بحث عن التسرب الدراسى ، بحث علمى كامل جاهز عن التسرب الدراسي
تعد مشكلة التسرب الدراسي هدرا مباشرا للطاقات البشرية والمادية فغياب الطلبة دون عذر او بعذر
غير مقبول عن المدارس‚ يحتاج الى يقظة وانتباه ومتابعة من بداية العام الدراسي من المدرسة
والاسرة معا‚ حتى لا يترتب على ذلك تاخرهم دراسيا او تكرار رسوبهم او انحرافهم واستنفاد
المدة المسموح بها لغيابهم وبالتالي شطبهم‚ وهذا يحتاج الى جهد ومتابعة جميع العاملين بالمدرسة .
و من خلال ذلك تتردد مجموعة من الاسئلة في الاذهان ومن اهم هذه الاسئلة
لماذا يتسرب المتعلمون من المدرسة ؟ ولماذا لا يقبلون عليها ؟
و كيفية علاج مشكلة التسرب الدراسي ؟
مما دفعني كرجل تربوي للكتابة عنه وعرض الراي على القارئ ليبادلني رايه في ذلك .
وفى هذا البحث سوف اتناول هذة المشكلة من خلا العناصر الاتية :
1 – مفهوم التسرب الدراسي .
2 – اسباب التسرب الدراسي .
3– اشكال التسرب الدراسي .
4 – بعض الاقتراحات التي تحد من هذة الظاهرة .
5 – المراجع التى اعتمدت عليها فى جمع المادة العلمية
مفهوم التسرب الدراسي
* يختلف مفهوم ( التسرب الدراسي ) من بلد الى اخر حسب سياسة التعليم في
البلد نفسه ، ففي بعض الدول يعني التسرب : ( ترك التلميذ للمدرسة قبل انهاء
الصف السادس الابتدائي ) ، فيما يشمل في دول اخرى ( كل تلميذ ترك المدرسة
قبل اكمال المرحلة المتوسطة ) ، وتذهب بعض الدول في ان التسرب ينطبق على (
كل تلميذ ترك المدرسة قبل اكمال المرحلة الثانوية ) .. علما ان هناك عدد من
الدول لم توثق انظمتها التعليمية مفهوم ( التسرب الدراسي ) .
* عرفت ( اليونسيف ) التسرب عام 1992 : ( بعدم التحاق الاطفال الذين هم
بعمر التعليم بالمدرسة او تركها دون اكمال المرحلة التعليمية التي يدرس بها بنجاح ، سواء
كان ذلك برغبتهم او نتيجة لعوامل اخرى ، وكذلك عدم المواظبة على الدوام لعام او
اكثر ) .
* وظاهرة التسرب الدراسي تعانى منها كل الدول بدرجات متفاوتة ولاسباب مختلفة .. ولمعالجة هذه
الظاهرة تعاقب معظم الدول المتقدمة وبعض الدول النامية ولي امر المتسرب ، ففي بريطانيا مثلا
تصل هذه العقوبة الى نزع الحضانة ، او بغرامة مالية عالية ، او حتى السجن
احيانا .
ولعل تلك العقوبات تنبثق من احتمال تنفيذ فئة من منظومة المتسربين جرائم تضر بمجتمعهم ،
فضلا عن ضياع فرصة التعلم والتطور على المتسرب ، وكذلك فقدان المدخل الرئيس لبرامج التنمية
المهنية .. ويعتبر التسرب المدرسي والرسوب الدراسي من ابرز اسباب الهدر الاقتصادي.
ان من الحقوق التي نص عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان في المادة (26) : (
لكل شخص حق في التعليم ، ويجب ان يوفر التعليم مجانا ، على الاقل في
مرحلتيه الابتدائية والاساسية ، ويكون التعليم الابتدائي الزاميا ، ويكون التعليم الفني والمهني متاحا للعموم
، ويكون التعليم العالي متاحا للجميع تبعا لكفاءتهم ) .. و حق الطفل بالتعليم نصت
عليه المادتان (28) (29) من اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الامم المتحدة .. فالتعليم حسب
المادة (29) هو ( الذي يعمل على تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية الى
اقصى امكاناتها وتنمية احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية والمبادئ المكرسة في ميثاق الامم المتحدة ..
