تجميد الاجنة هو ركن اساسى وهام لعلاجات الحمل المساعد فى كافة مراكز اطفال الانابيب. ان
العديد من عيادات التخصيب خارج الرحم في جميع انحاء العالم الان قادرة على تجميد احتياطي
اجنة جاهزة للنقل في وقت لاحق. وقد ولد اول طفل جنين مجمد في عام 1984.
يسمح حفظ الجنين بالتبريد بنقل اجنة متعددة من مجموعة واحدة من البويضات وهذا الامر يحسن
من معدلات حدوث الحمل.
مزايا حفظ الاجنة بالتجميد
يتيح الفرصة لزيادة احتمال الحمل بواسطة عملية اطفال الانابيب، ويمنع اهدار الاجنة السليمة القابلة للحياة،ولعل
هذه هي الميزة الاكثر اهمية في الحفظ بالتجميد. قد يكون لدى ما يقرب من 50
% من النساء احتياطي اجنة متوفرة للتجميد،وفي بعض العيادات تكون معدلات الحمل والمواليد الاحياء من
خلال عملية نقل الاجنة المجمدة وتحللها عالية،مثل تلك التي تحققها عمليات نقل الاجنة الجديدة.
يمكن وصف عملية تجميد الاجنة للنقل في وقت لاحق للنساء اللاتي يتعرضن لمخاطر الاصابة بمتلازمة
زيادة عالية في عمل المبايض والتى تكون ناتجة عن تنشيط المبايض في الانابيب وذلك للتخصيب
الصناعي.
عند زراعة الجنين في حالات خطرة مثل وجود اورام حميدة في بطانة الرحم، او نمو
ضعيف لبطانة الرحم، قد يحدث نزيف قرب موعد نقل الاجنة او عند الاصابة بالامراض.
عند وجود صعوبة في نقل الاجنة الحديثة مثل ضيق عنق الرحم (صعوبة في المرور عبر
قناة عنق الرحم بسبب ضيقها او وجود ندبات، الخ).
قبل العلاج الكيميائي للسرطان او العلاج الاشعاعي.
كيف يتم تجميد الاجنة وتحليلها؟
يمكن تجميد الاجنة في اي مرحلة (مثل مرحلة النواة الاولية ، الحوصلة الجنينية) اذا كانت
من نوعية جيدة. و يتم تخزين الاجنة دفعة واحدة مجتمعة او دفعات متعددة متفرقة اعتمادا
على عدد الاجنة التي من المرجح ان يتم نقلها الى الرحم في وقت لاحق.
تمزج الاجنة مع سائل خاص يحفظها من التلف اثناء عملية التجميد.
ثم يتم وضع المزيج اما في انبوبة شعرية من البلاستيك او انبوبة زجاج وتخزينها في
النيتروجين السائل في درجة حرارة منخفضة جدا، تصل الى 196 درجة مئوية تحت الصفر باستخدام
جهاز مبرمج ومخصص لهذه العملية.
تتضمن عملية فك الاجنة ازالة الاجنة من النيتروجين السائل، عند درجة حرارة الغرفة، وازالة سائل
التبريد الحافظ ومزج الجنين في وسط خاص يساعده على النمو.
يبقى الخليط بعد ذلك في الحاضنة جاهزا للنقل.
اذا تم تجميد الاجنة في مرحلة الانشقاق او الحوصلة الجنينية، يمكن فكها ونقلها الى تجويف
الرحم في نفس اليوم. ومع ذلك، اذا تم التجميد في مرحلة النواة الاولية الثنائية، يتم
التحلل قبلها بيوم واحد ويتم زراعتها في الليلة ذاتها حتى تنقسم ويتم احلال الاجنة عندما
يصبح كل واحد من الاجنة مكونا من خليتين او اربع.
ما هو معدل بقاء عمليتي التجميد والفك؟
لا تنجو كل الاجنة في عمليتي التجميد والفك، ويتوقع ان يكون معدل البقاء ما بين
75 الى 80 % وقد يكون من الضروري تحلل عدة اجنة للحصول على اثنين او
ثلاثة منها بحالة جيدة لنقلها الى رحم الزوجة.
لا تتضرر الاجنة نتيجة التجميد ولا اثناء التخزين، ولكن قد يحدث هذا خلال عملية التبريد
والفك.
* ومن المهم ان يبقى كلا الزوجين على اتصال مع العيادة لمتابعة الاجنة المجمدة.
* يجب ان يكون الزوجين ما زالا على الزواج الشرعى ولا يجوز ارجاع الاجنة الى
رحم الزوجة اذا تم الانفصال بين الزوجين او فى حالة وفاة احدهما.
