قصص الحوا المغربية , رن الهاتف ثم ؟

رن الهاتف فبيتنا.


كان الوقت متاخرا فالليل, و جميع افراد عائلتى يغطون فالنوم, و انا فغرفتي, امضى هذا الوقت من الليل الذي اكرهة بقراءة كتاب لا استمتع بقراءته, حتي ياخذنى النوم الي عالم الاحلام.


رفعت سماعة الهاتف الذي بجانب فراشى بشيء من العجب.


“الو؟؟”


فجاءنى صوت رجل عذب و هو يسالنى عن شخص لا اعرفه, فاجبته: “انا اسفة . و لكنى اظن ان الرقم خطا.” و وضعت السماعة فمكانها.


عدت الي كتابي, احاول القراءة فيه, و الصوت العذب الذي سمعتة اثناء الهاتف يتردد فمسمعي.


بعد نحو عشر دقائق… رن الهاتف مرة اخرى.


“الو؟” قلت و انا ارفع السماعة من جديد, و فداخلى احس بان هذا الصوت العذب هو المتصل.


“الو…” قال مترددا… هادئا. و لم يضف شيئا اخر.


“نعم؟”


ثم سمعتة يقول: “انا اسف انى اتصل مرة اخرى. ان كنت ازعجك فيمكننى ان اقفل الخط فالحال.”


“هل تريد شيئا؟” سالتة متعجبة .


فاذا بة يقول انه اعجب بصوتى و بدفء حديثي, و يحب التعرف الي. و كان يتحدث بنبرة صادقة و جادة و بكل تهذيب, حتي سمحت له بما اراد, فبقيت احدثة لاكثر من نص ساعة , دون ان احس بالوقت. و قبل ان ينهى المكالمة , و جدتة يطلب ان يكلمنى فالغد. ترددت قليلا, و لم اعرف بماذا اجيب. و لكن اسلوبة العذب فالحديث جعلنى اوافق علي طلبه, و فداخلى احس انى اريد هذا بشدة , رغم ترددى امامه, فاعطيتة موعدا فالغد فنفس الوقت, كى يتصل بى مرة اخرى.


وفى اليوم الاتي, اتصل بي, كما اتفقنا, و اخذنا الحديث الي جوانب عديدة من الحياة , حتي عرفت ما ذا يعمل, و كيف يقضى ايامة بين العمل و المنزل, الذي يعود الية فاخر الليل كى ينام فيه, بعدها يعود الي العمل فاليوم الاتي. و اخبرنى انه يسكن فشقة مستاجرة , بعيدا عن اهله, بسبب ظروف عمله, و يزور اهلة فنهاية الاسبوع.


وهكذا, اخذ يتصل بى جميع يوم, فياخذنا الحديث الي عالم احدث جميل, بعيدا عن الملل الذي يملا حياتي, حتي بت انتظر سماع صوتة بشوق و تلهف, و اظل انتظر طوال اليوم هذا الوقت من الليل الذي اسمع فية صوتة و يحدثنى عن احداث يومة فالعمل و عما تعرض له من مواقف ظريفة او غريبة , فاحس ان جديدة الممتع يدخل السعادة و الاثارة الي قلبى الجاف و حياتى الفارغة .


ثم اخذت منة رقم هاتفه, و بدات اتصل بة اثناء النهار, فاحس بالارتياح لسماع صوته. و كان هو دائما يتحدث الى بلطف, و يقول انه ينتظر اتصالاتي, و يسعد بسماع صوتي.


وجاءت فاتورة الهاتف بمبلغ كبير, لا يتخيلة احد. فذهب ابى الي شركة الهاتف كى يفحص من اين جاء هذا المبلغ الخيالي! و عاد الي المنزل و الغضب ينطلق منة كالنار, و اخذ يسال جميع فرد من العائلة : من الذي يتصل بذلك الرقم الذي جاءنا بهذا المبلغ؟! و حين لم يعترف احد منا بشيء, هدد بان يتصل بنفسة الي الرقم, فخفت ان يفعلها حقا, و اعترفت له بكل شيء. و لكنه, و رغم الدهشة الشديدة التي استبدت به, و الغضب الحاد الذي ابرق من عينيه, اكتفي بان امرنى بقطع علاقتى بذلك الرجل فالحال.


