عمان، الاردن (CNN)— يتيح الحديث خارج القبة مع النائب الاردني الاكثر جدلا في مجلس النواب يحيى السعود،
التعرف على حقيقة رايه المعارض لوجود “كوتا” للسيدات في بلد تتمايز تركيبته الاجتماعية بنسيج عشائري
محافظة يصعب فيها ايصال السيدات الى القبة دونها، ليكشف رفضه المطلق لجميع الكوتات في البرلمان،
معتبرا نفسه “نائبا شعبيا” لا يستطيع التوقف عن الرد على من يستفزه.
السعود الحاصل على اجازة في المحاماة، التقتهCNNبالعربية في مكتبه عقب اقل من اسبوعين، على اشعال الراي العام ومواقع التواصل الاجتماعي بحادثة
عبارة “اقعدي يا هند” الشهيرة، التي وجهها السعود لزميلته النائب هند الفايز مرارا في احدى
جلسات المناقشة العامة للمجلس شهدت ملاسنة بين عدد من النواب من ذوي التوجهات الاسلامية والقومية،
ما اثار جدلا واسعا حول نظرة الاوساط السياسية للمشاركة النسائية في الحياة العامة.
الحادثة الاكثر شهرة للان، لم تكن هي الوحيدة التي ارتبط ذكرها باسم السعود وان امتازت
بصبغة جندرية هذه المرة، وهو النائب الذي فاز في عضوية المجلسين السادس عشر والسابع عشر،
الحالي عن الدائرة الثانية في العاصمة عمان التي يشار الى ان غالبية قواعدها الانتخابية تمثل
الاردنيين من اصول فلسطينية او كما يسميها السعود “غرب النهر”، في الوقت الذي يعود امتداد
السعود الى محافظة الطفيلة جنوب البلاد.
لم ينكر السعود قساوة الفايز التي قالت ان “الكوتا افضل من البسطات،” لكنه ظل مرددا
عبارة “انا نائب شعبوي ويشرفني ان امثل شريحة اصحاب البسطات ولست نائبا اشكاليا لكنني مادة
اعلامية مطلوبة.”
قبل عامين مثلا، لم يتردد السعود في ضرب احد زملائه تحت القبة وخلع حذائه امامه،
كما لم يتردد في اثارة العديد من المشاجرات، كما هاجم احد قيادات جماعة الاخوان المسلمين
مهددا بنتف لحيته، في حادثة عبر عن ندمه عنها كما اخبر موقعCNNبالعربية.
ويبدو ان ندم السعود في بعض المواقف وتقديم اعتذاراته، يبدو منسجما مع مصارحاته التي كشف
عنها للموقع، كاعترافه بان يكون احد نواب ما يسمى “بالالو” اي من يتلقى اتصالات من
دائرة المخابرات العامة، كنوع من التنسيق الامني في المواقف السياسية، عندما يتعلق الامر بالمصلحة الوطنية
كما، يقول، وهو ما لا يعترف به النواب.
ولا يخفي السعود عداءه الواضح لاسرائيل، التي اكد انه سيعود الى امتطاء “الحمار” مقابل ان
يعرقل ابرام اتفاقية شراء الغاز منها، حيث يشهد البرلمان مناقشات ساخنة حولها مع الحكومة التي
وصف فيها رئيسها بالداهية لشدة ذكائه، بينما وصف احد وزرائها السياسيين “بالوصولي“.
وفيما يلي نص المقابلة:
– لماذا قلت لزميلتك النائب هند الفايز اقعدي يا هند، وما هو موقفك من حقيقة
وجود كوتا للنساء في البرلمان؟
الاخت هند الفايز زميلة عزيزة واقدرها واحترمها وما حصل ان ملاسنة وقعت بين النائبين عبدالكريم
الدغمي وعبدالمجيد الاقطش، اثناء مقاطعة بعضهما البعض لتتدخل الفايز ضد الاقطش وكان دوري حينها في
الحديث حيث طلبت من رئاسة المجلس ان ابدا الحديث وحاولت ان الطف الجو لكن لم
استطع وخرجت مني الكلمة على الكوتا. موقفي من الكوتا واضح انا ضد كل الكوتات بما
فيها النسائية ولا يعني انني قصدت الاساءة الى المراة، فالمراة اولا هي امي واختي وابنتي
وزوجتي، لكن الكوتا غير دستورية بدليل المادة 6 من الدستور تقول ان الاردنيين امام القانون
سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق او الدين او اللغة.
