العلم والاخلاق
روي عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال: «نوم مع علم خير من
صلاة مع جهل»(1).
هذه الرواية من الروايات التي يجدر الوقوف عندها والتامل فيها. وذلك لان الهدف من خلق
الانسان هو العبادة؛ قال الله تعالى: (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)(2)، والصلاة راس كل
العبادات واهمها، بل هي العبادة التي «ان قبلت قبل ما سواها، وان ردت رد ما
سواها»(3)، فالطاعات والعبادات جميعها مرهونة بمدى قبول الصلاة او ردها، ومع ذلك نرى النبي صلى
الله عليه واله الذي به عرفت الصلاة وحقائق العبادة، وكان منطقه منطق القران والوحي، وحكمه
الحق يخبرنا ان نوم العالم خير من الصلاة وهي اهم الطاعات والعبادات ان كانت مع
جهل(4). فكيف يكون ذلك؟
ان نوم العالم ليس تركا محضا بل هو مقدمة وجود؛ لان العالم اذا نام استراح،
واستراحته هذه تمثل مقدمة للخدمة والهداية وارشاد الناس واخراجهم من الظلمات الى النور. فنوم العالم
حسنة اذا.
اما الجاهل فان لم يصل الصلاة الواجبة فتلك سيئة، واذا صلاها مع الجهل بها، يكون
قد اذهب فضلها. حينها يستوي في ذلك مع من لم يات بها.
صحيح ان القاصر لا شيء عليه، لان من اصول الاسلام العدل، والله سبحانه وتعالى عادل،
ومن عدله ان لا يعذب القاصر، فمن ولد في مكان او زمان او ظرف بحيث
كان قاصرا على الاحاطة باي خطاب او بلاغ، لا يعذب ولا يعاقب ولا تكتب له
سيئة، الا ان القاصر يستوي مع المقصر من حيث الحرمان من ثمار الواجب الذي امر
به المكلف. لذا فنوم العالم افضل من صلاة الجاهل سواء كان قاصرا او مقصرا؛ لغياب
الثمرة من صلاتهما.
اما الجاهل المقصر فقد ذهب المحققون الاعاظم من الفقهاء والاصوليين الى ان حكمه حكم العالم
العامد خطابا وعقابا.
فكما ان العالم العامد اي الذي يعمل عملا ويعلم انه حرام قد توجه الخطاب اليه
امرا ونهيا، فكذلك الجاهل المقصر يتوجه اليه الخطاب، ويستحق العقاب على المخالفة، دون ان يكون
فيه اشكال عقلا.
قد لا يوجد في صفوف اهل العلم جاهل قاصر، فانه لا يقصد بالجاهل المقصر من
كان مستواه الدراسي ادنى او كانت معلوماته اقل، بقدر ما ينطبق هذا الوصف على طالب
العلم الذي يجهل بعض احكام الله تعالى بسبب تقاعسه، فيعمل الحرام وهو لا يعلم تقصيرا
منه ان عمله هذا حرام، وكان بمقدوره ان يعلم انه حرام فيجتنب عنه.
فمادام المؤمن باذلا عمره في سبيل الله سبحانه وتعالى، منفقا وقته وساعاته ودقائق حياته في
طاعة الله، مصليا او صائما او حاجا او معتكفا او قارئا للقران، فليخصص حظا منه
للعلم، واعني به العلم باصول الدين واحكام الاسلام واخلاقه وادابه.
وعلينا بعلم الاخلاق ايضا، فليست اخلاق الاسلام وادابه كلها لا اقتضائية حسب الاصطلاح العلمي اي
مستحبات ومكروهات، بل ان فيها الواجبات والمحرمات ايضا. فهذا كتاب جامع السعادات(5)، وكذلك باب الاخلاق
في كتاب بحار الانوار(6)، وتلك كتب الاخلاق الاخرى راجعوها تجدوها مليئة بالواجبات والمحرمات.
