احلى مواضيع جديدة

رواية روميو وجوليت

رواية روميو وجوليت 63E4319482Bdcedece0B5De2D2432Dd4

رواية روميو وجوليت 63E4319482Bdcedece0B5De2D2432Dd4

في مدينة “فيرونا” بايطاليا، كانت تعيش اسرتان ثريتان هما: اسرة “مونتاجيو” التي ينتمي اليها “روميو”،
واسرة “كابوليت” التي ينتمي اليها “جولييت”..
وكان بين هاتين العائلتين عداء كبير، وصل الى حد اراقة الدماء .. وكم شهدت شوارع
المدينة من انواع الشجار والمشاحنات والمعارك التي كانت تنشب باستمرار بين اعضاء العائلتين، بل وبين
الخدم الذين كانوا يعملون لدى كل عائلة منهما ..
وفي احدى الليلي، اقام اللورد عميد عائلة “كابوليت” حفلة صاخبة في قصره، حضرتها مجموعة كبيرة
من النبلاء وعلية القوم، واجمل الفتيات والسيدات .. وكان “روميو” يحب فتاة تسمى “روزالين” ..
ولكنه كان حبا من طرف واحد .. اذ كانت الفتاة لا تهتم كثيرا بروميو ولم
تبادله حبا بحب .. وكثرا ما حاول صديق مقرب لروميو اسمه “بنفولو” ان يثنيه عن
هذا الغرام بدعوى ان هناك فتيات اجمل من “روزالين” بكثير يتمنين شخصا نبيلا مثل روميو
ويخلصن اليه .. ولكن روميو – بعد ان عرف ان “روزالين” مدعوة في تلك الحفلة
– قرر ان يذهب ليراها .. ولكن كيف يتم ذلك والحفلة مقامة في قصر اللورد
“كابوليت” العدو الاكبر لعائلة “مونتاجيو”؟!
وبعد تفكير اقترح “بنفوليو” ان يذهبا الى تلك الحفلة متنكرين .. واصطحبا معهما صديقا ثالثا
هو “ميركاتيو” .. وذهب الجميع وعلى وجوههم اقنعة تخفي شخصياتهم الحقيقية .. وكان “بنفوليو” يامل
في ان يجد “روميو” فتاة جميلة تنسيه غرامه الفاشل “بروزالين”.
واستقبلهم اللورد “كابوليت” مرحبا بهم معتقدا انهم سادة نبلاء من منطقة مجاورة .. ودخل الاصدقاء
الثلاثة الى قاعة الحفلة الحافلة باجمل الفتيات اللاتي كن يشتركن في الرقص مع من يدعوهن
اليه من الشباب.
وتمتع “روميو” كثيرا برؤية كل هذا العدد من الفتيات الجميلات .. ولكن فجاة ازداد خفقان
قلبه حتى كاد يحس ان سيقفز من صدره .. وتلاحقت انفاسه من شدة ما اعتراه
من انبهار واعجاب ..!
لقد شاهد “روميو” فتاة اية في الجمال .. فانطلق لسانه بلا وعي يمدح هذا الجمال
الاخاذ باجمل واعذب الكلمات: ان نور جمالها اقوى من ضوء المصابيح في ظلام الليل ..
انها تبدو كالجوهرة الثمينة تتلالا بالنور .. ان مثل هذا الجمال لم يوجد بعد على
الارض .. انها تبدو كطائر جميل له ريش ناصع البياض يقف بين غربان وطيور سوداء
..!
وبينما كان “روميو” ينطق هذه الكلمات التي تعبر عما يجول بقلبه من انبهار وانفعال صادق
.. سمعه “تايبالت” – ابن خال جولييت – وكان يعرف صوته وادرك على الفور انه
“روميو” ابن عائلة “مونتاجيو” .. عائلة الاعداء .. فكيف يجسر على الحضور الى هذا الحفل
بكل هذه الجسارة .. لا بد ان يقتل عقابا له على تلك الخسارة ..!.
وذهب “تايبالت” اولا ليخبر اللورد “كابوليت” بتلك الفعلة الشنيعة التي ارتكبها “روميو” ابن عائلة مونتاجيو
.. وانه ذاهب لكي يقتله .. ولكن اللورد منعه من ذلك احتراما للضيوف الموجودين بالحفل
.. وقال اللورد ان “روميو” يتصرف كالسادة المهذبين.
وعندئذ اضطر “تايبالت” ان يلوذ بالصبر، ولكنه اصر في نفسه على ان “روميو” شيطان، ولا
بد ان يعاقب على جسارته بحضور الحفل في بيت الاعداء دون ان يدعوه احد.
في تلك الاثناء كان “روميو” قد تقدم الى الحسناء التي بهره جمالها واخذ يبثها هواه
.. ويثني على جمالها الملائكي الساحر الفتان .. وبالرغم من ان “روميو” كان ما زال
يغطي وجهه بالقناع الذي يخفي شخصيته وشكله، الا ان “جولييت” انبهرت بتلك الكلمات الرقيقة العذبة
التي احست فيها الصدق .. وبدا قبلها يدق وينبض في صدرها بلحن الوقوع في الحب
!!
