يقول المثل الشعبي الذائع الصيت في مجتمعاتنا “اسال مجرب ولا تسال طبيب”، ومن الغريب ان
هذا المثل الذي ربما كان مناسبا في الازمان الغابرة مع بساطة الحياة وقلة الاطباء والمتخصصين،
لا يزال احدى الامثال الشعبية التي تحتل دورا مهما في سلوكيات الكثير من النساء العربيات
بشكل عام والسعوديات بشكل خاص، عند الحاجة الى معلومات ونصائح طبية، فمعظمهن يلجان الى من
سبقتهن في التجربة، وبشكل خاص تجارب المقربات كبيرات السن.
استطلعت “هي” اراء بعض السيدات السعوديات عن مدى اثر هذا المثل الشعبي “اسال مجرب ولا
تسال طبيب” على سلوكهن وتصرفاتهن، وبالرغم من اختلاف المواقف والمواقع الا ان معظم السيدات يؤكدن
صحة هذا المثل الشعبي اما بشكل مطلق او بشكل جزئي، ويتضح ذلك من خلال ردودهن
التالية:
مثل صحيح
“اسال مجرب ولا تسال طبيب”
اكدت سناء احمد (26 سنة)، صحة هذا المثل الشعبي، حيث قالت: “ان المجرب اكثر الناس
دراية وهذا لا ينفي ان العلم له دور، ولكن التجربة خير برهان، والنظريات والاراء لا
تثمن ولا تغني من جوع اذا لم تطعم بتجربة فعلية، خاصة عندما تكون حالة المجرب
متشابهة مع الحالة التي نمر بها فهو قد جرب اشياء كثيرة حتى توصل الى الدواء
الشافي”.
ووافقتها الراي جواهر عبدالعزيز (27 سنة)، حيث قالت: “نعم هذا المثل صحيح فسؤال المجرب افضل
من سؤال الطبيب، لان المجرب عنده خلاصه الموضوع اما الطبيب فيريد ان يضع احتمالات ويجرب
ايها صحيحة. واكبر دليل على ذلك كلام الامهات والجدات اللواتي سبقونا بتجارب الحمل الولادة ومتاعب
الاطفال الرضع، فعلى الرغم من ان الاطباء كتبوا مجلدات في هذه الامور الا ان القول
الفصل والمريح يبقى لمن جرب”.
مثل صحيح الى حد ما
“اسال مجرب و لا تنسى الطبيب”
بينما تحرص نوال العجمي (29 سنة)، على ايجاد توازن بين صحة او عدم صحة هذا
المثل، حيث قالت: “يمكن بالفعل الاستفادة من اراء المجربات وخاصة كبيرات السن في علاج بعض
الامراض البسيطة، خاصة وان معظمهن يعتمدن على الاعشاب الطبيعية التي استعملنها مسبقا واستفدن منها، ولكن
فى الامراض الشديدة لا بد من مراجعة الاطباء والاستعانة بنصائحهم، ففي هذه الحالة يفضل استبدال
هذا المثل بمثل اخر “ادى العيش لخبازه”.
وكذلك موضي الصايغ (32 سنة)، قالت: “اشعر ان الاطباء بشكل عام يهولون الامور، فلا افضل
اللجوء الى الطبيب الا في الحالات المستعصية، ولا انكر انني اشعر بالاطمئنان عندما اقابل من
تعرضت لنفس تجربتي او حالتي ومرت منها بسلام، حيث اني احبذ الاستماع لنصيحتها بشرط ان
تكون على قدر من الثقافة والوعي، فانا اؤمن بان المعرفة تكمن في التجارب والثقافات”.
مثل خاطئ
“اسال طبيب ولا تسال مجرب”
لكن الاخصائية الاجتماعية جيهان توفيق، اصرت على ان هذا المثل مثل فاشل بكل المقاييس حيث
قالت: “يجب ان تدرك المراة ان العلاج الذي يصلح لها لا يصلح لغيرها، وبالتاكيد هناك
الكثيرات اللاتي جربن هذه المقولة الخاطئة وعرفن انها غير صحيحة حتى في ابسط الامراض، علما
بان اكثر النصائح التي تستمع اليها السيدات هي احداث ومراحل الولادة، وعليهن ان يدركن ان
هذه الاحداث لا تختلف من امراة الى اخرى فحسب، بل بين ولادات الام نفسها لاطفالها،
حيث ان لكل حالة ظروفها الخاصة، ووسط غزارة وتنوع التجارب، قد يتواجد من يقدم لنا
نصائح، ومعلومات خاطئة، لا تستند على اية اسس علمية، بل ربما ترتب عليها الكثير من
المخاطر”.