العلم ينقذ
ولكي ندرك اهمية العلم اكثر وانه كيف صار النوم مع علم خير من صلاة مع
جهل، انقل لكم هذه الحكاية وقد سمعتها من احد العلماء الذين عاصروا الشيخ عبد الكريم
الحائري(7)؛ فلا يزال بين ظهرانينا اليوم جملة من الذين عاصروه، وممن تجاوزت اعمارهم السبعين، وينقل
بعضهم عنه قصصا من دون واسطة.
حدثني ذلك العالم قائلا: نزل احد اصدقاء الشيخ عبد الكريم الحائري ضيفا عنده، ولم يكن
معهما ثالث(8)، ومد خوان متواضع وجاء الشيخ بما كان عنده من طعام عادي وبسيط في
بيته، واخذ الضيف ياكل والشيخ كذلك. ولكن فجاة سحب الشيخ يده للحظات وتامل، ثم مد
يده ثانية الى الطعام واقتطع قطعة من اللحم، وقام ودخل الى غرفة في الدار ثم
عاد بعد ذلك واعتذر للضيف قائلا: لقد انتبهت فجاة ان كل اللحم الذي اشتريته اليوم
قد طهته زوجتي ووضعته امامنا، ولما كانت الزوجة واجبة النفقة علي، فقد احسست اني ربما
وقعت في مشكلة شرعية نحوها، فقلت لنفسي: ان اعتذر للضيف خير لي من ان اقع
في مخالفة شرعية؛ كان الخوف الذي تملكني من هذه الناحية هو ان اترك زوجتي هكذا
من دون طعام، لان هذا العمل خلاف للمروءة، بل لعله ترك للواجب، خاصة وهي التي
قامت بذلك العمل بنفسها وهيات لنا هذا الطعام، فينبغي لي ان اكون منصفا.
انظروا الى ورع الشيخ وكيف انقذه علمه!
ان الكرم خصلة محمودة، وكذا السخاء والانفاق واقراء الضيف، فكل ذلك عمل محبب ومقبول، ولكن
الى حيث لا يؤدي الى ترك واجب او ارتكاب محرم. ولعل كثيرا منا لا يعلم
ان مثل التصرف الذي قام به الشيخ الحائري قد يكون واجبا. فها هنا ياتي دور
العلم لينفع صاحبه ويقول له: ان اقراء الضيف محدود بعدم ترك الواجب، ولو ان احدا
نزل به ضيف ثم قام بجلب طعام من تجب نفقته عليه وقدمه بين يدي الضيف
من دون رضا واجب النفقة ومن دون وجود طعام فائض، فان اقراءه هذا غير جائز،
باتفاق العلماء.
اذا، علم الشيخ الحائري قد نفعه. فهذا هو الذي صلاته مع العلم لا يعادلها شيء؛
لان الانسان الذي عنده علم، لا يعمل الحرام في سبيل ترك مكروه، ولا يترك واجبا
من اجل الاتيان بعمل مستحب، وهو يتحمل ما يخجل عند الناس ولا يعمل ما يسخط
الله تعالى. ولاشك ان الشيخ عبد الكريم قد خجل وشعر بالحرج تجاه ضيفه، ومن المؤكد
ان هذا الموقف لم يكن على الشيخ سهلا، ولكنه مع ذلك لم يبال، لان ما
هو اخطر منه في نظره ان يقع في معصية مولاه عز وجل، وكان لعلمه الاثر
المهم في تورعه. فلو كان جاهلا بالقضية لما تصرف هكذا.
وقد ينطبق على الجاهلين بالاحكام الشرعية قول الله تعالى في كتابه الكريم: (وبدا لهم من
الله ما لم يكونوا يحتسبون)(9).
