الاولى
؟؟ لا لا ، اكيد من النظرة الثانية ، لانها كانت اطول و اعمق !

رح مناك ! قال احبك قال ! انت الحين مداك تعرفني عشان تحبني ؟؟ و
الله انتوا يا الرجال مكارين صدق ! )
اعتقد انه كان ينتظر مني ردة فعل !
اكتفيت بابعاد نظري عنه ، مع شبه ابتسامة سطحية باهتة ، ممزوجة تعابير الاستنكار !

لا تزال يدي محبوسة بين اصابعه !

( لو سمحت يعني و ما عليك امر .. هدني احسن لك ! )

و بدلا من ذلك، جذبها نحوه اكثر .. و اكثر.. و اكثر .. حتى لامست
شفتيه !
سحبت يدي بسرعة و انفعال و ارتباك … و رميته بنظرات تهديد و توبيخ …

كيف يتجرا على فعل ذلك ؟؟

( و الله لاعلم ابوي و اخليه يشوف شغله معاك ! من فاكر نفسك انت
؟؟ )

التوتر الشديد ساد الاجواء … و امكنني رؤية الحرج على وجه هذا الرجل قبل ان
ارحل بانظاري الى عالم اخر …

تفوه بكلمات و جمل مبعثرة ، خلاصتها :

” انت زوجتي ، و شيئا فشيئا سنتقرب من بعضنا اكثر فاكثر ! ”

” وش تقصد يعني ؟؟ قم رح بيتكم قبل ما تشوف شي ما عمرك شفت
مثله ! يالله قم ! ”

صمتي الذي طال ، و انظاري التي هاجرت ، و انفاسي التي اضطربت ، و
حالى التوتر التي حلت علينا جعلته يقرر اخيرا :

” حسنا … ساغادر الان … ”

و عند الباب :

” سترين يا لمى … مع الايام سنزداد قربا و تقوى علاقتنا ! ”

كرهت نفسي و كرهته تلك الليلة !

فقدت اعصابي لحظة و قلت لامي :

” هذا الرجل جريء جدا ! من يظن نفسه ؟؟ كيف تزوجوني له ؟؟ ”

والدتي شعرت بالمزيد من القلق علي … و رايت على وجهها عشرات الاسئلة .. و
تعبيرات مقلقة …

” لماذا تقولين ذلك ؟؟ ”

سالتني ، و كلها قلق و خوف علي ..

كانت في عيني دموع حبيسة لم اشا اظهارها لها

” لا شيء ! انا ساعطيه فرصة اطول ليقنعني بانه شخص مناسب لي ، ماذا
و الا فلكل منا طريقه ! ”

و ذهبت الى غرفتي و بكيت مرارا
رغم انه قال لي ( احبك ) و قبل يدي ، و هو شيء يفترض
ان يجعل الفتاة تشعر بالسرور لكسب حب خطيبها ، الا انني شعرت بانزعاج شديد …

انا ادرك انها كلمة خرجت من طرف لسانه، لا من قلبه
و قبلة نبعت من طرفي شفتيه ، لا من قلبه …

انها مجرد امور ( اوصاه ) اصحاب الخبرة و التجارب السابقة بالقيام بها من اجل
كسب مودة خطيبته !

( لا يا مجد ! اذا على بالك اني رح احبك و ارضى بك لمجرد
انك قلت لي (احبك) كذا على الطاير و انت يا دوب عرفت شكلي ، فانت
غلطان ! )

و ستبقى في نظري ( كذاب ) حتى تثبت براءتك ذات يوم !

لو ارتبط مجد بسعاد لقال : احبك يا سعاد ، و لو ارتبط بحنان ،
لقال : احبك يا حنان ، و لو ارتبط بهيفاء لقال : احبك يا هيفاء
!
هل ( يجب و لازم و اكيد ) ان يحب مجد الفتاة التي ارتبط بها
؟؟

في احدى المرات .. كنا على موعد للقاء انا و خطيبي المبجل
كان ذلك بعد بضعة ايام من اللقاء السابق
طوال الايام تلك ، كنا نتبادل مكالمات الهاتف و الرسائل ، و لاكون صادقة ،
كنت اشعر بالسعادة كلما ارسل لي خطيبي بيت شعر عاطفي !
( ادري مو هو اللي مالفنه بس دامه مرسلنه لي انا يعني كانه مالفنه عشاني
! )

هي افكار تدور فر رؤوس الفتيات !
ما اشد حبنا نحن للكلام المعسول ، رغم اننا ندرك في اعماق عقولنا فضلا عن
قلوبنا انه مجرد كلام في كلام !

( بعد ها الكم يوم ، و ها الكم رساله ، حن قلبي على خطيبي
شوي و غيرت رايي فيه ! يمكن الرجال من جد حبني من النظرة الاولى !
اقصد الثانية ! )

اردت اعداد امسية مميزة من اجل الخطيب العاشق هذا !

ذهبت الى محل الزهور و اقتنيت مجموعة رائعة منها ، وضعتها على الطاولة امام المقعد
الوثير الذي يجلس عليه مجد عادة

قضيت فترة لا باس بها في التزين و تصفيف شعري ، و هي من اصعب
المهام التي انجزها في حياتي !
مع ذلك ، و للمرة الاولى في الحياة ، شعرت بسرور ، و استطعمت كي
شعري و وضع المساحيق !

