احلى مواضيع جديدة

ابتلاء الحب

ابتلاء الحب 1319935Ac8Ec3D1734120E047Ff6B5E5

ابتلاء الحب 1319935Ac8Ec3D1734120E047Ff6B5E5

الحب ذاك المعنى الكبير الذي قد يخترق حياة الانسان بدون مقدمات ليقلبها راسا على عقب
. من اجله قد يدوس على كل القناعات ويتخلى عن مبادىء قد تبناها لسنوات .
وربما يلغي مشاريع واحلام هي كل حياته ويحارب بسببه اناسا طيبين ربطته بهم دائما علاقات
قوية لا لشيء سوى لانهم وقفوا ضد هذا الحب.

عندما يكون المحبوب انسانا يستحق كل تلك التضحيات قد نهضم الموضوع نوعا ما ، لكننا
لا نستطيع سوى ان نسجل علامة تعجب عندما يكون المحبوب انسانا سيئا لا يستحق، والمحب
يعي ذلك تماما ، ومع ذلك يلتمس له كل الاعذار، ويخلق لنفسه من القدرة على
المسامحة والصبر على الاذى مما لم يكن ليطيقه مع شخص اخر، مع امل دائم في
تغير الحال . وقد تضيع حياة المحب و هو يرجو تغير حال المحبوب رغم ان
الدلائل والمؤشرات كلها تدل على ان قصته معه فاشلة، والسبب ان ادوات العقل والمنطق عنده
كلها معطلة، وهو نفسه من اصر على تعطيلها يوم قرر غير مخير ان لا يستمع
الى شيء اخر سوى صوت نبض القلب !!

ينصحه كل الناس بان يبتعد عن ذلك الشخص ، لكن كل اولئك الناس عنده مخطئون
. فهم لا يعرفونه كما يعرفه هو ،ولا يحسون به كما يحس به هو .
فهو عنده عاقل وان اتهمه الكل بالطيش، وان كان طائشا فلا باس ،لان الامل عنده
كبير في الهداية !!! وهو عنده طيب وان اتهمه الكل بالشر، وان كان شريرا فلا
باس، لان الامل عنده كبير في الاصلاح !!!وهو عنده دين وان اتهمه الكل بقلة الدين
، وان كان قليل دين فلا باس، لان الامل عنده كبير في التوبة !!!

تبتلى شابة بحب انسان مدمن مخدرات او كحول ، او بانسان سيء الاخلاق ، او
ربما بانسان تعلم انه لا يحبها وانه فقط يستغلها كامراة ، ومع ذلك يظل التمني
والترجي عندها حاضرا وقويا . فهو لا يعرف قيمتها الان لكنه من الاكيد سيعرفها فيما
بعد ، ساعتها سيحبها تماما مثلما احبته ويقدر لها كل التضحيات والتنازلات التي قدمتها من
اجله !!!

ويضيع الوقت وتضيع السنين وهي تعيش الوهم وتنتظر المحال ، وتضيع معها فرص ثانية في
اقامة علاقة مع شخص اخر يستحق ان تغمره بكل الحب والمشاعر .

وقد تبتلى زوجة محبة بزوج خائن وتجد من الصبر على خيانته مما لا تقوى عليه
امراة من جنس بنات حواء، وتسامحه مرات ومرات، بل تلوم نفسها هي بدلا من ان
تلومه هو على خيانته، فتجعل من نفسها المقصرة والسبب الاوحد في كونه ابتغى علاقة مع
اخرى ، او تلقي اللوم على المراة التي خانها معها، فزوجها رجل طيب وتلك المراة
هي من استدرجته واوقعته في شباكها ، وهو عندها الحمل الوديع الذي تحف به الذئاب
!!! بل احيانا تغمض عينيها عن الخيانة، وتحاول ان تقنع نفسها وهي تخنق عبرتها وتخفي
جرحها بانه وان خانها فيكفي انه اختارها هي زوجة واما لابنائه ،وذلك وحده عندها يكفي
دليلا على انها حبه الحقيقي، وان الاخرى ما هي سوى نزوة ستمر ليعود بعد ذلك
الى حضنها !!!