كم تستمر مدة تخزين الاجنة؟
تستمر مدة التخزين خمس سنوات بالدرجة الاولى،ويمكن تمديد فترة التخزين لمدة خمس سنوات اخرى في
حال موافقة الزوجين لتمكيننا من القيام بذلك،ولا يكون هناك خطر او تدهور في صحة الجنين
مع مرور الوقت.
كيف يتم نقل الاجنة المجمدة؟
يمكن نقل الاجنة المجمدة المتحللة الى الرحم في دورة طبيعية، او في دورة الاحلال باستخدام
الهرمونات او في دورة منشطة.
وبصفة عامة يكون للطرق الثلاثة معدلات حمل وولادة اطفال احياء مماثلة.
الدورة الطبيعية (دون اي ادوية):
يتم وصف هذه العلمية للنساء الشابات اللاتي لديهن دورة حيض واباضة منتظمة ، وتتضمن استخدام
الموجات فوق الصوتية لفحص نمو البويضة وبطانة الرحم،ويطلب تحليل الدم للتحقق من مستويات هرمونات اللوتيني
(الجسم الاصفر) والاستروجين والبروجسترون.
يتم نقل الاجنة عادة بعد 3 الى 4 ايام من تحفيز الهرمون اللوتيني (يومين الى
ثلاثة ايام بعد الاباضة).
لا تتناول المراة اي عقاقير حتى يوم نقل الاجنة،وفي يوم نقل الاجنة، قد تبدا المراة
بوضع تحاميل هرمون البروجستيرون او اقراص لتقوية مرحلة الجسم الاصفر.
دورة احلال الهرمونات مع او بدون هرمون GnRh-a :
يتم القيام بهذه العملية للنساء المسنات، والنساء بدون مبايض او بمبايض غير نشيطة، والنساء ذوات
دورات الطمث غير المنتظمة او غير منتظمة الاباضة.
وهي تشمل اعطاء هرمون الاستروجين في شكل اقراص او لاصق على الجلد، ويضاف في وقت
لاحق البروجستيرون على شكل اقراص، او تحاميل، او هلام (جل) او حقن.
لدى معظم عيادات اطفال الانابيب بروتوكولات مختلفة لاعطاء هذه الادوية، وبعض النساء قد يتم اعطاؤهن
هرمون GnRh-a ، بالاضافة الى هرمون بديل لايقاف اي انتاج هرموني من المبيضين والذي قد
يتداخل مع العلاج.
بعد نقل الاجنة يستمر تناول كل من الاستروجين والبروجسترون حتى فحص الحمل. عند ثبوت الحمل،
ينبغي على المراة الاستمرار في العلاج لمدة 8 الى 10 اسابيع اخرى.
الدورة المنشطة
وهنا يتم اعطاء ادوية الخصوبة مثل اقراص (clomid)او حقن هرمون تنشيط التبويض بهدف انتاج بويضة
او اثنين على الاكثر.
عند نضوج البويضة ونمو بطانة الرحم نموا طبيعيا مرضيا، يتم اعطاء حقن تنشيط المشيمة لتنشيط
الاباضة.
ثم يتم نقل الاجنة عادة بعد يومين الى ثلاثة ايام من الاباضة.
ويوصى ويفضل هذه العملية للنساء غير منتظمات الاباضة واللاتي لا يستجبن للهرمونات البديلة في دورات
سابقة.
نتائج نقل الاجنة المجمدة
ينتج من نقل الاجنة المجمدة انخفاض معدلات الحمل والولادة الحية عنها من نقل الاجنة حديثة
التكوين،وتكون مخاطر الحمل المتعدد اقل ايضا.
وتكون معدلات الحمل وولادة اطفال احياء بعد نقل الاجنة المجمدة ايجابية بالمقارنة مع ما تحقق
بعد نقل الاجنة حديثة التكوين.
ويكون معدل المواليد الاحياء لكل دورة نقل الاجنة حوالي 30 %.
وتتوقف معدلات النجاح هنا على عوامل كثيرة اولها سن المراة وعدد الاجنة المنقولة.
وتكون نتائج حالات الحمل الناجمة من نقل الاجنة المجمدة مماثلة لنقل الاجنة حديثة التكوين في
حالات الاجهاض و الحمل خارج الرحم، والولادة المبكرة او الولادة في موعدها.
وليس هناك حتى الان اي دليل على ان الاطفال الذين يولدون بعد نقل الاجنة المجمدة
لديهم اي فرص زائدة لحدوث تشوهات خلقية.