( طبعا ! كله عشان عاشقنا … يستاهل ! )

رغم انني كنت مرهقة و لم انل قسطي الوافي من النوم البارحة ، الا انني
اعددت لسهرة طويلة و حميمة !
و صنعت كعكة لذيذة .. صممت على ان اطعمه منها بيدي !
( حركات دلع ! ما لكم شغل ! )

استقبلت خطيبي عند الباب … و كان مسرورا جدا و بادر بمصافحتي ، و تقبيل
يدي !
( وش فيها يعني ؟؟ زوجي شرعا و قانونا ! احد عنده اعتراض ؟؟ )

و رغم الاستقبال الجميل، الا انه لم ينطق بكلمة اطراء لمظهري …
( يالله عاد بلا بخل ! قل اي شي … ترى و الله متعبة نفسي
اتزين لك ! ما تشوف ؟؟ )
حسنا ، لا باس … ربما جمالي فوق مستوى الذكر و الوصف !
( احد عنده اعتراض ؟؟ و الا بس غيرة بنات ؟؟ )

ماذا عن الورود ؟؟
الا تبدو جميلة و مبهرة ؟؟ لقد اشتريتها بمبلغ محترم من اجل عينيك ! هيا
انظر و قل و لو كلمة اعجاب واحدة !

و يبدو ان الزهور ايضا لا تثير انتباه هذا الرجل !
( الله يعيننا عليك يا عديم النظر ! )

كفتاة مخطوبة في بداية تعرفها على خطيبها ، و في غاية الفضول لمعرفة انطباعه عنها
.. كنت ادقق التامل في كل حركاته ، و اتعمد لفت نظره الى حركاتي !

طوال السهرة و انا في انتظار شيء ما …
في انتظار ما قد يقوله لي … من كلام معسول ، سواء حقيقي او مجرد
مجاملة !
اتراه يكرر الادعاء بانه يحبني ؟؟

” هذه الكعكة من صنع يدي ! يجب ان تلتهمها كاملة ! ”

قلت ذلك بدلال ، و خطيبي ابتسم و قال :

” بالتاكيد ! ”

و بدا يلتهم الكعك !

( اصبر يا اخي ! ابي ااكلك اول لقمة بنفسي ! وش فيك ملهوف !
لا يكون جوعان و مو متعشي ؟؟ )

” لم اتناول عشائي بعد ! ”

قالها ببساطة ، فقلت انا مباشرة :

” و لا انا ! ما رايك في وجبة من احد المطاعم ؟ ”

ايد الفكرة ، و خلال دقائق كانت الوجبة امامنا

لم اكن اتوقع ان ياتي ( على معدة فاضية ) و حتى لو كنت اعلم
، لم يكن الوقت ليسعفني لاعداد عشاء له

( و بعدين هو جايني انا و الا جاي يتعشى ؟ )
بهد العشاء، شعرت بخمول ، و بملل ايضا …
تركت كاسي عصير طازج ، نبلل بهما حلقينا من حين لاخر …

( و العشاء و هذا انت تعشيت ! يالله طلع كلام حلو من معدتك !
اقصد قلبك ! مع اني متاكدة ان قلبك في معدتك حالك حال كل الرجال !
)

وجهت بصري الى الزهور و قلت اخيرا :

” ما رايك بها ؟؟ جميلة اليس كذلك ؟ ”

( عل و عسى اخينا في الله يحس و يتحرك ! )

” نعم جميلة ! ”

” انها طبيعية ، و لها رائحة جميلة ! ”

و انتزعت وردة حمراء من بينها و اخذت اشمها بدلال ، ثم قربتها منه !

” شم ! ”

( انما الاعمال بالنيات ! )

بعلي .. اخذ الوردة و شمها ، و ايد كلامي …

اخذتها منه ، و قمت بخطوة جريئة لا اعرف من اين امتلكت الجراة للاقدام عليها
!

وضعتها في جيبه ، قرب قلبه !
ابتسم خطيبي … و دقق النظر الي

( اخيرا حسيت ! يا برودك يا اخي ! متزينة لك و جايبة ورد و
كيك و عصير و حركات و انت مثل الكنبة ! تحرك شوي ! )
نزع الوردة من جيبه ، و وضعها على الطاولة…

تصرفه هذا احبطني كثيرا ، و جعلني اتخلى عن فكرة لفت انتباهه نهائيا …

ابتعدت عنه ، و استندت الى المعقد و دخلت في تفكير عميق …

” اين شرذت مخطوبتي الحلوة ؟ ”

ابتسمت ابتسامة واهية و قلت :

” لا شيء ”

نعم لا شيء … سوى انني لم اعد ارغب في بقائك ، فهل لا خرجت
و تركت لي الفرصة للنوم ؟؟

الان فقط ، مد يده و امسك بيدي ، و تغيرت تعبيرات وجهه …

( توك تحس ؟؟ فات الاوان … خلاص فيني النوم و لو سمحت رح بيتكم
)

واقع الامر ، كنت انظر الى الوردة المرمية على الطاولة …

انها لا تختلف عني كثيرا … شيء جميل و مهمل …

خطيبي نظر الى الساعة، ثم نطق ببيت شعر غزلي ، لا اذكره و لم يهمني
… ، و تثاءب !

نظرته للساعة و تثاؤبه يعنيان انه على وشك الرحيل …

” سادعك لترتاحي الان ، و نلتقي مجددا ان شاء الله ! ”

و عند الباب، قام بواجبه الروتيني بمصافحتي ( على الطاير ) ، و هم بالخروج

حانت منه التفاتة الى الطاولة ، حيث كاسي العصير … فقال :

” ساخذ كاسي معي لاتم شربه ! ”

و عاد الى الطاولة ، و اخذه ، ثم غادر …

على نفس الطاولة ، ظلت الوردة الحمراء مرمية باهمال و كابة و خيبة … تماما
كما ارتميت انا على المقعد … و انخرطت في بكاء ليس كمثله بكاء…

اهذا كل ما عناك في الامر …؟؟

ان تشرب العصير ……؟؟

هل ملات معدتك جيدا ؟؟

اذن …

نوما هنيئا … و مع الف سلامة

كنت مدعوة لحضور حفل زفاف احدى زميلاتي في احدى الصالات !
لم اكن قد سبق لي و دخلت تلك الصالة ، الا انني اعرف موقعها بالوصف