وبادلته الحديث الرقيق بحديث ارق .. وتاه الاثنان وهما يحلقان في سماء الحب الصافية ..
وافاقت “”جولييت” الى من يدعوها لمقابلة امها، فاستاذنت من “روميو” لتلبي دعوة امها .. وما
هي الا لحظات قصار حتى ادرك “روميو” ان تلك الفتاة الرائعة الجمال هي “جولييت” ابنة
“كابوليت” العدو الاكبر لاسرته .. وادركت “جولييت” ايضا ان ذلك الفتى المهذب صاحب الحديث العذب
هو ابن “مونتاجيو” العدو الاكبر لاسرتها !!!
يالتصاريف القدر .. الفتى والفتاة من عائلتين تكره كل منهما الاخرى .. ولكن الحب انتصر
على الكراهية .. وربط قلبي الفتى والفتاة برباط لا ينفصم .. واحس كل منهما نحو
الاخر بكل العواطف الصادقة النبيلة.
انتهت الحفلة وانصرف المدعوون .. وانصرف “روميو” وصديقاه .. ولكن هذين الصديقين تبينا فجاة ان
“روميو” قد اختفى من بينهما وانطلق وحده في ظلام الليل، كان شيئا غامضا يجذبه الى
البيت التي تسكن فيه الحبيبة التي سكنت قبله وملاته حبا وهياما.
تناسا “روميو” كل خطر، ودفعته جراة الحب الى ان يقترب من بيت الحبيبة اكثر واكثر
.. وان يتسلق سور الحديقة .. ويختفي في الظلام وراء الاشجار .. ويشخص بعينيه الى
شرفة حجرة “جولييت” .. املا ان يراها مرة اخرى ولو في لحظة عابرة.
وفجاة، ظهرت “جولييت” واطلت من شرفتها .. واحس “روميو” انها تشع نورا كنور الشمس المشرقة
.. بل غطى نورها على ضوء القمر وجعله خافتا هزيلا لا يكاد يبين ..
وقفت “جولييت” في الشرفة وكانها تحلق باحلامها في عالم اخر .. كانت تبدو في غاية
السعادة التي تغمر ملامح وجهها وكل حركاتها وسكناتها .. تنهدت وتنهدت .. وملات صدرها بنسيم
الليل، وصاحت صيحة فرحة كانها صادرة من اعماقها: يا فرحتي .. يا فرحتي!!
وانطلق لسانها بكلمات تبدو كما لو كانت حديثا موجها الى الكون، تعلن فيه فرحتها بالعثور
على الحبيب الذي ملك قلبها، وتنطق اسم “روميو” مرات ومرات.
ولكن لحن الفرح الذي كان يتلون في كلماتها كانغام الموسيقى، بدا يتحول الى لحن حزين
مملوء بالاسى .. تساءلت لماذا يكون اول حبيب خفق له قلبها من اسرة “مونتاجيو” بالذات؟
.. ولماذا تنتسب هي الى اسرة “كابوليت” .. والاسرتان تعادي كل منهما الاخرى وتكن لها
كل اسباب الكراهية والبغضاء ..؟
كاد “روميو” يطير من الفرح بعد ان سمع هذا الكلام الجميل .. وادرك ان الحبيبة
التي تربعت على عرش قلبه، قد فتحت له قلبها واسكنته فيه .. فنادى عليها بصوت
حنون ..!
وفوجئت “جولييت” بهذا النداء، فاعتراها الخوف لحظة .. ولكنها ادركت انها سمعت صوت حبيبها “روميو”
.. سمعته بقلبها قبل ان تسمعه باذنيها .. وفوجئت اكثر حينما رات “روميو” من مخبئه
وراء اشجار الحديقة .. وتصورت انها تعيش في عالم الاحلام والخيال، ولا تعيش في واقع
ملموس ومحسوس ..
ودارت احاديث الهوى بين العاشق الواقف في الحديقة، والعاشقة التي تطل عليه من شرفتها ..
وفي ضوء القمر تعاهد الحبيبان على ان يكون كل منهما للاخر، بالرغم من كل صعاب
الدنيا.
وقبل ان ينبلج نور الصباح ويحين وقت الفراق، كان الحبيبان قد اتفقا على ان يتوجا
حبهما الشريف بالزواج، ووعدته “جولييت” بانها ستوفد اليه رسولا لتحديد الموعد الذي يتم فيه الزواج
بعد ان ترتب امورها.
وافترق الحبيبان على امل اللقاء ..!
ومع تباشير الصباح اتجه “روميو” نحو الدير لمقابلة الراهب “لورانس” .. وحكى له “روميو” قصة
هذا الحب الشريف الذي ربط قلبه بقلب “جولييت” ابنة اللورد “كابوليت” .. وطلب من الراهب
ان يساعدهما على تتويج هذا الحب بالزواج.
وبارك الراهب هذه العلاقة الشريفة، وابدى استعداده للقيام بعقد الزواج بين الحبيبين، املا ان يكون
في هذا الزواج نهاية سعيدة لسنوات طويلة من العداء المستحكم بين عائلتي “كابوليت” و “مونتاجيو”.