صحيح ان صدر الاية ورد في الظالمين، ولكن ثمة تفاسير(10) تقول: انها ايضا في فريق
من الناس يظنون اعمالهم في الدنيا حسنات لكنها تظهر لهم في الاخرة سيئات، كما في
اقراء الضيف بطعام واجب النفقة من دون رضاه، مثلا.
اهمية العلم للواعظ
كان هذا مثالا واحدا تبرز فيه اهمية العلم وتفضيل نوم صاحبه على الصلاة مع جهل،
والا فان اكثر اعمال الجاهل المقصر سيئات. فلو اخذنا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من
باب المثال ايضا، لراينا الشيء نفسه؛ لان الجاهل اذا لم يامر بالمعروف وينه عن المنكر
وكان واجبا عليه فقد ارتكب سيئة، وان امر ونهى فلا يبعد ان يكون امره ونهيه
سيئة، لانه لا يعلم الكيفية والوقت والاسلوب اللازم للامر والنهي الواجبين عليه، بل قد يقول
عن المكروه: انه حرام، او عن المستحب: انه واجب، فيصدر منه والعياذ بالله الحكم بغير
ما انزل الله سبحانه.
لقد شاهدت احد الاشخاص يعظ في مجلس حضره احد مراجع التقليد، فذكر مكروها من المكروهات
وقال عنه انه حرام؛ اعتمادا على رواية طالعها. فكان من بين الحضور رجل كبير السن
يعرف شيئا من المسائل الشرعية انتابه الشك، فذهب الى المرجع وساله عن الموضوع، فقال له
المرجع: كلا ان هذا الامر مكروه وليس حراما. فجاء الرجل الى الواعظ الذي كان يرشد
الناس وقال له: لقد سالت المرجع واخبرني ان ما حدثت عنه انه حرام ليس حراما
بل مكروه.
فتاثر ذلك الواعظ وجاء الى المرجع وعاتبه بان كرامته اهدرت امام ذلك الشخص؛ لاخباره بخلاف
حديثه.
فاجابه المرجع قائلا: لقد فكرت في كلامك ورايت انه خلاف الاجماع، اي ان المسالة لم
تكن خلافية؛ يقول احد العلماء بكراهيتها والاخر بحرمتها، وانما اجمع على جوازها ولم يقل احد
بالحرمة فيها على الاطلاق.
فرد عليه الواعظ: لكني وجدت رواية تنهى عن ذلك.
فقال له المرجع: ليست كل رواية فيها نهي، دالة على الحرمة.
ان المجتهدين يتعبون انفسهم عدة سنين لاجل ان يعرفوا هل النهي الفلاني يدل على الحرمة
او الكراهة، وهل الامر الفلاني دال على الاستحباب او الوجوب؟
فهذا مثال واضح لمن يتصور انه محسن دون ان يعي ان عمله عين الاساءة.
وعليه، فلا اتصور ان يوجد بيننا جاهل قاصر الا قليل، والجاهل المقصر كما قلنا كالعالم
العامد خطابا وعقابا، ان لم يات بالواجب فتلك سيئة، وان اتى به ولكن مع المنافيات
مقصرا غير عالم بها فتلك سيئة ايضا.
موعظة تاريخية
تامل في هذا الحديث الصحيح الاعلائي(11):
يقول الراوي: «كنت عند ابي جعفر الثاني(12) عليه السلام اذ دخل عليه صالح بن محمد
بن سهل وكان يتولى له الوقف بقم فقال: يا سيدي اجعلني من عشرة الاف في
حل، فاني انفقتها. فقال له: انت في حل، فلما خرج صالح قال ابو جعفر سلام
الله عليه:
احدهم يثب على اموال حق ال محمد وايتامهم ومساكينهم وفقرائهم وابناء سبيلهم فياخذه ثم يجيء
فيقول: اجعلني في حل، اتراه ظن اني اقول لا افعل؟ والله، ليسالنهم الله يوم القيامة
عن ذلك سؤالا حثيثا»(13).