كريم لم يكن متواجدا تلك الليلة ، و والدي مشغول ، كما و انه
( ما له لا في صالات و لا صالونات ! )

يعني اروح مع مييييين ؟ فكروا معي …؟؟

مييين

ميين

مين ؟؟

عبر الهاتف :

” لدي حفلة ارغب في حضورها الليلة ، في صالة ( امسية ) ، لكن
والدي و شقيقي كريم مشغولين ! ”

” حفلة من ؟ ”

” حفلة زواج احدى زميلاتي في الجامعة ! الكثيرات سيذهبن ، و وددت الحضور معهن
! ”

” اذن ، لن استطيع زيارتك هذا المساء ! ”

( يا برووودك يا مجد ! اقول لك ابي اروح حفلة ، و ما عندي
احد يوصلني تقول لي ما تقدر تسهر معي ؟؟؟ يا اخي فتح مخك شوي !
تعاااال و ودني ! )

و لانه لم يبادر بتقديم العرض ( و ادري و لا رح يبادر و لا
هم يحزنون ) قلت :

” اتعرف الطريق الى صالة امسية ؟؟ ”

” امسية ؟؟ اسمع بها للمرة الاولى ! ”

( لا حول ! زين اسال عنها ، تحرك يا اخي قل باوصلك ! )

” انني اعرف الطريق بالوصف ، فهل يمكنك اخذي الى هناك ؟؟ ”

( طلعتها من قلبي على طول ، بلا لف و لا دوران ! وصلني !
عسى بس فهمتها ؟؟ )

” اه … بالتاكيد ! لا مشكلة لدي ! ”

( اكيد لا مشكلة ! وش مشاكله الله يهديك ! خلاص يعني ؟ بتوصلني ؟؟
حلووووو )

” شكرا ! انني ساكون مستعدة عند التاسعة و النصف ! ”
و عند التاسعة و النصف كان خطيبي عند الباب !

( يا عيني عالدقة في المواعيد ! تبي تعطيني انطباع عن التزامك ؟؟ ما اصدق
! اكيد هذه حركات خطاب تتبدل بعد الزواج ! مو صح ؟؟ )

كنت قد تزينت باحلى زينة ، و ارتديت اجمل الثياب ، و بدوت في قمة
الاناقة و الجمال ….

( عن الحسد عاد ! يالله صلوا على النبي ! )

مكثنا في بيتنا لبعض الوقت ، فشياكتي هذه الليلة تستحق ( كم نظرة ) من
خطيبي ( الملهوف ! )

( و الله جلس يحدق فيني لين داخ ! …
اقول …غناتي … لا تفرح هذا مو عشانك ! عشان الصالة و العرس ! خلك
مؤدب احسن لك ! )

و بعد فترة ، ذهبت الى غرفتي و اجريت اتصالا بصديقتي شجن ، اخبرتني فيه
بانها متعبة و لن تحضر العرس …

ارتديت عباءتي و اقبلت اليه قائلة :

” هيا بنا ! ”

حملق مجد بي و ابتسم قائلا :

” تبدين مختلفة هكذا ! الله ! انت بالعباءة شيء مميز ! ”

( بسم الله ! وش فيه الرجال انهبل ؟؟ كل ذا عشان شافني بعابية ؟
لو دارية بتنجن علي كذا و الله لبستها من اول ليلة ! اما صحيح رجال
! )

ابتسمت له ابتسامة عذبة ، و سرنا جنبا الى جنب ، و خرجنا من المنزل
، و ركبنا السيارة !

شعور رهيب !

انا اركب السيارة في المقدمة الى جوار ( رجل ما ) !

اوووه … كم يبدو ذلك مربكا !

( حاسة بوضعي مو طبيعي ! فيه شي غلط ! )

حتى مجد ، بدا عليه الارتباك و الانفعال … انها المرة الاولى التي نركب السيارة
سوية …

سيارته كانت جميلة ، و صغيرة نسبيا

( بس لا تسالوني عن اسمها و نوعها ؟ ترى معلوماتي في السيارات قليلة !
ما اعرف الا المرسيدس ( حقة ابوي ) ، و الماكسيما ( حقة اخوي )
! )
انطلقنا على بركة الله … و انتابني شعور لذيذ بالفرحة و البهجة !

( ايه ! الحين صدقت اني مخطوبة بجد ! طلعات و سيارة و شوارع !
ايه كذا الخطوبة و الا بلاش ! )

مجد كان يعبر عن سعادته بضحكة ، او ابتسامة ، او جملة قوية !
و كان يردد :

” لا اكاد اصدق ! كم هذا رائع ! ”

صحيح … رائع !

سار في الطريق الذي و صفته ، كما وصفه له احد اصحابه ، و المؤدي
الى تلك الصالة …

اقتربنا منها … و لاحت لنا الانوار المبهرجة ….

قال :

” هذه هي ! ”

” نعم انها هي ! ”

” ساوصلك ، و اذهب الى مكان قريب … ”

” لا تنسني ! فلا ابي و لا كريم موجدودين لاعادتي للمنزل ! ”

” و هل يعقل هذا ! ساظل احوم حول المنطقة الى ان تتصلي بي و
تطلبي حضوري ! ”

( تحوم ؟؟ حلوة الكلمة ذي ! يا حليلك يا مجد ! اقول خطيبي ،
و ش رايك احوم معك ؟؟ و بلا عرس بلا وجع راس ؟؟ )

كانت فكرة كبرت في راسي لحظتها … و من راسي قفزت الى لساني !

” اااا … لقد غيرت رايي ! لم اعد ارغب في حضور الحفلة ! ”

نظر الي مجد باستغراب !

” ماذا ؟؟ ”

” لا اريد حضورها ! ”

” اذن …. ؟؟ ”

” نحوم سوية ! ”

مجد ضحك ، كان متفاجئا و مبتهجا جدا !