حفظ الحيوانات المنوية بالتجميد
ويمكن تخزين الحيوانات المنوية لعدد من الاسباب، منها:
للاستخدام من قبل الازواج الخاضعين لعلاج العقم، اذا كان الرجل يجد صعوبة في قذف المني
المطلوب مما قد يؤدي الى عدم قدرته على انتاج عينة في يوم جمع البويضات.
توفير مستودع للحيوانات المنوية بعد ان يتم استخلاصها جراحيا من الخصيتين.
قبل علاج السرطان والذي يمكن ان يقوض الخصوبة.
كجزء من العمليات الجراحية لاسترجاع الحيوانات المنوية من البربخ او الخصيتين.
يتم تخزين الحيوانات المنوية بطريقة مماثلة لتلك المشار اليها اعلاه لتجميد الاجنة. يمكن ان تظل
الحيوانات المنوية في المستودع لمدة تصل الى 15 سنة تبعا للظروف.
حفظ البويضات بالتجميد
تتطور عملية حفظ البويضات بالتجميد بسرعة، وهي اختراق تكنولوجي حيث يتم استخراج البويضات من المراة،
وتجميدها وتخزينها.
وفي وقت لاحق، وعندما تصبح المراة على وشك الحمل، يمكن فك البويضات و اخصابها، ونقلها
الى الرحم على شكل اجنة.
يتم حفظ البويضات بالتبريد في الحالات التالية:
النساء المصابات بالسرطان واللاتي لم يبدان العلاج الكيميائي او الاشعاعي ، حيث ان كليهما سام
للبويضات، حيث يتبقى عدد قليل من البويضات القابلة للحياة، ان وجدت في الاصل. يمنح تجميد
البويضات النساء المصابات بالسرطان فرصة تخزين البويضات حتى يتمكنن من انجاب الاطفال في المستقبل.
النساء الخاضعات لتكنولوجيا التناسل المساعدة والرافضات لتجميد الاجنة لعدة اسباب، اما لاسباب دينية او اخلاقية.
ويكون خيار تخصيب البويضات بالعدد الممكن لعملية اطفال الانابيب ثم تجميد البويضات المتبقية غير المخصبة
حلا ايجابيا. وبهذه الطريقة، لا توجد زيادة في عدد الاجنة المخلقة، و لا تكون هناك
حاجة للتصرف بالاجنة المجمدة غير المستخدمة، وهي عملية يمكن ان تخلق خيارات معقدة لبعض الافراد.
النساء الراغبات في الحفاظ على قدرتهن على الانجاب في المستقبل،لاسباب شخصية او طبية. يمكن ان
يكون تجميد البويضات مفيدا ايضا بالنسبة للنساء اللواتي يرغبن في تاجيل الانجاب،لغرض التعليم والمهنة او
لاسباب اخرى. قد يضمن تجميد البويضات في سن مبكرة فرصة للحمل في المستقبل.
بالاضافة الى ذلك يمكن ان يكون لدى النساء ممن لديهن تاريخ عائلي من انقطاع الطمث
في وقت مبكر مصلحة في الاحتفاظ بالخصوبة. ومع تجميد البويضة، سيكون لديهن مستودع تجميد البويضات،
نظرا لاحتمال انقطاع البويضات في سن مبكرة.
ان عملية استرجاع البويضات من اجل حفظها بالتبريد هي نفسها التي تحدث في الاخصاب المخبري.
وعندما تنضج البويضات، يتم اعطاء هرمون اضافي وتتم ازالة البويضات بواسطة ابرة واستخدام الموجات فوق
الصوتية عن طريق المهبل.
وتتم العلمية تحت التخدير وعلى الفور يتم تجميد البويضات.
يتم تجميد البويضات سواء باستخدام طريقة التجميد البطيئة او التجميد السريع بما يعرف باسم التزجيج
(Vitrification).
وتعتبر طريقة التجميد البطيء هى الاكثر بحثا ومشابهة جدا لمعظم التقنيات الحالية لتجميد الاجنة. اما
التزجيج فهو عملية تجميد سريع يستخدم فيها تركيز عال من حافظ البرودة. وتكون النتيجة خلية
صلبة تشبه الزجاج ، خالية من بلورات الجليد.
هناك اختلاف في المعامل على اولوية طريقة التجميد، رغم ان كلا الطريقتين تعطيان معدلات حمل
مقبولة.
لقد تم توثيق ما يقرب من 200 حالة من الولادات الناتجة عن عملية البويضات المجمدة
في جميع انحاء العالم، ومن بين هذه الولادات، تكون نسبة العيوب الخلقية والتشوهات الصبغية متوافقة
بين عامة الناس.