قصة النبي محمد صلى الله عليه و سلم
في مكة المكرمة و في عام الفيل ولد النبي صلى الله عليه و سلم من
ابيه عبد الله و امه امنة لكن اباه كان متوفى عندما ولد النبي صلى الله
عليه و سلم ، و فرح به جده عبدالمطلب و سماه محمدا ،و كان اسما
نادر التسمية ايامها. ارضعته امه و بعدها ثويبة و بعد فترة من ولادته قررت امه
ان تبعثه غلى البادية مع احدى المرضعات ليتعلم الفصاحة هناك ، و جاءت المرضعات الى
مكة لياخذن اطفالا كما هي عادة العرب ، وجدت كل واحدة منهن رضيعا الا امراة
تسمى حليمة السعدية ، لم تجد الا النبي صىلى الله عليه و سلم الذي زهدت
به كل المرضعات لانه يتيم ، فاضطرت حليمة لاخذه اذ لم تجد رضيعا.
و كان لذهاب النبي صلى الله عليه و سلم الى بيت حليمة الاثر العظيم عليها
، اذ زاد حليب نعاجها و زادت قوة ناقتها و غيرها من الكرامات، و بقي
النبي صلى الله عليه و سلم عند حليمة اربع سنوات ثم عاد الى امه و
في السادسة من عمره ذهبت به امه الى اخواله في المدينة المنورة ليزورهم و توفت
امه هناك فاحتضنته ام ايمن الحبشية (بركة ) و عادت به غلى مكة .
و هنا اخذه جده عبد المطلب ، و كفله و عوضه الحنان و كان يجلسه
على فراشه بجوار الكعبة مع سادات قريش، و لما بلغ الثامنة توفي جده فيسر الله
له عمه ابا طالب و كان يحنو عليه كابيه. و تربى مع علي رضي الله
عنه و كان يرعى الاغنام عند عمه . و ذهب به عمه معه الى الشام
ليتعلم التجارة ، و بينما هم هناك راه بحيرا الراهب فعرف من علاماته انه نبي
الزمان فاخبر جده انه في خطر من اليهود ان يؤذوه او يقتلوه ، و نصحه
ان يرجعه الى مكة و لا يعيده الى الشام ابدا فاعاده مع بعض غلمانه الى
مكة المكرمة.
و عندما كان النبي صلى الله عليه و سلم في الخامسة عشرة من عمره حدثت
حرب الفجار و استمرت 4 سنوات و بعدها انشئ حلف الفضول الذي اشترك فيه النبي
صىلى الله عليه و سلم .
كان يعمل النبي صلى الله عليه و سلم معظم عمره في رعي الغنم مقابل قراريط
قليلة من المال كما يقول لنا صلى الله عليه و سلم. و كان النبي صلى
الله عليه و سلم مشتهرا بانه عاقل رزين حتى في زهرة شبابه ، و كان
لا يلهو مع اهل قريش في امور لهوهم و ما هم ان يفعل شيئا من
اللهو الا مرتين فحماه الله منها بان انزل عليه النوم . و كان مشتهرا انه
الصادق الامين.
خرج النبي صلى الله عليه و سلم تاجرا في اموال خديجة بنت خويلد مع غلامها
ميسرة و كان ميسرة يكثر الرواية لخديجة عن امانة النبي صلى الله عليه و سلم
و اخلاقه ، كما لاحظت البركة في مالها. و كان سادات و الزعماء في قريش
يتهافتون على الزواج بها فلم تقبل احدا منهم و لكنها وجدت في النبي صلى الله
عليه و سلم ضالتها المنشودة. فخطب اعمامه خديجة من عمها. و كانت في الاربعين من
عمرها و هو في الخامسة و العشرين . و انجب منها ولدين و اربع بنات.
و استمر النبي صلى الله عليه و سلم في الذهاب الى اماكن يعتزل فيها الناس
و يتفكر في خلق الله تعالى. و في احدى ايام عزلته جاء اليه جبريل يخبره
انه رسول . و رجع الى خديجة خائفا مذعورا و هي تهدئ من روعه و
تساعده حتى انه لشدة جزعه كان يهم احيانا ان يرمي نفسه من فوق الجبل لكن
الله حفظه من هذاو ثبته حتى تاكد انه رسول من عند الله تعالى. حيث انزل
الله تعالى عليه سورة المدثر التي تعرفه ان الله سينزل عليه القرءان و الرسالة.