قال :

” اتعنين ما تقولين ؟؟ ”

” نعم ! اعني ما اقول ! ”

ضحك مجددا ثم قال ، و هو يجتاز الصالة و يبتعد عنها :

” ربما تمزحين معي ؟؟ تكلمي بجد لمى ! احقا لن تحضري ؟ ”

” لن احضر ! ”

” ربما لا يوجد حفلة اصلا ! اكذلك ؟؟ ”

( لا عاد ! مو لذي الدرجة ! بافتعل انه فيه حفلة و باتزين و
اتكشخ و البس احلى ما عندي ، بس عشان اطلع معاك بسيارة ! صحيح مو
بعيد اسويها … بس مو الليلة ! يمكن المرة الجاية ! كذا جت من الله
! )

” بلى يوجد ! اتريد ان اريد البطاقة لتتاكد ؟؟ ”

” كلا اصدقك ! و لكنني متفاجىء ! ”

” و … هل هي مفاجاة حلوة !؟ ”

” حلوة فقط ! بل رائعة ! ما اروعك ! ”

خلوني انبسط الحين ، و اقول لكم وش صار بعدها بعدين !

هذا سر !
عندما اخبرتني شجن بانها لن تحضر، قررت الا احضر انا ايضا … !
الا انني احتفظت بهذا القرار لنفسي ، حتى اخر لحظة !!

كنت مسرورة جدا ، و انا في السيارة ، مع خطيبي المبجل ، و الوقت
ليل و الاجواء رائعة !

كان هو مركزا على الطريق ، الا انه يلتفت الي بين لحظة و اخرى و
يبتسم بسرور !

هذا الشارع عبرته عشرات او مئات او حتى الوف المرات ، الا انه الان يبدو
جديدا و مختلفا !

اتراه يرى الدنيا جديدة كما اراها الان ؟؟

اتراه فرح مثلما انا فرحة ؟؟

( خلني اساله و اتاكد ! )

” هل انت سعيد ؟؟ ”

سالته بدلال ، بصوت خافت حنون ، فالتفت الي و ابتسم ابتسامة جذابة و قال
:

” طبعا سعيد ! انا اسعد رجل في العالم يا حبيبتي ! ”

( الله الله …. ( حبيبتي ) … طالعة من لسانك مثل العسل و الله
! كررررها لو سمحت … يالله عشان خاطري … قول حبيبتي … قوووول ! )

غضضت بصري بشيء من الخجل …

قال :

” و انت ؟ ”

( انا ؟ انا ؟ و الله لو السيارة ما فيها سقف كان شفتني طايرة
فوق من الفرح ! بس … خلني ثقيلة شوي ! )
قلت :

” سعيدة ”

” الحمد لله ! ”

و مد يده و امسك بيدي ….

( مجد لو سمحت خلني مستانسة شوي و لا تعكر علي ! وش تبي في
ايدي يعني ؟؟ هدني احسن لك ! )

سحبت يدي بهدوء من بين اصابعه ، و اخذت اعبث باظافري الملونة …

مجد قال ليبدد السحابة العابرة :

” اين تودين الذهاب حبيبتي ؟ ”

( الله …… حبيبتي مرة ثانية ! يا سلااااام ! و الله انك تجنن يا
مجد ! )

صرفت اهتمامي عن اظافري و نظرت اليه مباشرة ، مستطعمة رنين الكلمة الجميلة في اذني
!

( اقول مجد ، ممكن تكررها مرة ثالثة ؟ اذا ما عليك كلافة ! قووووول
يالله !؟ )

كرر سؤاله :

” الى اين نذهب ؟ ”

( وين نروح يا لمى وين نروح …؟؟ ما يبي لها تفكير ! نروح مطعم
، و بعدين محل الايس كريم ، و بعدين محل القهوة ، و بعدين للملاهي
، و بعدين على الشاطىء و توريني المكان اللي تشتغل فيه ، و المبنى اللي
رح نسكن فيه ، و الملعب اللي تلعب فيه كرة ، و … … كل
الدنيا ! لف بي كل الدنيا ! يالله توكلنا على الله ؟! البانزين مليان ؟؟
)

قفزت كل هذه الاماكن الى راسي دفعة واحدة !

انها اماكن اريد الذهاب اليها مع خطيبي ، مثلي مثل كل المخطوبات !

( بس خلني اطلبهم بالتدريج لا ينصرع الرجال و يسوي بنا حادث من اول طلعة
! )

قلت :

” دعنا نذهب الى مطعم ! ”

” الم تتناولي عشاءك ؟ ”

” كلا ! ماذا عنك ؟ ”

” تناولته و الحمد لله ، و لكن … اتناوله ثانية و ثالثة و عاشرة
ما دمت معك ! ”

دغدغتني هذه الجملة ، فابتسمت بخجل …

قال :

” اي المطاعم تودين حبيبتي ؟ ”

( حبيبتي مرة ثالثة !؟ ايه ! كذا الخطاب و الا بلاش ! شوف مجد
، ابيك كل جملة تنطقها تختمها ب يا حبيبتي ! مفهوووم ؟؟ )

قفز الى راسي احد المطاعم الراقية الحديثة ، و هو مطعم تناولت وجبتي فيه مرتين
مسبقا و اعجبني كثيرا !

قلت :

” لنذهب الى مطعم الكهف ! ”

” مطعم الكهف ؟ و اين يقع هذا المطعم ؟ ”

( لا حووول ! حتى المطعم ما تعرفه ؟ )

” انه على مقربة من القلعة الخضراء ! اذهب اليها و سادلك عليه ”

” حسنا ! الى القلعة الخضراء ! كما تامرين يا حبيبة قلبي ! ”

( لا لا لا ! كذا انا خلاص انصهرت ! شوي شوي علي يا مجد
! وش فيك طلعت كل شي مرة وحدة ؟؟ )

الطريق الى القلعة الخضراء و من ثم المطعم المنشود كان قصيرا ، سرعان ما كنا
هناك ، نركن السيارة في احد المواقف .