واوفت “جولييت” بوعدها .. وارسلت رسولا الى “روميو” ومعه رسالة تحدد فيها استعدادها للمجيء اليه
لاجراء مراسم الزواج .. وارسل “روميو” مع نفس الرسول ردا يطلب فيه من “جولييت” ان
تحضر اليه فورا في صومعة الراهب “لورانس” بالدير، وان الراهب قد وافق على ان يكون
عقد الزواج بينهما على يديه ..
وعندما وصلت “جولييت” الى صومعة الراهب قام الراهب على الفور بعقد الزواج بين الحبيبين ..
وتوسل الى السماء ان تمنح هذا الحب الشريف بركاتها، وان تجعل من هذا الزواج الذي
تم بين ابن عائلة “مونتاجيو” وبنت عائلة “كابوليت” سببا في ان يحل الحب والوئام محل
الكراهية والخصام .. وان تزول العداوة ويسود السلام ..
ولكن الامور تطورت بسرعة ذلك الصباح .. ووقعت احداث جسام غيرت كل تدبير .. كان
“روميو” يسير مع صديقه “بنفوليو” و “ميركاتيو” حين تقابلوا مع مجموعة من الشبان من عائلة
“كابوليت” وكان بينهم الشاب “تايبالت” الذي يضمر الشر ويريد الانتقام من “روميو” .. ووده “تايبالت”
بعض الاهانات الى “روميو” فانبرى له “ميكاتو” وتبارز الاثنان مبارزة انتهت بمقتل “ميركاتيو”.
وواصل “تايبالت” اهاناته ل “روميو” .. ثم اشترك الاثنان في مبارزة اخرى انتهت بمقتل “تايبالت”
.. وانتشرت هذه الاخبار في المدينة .. وحضر “كابوليت” وزوجته .. و “مونتاجيو” وزوجته ..
كما حضر الامير حاكم المدينة.
وبعد التحقيق اصدر الامير حكمه بنفي “روميو” الى خارج مدينة “فيرونا” .. وان عليه مغادرة
المدينة قبل صباح اليوم التالي، والا فسوف يكون جزاؤه الموت !!
حزنت “جولييت” عندما سمعت هذا الخبر حزنا شديدا .. ومع ذلك فقد لاح لها بصيص
ضئيل من الامل لان زوجها الحبيب قد خرج من المعركة حيا .. اما “روميو” فقد
انهار واوشك ان يجن لان هذا الحكم سيفرق بينه وبين زوجته حبيبة الفؤاد ..
وذهب “روميو” الى الدير ليستشير الراهب “لورانس” في هذا الامر، ونصحه الراهب بان يرضى بحكم
القدر، وان يذهب لوداع حبيبته هذا المساء، وان يغادر مدينة “فيرونا” الى مدينة “مانتوا” قبل
ان يحل الصباح.. ووعده الراهب بانه سيبذل كل ما في وسعه لاصلاح ذات البين بين
العائلتين المتخاصمتين .. وسيجد الوقت المناسب لاعلان الزواج المقدس الذي تم بين ابن عائلة “مونتاجيو”
وابنة عائلة “كابوليت” .. وانه واثق ان اعلان هذا الزواج سينهي كل المشاكل، وسيجعل الامير
يصدر عفوا عنه، وسيعود الى “فيرونا” ليعيش بين اسرته ومع زوجته الحبيبة ..
وبالفعل، عندما حل الليل وانسدلت استار الظلام، تسلل “روميو” الى بيت “جولييت” .. وتسلق سور
الحديقة .. ومن الحديقة تسلق على حبل حتى وصل الى شرفة “جولييت” ودخل حجرتها ..
واستمتع الحبيبان بليلة اختلطت فيها كل عواطف السعادة والفرح، مع كل احاسيس الياس والاسى ..
فقد كتب عليهما الفراق .. ومن يدري بما تخبئه لهما الاقدار ؟!
وقبل ان يشرق نور الصباح .. خرج “روميو وجولييت” الى الشرفة .. وهبط “روميو” الى
الحديقة باستعمال الحبل المسدول .. وودع حبيبته وقلبه يكاد ينفطر من شدة الحزن .. اما
جولييت فقد احست بالموت اهون عليها من هذا الفراق!
ثم توالت المصائب والخطوات الجسام. فقد وافق “كابوليت” والد “جولييت” على تزويجها لشاب ثري من
البنلاء يسمى “باريس” .. واصر على ان يتم هذا الزواج يوم الخميس القادم .. ووقع
هذا الخبر على “جولييت” كالصاعقة .. كيف تتزوج وهي متزوجة بالفعل؟! .. وكيف الخروج من
هذا المازق وتلك المصيبة الكبرى ..؟!
ولجات “جولييت” الى الراهب “لورانس” لعله يجد لها مخرجا .. وبعد تفكير طويل اتفق معها
الراهب على ان تتناول دواء معينا سيعطيه لها .. على ان تشرب هذا الدواء يوم
الاربعاء ليلا . وهذا الدواء سيجعلها تغيب عن الوعي وتبدو كما لو كانت ميتة ..
سيعتقد الجميع انها ماتت .. وسيدفنونها في مقبرة الاسرة .. وسوف يرسل الراهب رسولا سريعا
الى “روميو” ليحضر سرا الى “فيرونا” لياخذها من المقبرة بعد ان تفيق من غيبوبتها المؤقتة.