ابتدا النبي صلى الله عليه و سلم دعوة اهله الى توحيد الله فامنت به خديجة
اولا ثم ابو بكر و علي بن ابي طالب و غيرهم و كان يدعوهم سرا
ثلاث سنوات في بيت الارقم بن ابي الارق و كان يصلي مع علي عند الكعبة
سرا ذلك ان الصلاة فرضت عليه صلى الله عليه و سلم منذ بداية الدعوة صباحا
و مساء و قيام الليل.
الدعوة الجهرية:
بدا النبي صلى الله عليه و سلم دعوته الجهرية بان جمع بني هاشم و اخبرهم
انه رسول الله كما كان ابراهيم ابوهم و النبيون من بعده و ان هناك موت
و بعث و حساب و جنة و نار فعاهده عمه ابو طالب على ان يحموه
ما كان فيهم لكنه اخبره انه لا يستطيع ان يؤمن به و يترك دين الاباء
و الاجداد. اما الدعوة الجهرية العامة : فقد وقف على جبل الصفا و اخذ ينادي الاقوام
ثم اخبرهم انه نذير لهم بين يدي عذاب شديد و لكن ابا لهب سبه اما
الجميع فانزل الله تعال” تبت يدا ابي لهب و تب” . و بعدها انفجرت مكة
غاضبة مستنكرة ان احدا منها ينكر عليها دينها ، و اجتمع كبراؤها و اخذوا يتشاورون
فيما بينهم في طريقة يفشلون بها هذه الدعوة التي ستحطم ملكم و دينهم فاخرجوا عليه
عدة القاب ليحذروا الناس منه فقالوا انه ساحر و قالوا انه شاعر و قالوا انه
مجنون ثم جاءوا اليه و اخبروه انهم قد فضحوا بين العرب بسببه و تشتتوا و
تفرقوا بين مكذب و مصدق له و عرضوا عليه الزواج و المال فما كان منه
رد الا ان قرا عليهم من القرءان الكريم . ثم جعل النبي صلى الله عليه
و سلم دار الارقم بن ابي الارقم مقرا لدعوته في السنة الخامسة للنبوة ليعلم من
اسلم معه دينهم و يقرا عليهم كتاب الله تعالى. و كل الصحابة كانوا يخفون اسلامهم
الا رسول الله كان يجهر بالدعوة. ثم اذن النبي صلى الله عليه وس لم لاصحابه
الذين اشتد عليهم الاذى الهجرة الى الحبشة حتى ينجو بدينهم . و في احدى المرات
حاولت قريش اغتيال النبي صلى الله عليه و سلم عدة مرات بعدما يئسوا من ان
يردعه عمه ابو طالب. و بعدها توفي ابو طالب و هم في شعب بني هاشم
و بعده بشهرين توفيت خديجة رضي الله عنها ، و كان ابو طالب هو السد
المنيع للدعوة و خديجة هي الحضن الحنون و الزوجة الرؤوم التي ياوي النبي صلى الله
عليه و سلم اليها في البيت لتساويه و تعينه حيث كانت في الخامسة و الستين
من عمرها و النبي صلى الله عليه و سلم في الخمسين. ذاك العام هو عام
الحزن حيث اشتد الحزن في قلب النبي صلى الله عليه و سلم و اشتد قريش
عليه في الضيق ، فضاق منهم و قرر الذهاب الى الطائف لدعوتهم. و لكنهم قابلوه
باسوا مما توقع فبدلا من ان يستقبلوه و يستمعوا له باحترام ، طردوه و جعل
الاطفال يرمونه بالحجارة حتى نزل الدم من قدميه. و بينما كان راجعا الى دياره و
في احد الوديان اخذ يقرا القرءان فسمعه جماعة من الجن فامنوا به فانزل الله عليه
سورة الجن ليواسيه و يخبره انه : ان لم يؤمن الناس بك فهذه الجان تؤمن بك.