بدات اشعر باضطراب معوي حينما هممت بفتح الباب !

للمرة الاولى في حياتي اخرج مع هذا الخطيب الى مكان عام ، اتراه يشعر بارتباك
مثلي الان ؟

سرنا جنبا الى جنب في طريقنا الى مدخل المطعم….

يبدو فارق الطول بيننا قليلا نسبيا بسبب حذائي العالي الكعب ، و الذي ارتديته من
اجل حفلة العرس !

اخيرا جلسنا في ( مقصورتنا ) انا و هو ، وحدنا ، متقابلين ، وجها
لوجه !

بدات دقات قلبي تتسارع اكثر… كان شعورا غريبا و جديدا لم احسه من قبل …
راس مجد يبدو قريبا من راسي اكثر من اللازم !

” ارفعي غطاء وجهك فنحن بمعزل عن اعين الناس الان ! ”

( ايه بارفعه ، بس يا ليتك تغمض شوي ! ابي اطلع المراية من جنطتي
و اتاكد من مكياجي لا يكون خرب ! غممممض )

لم يكن ليغمض عينيه ، بل ظل يترقب و يراقب !

نزعت غطاء وجهي ( و الله يستر ! )

مجد اخذ يحدق بي و يبتسم ! شعرت بخجل شديد و لم اجد مهربا من
نظراته غير لائحة الاطعمة !

انا احدق في لائحة الاطعمة و خطيبي يحدق بي … رفعت بصري عن اللائحة و
نظرت اليه فوجدت عينيه مركزتين على عيني !

( و بعدين معاك ! خذ اللائحة الثانية و طالع فيها و اختار اطباقك بدل
ما تطالع فيني ! و الا ناوي تاكلني انا ؟؟ )

قلت بخجل :

” لم تحدق بي !؟ ”

قال :

” زوجتي و اريد تامل وجهها عن كثب ! ما المانع من ذلك ؟ ”

( و لا مانع و لا شي ! بس استحي يا اخي ! شوي و
يسيح العرق على وجهي !
تعال … لا يكون فيه شي غلط بمكياجي و انت جالس تطالع فيه ؟؟

رفعت لائحة الطعام الى الاعلى و جعلتها ( ستارا ) يحول دون رؤية وجهي بعضنا
البعض !

مجد مد يده ( و رفع ) الستار و عاد يحاصرني بنظراته من جديد !

( يالله عاد ! خلنا نطلب الاطباق قبل ما تصرخ معدتي من الجوع ! )

قال :

” انت جميلة جدا هذه الليلة ! ”

( اي ! قلبي ! انت ناوي علي الليلة مجد ! اكيد ناوي علي !
وين كل هالكلام الحلو عني قبل ؟ )

كم كنت متلهفة لسماع كلمة اطراء لمظهري … انها امور نعشقها نحن الفتيات !

( بعد كل هالزينة و هالكشخة و الاناقة … و الله لو ما قال لي
كلمة حلوة كان اعتبرته هو و الكرسي واحد ! )

قلت بدلال شديد :

” الليلة فقط ؟؟ ”

” بل كل ليلة ، لكنك هذه الليلة مميزة جدا ! انك … حورية جنة
! ”
انا ، و خطيبي ، و مائدة العشاء فيما بيننا !

لا اعرف لم كان الطعام لذيذا جدا ! كنت مستمتعة لاقصى حد بتناول اطباقي الشهية
، فيما نتبادل الاحاديث انا و خطيبي المبجل !

( يا سلام ! الاكل معك في المطعم حلو يا مجد ! ممكن تعزمني على
العشاء كل ليلة ؟ شهيتي مفتوحة حدها ! ما ادري الاكل متغير و الا لساني
اللي متغير ! كل شي حلوووو ! )

كنت منهمكة بتقطيع شريحة اللحم اللذيذة ، حين سمعت خطيبي يقول :

” الحمد لله ”

رفعت بصري عن الشريحة و نظرت اليه فاذا به يبعد الطبق ، و يمسح فمه
بالمنديل ، ثم يضعه جانبا !

قلت باستغراب :

” هل اكتفيت ؟ ”

قال :

” نعم ، و الحمد لله . اللهم ادمها نعمة و احفظها من الزوال ”

كنت لا ازال ممسكة بالشوكة و السكين ، اقطع شريحة اللحم !

( خلصت ؟ يالله عاد ! تونا بادين ! انا بعدني جوعانة و ابي اكمل
عشاي ! )

اقتطعت قطعة صغيرة من اللحم ، و وضعتها في فمي، ثم تركت الشوكة و السكين
و ازحت الطبق بعيدا ، معلنة انتهائي من وجبتي انا ايضا !

قال مجد :

” لم توقفت ؟ ”

قلت :

” الحمد لله ! اكتفيت ”

قال :

” احقا ؟ ”

قلت :

” نعم ، الحمد لله ! ”

” واصلي رجاءا ! ”

” كلا كلا ! لقد اكلت كفايتي ، و زيادة ! ”

( و لا زيادة و لا هم يشبعون ! قال اكتفيت قال ! و الله
جوعانة و ودي اكمل عشاي ! خسارة على شرايح اللحم بالمرة حلوة ! زين كذا
يا مجد ؟؟ يا اخي حتى لو انت شبعت سو روحك تاكل عشان انا اكل
و اتمم عشاي ! انت اصلا متعشي و شبعان بس انا على لحم بطني من
الصبح ! )

تناولت كوب عصيري و جعلت اشرب محتواه ببطء …

( و عيني على ذيك شريحة ! اخخخ باقوم و انا نفسي فيها و الله
! )

بقينا بضع دقائق نتحدث ، بعدها هممنا بالانصراف …

قال :

