اضطرابات الشخصية هي انماط طويلة الاجل من التفكير والسلوك فيما يخص العمل والعلاقات مع الاخرين.
هناك انواع كثيرة من اضطرابات الشخصية. ويؤثر كل منها في المرضى تاثيرا مختلفا. لكن، يعاني
المصابون باضطراب الشخصية من صعوبات في التعامل مع شدائد الحياة ومشاكلها اليومية عادة. يساعد هذا
البرنامج التثقيفي على فهم اضطرابات الشخصية. كما يستعرض اكثر انواع هذه الاضطرابات شيوعا، ويناقش اعراضها
واسابها وسبل معالجتها.
اضطرابات الشخصية
يشمل مصطلح “الشخصية” افكار الشخص وانفعالاته وسلوكه. ولاضطرابات الشخصية اثر في نظرة المريض الى العالم
وعلاقته به وفهمه له، ولها تاثير في نظرة المريض الى نفسه ايضا. تتطور شخصية الانسان
خلال مرحلة الطفولة. وهي تتشكل بفعل شيئين اثنين: الميول الموروثة والبيئة المحيطة. الميول الموروثة هي
سمات الشخصية التي ياخذها الانسان من والديه. ومن المرجح ان يكون ابناء الاشخاص الاجتماعيين المنطلقين
كثيري الكلام، في حين يكون ابناء الاشخاص المتحفظين المنطوين اميل الى الخجل. تتعلق البيئة المحيطة
بشروط حياة الانسان. وهي تشمل المحيط الذي نشا فيه، والاحداث التي مرت به. كما تشمل
ايضا نمط علاقاته بافراد اسرته، وبالاشخاص الاخرين في حياته. اضطرابات الشخصية هي انماط طويلة الامد
من التفكير والسلوك، يكون لها اثر سلبي فيما يخص العمل والعلاقات مع الاخرين. اضطراب الشخصية
نوع من المرض النفسي. ويستخدم اختصاصيو الرعاية الصحية مصطلح “اضطرابات الشخصية” للاشارة الى السمات المختلة
في شخصية المريض. يعاني المصابون باضطرابات الشخصية من صعوبة في التعامل مع شدات الحياة اليومية
ومشاكلها. ويجد هؤلاء الاشخاص عادة صعوبات في بناء علاقات ايجابية مع الاخرين، وفي المحافظة على
هذه العلاقات. تبدا اضطرابات الشخصية خلال الطفولة عادة. لكن تشخيصها لا يكون في اغلب الاحيان
الا بعد نضج الشخص، لان انماط التفكير والسلوك في مرحلة المراهقة تكون مؤقتة او عابرة
عادة.
الاعراض
تصنف الانواع المحددة من اضطرابات الشخصية ضمن مجموعات. ويعتمد تحديد المجموعة على تشابه الخصائص والاعراض.
هناك ثلاث مجموعات: المجموعة (ا) والمجموعة (ب) والمجموعة (ج). اضغط على كل رابط من الروابط
التي تراها في الفقرة التالية لتتعرف الى اعراض كل نوع من انواع اضطرابات الشخصية. اضطرابات
المجموعة (ا) هي اضطرابات تتضمن سلوكا او تفكيرا غريبا او غير مالوف:
- اضطراب الشخصية الزوري.
- اضطراب الشخصية الفصامي.
- اضطراب الشخصية الفصامي النمط.
اضطرابات المجموعة (ب) هي اضطرابات تتضمن تفكيرا او سلوكا دراماتيكيا او شديد الانفعالية:
- اضطراب معاداة المجتمع.
- اضطراب الشخصية الحدي.
- اضطراب الشخصية التمثيلي.
- اضطراب الشخصية النرجسي.
اضطرابات المجموعة (ج) هي اضطرابات تتضمن القلق والتفكير والسلوك المتسمين بالذعر:
- اضطراب الشخصية الاجتنابي.
- اضطراب الشخصية الاتكالي.
- اضطراب الشخصية الوسواسي القهري.
يجب استشارة الطبيب عند ظهور اعراض اي اضطراب من اضطرابات الشخصية لان الحالة يمكن ان
تتفاقم اذا لم يتلق المريض المعالجة المناسبة. وقد تسبب هذه الاضطرابات مشكلات كبيرة في حياة
المريض.
الاسباب
ان الاسباب الدقيقة لاضطرابات الشخصية غير معروفة. وقد تكون هذه الاضطرابات ناتجة عن مزيج من
سمات عائلية في الشخصية ومن تاثيرات البيئة المحيطة. يمكن ان تنتقل سمات الشخصية من احد
الوالدين الى بعض اطفال الاسرة. ويعد التمييز العنصري او الجنسي من سمات الشخصية التي يمكن
ان يتاثر الطفل بها في البيت. ومع الزمن، يمكن ان يبدا الطفل في اظهار سمات
مماثلة. تاثيرات البيئة المحيطة هي الظروف التي تكون موجودة خلال نمو الطفل. وتعد حالات الاساءة
الى الطفل وقيام احد الوالدين بتعاطي المخدرات من الامثلة على تاثيرات البيئة المحيطة. رغم عدم
معرفة الاسباب الدقيقة لاضطرابات الشخصية، الا ان هناك عوامل محددة يبدو انها تزيد من احتمالات
ظهور هذه الاضطرابات. يمكن ان يكون للعوامل التالية اثر في ظهور اضطرابات الشخصية:
- التعرض للاساءة او الاهمال في الطفولة.
- تشخيص اضطراب السلوك الطفولي.