ثم يهربا معا ليعيشا سويا في منفاه بمدينة “مانتوا” .. كانت هذه الخطة هي الوسيلة
الوحيدة للخروج من هذا المازق .. وسارت الامور طبقا لما تم الاتفاق عليه بين “جولييت”
والراهب .. ولكن هذه الامور كانت تسير عند “روميو” على نحو اخر مخالف تماما ..

لم يصل اليه الرسول الذي اوفده الراهب ليخبره بتفاصيل الخطة .. بل وصلت اليه الاخبار
التي شاعت في مدينة “فيرونا” كلها: ان “جولييت” قد ماتت .. وشيعت جنازتها .. ودفنت
بمقبرة اسرتها ..!
وعندما استمع “روميو” الى تلك الاخبار، جن جنونه .. واشترى سما قويا يقضي فورا على
اقوى الرجال .. وقرر الانتحار بان يموت بجانب حبيبته بعد ان يلقي عليها النظرة الاخيرة
.. واذا كانت الحياة لم تستطع ان تجمعهما، فليجمعهما الموت الى الابد ..
وامتطى “روميو” حصانه، وانطلق باقصى سرعة عائدا الى “فيرونا” .. الى القبر الذي دفنت فيه
“جولييت” ليموت بجانبها ..
وصل “روميو” الى المقبرة في منتصف الليل .. وكان قد احضر معه فانوسا وادوات لكسر
باب المقبرة .. وما ان شرع في الدخول حتى فوجئ بصوت من الخارج يناديه باسمه
.. وفوجئ “روميو” بان المنادي عليه هو “باريس” الذي كان سيتم زواجه “بجولييت” في نفس
اليوم .. وكان قد جاء لينثر الزهور فوق قبرها، وليصلي لروحها لكي ترتاح وتهدا في
عالم الاموات .

السابق
مقادير كيكه اسفنجيه
التالي
وصفة لتطويل الرموش وتكثيفها