” امل ان يكون العشاء قد اعجبك ؟ ”

( و انت خليتني اتهنى فيه ؟؟ كانك جايبني تشممني ريحة الاكل بس ؟ لكن
زين ! بس ارد البيت باسوي لي صينية مكرونة بالباشامل و اجلس اكل فيها لين
اقول بس ! و لا القهر ! )

” بالطبع اعجبني ! دعنا نكرره مستقبلا ! ”

” كما تامرين حبيبتي ! احضرك غدا و بعد غد و بعد بعد غد و
كلما شئت ”

( ايه بس مو مثل هالمرة ؟ تونا نقول بسم الله قلت الحمد لله !
مرة ثانية لا جبتني مطعم لو سمحت يعني صوم قبلها ثلاث ليالي ! مفهوم ؟؟
)

بعدما ركبنا السيارة ، سالني :

” الى اين نذهب الان ؟ ”

( رقم اثنين : ايس كريم ! )

” لنذهب الى محل البوظا الشهير : روبنز ! ”

” روبنز ؟! ”

( اليه روبنز ! وش فيك اختلعت ؟؟ لا تقول ما تعرفه ذا بعد ؟
يا شيخ اجل وش تعرف بالبلد ؟؟ )

قال :

” لكن ( روبنز ) اميركي الاصل ! يعني مقاطع ! ”

( لا يا شيخ ؟ شف حبيبي ، انا نفسي في ايس كريم من روبنز
يعني نفسي في ايس كريم من روبنز ! اصلا ما فيه محل يسوي ايس كريم
بحلاته ! اما قولة مقاطعة فهذه مو علي انا ! و اذا تبي تلومني لم
القادة العرب اول ! انا طالعة عليهم … كلام كلام و ما فيه فعل !
و هذا الشبل من ذاك الاسد ! )

قلت :

” لكنني اشتهي بعض البوظا من عنده ! ”

قال :

” روبنز روبنز ! كما تشائين حبيبتي ، رغباتك اوامر ! و لتذهب المقاطعة الى
الجحيم ! ”

( صح ! عجبتني يا مجد ! و الله خوش رجال ! يعني مقاطع المحلات
الامريكية و يوم جت خطيبتك طلبت شي منها صارت حلال ؟؟ يا عيني على رجاجيل
اخر زمن ! )

الذي حصل اننا ذهبنا الى ذلك المحل و اشترينا ما شئنا دون قيود !

قلت بعد ذلك :

” يطيب لي ان اتناوله عند الشاطىء ! ”

قال :

” نذهب الى الشاطىء ! امرك حبيبتي ”

( يا خوفي لا يكون مخبي لي شي هالمجد هذا ! كل شي قال امرك
و زي ما تبين و حاضر ! اقول … كل الرجال الخاطبين كذا و الا
بس مجد ناوي لي على نية ؟؟ )

انه شعور جميل جدا !

ان تكوني انت سيدة امرة على رجل ينفذ رغباتك دون نقاش !

( يا ليت كل الرجال مثلك يا مجد ! كان الدنيا حلوووت ! )
على الشاطىء ، سرنا انا و خطيبي جنبا الى جنب نتناول البوظا
( المحظورة ) دون ادنى شعور بالذنب !

و عند نفس الشاطىء قضينا فترة طويلة و ممتعة …

كان خطيبي غاية في البهجة و الانفعال !

( و جلس يغني لي لين بح صوته ! و الايس كريم بعد ما قصر
عليه !
و الله انا ما طلبت منه يغني ! بس ما ادري وش بلاه الرجال فكر
نفسه عبد الحليم حافظ و ظل يغني شريط و را شريط ! )

على فكرة

صوت خطيبي جميل و جهور و يصلح للغناء !

( و اللي مو عاجبه >>> يشرب من ماي البحر اللي جنبنا ! )

( الا قولوا لي قبل تروحوا البحر … الحين كل الخطاب يغنوا لمخطوباتهم و الا
هذه ميزة خاصة بي وحدي ؟؟
و عن الغيرة و الحسد ! )
القيت نظرة على الساعة فاذا بها تجاوزت الثانية عشر و الربع …

صعقت ! كيف مر الوقت بهذه السرعة دون ان اشعر به ؟؟

و لم لم انتبه للساعة قبل الان ؟؟

( متى يمديني اكمل خطة مشاويري ؟؟ لسه باقي المقهى و الملاهي و الملعب و
المبنى اللي رح نسكن فيه و غيرهم ! )

قلت :

” ياه ! لقد مضى الوقت مسرعا ! ”

ابتسم و هو يلقي نظرة على ساعة يده ، ثم قال :

” لم اشعر به و انا معك ! كاننا خرجنا قبل دقيقتين ! ”

( الحين امي على بالها اني في الصالة مستانسة بالعرس ! ما اشوفها اتصلت تسالني
و تتطمن !؟ لو تدري انا ( احوم ) مع خطيبي كان عصبت علي !
الله يستر ! )

يبدو اننا وصلنا الى نهاية جولتنا الرائعة لهذااليوم !

اعترف لكم بانني شعرت بسعادة لا مثيل لها و احسست ببهجة يتعذر علي وصفها لكم
و انا اسير قرب الشاطىء …

طريق العودة انتهى بسرعة … و وجدت نفسي اقف اخيرا امام الباب الخارجي للمنزل ،
ادخل المفتاح في ثقبه الخاص …

دخلنا الى الداخل ، و كان اول شيء فعلته هو نزع غطاء وجهي و القاء
نظرة سريعة فاحصة على نفسي من خلال المراة المجاورة للمدخل !

