قد لا تستطيع البنت البوح باسرارها لاحد، فهى تخشى عصبية امها، وبطش ابيها، وقسوة اخيها،
كما تخشى ان تفضحها صديقتها، او ان تفشى سرها الاخصائية الاجتماعية. فلمن اذن تحكى البنت
اسرارها؟
د. عادل المدنى، استاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة الازهر ومستشار العلاقات الزوجية والاسرية، يرى
ان السياق الحضارى الذى تعيش فيه البنت واساليب التنشئة الاجتماعية التى تربت عليها فى مجتمعاتنا
الشرقية عموما تضع الحواجز على ما يسمى بالاسرار الخاصة، بمعنى ان الفتاة لا تستطيع ان
تكشف اسرارها، لان ذلك قد يعرضها لمخاطر العقاب والانتقاد من الاخرين، وذلك لان الاسرة تضع
قواعد صارمة لسلوك الفتاة، ولا تقبل ولا تتسامح فى الخروج عن هذه القواعد، وبالتالى تنشا
الفتاة خائفة من ان تكشف اسرارها او مشاعرها. والازمة هنا ليست ازمة الفتاة، بل ازمة
مجتمع باسره فهو يقول شيئا ويخفى شيئا اخر.
على الرغم من ان الفتاة مثل الفتى فان الفتى قد يملك شجاعة اكبر نتيجة اساليب
التنشئة الاجتماعية التى تسمح له ان يعبر، وتؤكد له انه رجل لا يخشى عليه، لكن
وضعية الفتاة فى مجتمعنا هامشية للاسف الشديد، لذلك فان الفتاة اذا سعت لشخص تشكو اليه
همومها فتكون الصديقة على الاغلب، ونادرا ما نجد الفتاة تحكى لامها، ورغم ان فكرة الام
الصديقة فكرة جذابة لكنها غير شائعة فى المجتمع المصرى والعربى عموما، لان الام دون ان
تدرى تلعب دور السلطة بالنسبة لابنتها، فتغلق بهذا اية قناة للاتصال بينها وبين ابنتها، وربما
تلجا البنت احيانا الى الاب لتحكى له همومها، والاب غالبا لا يعنفها بل فى كثير
من الاحيان يقيم معها حوارا، لكن الوضع الطبيعى هو ان تحكى الفتاة للام لانها مهياة
لان تكون اكثر فهما ووعيا بمشاعر البنت، وبالتالى تستطيع توجيهها.
وهناك ايضا «الام البديلة» التى تكون احيانا الخالة او العمة او بنت الخالة الكبيرة او
الجارة،اذ تلجا البنت الى احدى السيدات المحيطات بها او القريبات منها والتى ترتاح اليها فتبوح
لها بما يقلقها، وبالنسبة للصديقات، فان البنت لا تحكى كل شىء لصديقة واحدة بل تحكى
لكل صديقة جزءا من اسرارها، والبنت لا تحكى سرها لصديقة لا تبوح لها ايضا بسرها،
لان تبادل الاسرار يعنى تبادل الثقة.
والاطباء النفسيون يلجاون الى حل علمى لاحتواء هذه المشكلة، اما بتقديم الاستشارات او بالعلاج الجماعى
الذي يحدث به نوع من التفريغ لمثل هذه الاسرار، بمعنى ان تجلس مجموعة من البنات
فى العيادة النفسية تحت ارشاد الطبيب المتخصص ويتبادل الجميع الخبرات، وبهذا تستريح البنت لانها تبوح
بسرها لبنات في مثل سنها يستمعن اليها، وتقول كل واحدة رايها فى المشكلة اضافة لما
يقدمه الطبيب من ارشاد لهذه الفتاة، وهذا منهج عالمى للعلاج النفسى. وفى النهاية يختتم د.
مدنى حديثه مكررا ومؤكدا ان الام هى اكثر الناس تهيئة لممارسة دور الصديقة للفتاة اذا
فتحت معها قنوات الحب والود وعندئذ لن تضل الفتاة ابدا.
اما د. سامية خضر، استاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، فتقول: هذه هى قضية كل
يوم، وفى رايى ان دور الام هو الدور المحورى فيها، اذ عليها ان تكون صديقة
لابنتها، وعلى الاعلام ان يقوم بالتوعية. فالام يجب ان تكون مقدرة لقلق البنت فى سن
المراهقة. كذلك فهناك دور الاخصائية الاجتماعية فى المدرسة، وجميع الاخصائيات الاجتماعيات يحصلن على دورات تدريبية
يتم التاكيد فيها على ضرورة الحفاظ على اسرار التلميذات والتلاميذ، وان تكون هذه الاسرار بعيدة
تماما عن الوصول لاذان اية سلطة حتى تكون هناك ثقة ما بين الطرفين، وحتى لا
تضيع مصداقية الاخصائية الاجتماعية.
وفى كثير من الاحيان تلجا الاخصائية الاجتماعية الى مكاشفة الام اذا كانت هذه الام قادرة
على استيعاب ابعاد المشكلة والتعامل معها، وقد تضطر احيانا الى اطلاع مديرة المدرسة، اذا كان
ذلك يساعد على حل المشكلة، فقد تكون المشكلة مثلا زواجا عرفيا بين طالب وطالبة، وهذا
وضع لا يمكن اخفاؤه عن ادارة المدرسة، اما لو كانت المشكلة مجرد اعجاب طالب بطالبة
فان الوضع يمكن احتواؤه فى اضيق الحدود، ولا يوجد حل يوصى به فى هذه القضية
اكثر من توعية الام والفتاة معا.
واخيرا همسة فى اذن كل ام: كونى صديقة حميمة ومستودع اسرار ابنتك لتعبرى بها بسلام
الى بر الامان.
من اسرار البنات
خبايا عن طبيعة الانثى ؟؟؟
قالوا ..؟
عن الحب
تحب الفتاة في سن الرابعة عشر لتتسلى وتحب في سن الثامنة عشر لتتزوج
وتحب في سن الثلاثين لتثبت انها مازالت جميلة .
وتحب في سن الاربعين كي لا تفكر في الشيخوخة
كيف تحب
اولا بعينيها
ثم بقلبها
ثم اخيرا بعقلها .
سلاحها
– ففي الدفاع سلاحها الصراخ –
وفي الفشل سلاحها السكوت –
وفي الجدال سلاحها الابتسامة .
عن الحياة
في نظر الطفلة الصغيرة صياح وبكاء
وفي نظر الفتاة اعتناء بالمظهر
وفي نظر المراة زواج وفي نظر الزوجة تجربة قاسية .
العيون
العيون الواسعة تنم على الصراحة والبراءة
العيون الضيقة تنم عن المكر والدهاء .
العيون الحالمة تدل على العاطفة الرقيقة .
العيون الزرقاوية اللون فتدل على العناد .
في حياة المراة ثلاث رجال :
الاب وهو الرجل الذي تحترمه ،
والاخ وهو الرجل الذي تخافه ،
والزوج وهو الرجل الذي يخشاها .
الدنيا قلب الرجل ، والقلب دنيا المراة ، فالمراة ترى اعمق بينما يرى الرجل ابعد
.
المصدر: مما راقنى ….
اسم السلسلة: لقاءات مع الناس