احلى مواضيع جديدة

كيف اتقرب الى من احب

كيف اتقرب الى من احب 3703 1

كيف اتقرب الى من احب 3703

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحبه ومن والاه، اما بعد:
فان اقامة الصداقات بين الشباب من الجنسين من اعظم المنكرات التي وقع فيها الكثيرون؛ مع
ان حرمتها ثابتة بالعقل الضروري قبل ثبوتها بالشرع؛ فالفطرة التي لم تتبدل تدرك هذا؛ كما
في الصحيحين، عن ابي هريرة، انه كان يقول: قال رسول الله – صلى الله عليه
وسلم -: ((ما من مولود الا يولد على الفطرة، فابواه يهودانه، او ينصرانه، او يمجسانه،
كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ حتى تكونوا انتم تجدعونها))، ثم
يقول ابو هريرة – رضي الله عنه -: ﴿ فطرت الله التي فطر الناس عليها…
﴾ الاية [الروم: 30].

يبين هذا حديث عياض بن حمار، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم
– فيما يروي عن ربه: ((واني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وانهم اتتهم الشياطين فاجتالتهم عن
دينهم، وحرمت عليهم ما احللت لهم، وامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا)).

فالفطرة التي فطر الناس عليها، هي فطرة الاسلام، وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال:
﴿ واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم
قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين * او تقولوا
انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون ﴾ [الاعراف:
172، 173]؛ وهي السلامة من الاعتقادات والاعمال الباطلة، والقبول للعقائد والاعمال الصحيحة، وحقيقة الاسلام هي
الاستسلام لله؛ لا لغيره، وهو معنى “لا اله الا الله”.

والظاهر ان بهرجة العصر قد اسهمت – وبشكل كبير – في تحول الفطر وتبدلها؛ فسلامة
القلب من النقص شبهه النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديث ابي هريرة
السابق بسلامة البدن، وان العيب الطارئ على الفطرة المتمثل في السلوكيات الخاطئة ليس اصيلا فيها،
وان الانسان عندما يذكر ويتامل؛ يعود الى فطرته ان لم يكابر؛ فالشريعة جاءت بما يوافق
فطرنا، بخلاف ما عليه المجترئون؛ فانهم غيروا الفطرة في العلم والارادة، فخالفوا بذلك العقل والنقل.

اطلب منك اعادة قراءة ما كتبته بشيء من التامل والروية، مع التجرد من الهوى: “اتعامل
معه.. اضحك معه، واذا كان متضايقا من امر ما احاول التخفيف عنه.. ولكن كثيرا ما
اعاني منه.. يجيب علي بطريقة عصبية.. هذا ليس من شانك، ولا يعنيك البتة.. مع انه
احيانا يجيب عن سبب انشغاله، او اي سؤال اساله له، ولكن هذا قد يكون بنسبة
1%، عندما اتحدث معه.. تعبت من ايجاد طريقة للتقرب منه، والتعامل معه”.

لعلك ادركت – بعد التدبر – مدى الابتذال الذي حرص الشرع الحنيف ان يصون علاقات
الافراد عنه، وان يحدها بضوابط تلائم النفس البشرية، وتسد عليها ابواب الحرام، وتجعلها تسمو فوق
الشبهات، وتحقق العفة، وان كنت لا تعرفين ان الكلام بين الجنسين وانشاء علاقات على وفق
ما تريدين؛ هي بداية الوقوع في الحرام، وان زينه الشيطان في اول الامر، واخرجه في
صورة علاقات وصداقات بريئة! والشيطان يغرك بانك قوية لا تتاثرين، ولكن ما يلبث ان يسقط
فريسته في شباك الغواية، ويسير بها في طريق الضلالة، والواقع خير شاهد على ما اقوله
لك!

والشارع الحكيم قد امرنا باداب راقية يجب اتباعها في تعامل كل من الجنسين مع الاخر؛
فقال تعالى: ﴿ فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ﴾ [الاحزاب: 32]؛ فنهى
الله عن مجرد نبرة الصوت اللينة الضعيفة عند مخاطبة الرجال، والا تلين لهم القول؛ فللوسائل
احكام المقاصد.

قال الاستاذ سيد قطب – في “الظلال” -: “وان القلوب المريضة التي تثار وتطمع موجودة
في كل عهد، وفي كل بيئة، وتجاه كل امراة، ولو كانت هي زوج النبي الكريم
وام المؤمنين، وانه لا طهارة من الدنس، ولا تخلص من الرجس؛ حتى تمتنع الاسباب المثيرة
من الاساس.

فكيف بهذا المجتمع الذي نعيش اليوم فيه في عصرنا المريض الدنس الهابط، الذي تهيج فيه
الفتن، وتثور فيه الشهوات، وترف فيه الاطماع؟! كيف بنا في هذا الجو الذي كل شيء
فيه يثير الفتنة، ويهيج الشهوة، وينبه الغريزة، ويوقظ السعار الجنسي المحموم؟! كيف بنا في هذا
المجتمع، في هذا العصر، في هذا الجو، ونساء يتخنثن في نبراتهن، ويتميعن في اصواتهن، ويجمعن
كل فتنة الانثى، وكل هتاف الجنس، وكل سعار الشهوة، ثم يطلقنه في نبرات ونغمات؟! واين
هن من الطهارة؟! وكيف يمكن ان يرف الطهر في هذا الجو الملوث، وهن بذواتهن وحركاتهن
واصواتهن ذلك الرجس الذي يريد الله ان يذهبه عن عباده المختارين؟”. اه.

ولذا؛ امر الشارع الحكيم بغض البصر؛ فقال الله تعالى: ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم
ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون ﴾ [النور: 30].

وتدبري – رعاك الله – قوله تعالى: ﴿ يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات
الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يامر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما
زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم ﴾[النور: 21]؛
ولا تنكري من نفسك ان الفتاة سريعة التاثر بالشباب، لا سيما اذا كانت هي من
تعرض صداقتها، وهو معرض عنها؛ فاحذري – ايتها الابنة – من هذا الطريق المحفوف بالندامة،
والاصل في الفتن ان تجتنب؛ لان من جاورها فتن؛ كما قال رسول الله – صلى
الله عليه وسلم – ((ستكون فتن؛ القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من
الماشي، والماشي فيها خير من الساعي؛ من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجا، فليعذ
به))؛ متفق عليه من حديث ابي هريرة.

فالافضل لك ان تبحثي عن طريقة تتخلصي بها من تلك الصداقات، بدلا من البحث عن
وسيلة للتعامل مع الرجال، وراجعي على موقعنا استشارة: “الاختلاط وتعليم الفتيات”.

 

السابق
الاسعار في تركيا
التالي
رينو لوجان mcv 2024