( اشوى ! مكياجي ما اخترب بعد كل هالساعات ! )

خطيبي ، الواقف قربي علق قائلا :

” غاية في الجمال ! الام تنظرين ؟؟ ”

( اوووه ! انت هنيه ! و الله نسيتك ! يا اخي فشلتني ! وش
تقول عني و انا من باب الشارع الى المراية على طول ! ؟؟ )

ابتسمت بخجل من تعليقه الاخير… و غمرتني سعادة لا توصف ! و طاطات راسي …

( من قدي ؟؟ غاية في الجمال ، و حورية جنة ، و كلام ثاني
تعمدت اخبيه عنكم ، و يالله بلا الحاح زايد … هذه امور خاصة بين خطيبين
، انتوا اش دخلكم ؟؟ )

مجد انتهز فرصة نكسي لراسي خجلا … و اقترب مني فجاة و بدون سابق انذار
… طبع قبلة خاطفة على راسي …
ان كنتم تعتقدون ان ذلك قد اتم سعادتي بهذه الليلة فانتم مخطئون …

لم تزد قبلته راسي الا انتكاسا فوق انتكاس

و شعرت بالمها يصدع راسي ثم يعصر قلبي و يكتم انفاسي ، و يزيل اي
اثر للسعادة الوقتية التي عشتها هذه الليلة …

قبلة على الراس … لم تعن لي وقتها اكثر من الثمن الذي قدمته لقاء نزهتي
تلك الليلة

لو كنت اعلم ان نزهتي ستنتهي بهذا الشكل ما كنت بدات …

( زين يا مجدوه ! دور على اللي يطلع معك مرة ثانية … يا قليل
التهذيب ! )
رغم انها كانت سهرة جميلة ، و استمتعنا بها كثيرا و بدت البهجة طاغية على
وجهينا …

الا ان لحظة الفراق بدلت الاحوال !

انني اتساءل … في اي شيء تفكر فتاة مخطوبة يقوم خطيبها بتقبيل يدها او راسها
؟؟

( و الله مو قادر افهم ! حيرتني هاال لمى ذي ! يقول المثل :
ما يفهم المراة الا المراة ! )

لانني خرجت من بيت حمي البارحة بانطباع غير جيد ، تركته مخطوبتي في نفسي بعد
ارتكابي جريمة ( تقبيل راسها ) ، و بعد تلك النظرة الغريبة المرعبة التي رمقتني
بها قبيل خروجي ، اخذتني الهواجس و لعبت في راسي فترة من الزمن !

لذا ، قررت ان ابعث اليها برسالة هاتفية ، ( اجس نبض و اشوف كيف
بترد علي ؟؟ )

بعث اليها :

( تصبحين على خير يا حبيبتي ، نوما هنيئا )

و انتظرت …

لكن ردا لم يصلني

( يمكن البنت نامت خلاص ؟ مو مشكلة ! بكرة من صباح الله خير ابعث
لها تحية الصباح و نشوف كيف ترد !؟ )

و اول شيء فعلته بعد نهوضي صبيحة اليوم التالي هو ارسال خذه الرسالة :

(( صباح الخير يا اجمل زوجة في العالم ، كيف انت هذا اليوم ؟ ))

و انتظرت

مرت الساعة تلو الاخرى ( و لا رد و لا هم يحزنون ! معقول كل
ذا نوم ؟؟ )

انتظرت حتى اقتربت الساعة من منتصف الظهيرة و ارسلت :

(( الم يستيقظ القمر بعد ؟؟ اشتقنا لك يا جميل ))

لا جواب
( لا يكون البنت سوت علي مقاطعة ؟ و الا يمكن صار شيء و الا
شيء ! خلني اتصل احسن ! دافع فيها مهر وش قدة اخاف صابها شي و
راحت علينا ! ) !

و اتصلت عدة مرات الا ان لمى لم تجب !
ازداد قلقي ، ادركت ان في الموضوع مشكلة ما ، فاتصلت بهاتف المنزل و اجابت
حماتي
” انها مستيقظة منذ الصباح الباكر ! انتظر لحظة ، ساستدعيها لتتحدث معك ”

( يعني صاحية من الصباح و لا ردت علي )
و ذهبت حماتي لاستدعائها
” لمى … انها مكالمة لك ! ”

” من يا امي ؟ ”

” خطيبك ”

( خطيبي ! اوووه … وش يبي ذا بعد ؟؟ ما شبع مني البارحة لحد
نصف الليل و احنا سهرانين ! ما ابي اكلمه ! )

و نهضت من مكاني و هرولت نحو ( دورة المياه )

” اخبريه انني استحم ! ”

و اختفيت بسرعة !

اعلم انه تصرف صبياني ، لكن …

لا اريد ان اتحدث معه ، و لا ان اسمع صوته ، و لا ان
تعبر صورته على مخيلتي اطلاقا

فبعد فعلته البارحة صرت اشعر بنفور منه
لابد ان امي عادت الى الهاتف و اخبرته :

” انها تستحم الان ! اتصل بها بعد قليل ! ”

” تستحم ! … اه حسنا … اخبريها بان تتصل بي حالما تنتهي ”
و انهيت المكالمة !
تستحم في هذا الوقت بالذات ؟؟

لم يبد لي امرا مستساغا و لكني اثرت عدم استباق الاحداث ، و انتظرت ان
تتصل بي …
لا اتصلت ، و لا ردت على اتصالاتي المتكررة عبر الهاتف المتنقل

تفاقم شعوري بالقلق و كررت الاتصال بها عبر هاتف المنزل ، و اخبرت بانها نائمة
!