عاد النبي صلى الله عليه و سلم الى مكة حيث اقترب موسم الحج فاخذ يستعد
النبي صلى الله عليه و سلم لدعوة اهل القبائل القادمين ليؤدوا الحج . و بعدها
حدقت حادثة الاسراء و المعراج حيث مر النبي صلى الله عليه و سلم بالسماوات السبع
و راى الانبياء و الجنة و النار و نعيم بعض من اهل الجنة كماشطة بنات
فرعون و ابنائها و راى صنوفا من عذب اهل النار و فرض الله عليه فيها
الصلوات الخمس.
ثم هاجر النبي صلى الله عليه و سلم مع ابي بكر الى مكة المكرمة و
طارده المشركين حتى يقتلوه و لكنهم لم يظفروا به حتى انهم انشؤوا مسابقة للامساك به
و لمن يمسك به جائزة عظيمة و مع هذا لم ينجحوا في هذا الامر. و
وصل الى المدينة المنورة سالما و فرح به المسلمون هناك و بدا تاسيس الدولة الاسلامية
حيث اخى بين المهاجرين و الانصار و بدا مشروع بناء المسجد النبوي. ثم تقرر الاذان
الذي تعلن به وقت الصلاة.
و استمرت قريش تعادي النبي صلى الله عليه و سلم و دعوته فقامت العديد من
الغزوات و المعارك اثناء العهد المدني. و في احدى السنوات قرر النبي صلى الله عليه
و سلم ان يؤدي العمرة مع اصحابه لكن قريشا منعتهم ذلك حتى العام القادم و
ذلك حسب صلح الحديبية الذي قام بين اهل مكة و المسلمين.
لكن قريشا نقضت الميثاق فامر النبي صلى الله عليه و سلم اصحابه بالتجهز لفتح مكة
و فتحت مكة و دخلها رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد حرم من
وطنه 13 سنة و عفا و سامح من اذاه من اهلها و اعطى كل من
يكون عند الكعبة او في بيته او في بيت ابي سفيان الامان و صعد بلال
رضي الله عنه فوق الكعبة و اذن الاذان بعد ان كسرت كل الاصنام حول الكعبة
و داخلها.
و بعدها بدات دعوة النبي صلى الله عليه و سلم خارج حدود الجزيرة حيث بدا
يبعث الرسائل الى الملوك في الممالك الكبيرة القريبة يدعوهم الى الاسلام ، و بدات الوفود
تاتي الى النبي صلى الله عليه و سلم افواجا تعلن اسلامها او تعلن صلحها و
حلفها. و في السنة العاشرة للهجرة عاد النبي صلى عليه و سلم الى مكة حاجا
حجة الوداع ليعلم المسلمين اخر ركن من اركان الاسلام و يتم تعاليم الاسلام كاملة لامته
و بعدها يعود للمدينة ليقضي اخر ايامه فيها . بدا المرض يزاول النبي صلى الله
عليه و سلم و الحمى تزداد عليه و قد كان من اسباب مرضه اثر سم
سمه به اليهود لعنة الله عليهم في شاة قدموها له ، و صلى بالناس و
هو مريض احد عشر يوما و استمر مرضه ثلاثة عشر او اربعة عشر يوما ثم
وافته المنية و هو في حجؤ عائشة و على صدرها و كانت اخر وصيته هي
الصلاة و ما ملكت اليمين و النساء.
ثم صلى كل الصحابة على النبي صلى الله عليه و سلم لمدة ثلاثة ايام فكانوا
يدخلون على غرفة عائشة على شكل مجموعات كل مجموعة تدخل تصلي ثم تخرج و تاتي
التي بعدها. ثم غسلوه من غير تجريده من الثياب ثم دفنوه صلى الله عليه و
سلم في نفس المكان الذي توفي فيه صلى الله عليه و سلم و اسكنا معه
فسيح الجنات و جعلنا ممن يتبعونه و يحذون حذوه ما بقيت فينا الحياة و الروح.