الخ )
ما هي اسباب التسرب الدراسي
من الاسباب التي قد تكون سببا في تسرب المتعلمين من المدارس:
ا- اغفال الوالدين وعدم المتابعة
نرى ان بعض الاسر لم تكن لديها اهتمامات بابنائها، فالعالم والجاهل عندهم على حد سواء
هناك دراسة ميدانية في مدارسنا تؤكد بان لولي الامر و الاسرة ككل اهمية كبيرة في
تقبل التلميذ او كرهه للمدرسة وهناك امثلة كثيرة تستحضرني ومنها
تلميذة تدرس في الصف الاول الابتدائي بمدرسة تشتكي المعلمة من غيابها المتكرر تلجا الى الاختصاصية
الاجتماعية لتبحث حالتها ، تتصل شخصيا باسرتها لتعرف سبب غياب التلميذة وهي لا زالت في
الصف الاول فتفاجا بان التلميذة ترد على الهاتف وكلها نشاط وحيوية وليس هناك مانع يمنعها
من الذهاب الى المدرسة وعند التباحث مع ولي الامر بخصوص هذا الامر اتضح ان ولي
الامر يدللها وينفذ كل ما تطلبه منه وقد يصل ذلك الى ان يقبل من ابنته
ان تتغيب عن المدرسة فهل هذا يعقل ؟ ولا تزال المعلمة تسال وتلجا الى اسرة
التلميذة لتعطي الضوء الاحمر على ما سيترتب من تكرار غيابها ولكن لا حياة لمن تنادي.
والغريب في الامر ان المعلمة لم تشاهد ولي الامر يلبي طلبها بالحضور الى المدرسة للسؤال
عن مستوى ابنته ، فاضطرت ادارة المدرسة والاختصاصيات الاجتماعيات والمعلمة ذاتها الذهاب الى منزل التلميذة
ليجدوا حلا لها ، وكانت النهاية ان دعت والديها بالتزام ابنتها بالحضور ، توالت الايام
ولكن كما يقال ( الطبع يغلب التطبع) وقد عادت التلميذة و ولية الامر كما كانوا
عليه انفا . في نهاية العام رسبت التلميذة وبقيت في صفها للاعادة فما كان من
ولي الامر الا ان يشتكي ويهدد ويطالب بترفيعها الى الصف الثاني وبعد ان عرضت المشكلة
على المسئولين كانت النتيجة بالاجماع رسوب التلميذة وما كان من ولي الامر الا ان نقلها
من مدرستها الحالية الى مدرسة اخرى تمشي على طلبه وهواه . هذا مثال من الواقع
يعين كيف يكون لولي الامر دور على اخفاق ونجاح ابنائه . فنقول ان للاسرة دور
كبير في مستقبل ابنائها بالمعاملة اللطيفة التي لا تؤثر سلبا على نفسية وشخصية الطالب ولا
تكون معاملته صارمة تكرهه بالتعليم
ب- المعلم
المعلم قد يكون له دور كبير وفعال في قبول ورفض التلميذ للمدرسة . كان يكون
محبا لتلاميذه مراعيا خصائصهم النفسية والعقلية والاجتماعية . فكلما كان المعلم محبوبا من تلاميذه ،
كانت المادة سهلة وسلسة بالنسبة لتقبلها للتلاميذ ، وبذلك يحب المعلم والمدرسة ، ويحرص على
الذهاب الى المدرسة بنفسه دون تدخل اي طرف اخر في هذه القضية ، وعلى غرار
ذلك عندما يكون المعلم متسلطا وياخذ مبدا الامر والنهي في اسلوبه وطريقة تعامله قاسية مع
التلاميذ فسيكون الوضع مختلفا حيث يكره التلميذ المعلم والمدرسة فنراه يسلك اساليب ملتوية في التعامل
فنرى شخصيته تضعف وينتابه الخوف والفزع من المعلم ومع تطور الاحداث نراه يهرب او يتقاعس
عن الذهاب الى المدرسة بحجة المرض قد يصل الى الكذب او الخروج من المنزل بحجة
الذهاب على المدرسة ويغير وجهة سيره الى اماكن اخرى حتى ينتهي الدوام المدرسي ليرجع الى
منزله كانه قادم منها . لهذا نهيب بالمعلمين ان يعاملوا الطلاب معاملة حسنة يسودها الحب
والتفاهم وتحبيبهم في الدراسة والمدرسة والابتعاد عن القسوة والضرب والتلفظ بالالفاظ المؤذية والمخالفة للدين لتنشئ
تلميذا يبني ويعمر ، تلميذ سوي يعتمد عليه مستقبلا فهو محورنا وهدفنا وعيوننا التي ننظر
من خلالها الى المستقبل ، فانت ايها المعلم قدوة وملاك لا يخطئ في نظر تلميذك
.