انظر كيف ان الامام المعصوم يقول: «انت في حل» ثم يخبر اصحابه انه لا فائدة
من ذلك. وسببه ان الرجل لا يخلو اما ان يكون عالما عامدا او جاهلا مقصرا،
ولا يمكن ان يكون غير ذلك، وما اخذه من الامام انما اخذه حياء؛ لقوله عليه
السلام: «اتراه ظن اني اقول لا افعل؟».
ان المطلوب هو العلم، فان الانسان لا يدري بم سيبتلى وكيف ينبغي له ان يتصرف،
وكيف يتحدث لئلا يكون من الذين وصفهم الله تعالى بقوله: (وبدا لهم من الله ما
لم يكونوا يحتسبون)(14) فيعمل ويتصور اعماله حسنات، ثم ينكشف له بعد ذلك انها كلها كانت
سيئات، لذا فاهل العلم اولى بالانتباه الى هذا الامر الخطير.
الهلاك خير من الافتراء
عن محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني قال: «كنت عند الشيخ ابي القاسم الحسين بن
روح رحمه الله مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري، فقام اليه رجل فقال له:
اني اريد ان اسالك عن شيء؟…».
فقام الرجل فساله عن اشياء. فقال له ابو القاسم الحسين بن روح: «افهم عني ما
اقول لك…» واجابه اجابات مفصلة شافية.
قال محمد بن ابراهيم بن اسحاق: «فعدت الى الشيخ ابي القاسم بن روح من الغد
وانا اقول في نفسي: اتراه ذكر ما ذكر لنا يوم امس من عند نفسه؟
فابتداني فقال لي: يا محمد بن ابراهيم، لان اخر من السماء فتخطفني الطير او تهوي
بي الريح في مكان سحيق، احب الي من ان اقول في دين الله عز وجل
برايي او من عند نفسي(15)، بل ذلك عن الاصل، ومسموع عن الحجة»(16).
ضرورة التعبئة العلمية والاخلاقية
قال لي احد طلبة العلم: سالني شخص ذات يوم عن الدليل على وجود الله سبحانه
وتعالى، ففكرت قليلا ثم رايت انه لا ينبغي ان اتحدث هكذا من دون علم، ثم
يظهر للشخص انني لم اكن اعرف شيئا، فخلصت نفسي من البداية وقلت له: ان هذا
ليس من اختصاصي!
فهل هذا يليق برجل علم؟ اليس من واجباته ارشاد الجاهل؟ او ليس وجود الله تعالى
وتوحيده اساس كل الدين واصل اصوله؟
ان كثيرا من مطالب اصول الدين يشعر الفرد بل حتى كثير من اهل العلم بالحاجة
الى تعلمها سواء بالدراسة او المطالعة او المباحثة، وكذا الحال بالنسبة لكثير من الاحكام الشرعية.
كما اننا بامس الحاجة الى تعبئة علمية لمعرفة كثير من الاحكام الشرعية وبالاخص تلك التي
هي محل ابتلائنا، وهكذا الامر في مقام الهداية والارشاد وتعليم الاحكام، ومواجهة اصحاب الديانات والمذاهب
الباطلة والافكار المنحرفة. فهذا كله يعد من الواجبات العينية التي يجب على الفرد المسلم السعي
لتعلمها.
لقد ورد في الحديث الماثور عن النبي صلى الله عليه واله قوله: «اطلبوا العلم ولو
بالصين»(17). وتعلمون كم هي المسافة بين الحجاز والصين، ومدى صعوبة قطعها، خاصة في مثل تلك
الايام؛ وغايته الوصف بابعد مسافة متصورة حينذاك، لما لطلب العلم من اهمية شرعية وعرفية في
حياة الانسان.
ولا ينبغي لطالب العلم (لكي يصدق عليه انه طالب علم) ان يقتصر على الدرس او
التدريس برهة من الزمن فحسب وان كان هذا لا باس فيه بل على المرء ان
يتعلم، الى جنب دروسه، كل احكام الحلال والحرام، بالاضافة الى اصول الدين والاخلاق والاداب الاسلامية.