بقيت اياما لا اكلمه, بعد ان شرحت له ما حدث بسرعة . و غرقت فحزن و اسى, بعيدا عن سماع صوته. و لكن شوقة فقلبى كان يتضاعف يوما بعد يوم, و يحرق صدرى بنار الحب الذي و قعت فية لاول مرة فحياتي, مع هذا الرجل, الذي احببتة حبا يفوق تصورى فاحلى احلامي… احببتة اثناء الهاتف.


بعد اسبوع, و جدت نفسى اتصل به. فرد مبتهجا: “كم اشتقت لسماع صوتك! اة لو تعلمين كم كنت اعانى و انت بعيدة عنى و لا استطيع التحدث اليك او سماع صوتك!”


فقلت له و ربما امتلا قلبى بالسعادة لسماع قوله: “وانا كذلك اشتقت اليك.” بعدها اعترفت له بما احس نحوة من حب و مودة و اشتياق. و كم كانت سعادتى كبار اذ سمعتة يقول لى انه يبادلنى نفس المشاعر!


عدنا نتحدث اثناء الهاتف جميع يوم كما فالسابق, و لكنى لم اعد اتصل به, بل نكتفى بان يتصل بى هو فاخر الليل, الذي بت احبة و انتظرة بشوق و تلهف. و ان لم يتصل بى مرة لسبب من الاسباب كنت اصاب بحالة جنون غريبة , و احترق شوقا و مرارة .


مرت شهور علي هذة الحال.


ورغم السعادة التي كنت اشعر فيها معه, بت احس فداخلى بالخيبة و الاسى. فقد انتظرت ان يخبرنى بانة سياتى الي بيتنا لطلب يدى من اهلي, الا انه لم يتطرق الي هذا ابدا. فقررت ان افاتحة بالامر. ففوجئت به, و هو يقول لى بصوت يمتزج بالحزن: “ارجوك ان تعذريني, فالوقت ليس مناسبا الان, و ظروفى لا تسمح لى بذلك.” و لم يشرح لى السبب, ما ادي الي تسلل القلق الي صدري. و لكنة و عدنى بان يفكر فالامر, و يخبرنى حين يكون مستعدا لفعل ذلك.


لم نعد الي هذا المقال حتي مر شهر علي هذا الحال. فلم اعد احتمل الوضع, و ربما بدات الافكار السوداء تراودني, و اشتد بى القلق, فسالته: متي سياتى لزيارة اهلي؟! فصدمت بة و هو يعترف لى بصوت مرتجف بانة لا يستطيع فعل ذلك. لانة متزوج!! و له اولاد هو مسؤول عنهم, و لا يستطيع التخلى عنهم. رغم انه لم يعد يحب زوجته, و علاقتة فيها باتت باردة , و ذلك ما جعلة يتحدث الى و يتعلق بي, اذ استيقظت فية تلك المشاعر الرائعة التي يفتقدها منذ زمن, الا انه لم يكن يتصور انه سيتورط معى فعلاقة حب كما حدث دون سابق و عي.


اغلقت خط الهاتف, دون و داع او كلام, و اجهشت باكية بكاء مرا كادت ان تتمزق له عروق قلبي. بقيت اياما طويلة مسكونة حزنا سحيقا ابكى علي حالى و الندم يكاد يحطم نفسى و لم اكلمة منذ هذا اليوم, بعد ان عرفت بوضعة العائلي, رغم انه عاود الاتصال بى مرارا, و لكنى رفضت رفضا قاطعا التحدث اليه. فانا لم اشا ان احطم عائلة بسبب حبى المجنون لرجل لم اعرف حتي شكله, و اكتشفت سريعا حماقتى الشديدة , حين سمحت لنفسى بمثل هذا الحب, دون ان اعرف عن الرجل الذي احب سوي ما يقولة لى اثناء الهاتف.

  • قصص الحوا بالدارجة المغربية
  • قصص الحوا
  • الحوا
  • قصص الحوى بالدارجة المغربية
  • قصص لحوا
  • قصص الحوا باللهجة المغربية
  • قصص لحوا بالدارجة المغربية
  • قصص حوا
  • قصص حوا مغربية
  • قصص الحوى

قصص الحوا المغربية , رن الهاتف ثم ؟