مظاهرات الجمعة 9 ديسمبر 1960 بمدينة عين تموشنت وصول ديغول الى مطار زناتة على متن
طائرة “كرافيل” ثم الوصول الى مدينة عين تموشنت على الساعة 11 و46 د بواسطة مروحية
مرفوقا بالسيد”جوكس” وزير الدولة المكلف بالشؤون الجزائرية والعميد الي رئيس اركان الجيش الفرنسي. الزيارة هي
ال8 من نوعها الى الجزائر وللتذكير فقضية الجزائر كانت حيز الدراسة من طرف المجلس الامم
المتحدة منذ ال1960.12.05. بعد مصافحة مستقبليه وعلى راسهم “اورسيرو”عمدة البلدية. يلقي”ديغول”كلمة قصيرة يدلي بها على
فحوى زيارته الى عين تموشنت. الا ان كلمته كانت تذاع بواسطة مكبر الاصوات. هذا ماكان
ليرضي الفرنسيين الموجودين في الساحة المحادية لمقر البلدية الذين بدؤوا يصرخون ويشتمون ديغول وسياسته المنتهجة.
التموشنتيون الذين كانوا ايضا متواجدين في الساحة لم يفوتوا الفرصة للتعبير عن مشاعرهم وبكل شدة
لحقهم في الحرية والاستقلال.وفي هده اللحضة ولاول مرة يرفع العلم الوطني في عين تموشنت وشعارات
مثل “الجزائر جزائرية” و”الجزائر مسلمة”. تلت مناوشات عنيفة بين الطرفين، ثم اعتقالات بالجملة.
بعض حشود المتظاهرين.
مظاهرات ديسمير 1960 خرج الجزائريون في مظاهرة سلمية يوم 11 ديسمبر 1960 لتاكيد مبدا تقرير
المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال شارل ديغول الرامية الى الابقاء على الجزائر جزءا من
فرنسا في اطار فكرة الجزائر الجزائرية من جهة وضد موقف المعمرين الفرنسيين الذين ما زالوا
يحلمون بفكرة الجزائر فرنسية قامت السلطات الفرنسية بقمع هذه المظاهرات بوحشية مما ادى الى سقوط
العديد من الشهداء.
‘بعد وقائع المظاهرات المساندة لسياسة شارل ديغول يوم 9 ديسمبر، ومظاهرات المعمرين يوم 10 منه،
جاء زحف المظاهرات الشعبية بقيادة جبهة التحرير الوطني يوم 11 ديسمبر ليعبر عن وحدة الوطن
والتفاف الشعب حول الثورة مطالبا بالاستقلال التام. خرجت مختلف الشرائح في تجمعات شعبية في الساحات
العامة عبر المدن الجزائرية كلها، ففي الجزائر العاصمة عرفت ساحة الورشات (اول ماي حاليا) كثافة
شعبية متماسكة مجندة وراء العلم الوطني وشعارات الاستقلال وحياة جبهة التحرير، وعمت شوارع ميشلي (ديدوش
مراد حاليا) وتصدت لها القوات الاستعمارية والمعمرون المتظاهرون وتوزعت المظاهرات في الاحياء الشعبية في بلكور
وسلامبي (ديار المحصول حاليا) وباب الوادي، والحراش، وبئر مراد ريس، والقبة، وبئر خادم ،و ديار
العادة، والقصبة، ومناخ فرنسا (وادي قريش)، كانت الشعارات متحدة كلها حول رفع العلم الوطني وجبهة
التحريرالوطني والحكومة المؤقتة وتحيا الجزائر، وتوسعت المظاهرات لتشمل العديد من المدن الجزائرية وهران، الشلف، البليدة
وقسنطينة وعنابة وغيرها حمل فيها الشعب نفس الشعارات ودامت المظاهرات ازيد من اسبوع.
-اكدت المظاهرات الشعبية حقيقة الاستعمار الفرنسي الاجرامية وفظاعته امام العالم، وعبر عن تلاحم الشعب الجزائري
وتماسكه وتجنيده وراء مبادئ جبهة التحرير الوطني والقضاء على سياسة ديغول المتمثلة في فكرة الجزائر
جزائرية وفكرة المعمرين الجزائر فرنسية.
-اما على المستوى الدولي فقد برهنت المظاهرات الشعبية على مساندة مطلقة لجبهة التحرير الوطني، واقتنعت
هيئة الامم المتحدة بادراج ملف القضية الجزائرية في جدول اعمالها وصوتت اللجنة السياسية للجمعية العامة
لصالح القضية الجزائرية ورفضت المبررات الفرنسية الداعية الى تضليل الراي العام العالمي.
-اتساع دائرة التضامن مع الشعب الجزائري عبر العالم خاصة في العالم العربي وحتى في فرنسا
نفسها، خرجت الجماهير الشعبية في مظاهرات تاييد ،كان لها تاثير على شعوب العالم ودخلت فرنسا
في نفق من الصراعات الداخلية وتعرضت الى عزلة دولية بضغط من الشعوب ،الامر الذي اجبر
شارل ديغول على الدخول في مفاوضات مع جبهة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري، وهو
الامل الوحيد لانقاذ فرنسا من الانهيار الكلي.-