ولان المراة هي نصف المجتمع فعليها ان تحصل على اصوات حقيقية تنافس فيها الرجل وليست
مشكلتي في الحاضنة الاجتماعية التي تصعب ذلك، اما ان اميز المراة ضد الرجل واميز البدو
واميز الشيشان واميز الشركس واميز المسيحيين، فهذا مخالف للدستور.
– ومن قصدت في قول “الله ينتقم منه اللي جاب الكوتا على المجلس” وهل قلت
للنواب السيدات “روحن تمكيجن لجيزانكن ولقطن ملوخية احسنلكن من هالسولافه”؟
كنت اقصد رئيسي الوزراء السابقين الدكتور معروف البخيت وعلي ابو الراغب وهما صاحبا المقترح بطرح
الكوتا النسائية. تلك العبارة نعم وردت وربما اقولها كل يوم لكنها جاءت في سياق المزاح،
وعندما قلت ان صلاة المراة يجب ان تكون في مخدعها لم اقل ان المعري او
المتنبي قال ذلك، بل رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا ننكر دور المراة في
المجتمع لكن هناك هجمة علي واصبحت مادة اعلامية مطلوبة. في الاعلام لا احد يذكر الشتائم
التي تصدر عن بعض النواب كشتائم الذات الالاهية، والاخت الفايز صدر منها اساءت دعتني ادافع
عن الاسلام ولم يتطرقوا لها.
– وكيف ترى رد النائب الفايز التي قالت ان الكوتا افضل من البسطات؟
كان ردها قاسيا، وهي تعرف انني نائب طبقة شعبية قاعدتي الانتخابية هي قاعدة بسيطة جدا
ومعظم الناس هم من الطبقة الفقيرة جدا والبسطاء. انا كنت عضو في مجلس امانة عمان
وكانت مهمة امانة عمان في ازالة البسطات وكنت ادافع عن هذه الفئة، ورغم انها قالت
انني امثل هذه الفئة في سياق بدا كانه اهانة او مسبة، لكنني اعتبرها شرف عظيم
ان ادافع عن هذه الفئة وعن كل فئات المجتمع الاردن على الاقل من يعمل على
البسطة يعمل بكده وعرقه وليس كمن يسرق اموال البلد وينصب على البلد وينصب على الناس.
–وماذا تقول في من يصفك بالنائب الاشكالي؟
دعيني اتكلم بصراحة، القضية ليست لانني نائب اشكالي بالنسبة لي لا ارضى بالضيم، ولو جاء
احدا ليشتم مجلس النواب وقال “يلعن ابو مجلس النواب” لن اقبل بذلك، ومعظم مشاكلي دفاعا
عن مجلس النواب ودفاعا عن الوطن، لكنني لا ارضى ان يستفزني، لست عصبيا ولا جدليا
بل تحملت الكثير من النواب، مثلا في حادثة خلافي مع النائب النمري عندها “قال لي
انا لو معي كاز لحرقت كل اعضاء مجلس النواب”، هذه العبارة لم تستوقف الناس وشاهدوني
فقط عندما ضربته النمري لكن المسالة ان لكل فعل رد فعل.