والحب لا يفرق بين كبير و صغير فهو يخترق كل القلوب ومن كل الاعمار ،
قد يكون المحب انسانا ناضجا مشهودا له بالعقل والرزانة والاحترام ، وعند حضور المحبوب ،
تفلت منه كل اجهزة السيطرة والتحكم فيفقد كل رزانته وهيبته ويتصرف تصرفات صبيانية ،يكثر كلامه
وزلات لسانه ، ويحكي قصصا وروايات من الشرق والغرب لا تناسق بينها و لا رابط
، ويفتح مواضيع ويخرج منها دون ان يكملها لينتقل الى اخرى …وبمجرد ان ينفرد بنفسه
يتنبه الى ما صدر منه ويؤنب نفسه ويعدها بان لا تصدر منه تصرفات مماثلة ،
لكنه بمجرد ان يرى المحبوب يعود الى نفس التصرفات الصبيانية مرة وثانية وثالثة …

قد يكون انسانا متزوجا في منتصف العمر ويقع في حب امراة ثانية فينسى بحبه لها
التزامه تجاه زوجته والميثاق الغليظ الذي اخذه على نفسه يوم ارتبط بها ، بل وينشغل
بحبه عن التزاماته العائلية تجاه بيته واولاده . بل ويفقد التركيز حتى في عمله .

انجذاب ، سحر عجيب ، مغناطيس فريد من نوعه يجذب نحو شخص بعينه دون غيره
من الجنس الاخر ، سر وضعه الله في كل رجل وامراة من شانه ان يكفل
للبشرية استمرارها !!!

عندما يكون هنالك تجاذب فلا مشكلة لان تلك هي العلاقة المتوازنة المرجوة ،لكن المشكلة الحقيقية
تتجلى عندما يكون الانجذاب من طرف واحد فقط ويرفض هذا الطرف ان ينسحب ، فيصبح
في وضعية صعبة يستجدي معها حب الطرف الاخر . فيضيع بذلك كبرياؤه وكرامته وعزة نفسه
ويصاب بسبب ذلك بحالة من عدم الرضا عن النفس يتولد عنها صراعات داخلية مع ذاته
، يحاول نتيجتها مرات عديدة ان يرجح كفة الكبرياء والكرامة وعزة النفس عن كفة الحب
بالابتعاد عن ذلك الانسان، لكنه ما ان يراه حتى يعدل وبدون شعور عن قراره .

وبما ان علاقة الحب هي ارتباط يستوجب قبولا وانجذابا من الطرفين فان من حق الثاني
ان يرفض العلاقة :

• قد ياتي الرفض واضحا وصريحا وبطريقة انسانية لا تجرح هذا الانسان المحب وهذا هو
المرجو .

• وقد ياتي بطريقة لا انسانية يتم فيها السخرية من مشاعر هذا الانسان المحب واهانته
. وذاك سلوك لا يصدر الا من لئيم .

• وقد يكون هنالك رفض، لكن الطرف الثاني لا يستطيع الافصاح عنه مراعاة لشعور المحب
امام كل ما يقدمه من صدق ونبل في المشاعر. وعدم الحسم مع الانسان المحب هو
اكثر شيء من الممكن ان يؤذيه .

• وقد يتورط الطرف الثاني في علاقة مع هذا الشخص رحمة وشفقة. وذلك امر من
شانه ان يؤذي الاثنين .

• وقد يكون هنالك عدم انجذاب من الطرف الثاني لكنه يقبل ان يؤسس علاقة مع
هذا المحب ، هي من الاكيد ليست حبا متبادلا، مستغلا فيها حبه له لتحقيق مصالح
ورغبات مادية . وقد يخضع المحب بسبب ذلك للابتزاز العاطفي ، وهذا ما يحدث غالبا
في زواج المصلحة .

وشان اي سحر، ياتي يوم كذاك الذي احب فيه الشخص بدون مقدمات او اسباب يبطل
فيه مفعول السحر . حدث واحد مفاجىء وتنقشع الغشاوة و يكتشف المحب معه ان عقله
كان مغيبا ،وان حياته من جراء ذاك الحب قد كانت سلسلة من الاخطاء . فجاة
يحضر العقل، لكن بعد ان يكون قد غرق في الاخطاء !!

يخرج المحب من التجربة سفينة محطمة غارقة يتخبطها الموج من كل ناحية يبحث لها عن
مرسى ، وتبدو كل المراسي بعيدة ، ولا طوق نجاة .

رغبة اكيدة في الحياة تسيطر عليه ، والغرق يطارده. يبحث عن فرصة واحدة للنجاة،يتمنى لو
ان الزمن يرجع به الى الوراء لتكون القصة غير القصة والرواية غير الرواية ، لكن
عقارب الساعة قطعا لا تعود الى الوراء .

متفائلون يقولون ان كل شيء قابل لان يصلح ، واخرون يقولون ان ما ينكسر من
المستحيل ان يعود كما كان … والحياة في الاول والاخر تجارب وابتلاءات ، منها ما
يكلف مالا، ومنها ما يكلف عمرا، ومنها ما يكلف الانسان ذاته !!!

السابق
ازياء اسبوع الموضه في باريس
التالي
الحمد الله على كل حال