الان انا متاكد من انها تتعمد التهرب مني … و لم و لن يهنا لي
بال حتى اكلمها و اعرف منها ما يدور في راسها …

تعطفت علي اخيرا و اجابت الاتصال رقم الف او الفين عند المغرب …

” لمى ! اين انت … قلقت بشانك كثيرا … لم استسغ حتى الاكل من
شدة القلق ”

( الاكل …؟؟ هذا اللي انت فاضي تفكر فيه ؟ و الله ما لي خلقك
و رديت عليك بس عشان افتك من رنة هالجوال ! يالله قول اش عندك ؟؟
)

” كنت منشغلة ببعض الامور المنزلية و الدراسية منذ الصباح ”

” الم تري جيش المكالمات الفائتة ؟ بربك لمى اخبريني ما بك ؟؟ انني لم
اهنا لحظة هذا اليوم ”

( لا و الله ؟ مسكين كسرت خاطري ! ما تهنيت و لا لحظة ؟؟
يا حرام ! و اش تبيني اسوي لك يعني ؟؟ )

” بلى رايتها لكني لم اجد الفرصة المناسبة قبل الان ، خيرا ؟؟ ”

” ظننت ان هناك شيء لا سمح الله ، او انك غاضبة مني او ((
زعلانة علي )) ؟ ”

( يا عيني على النباهة ! تفهمها و هي طايرة ! ايه زعلانة عليك من
البارح و مو طايقة اسمع صوتك ! قول اللي عندك و خلصني )

” لا شيء ، سوى انني مشغولة و اود العودة للمذاكرة ”

” حسنا حبيبتي ، سوف لن اشغلك عن المذاكرة… فقط وددت الاطمئنان عليك … ”

( و الحين تطمنت ؟ يالله باي عاد ! )

” انا بخير … ”

” انا ساذهب الان لانجاز بعض مشاغلي و انا مرتاح البال ، دعينا على اتصال
حبيبتي ! ”

” حسنا ، الى اللقاء ”

” الى اللقاء ”
طبعا كان حوارا باردا جدا !

( انا ما عطيته وجه … بس بعدين حسيت بتانيب ضمير ! الرجال ما تهنى
بالاكل اليوم بسببي ! يمكن انا قسيت عليه شوي ؟؟ يمكن صحيح يحبني مو بس
كلام خطاب ! وش رايكم ؟؟ اصدقه و الا لا ؟؟ احتمال يكون صادق !
)

و لذا ، حين اتصل بعد عدة ساعات بادرت بالاجابة فورا …

مكالمتنا كانت قصيرة و مختصرة اخبرته فيها بان لدي امتحانات هذا الاسبوع و بالتالي فانه
لا لقاء بيننا الا بعد اسبوع على الاقل …

اما امي … فقد بررت لها موقفي بان سوء فهم بسيط قد حصل ثم زال

( و اعترفت لها ان احنا سهرنا نحوم في الشارع ! و يا ليتكم شفتوا
البهجة اللي على وجهها ! ترتاح لا عرفت اني نت مبسوطة … و الله يا
امي انت مو بدارية باللي يحترق في صدري الحين … و ليت اقدر اقول لك
… )

هناك اشياء … لا تستطيع الفتاة اخبار امها بها مهما كانت قريبة منها…

اشياء لا تصلح الام كاذن لسماعها و ظهر لحملها … اشياء لا يمكنني البوح بها
الا لصديقتي شجن !
” لمى ! و ماذا في ذلك ؟؟ ان يقبل الخطيب راس خطيبته ، اهو
امر يستدعي منك كل هذا ؟؟ ”

قلت :

” لكننا بالكاد تعارفنا ! ”

” تبالغين ! مضت مدة كافية منذ اقترانكما ! لا تجعلي امورا سخيفة كهذه تحشو
راسك و تضيع اجمل ايام عمرك ! انك لن تريه طوال اسبوع ! ”
و محاضرة شجن حسنت من وضعي المضطرب … الا انها لم تغير قناعتي باننا بالكاد
تعارفنا !
و مر ذلك الاسبوع

اعتقد انه بعد مرور اسبوع كامل ، لابد للطرفين من الشعور بالشوق ، و لو
القليل منه ، الى بعضهما البعض

( يعني هو صحيح وحشني شوي – شوي قليل مو تفكروا كثير ! لا يجي
على بالكم اني ملهوفة عليه ! – لكن ما انا مخلتنه يحس بكذا ! ابيه
هو اللي يشتاق لي و يتلهف علي و انا و لا كانه على بالي !
)

اتفقنا ان نخرج سوية هذه المرة لتناول العشاء في مطعم اخر

( و اكمل خطة المشاوير اللي ما مداني اكملها ذيك الليلة ! تذكرون ؟؟ )

هذه المرة لم ينزل هو من السيارة بل اكتفى بالاتصال بي فور وصوله ، فخرجت
اليه و ركبت السيارة و بادر بالقاء التحية … و بالمصافحة وبتقبيل اليد ايضا !!

( مجدووووه … و بعدين معاك ؟؟؟ يا اخي ممنوع اللمس ! حدك المصافحة و
بس ، متى تفهم ؟؟ و الله لو تجرات مرة ثانية على اكثر من كذا
لارمي الدبلة في وجهك ! ما ادري من قايل اني الكعبة كل شوي تقبيل !
وخر احسن لك )

تصرفت و كان شيئا لم يكن … لانني لم اشا ان افسد السهرة … كنت
بحاجة لبعض الترويح عن النفس بعد ضغوط الامتحانات في الايام السابقة …

طوال الايام السابقة ، كنا نكتفي بمكالمات عابرة قصيرة ، و عادية جدا !

قال مجد :

” اشتقت اليك كثيرا يا حبيبتي ! اسبوع من الفراق هي مدة طويلة جدا !
اريد ان ارى وجهك ! ”

( يعني تبيني افتح لك وجهي في الشارع قدام خلق الله ؟؟ امسك اعصابك شوي
! لا وصلنا للمطعم بتشوفني و تقر عينك ! و الحين اثقل شوي )

” ستراه بعد قليل ! ”

” لا استطيع ان اصبر ! على الاقل انظري الى عيني ”

 

  • رواية انا ونصفي الاخر كاملة
السابق
اغاني طيور الجنة 2024
التالي
صور زواج منة عرفة