الفتاة الطبيعية عبارة عن كتلة متحركة من العواطف التي تتاجج في كثير من الاحيان وتسكن
في احيان اخرى، ومن هذه العواطف: .. ” عاطفة الحب “..
والحب الذي اقصده ليس حب الفتاة لوالدها او والدتها او لاخيها او غيرهم من الاشخاص
والاشياء، بل هو الحب بمعنى الميل العاطفي والذي يكون للزوج بالحلال او العشيق بالحرام.
وهذه الحاجة موجودة ايضا عند الرجال، ولكن الفرق بين الرجال والنساء ان الرجل يتحكم في
عواطفه ويتغلب عليها في كثير من الاحيان، بينما تعجز المراة عن هذا في كثير من
المرات.
والفرق الاخر ان الرجل يستطيع ان يشبع هذه الحاجة بالزواج ممن يحب وليس عليه حرج
في ذلك، بينما تبقى المراة تتعذب وتتالم في انتظار ذلك الخاطب الذي ياتي ليطرق الباب،
وان ابتلاها الله بالحب فانها لن تستطيع ان تتقدم لخطبة من تحبه ولا ان تصرح
بذلك لاحد، ولو قيل عنها انها تحب رجلا فستعامل على انها فتاة منحرفة حتى ولو
كانت ليست كذلك.
فاذا علمنا ان عاطفة الحب عند الفتاة ليس لها مجال للتفريغ المؤقت، واذا اضفنا الى
هذا ان الفتاة ربما تكون تجد معاملة سيئة من اهلها فاننا سنفترض ان هذه العاطفة
ستنحرف بالتاكيد.
ومن الملاحظ.. ان هذه العاطفة هي الوتر الذي يعزف عليه كثير من عباد الجنس والشهوة
من الفنانين والفنانات، فيخرجون الافلام التي تحكي قصة عاطفية عن شاب احب فتاة، ثم لم
يستطع هذا الشاب الوصول لحبيبته لسبب او لاخر، وتمضي احداث الفلم التي تحكي كيفية تخطي
الصعاب في سبيل الوصول للحبيبة، وفي اخر الفلم يلتقي الحبيبان لقاء رومانسيا ويتزوج العشيق من
عشيقته.
وهذه المشاهد ترغب الفتاة بالتجربة بعد ان صوروا لها الحبيب في اجمل منظر، ثم انهوا
القصة بالزواج الذي تحلم به اي فتاة. ولهذا تعيش الفتاة في احلام وردية، وتنتظر بطل
الفلم الذي سيراها ويعجب بها ثم تعيش معه قصة حب تختمها بالزواج, وغالبا ما ياتيها
هذا الفارس ويحملها على الفرس الابيض ويطير بها في السماء, ثم اذا قضى حاجته منها
رماها من فوق الحصان ليستبدلها باخرى.
لا اقول ان هذا يحصل ” دائما ” ولكنه يحصل غالبا.
اما الانحراف الثاني بسبب عدم تفريغ هذه العاطفة التفريغ الصحيح فهو ان تميل الفتاة لفتاة
مثلها ميلا عاطفيا غير مقبول. وهذا الحب اصطلح على تسميته ب ” الاعجاب “.
وفي هذه العلاقة تكون المعجبة تتعامل مع من اعجبت بها وكانها تتعامل مع زوجها، ولا
يعني هذا ان كل علاقة اعجاب فهي علاقة تدخل في الشذوذ، لان الاعجاب عند الفتيات
قد ينتهي بمجرد تبادل الهدايا، والخجل الشديد عند رؤية من اعجبت الفتاة بها، والغيرة عليها
من الاخريات.. وربما يتطور هذا الاعجاب لدرجة تدخل في الشذوذ الجنسي، خصوصا ان كان الرادع-
الرقابة الذاتية او الرقابة الخارجية- غائبا.