في عالمنا المعاصر يعتمد ابناء البشر على كثير من المعطيات لتستمر حياتهم بشكل طبيعي يوميا،
فنراهم يقيسون اطوالهم واوزانهم وسعراتهم الحرارية، ويقيسون معدل نبضات قلوبهم، ودرجة الرطوبة في الهواء وسرعة
الرياح والعديد العديد من المعطيات التي يخضعونها للقياس، فهم بذلك ارقى من الحيوانات التي تسير
وفقا لاجبار الطبيعة دون فهم ما يدور حولها، ومن تلك الابواب التي طرقت في عالم
القياس قبل مدة من الزمن هي قياس الحرارة، وكان من الاسباب التي دفعتهم لفعل ذلك
اختلافها بين اقطار الارض واختلافها ايضا في الازمان فكانت الحرارة مزعجة سواء كانت في حالة
البرودة او السخونة العالية في اوقات السنة المختلفة، وايضا مع تطور الصناعات الحديثة والحاجة الى
صهر المعادن والحفاظ عليه من التبخر او التصلب كانت الحاجة الى قياس تلك الحرارة ووضع
مقياس دقيق لها يجنب الباحثين كثير من الاخطاء الناتجة عنه، ايضا كان في عالم الهندسة
ما اساء حيث تقوم الحرارة المرتفعة بتسريع تصلب بعض المواد وتبطئة اخرى مما يشكل حاجزا
ومانعا لعمليات التفاعل بين تلك المواد حيث يكون احداها بطيئا والاخر سريعا جدا وهذه كلها
دوافع دفعت العالم للبحث وبجد عن مقياس دقيق لدرجة الحرارة.
لناتي لتعريف درجة الحرارة بداية وما هيتها، درجة الحرارة عبارة عن مقياس رقمي لحالات السخونة
والبرودة باستخدام الكشف عن حالة التردد الاشعاعي للمادة او الطقس، سرعة الجزيئات داخل المادة او
الهواء، طاقة الحركة الكمية، او بالطريقة الاكثر شيوعا وهي بحساب التصرف المادي للمادة من السيولةالى
التجمد او العكس، فهذه اولا الفكرة لنتعرف الان على فكرةعمل الاجهزة التي تقيس الحرارة بالتفصيل وعددها
كبير جدا، ولهذا يجب ان نوضح ان هناك عدد كبير من المقياسات العالمية التي تحدد
درجة الحرارة واشهرها السيليسوس والفهرنهايت والكلفن. اما عن اجهزة قياس الحرارة فان اشهرها هو مقياس
الزئبق ويعمل على قياس تمدد مادة الزئبق للحرارة حيث تتمدد مادة الزئبق الفلزية بزيادة درجة
الحرارة وتقل بانخفاضها وهو الاشهر في عالم القياس لدرجات الحرارة. ايضا هناك مقياس التيرمومتر بنظام
المعدنين حيث يكون عبارة عن لوحين من المعدن تختلف فيهم القدرة على التمدد ويقوم الجهاز
بقياس الفارق بين تمدد المعدنيين والحصول على النتيجة بنظام الساعة. اما حديثا فقد ظهر نظام
انتشر بصورة كبيرة ويشمل انواعا واشكالا مختلفة ومتميزة ودقيقة جدا وهو النظام الرقمي او الالكتروني
لقياس الحرارة، ويعمل هذا النظام عن طريق مجسات خاصة تقوم بقل الاختلاف في درجات الحرارة
بالنسبة لتمدد المعادن الموجودة داخله عن طريق النقل الحراري من الاجسام الخارجية الى الجسم الداخلي
وله استخدامات كثيرة في المجال الطبي ويتم قياسه عن طريق الاذن باستشعار حرارة سائل الاذن،
او في الصناعة كالموازين البترولية الخاصة، وكذلك قياس العديد من الصناعات المختلفة التي يحتاجها المصممون
جدا لمعرفة حرارة انصهار المواد وايضا لمنع تشققها نتيجة لدرجة حرارة معينة وفي المختبرات لتحسين
اداء التجارب الدقيقة.