فلا يتصور احد ان الاخلاق الاسلامية كلها علوم لااقتضائية، فكثير مما يعبر عنه اصطلاحا بالاخلاق
انما هو من الواجبات، وضده من المحرمات، فان التكبر والعجب مثلا ليسا من المكروهات بالمعنى
الاخص بل هما من المحرمات، وكذلك المراء وهو الجدال بالباطل وغير ذلك مما يوصف بالاخلاق
الذميمة.
فمثلا، لو قال احدنا كلمة وكانت مطابقة لما عناه حقا، وكان يعلم انها كذلك، ثم
عارضه احد، فنوى رده، فان كان رده لمجرد اثبات الغلبة او الفضيلة، فهذا هو المراء
الذي ورد التاكيد في النصوص والاخبار على حرمته مادام مصحوبا بهذه النية وان كان لاثبات
حق ودفع باطل، الا ان يكون الرد بهدف اثبات الحق لاجل الحق نفسه، فلا خلاف
في صحته، بل قد يكون واجبا عينيا.
وهنا تتبين اهمية العلم وكيف ان النوم مع علم خير من صلاة على جهل. فهذه
صورة من المسائل الاخلاقية؛ ولذا لا ينبغي ان نضع درس الاخلاق جانبا بذريعة انه لا
يخرج عن دائرة المستحبات والمكروهات.
لقد ذكرت لاحدهم مرة، عن كتب الاخلاق، فقال لي: انا مشغول بالفرائض. فقلت له: وكتب
الاخلاق مشحونة بالفرائض.
فلنخصص بعض اوقاتنا وباقصى ما نستطيع لتعبئة انفسنا بالعلم في كل مجال مشروع وفي مجال
العلم الديني خاصة، ولنعلم ان موسم الدرس مناسبة جيدة، وان التسهيل من الله تعالى.
نعم، لننتهز كل فرصة ولا نضيع حتى دقيقة واحدة، ولنحمل معنا الرسالة العملية التي قراناها
في ايام شبابنا من اولها الى اخرها، فرب كثير منا لا يتذكر كثيرا منها، او
رب امور لم يعد كثير منا ملتفتا اليها، فاذا ما اتيحت له فرصة ولو بمقدار
خمس دقائق، قرا ولو صفحة واحدة منها، حتى اذا تكررت يكون قد تخلص مما كان
عنده من جهل مركب في بعض المسائل، حيث كان يتصور انه يعرفها مع انه لم
يكن يعرفها على الوجه الصحيح.
نقل لي احد المبلغين الذين كانوا يبينون المسائل العلمية قال: كنت ذاهبا الى الحج وكان
الناس يسالونني عن مسائل فاجيب عليها، وكنت اتصور ان اجابتي لبعض المسائل صحيحة، لكنني لم
اكن مطمئنا فيها، غير اني استحييت ان لا اجيب، فاجبت ثم كتبت الاجابات على ورقة
لكي اراجعها بعد عودتي من الحج.
يقول: عندما راجعت المسائل لاحظت اني اخطات في اثنتي عشرة مسالة خالفت فيها الاجماع، اي
انني قمت بتعليم الناس اثنتي عشرة مسالة بصورة خاطئة!
ان كل طالب علم ديني معرض اليوم وغدا وفي اي وقت لهذه الامور والحالات، فليهتم
بتحصيل العلم اكثر.
صحيح ان لديكم اهتماما بالعلم، ولكن ليزدد اهتمامكم، واعلموا ان العلم يعني النجاة من كل
طارئ، فان الزمان قصير حقا نسبة لتلك الامور. ولو ان احدنا يعمر مئة سنة، فهو
قليل تجاه ما يجب عليه، فكيف واعمارنا اقصر من ذلك؟!