- وجود تاريخ عائلي للمرض النفسي.
- خسارة احد الوالدين بسبب الوفاة او الطلاق خلال الطفولة.
- الفقر.
- عيش الطفل في اسرة غير مستقرة او شديدة الفوضوية.
التشخيص
لا توجد اختبارات طبية تستطيع كشف الاصابة باضطراب الشخصية. ولابد من قيام طبيب نفسي بالتشخيص.
والطبيب النفسي هو طبيب متخصص في الاضطرابات النفسية والانفعالية والسلوكية. يعد توفر معلومات التاريخ الاجتماعي
والطبي للشخص المريض ضروريا لتشخيص اضطراب الشخصية. وقد يسال الطبيب النفسي عن الاعراض وعن تاريخ
الاسرة. كما يمكن ان يقابل افراد الاسرة والاصدقاء لمعرفة اية تغيرات في سلوك المريض. يكون
الفحص الجسدي جزءا من عملية التشخيص عادة. ويمكن ان يجري الطبيب فحصا للدم وتصويرا للدماغ،
لان هذه الفحوصات تساعد على تحديد ما اذا كانت الاعراض ناجمة عن اية مشكلات صحية
اخرى.
المعالجة
تستمر اضطرابات الشخصية معظم حياة المريض عادة. لكن المعالجة بعيدة المدى يمكن ان تساعد على
السيطرة على الاعراض. وعند تقديم المعالجة المناسبة، يتمكن كثير من المرضى من عيش حياة مرضية.
تشمل معالجة اضطرابات الشخصية واحدا او اكثر مما يلي عادة:
- المعالجة النفسية.
- المعالجة الدوائية.
- المعالجة في المستشفى.
تدعى المعالجة النفسية احيانا باسم “المعالجة بالكلام”. وهي السبيل الرئيسي لمعالجة اضطرابات الشخصية. خلال المعالجة
النفسية، يتعرف المريض على حالته وكيفية تاثيرها في تفكيره وسلوكه ومزاجه ومشاعره. وهذا ما يساعده
على تعلم طرق صحية من اجل التعامل مع الاعراض. هناك انواع مختلفة كثيرة من المعالجة
النفسية. ويستطيع الطبيب مساعدة المريض على تقرير نوع المعالجة المناسب لحالته. تشمل الادوية النفسية التي
يمكن استخدامها لمعالجة اضطرابات الشخصية الانواع التالية:
- مضادات الاكتئاب.
- ادوية لاستقرار المزاج.
- مضادات القلق.
- مضادات الذهان.
تحمل الادوية كلها مخاطر ظهور اثار جانبية. ولابد من استشارة الطبيب فيما يخص الادوية التي
يمكن ان تستخدم لمعالجة الاعراض. ولا يجوز ان يبدا المريض تناول اي دواء ولا ان
يتوقف عن تناوله من غير استشارة الطبيب اولا. يشعر كثير من المرضى براحة اكبر عند
المزج بين المعالجة الدوائية والمعالجة النفسية. ومن الممكن تقليل خطر النكس من خلال المواظبة على
خطة المعالجة طوال الفترة التي يوصي بها الطبيب. يمكن ان تحتاج الحالات الشديدة من اضطراب
الشخصية الى ادخال المريض الى مستشفى الامراض النفسية. ويكون هذا الاجراء مستحسنا عادة اذا كان
اضطراب الشخصية يعرض صاحبه او الاشخاص الاخرين لاخطار مباشرة. اذا كان المريض معرضا لخطر مباشر
يتمثل في اقدامه على ايذاء نفسه او على ايذاء الاخرين، فلابد من التماس المعونة الطبية.
وقد يوصى احيانا بالعلاج في المستشفى بالنسبة لمريض اضطراب الشخصية الذي يحتاج الى مكان يوفر
له المساعدة اللازمة في اثناء تلقي العلاج.
الخلاصة
اضطرابات الشخصية هي انماط طويلة الامد من التفكير والسلوك فيما يخص العمل والعلاقات مع الاخرين.
ويجد المصابون باضطرابات الشخصية صعوبات في التعامل مع صعوبات الحياة اليومية ومشكلاتها. تبدا اضطرابات الشخصية
منذ الطفولة عادة. لكنها لا تشخص في معظم الاحوال الا بعد ان يكبر المريض. ان
السبب الدقيق لاضطرابات الشخصية غير معروف. لكن هناك عوامل يبدو انها تزيد من احتمال نشوئها
وتطورها. ويرتبط كثير من هذه العوامل بظروف اجتماعية او انفعالية او اقتصادية يعيشها الشخص في
طفولته.
لا يوجد اختبار طبي يسمح بتشخيص اضطراب الشخصية. ولابد من اجراء ذلك التشخيص من قبل
طبيب نفسي، وهو طبيب متخصص في الاضطرابات النفسية والانفعالية والسلوكية. تشمل معالجة اضطرابات الشخصية استخدام
المعالجة النفسية او المعالجة الدوائية، او الاثنتين معا عادة. وقد تنشا الحاجة الى المعالجة في
المستشفى اذا كان اضطراب الشخصية شديدا الى درجة تجعله مصدر خطر على المريض او على
الاخرين. تستمر اضطرابات الشخصية طوال حياة المريض عادة. لكن المعالجة بعيدة المدى يمكن ان تساعد
على ضبط الاعراض. ومع المعالجة، يمكن ان يتحسن مرضى كثيرون بحيث يتمكنون من عيش حياة
مقبولة.