– ما قصة تمسكك بتراس لجنة فلسطين النيابية وقواعدك الانتخابية التي تنحدر من اصول فلسطينية؟
لو خيرت بين رئاسة مجلس النواب وبين رئاسة اللجنة ساختار لجنة فلسطين النيابية، اليوم باب
الجهاد معطل ولا سبيل لي لاظهار دعمي للفلسطينيين سوى ان ادافع عن حقوق اهل فلسطين
واساعد الشعب الفلسطيني في هذه اللجنة واقف ضد العدو الاسرائيلي، اما قواعدي الانتخابية فان دل
على شيء فانما يدل على انني نائب شعبي وامثل بسطاء يستحقون ان ادافع عن قضيتهم
التي ادافع عنها بدافع عقائدي وديني.
– انت من النواب القلائل الذين اعترفت بانك كنت من نواب “الالو”؟ هل هذا يعني
ان مجلس النواب غير مستقل؟
نعم قلت ذلك في المجلس السادس عشر، ولا اتراجع عنها نعم كان هناك تنسيق مع
الاجهزة الامنية وهذا ليس خطا اذا كان فيه خدمة للمصلحة العليا في الوطن، لكن عندما
تاتي وتختار في قرارات تتعلق بضمير الامة جدا ويصبح هناك تدخل هذا كلام مرفوض جملة
وتفصيلا. مثلا عند التصويت على الثقة بالحكومة السفير في قضية القاضي رائد زعيتر، وقع اربعة
نواب من كتلتي على المذكرة لكنهم منحوا الثقة للحكومة عند التصويت. وبالامس مثلا في مناقشات
اتفاقية استيراد الغاز الاسرائيلي حصل لا اكذب واقول ان هناك اتصالات حصلت لكن النواب رفضوا
بالاجماع لان القضية تمس ضمير الامة. الاتفاقية لن تمر ساقف ضد الاتفاقية بكل ما اوتيت
من قوة ولو ساعود لاركب حمارا واوقد حطبا، لن اقبل بالغاز الاسرائيلي.
– توصف علاقتك برئيس الحكومة عبد الله النسور بغير الودية؟ لماذا؟ وانت زاملته نائبا في
المجلس السادس عشر؟
تشرفت بمزاملة النسور لكن حقيقة مواقفه الان وهو رئيس وزراء تختلف عما كان عليه نائبا
لان قراراته توجب الحذر وهي ليست شعبوية كما لو كان نائبا. النسور داهية لانه يتمتع
بالذكاء الخارق جدا وعنده حجة بالاقناع والحديث اذا استمعت اليه يسحرك بحديثه، ولو جرى تصويت
على اتفاقية الغاز قبل ايام لمال المجلس بعد الاستماع للنسور لصالح الاتفاقية. في التاريخ الاسلامي
كانوا يقولون ان هناك ثلاث دواهي، وانا اقول ان عبدالله النسور هو الرابع. ليس بيني
وبينه اية خلافات شخصية، ولم اطلب منه طلبات شخصية والله لا يحيجني اليه ولا لغيره،
لكنني لن اوافق على قراراته.
– كان لديك موقف رافض للحراك الشعبي الذي شهدته البلاد وموقفا من الاسلاميين ايضا؟ لماذا؟
الحراك الذي كان يخرج هو حراك مطلبي وابتزازي حيث ان هناك وزيرا كان يهتف ضد
النظام في الشارع قبل ان يصبح وزيرا، ويحيى السعود كان يصده عن هذا الكلام، ومن
ثم يحيى السعود اعتقل وحبس وهو اصبح وزيرا واصبح من اشد المدافعين عن النظام. هذا
ليس حراكيا هذا انسان وصولي وهؤلاء لديهم نفس الاسلوب انا مع الحراك الذي لا يقطع
شارعا ولا يكسر لوح زجاج ولا يعطل طريقا. اما الاسلاميون فانا لست ضدهم، لكن عندي
تحفظ على ارتباطهم بالخارج وعلى بعض رموزهم.
يشار الى ان مجلس النواب الاردني يضم 150 عضوا، بينهم 18 نائبا من السيدات، فازت
ثلاثة منهم في انتخابات المجلس السابع عشر الحالي قبل عامين بالتنافس، مقابل 15 سيدة فزن
بالمقاعد المخصصة للكوتا النسائية.