احلى مواضيع جديدة

احلى المواقف الرومانسية

احلى المواقف الرومانسية Images128

احلى المواقف الرومانسية 6566

 

 

 

 

 

 

سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم هو انسان الكمال، فهو طاقة حب ورحمة وحنان
تفيض على الكون كله من حوله، وفي سيرته النبوية وسنته الشريفة التي ضمت مواقفه واقواله
وافعاله ما ان تمسكنا به لنلنا السعادة والطمانينة في الدنيا والاخرة، فلم يترك الحبيب صلوات
الله وسلامه عليه وعلى اله امرا الا علمنا اياه وارشدنا اليه.

وقد حفلت السيرة النبوية الشريفة بمواقف كثيرة تبين لنا كيف كان يتعامل رسول الله صلى
الله عليه واله وسلم مع زوجاته بمودة ورحمة ورمانسية نفتقدها في تعاملتنا المعاصرة مع زوجاتنا،
وتظهر لنا سنته كيف كان يراعي نفسية زوجاته وغيرتهن، ويفعل ما يسعدهن ويدخل السرور الى
انفسهن ولو بامور بسيطة، ولكنها كانت تجعل البيت النبوي مليئا بالحب والصفاء.

المراة بطبيعتها تحب من يدللها، وقد فطن الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم لهذا
الامر وراعاه في تعاملاته مع زوجاته، فقد كان يدلل السيدة عائشة رضي الله عنها ويقول
لها: “يا عائش، يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام”. وكان يقول لها ايضا: “يا حميراء”،
والحميراء تصغير حمراء يراد بها المراة البيضاء المشربة بحمرة الوجه.

ومن الافعال التي كانت يظهر بها النبي صلى الله عليه واله وسلم حبه لزوجاته انه
كان يشرب من موضع شربهن وياكل من موضع اكلهن، تقول ام المؤمنين السيدة عائشة: “كنت
اشرب فاناوله النبي صلى الله عليه واله وسلم فيضع فاه على موضع في، واتعرق العرق
فيضع فاه على موضع في”. اي ياكل ما بقي من لحم تركته السيدة عائشة على
العظم.

ولم ينس الحبيب عليه الصلاة والسلام وعلى اله رومانسيته مع زوجاته حتى وقت الشدة والحروب
رغم المسئوليات والمشقة، فعن انس قال: “خرجنا الى المدينة -قادمين من خيبر- فرايت النبي صلى
الله عليه واله وسلم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى
تركب البعير”، فلم يخجل الحبيب صلى الله عليه واله وسلم من ان يرى جنوده هذا
المشهد وهو يظهر الحب والمودة لزوجته السيدة صفيه.

وكان يطيب خاطرها اذا حزنت، فقد كانت السيدة صفية مع رسول الله صلى الله عليه
واله وسلم في سفر، وكان ذلك يومها، فابطات في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله
عليه واله وسلم وهى تبكي،وتقول: حملتني على بعير بطيء، فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها
ودموعها، ويسكتها.

وبلغت رقته الشديدة مع زوجاته انه يشفق عليهن حتى من اسراع الحادي في قيادة الابل
اللائي يركبنها، فعن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان
في سفر وكان هناك غلام اسمه انجشة يحدو بهن -اي ببعض امهات المؤمنين وام سليم-،
فسارت بهن الابل بسرعة كبيرة، فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: “رويدك يا انجشة
سوقك بالقوارير”.

ولم ينس النبي صلى الله عليه واله وسلم ان يمازح زوجاته ويسلي عنهن، فتحكي السيدة
عائشة رضي الله عنها كيف دعاها النبي صلى الله عليه واله وسلم لتشاهد كيف يرقص
اهل الحبشة بالحراب في المسجد، فتقول ان النبي سمع لغطا وصوت صبيان، فقام رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاذا قوم من الحبشة يرقصون، والصبيان حولها فقال: “يا عائشة، تعالى
فانظري”، فجائت السيدة عائشة ووضعت ذقنها على كتف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
واخذت تشاهد من ما بين المنكب الى راسه، فقال لها: “اما شبعت، واما شبعت؟” قالت:
فجعلت اقول: لا، لانظر منزلتي عنده”.

وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم يسابق السيدة عائشة ويتركها تسبقه، ثم يسابقها مرة
اخرى فيسبقها ويقول لها ضاحكا: “هذه بتلك”.

وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها قدم الرسول صلى الله عليه وال وسلم مرة من
غزوة وفي سهوتي اي مخدعي- ستر، فهبت الريح فانكشف ناحية الستر عن عرائس لي لعب،
فقال ما هذا يا عائشة؟ قلت بناتي، وراى صلى الله عليه واله وسلم بينهن فرسا
له جناحان من غير قاع -من جلد- فقال: ما هذا الذي وسطهن؟ قلت فرس فقال
صلى الله عليه واله وسلم فرس له جناحان، قلت: اما سمعت ان لسليمان -عليه السلام-
خيل لها اجنحة؟ قالت: فضحك -صلى الله عليه وسلم- حتى رايت نواجذه.

بل كان يترك المجال لزوجاته رضي الله عنهن ان يمزحن، فعن عائشة رضي الله عنها
قالت: زارتنا سودة يوما فجلس رسول الله بيني وبينها، احدى رجليه في حجري، والاخرى في
حجرها، فعملت لها حريرة فقلت: كلى! فابت فقلت: لتاكلي، او لالطخن وجهك،فابت فاخذت من القصعة
شيئا فلطخت به وجهها، فرفع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رجله من حجرها
لتستقيد منى، فاخذت من القصعة شيئا فلطخت به وجهي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يضحك.

وتحكي امنا عائشة انها كانت تغتسل مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في
اناء واحد، فيبادرها وتبادره، حتى يقول لها دعي لي، وتقول له دع لي.

ولم يخجل الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله من ان يظهر حبه لزوجاته فكان
يقول عن السيدة خديجة رضي الله عنها: “رزقت حبها”، وعندما ساله سيدنا عمرو بن العاص:
اي الناس احب اليك يا رسول الله؟ قال: عائشة.

وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم يراعي غيرة زوجاته ويقدر مشاعرهن فقد استضاف مرة
بعض اصحابه في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها فابطات عليه في اعداد الطعام فارسلت
السيدة ام سلمة طعاما فدخلت السيدة عائشة لتضع الطعام الذي اعددته فوجدتهم ياكلون، فغارت وغضبت
واحضرت حجرا ناعما صلبا ففلقت به الصحفة التي ارسلتها ام سلمه، فجمع النبي صلى الله
عليه واله وسلم بين فلقتي الصحفة، وقال لاصحابه: “كلوا .. كلوا .. غارت امكم ..
غارت امكم” وهو يضحك، ثم اخذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم صحفة عائشة
فبعث بها الى ام سلمة واعطى صحفة ام سلمه لعائشة.

وكان الحبيب صلى الله عليه واله وسلم يتجمل لزوجاته ويتطيب لهن، فتقول السيدة عائشة: كاني
انظر الى وبيض المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وسئلت: “باي
شيء كان يبدا النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك”.

المواقف الرومانسية للحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم مع زوجاته كثيرة، ومن الصعب ان
تحصر، فقد فهم صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله نفسية المراة، وعلم ما يطيب خاطرها
ويجعل البيت واحة للحب والحنان والرحمة، ولنا في رسول الله اسوة حسنة.

السابق
جمال الروح ذاك هو الجمال
التالي
الدراسات الاجتماعية والوطنية