الحمد لله واصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين وبعد
الاخ السائل
يقول شيخ مفسرى الاحلام ابن سيرين في تفسيره لرؤيا الافاعى والحيات
الحيات: فانها اعداء، وذلك ان ابليس اللعين توسل بها الى ادم عليه السلام. وعداوة كل
حية على قدر نكبتها وعظمها وسمها، وربما كانت كفارا، واصحاب بدع، لما معها من السم.
وربما دلت على الزناة ولدغهم وطبعهم، وربما اخذت الحياة من اسمها، مثل ان ترى في
الفدادين او تنساب تحت الشجر، فيها مياه وسيول، وقد شبهوا نفخها بحسو الماء. وقد تكون
الحية سلطانا، وقد تكون زوجة وولدا، لقوله تعالى: ” ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم
فاحذروهم ” ومن قاتل الحية او نازعها، قاتل عدوا، فان قتلها ظفر بعدوه، وان لدغته
ناله مكروه من عدوه بقدر مبلغ النهشة. واكل لحمها، مال من عدو وسرور وغبطة. وان
لدغته بنصفين، انتصف من عدوه. ومن كلمته الحية بكلام لين ولطف، اصاب خيرا يعجب الناس
منه، فان راى حية ميتة، فهو عدو يكفيه الله شره بغير حول ولا قوة. وبيضها
اصعب الاعداء، وسودها اشدهم. فان راى انه ملك من سود الحياة العظام جماعة، قاد الجيوش
ونالت ملكا عظيما. فان اصاب حية ملساء تطيعه، ولا غائلة ولا صلاح يؤذي، اصاب كنزا
من كنوز الملوك، وربما كانت جده اذا كانت بهذه الصفة. ومن تخوف حية ولم يعاينها،
فهو امن له من عدوه، وان عاينها وخافها، فهو خوف، وكذلك كل خوف، وكذا كل
شيء يخافه ولا يعاينه، وخروج الحية من الاحليل ولد، ومن ادخل حية بيتا مكر به
عدوه، فمن راى انه اخذها، فانه يصير اليه مال من عدو في امن، لقوله تعالى:
” خذها ولا تخف ” . والحية الصغيرة ولد. وان راى الحيات تقتتل في السوق،
وقعت الحرب وظفر بالاعداء. والحية سلطان كتوم العداوة، فان راى ان حية تخرج من ذكره
مرة وترجع اليه مرة، فانه يخونه. والحية امراة، فمن راى انه قتل حية على فراشه،
ماتت امراته، فان راى في عنقه حية فقطعها ثلاث قطع، فانه يطلق امراته ثلاثا وقوائم
الحية وانيابها قوة العدو وشدة كيده. ومن تحول حية، فانه يتحول من حال الى حال،
ويصير عدوا للمسلمين، فان راى بيته مملوءا من الحيات لا يخافها، فانه يؤوي في بيته
اعداء المسلمين، واصحاب الاهواء، والحيات المائية مال، فان راى في جيبه او كمه حية صغيرة
بيضاء لا يخافها، فانها جده، فان راى حية تمشي خلفه، فان عدوه يريد ان يمكر
به، فان مشت بين يديه او دارت حوله، فانهم اعداء يخالطونه ولا يمكنهم مضرته، فان
راى حيات تدخل بيته وتخرج من غير مضرة، فانهم اعدائه من اهل بيته وقراباته، فان
راها في غير بيته، فالاعداء غرباء. ولحم الحية وشحمها مال عدو خلال، وترياق من عدو،
فان راى الحيات تقاتل في كل ناحية، فقتل منهن حية عظيمة، فانه يملك تلك البلدة.
فان كانت الحية المقتولة مثل سائر الحيات، قتل احد جنود الملك، فان كانت الحية تصعد
في علو، اصاب راحة وفرحا وسرورا، فان راى حية تنحدر من علو، مات رئيس في
ذلك المكان. فان راى حية خرجت من الارض، فهو عذاب في ذلك الموضع. فان راى
بستانه مملوءا حيات، فانه البستان ينمو والنبات الذي فيه يزيد ويحيا. وحكي ان رجلا اتى
ابن سيرين فقال: رايت كان حية تسعى وانا اتبعها، فدخلت جحرا، وفي يدي مسحاة فوضعتها
على الجحر. فقال: اتخطب امراة؟ قال: نعم. قال: انك ستتزوجها وترثها، فتزوجها فماتت عن سبعة
الاف درهم. وراى اخر كان بيته مملوء حيات، فقص رؤياه على ابن سيرين فقال: اتق
الله ولا تؤوي عدو المسلمين. وجاءته امراة فقالت: يا ابا بكر، امراة رات جحرين خرج
منهما حيتان، فقام اليهما رجلان واحتلبا من راسيهما لبنا، فقال ابن سيرين: الحية لا تحلب
لبنا انما تحلب السم. وهذه امراة يدخل عليها رجلان من رؤوس الخوارج، يدعوانها الى مذهبهما،
وانما يدعوانها الى شتم الشيخين رضي الله عنهما. واما حيات البطن فهم الاقارب، وخروجها من
الرجل مصيبة في قريب الرجل. والله اعلم