ج- المادة الدراسية
المادة الدراسية والامتحانات قد تكون سببا ايضا في كره المدرسة والتغيب عنها او التسرب منها
فكلما كثرت الامتحانات كانت مرضا يؤرق التلميذ فبعض المعلمين لا يبالي من هذه الناحية تضع
على كاهل الطلاب مذاكرة نصف كتاب وياتي اخر في نفس اليوم ليضع امتحانا اخر وهكذا
، ايها المعلم هذا بشر وله طاقة فهلا سهلت عليه لتحصل منه على نتيجة مرضية
لكلاكما ، لذلك نرجو من المعلمين تقنين وقت للاختبارات وتقنين المادة الامتحانية واسئلتها فهدفنا قياس
الفهم والاستيعاب لا التعجيز وكره المادة والدراسة فاعلم ايها المعلم اذا كان خط سيرك مستقيما
وسليما فستكون النتائج ايجابية ولكل نبات زرعته باتقان وتفنن كذلك وقد يكون افضل ، لذلك
يجب عليك شرح المادة العلمية باتقان وتوصيلها لاذهان التلاميذ بدقة وشارك تلاميذك في الاستماع لوجهة
نظرهم فقد تستفيد انت من ارائهم فلا يبعدك عنهم صغر سنهم قد ترى منهم من
يفوقك معرفة في بعض الامور فكن لهم ابا ومعلما وصديقا تفتخر انك قد علمتهم شيئا
يوما ما .
د- رفقاء السوء
رفقاء السوء قد يكونوا سببا رئيسيا في تسرب التلميذ من المدرسة . وفر ايها الاب
ايها المعلم ما يحتاج اليه التلميذ من نصائح وارشادات واغرس في نفسه مخافة الله وحبه
وطاعة الوالدين واولي الامر وحببه ايها المعلم بالعلم وشجعه على تلقيه واللجوء للقراءة عند الاحساس
بالضيق ولا تجعله عرضة للذئاب السائبة فكم من اناس راحوا ضحيتهم فالاهتمام الاهتمام قبل فوات
الاوان
ايا الاب الفاضل ، ايها المعلم الرائد ، كم وكم ما نسمع عن الاحداث وتجار
ومتعاطي المخدرات ومدمني السجائر والخمور وهم اولاد صغار كيف اصبحوا بهذه الحالة ، هل ولدوا
هكذا ؟ ام جنت عليهم مصائب الدهر من اطراف متعددة ؟ اعلم ايها الاب بان
بعد فوات الاوان لا ينفع الندم . فاحرص على مؤاخاة ابنك واشعره بانه رجل يعتمد
عليه وحببه بالعلم وشجعه على كل ما يقوم به من اعمال مهما كان حجمها ،
وانصحه باتباع الطريق الصحيح ونبهه عن بالابتعاد عن الاعمال السيئة والابتعاد عن كل ما يصل
به الى حافة الهاوية ،امور سهلة لا تتطلب منه جهدا ولا عناء، فهي مجرد نصائح
وكلمات توجه الى اغلى من تملك سندك وعضك في المستقبل ، واعلم انك ما اذا
وضعت البذرة بطريقة صحيحة ورويتها بماء صالح وتابعتها واعتنيت بها ستجني منها ثمرا صالحا ،
ولا تنسى ان تحببه في دينه الذي هو عصمة امره واصطحبه معك الى المسجد وحببه
بذكر الله وقراءة كتابه بذلك فستصل به الى القمة والعلياء في دينه ودنياه .
ه- وقت الفراغ
اخي المربي يقول المثل الشائع ( الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك) والمقصود اذا لم
تفهم قيمة الوقت فقد اضعت العمر هباء دون فائدة . لهذا قد يكون وقت الفراغ
قاتلا اذا ما اسانا استخدامه وقد يكون مفيدا اذا ما احسنا استغلاله فاحرص على اسداء
النصائح للتلاميذ بكيفية استغلال وقت الفراغ بما يناسب ويعود بالفائدة ، واحرص ايها الاب ان
توفر مناخا صالحا ومفيدا يستطيع ابنك من خلاله ان يستغل وقت الفراغ بما يعود عليه
بالنفع والفائدة كالقيام معه بزيارة الى المكتبة لاقتناء الكتب المفيدة او القيام برحلة مع العائلة
ليغير جو الدراسة ثم يعود عليها بكل حيوية ونشاط و اشركه بانشطة اخرى مختلفة في
منتديات علمية ورياضية فلا تجعل سيف الفراغ يقتله ويودي به الى التهلكة .كذلك ايها المعلم
، حاول ان ترفه عن طلابك من خلال تنوع الانشطة المختلفة واساليب التدريس التي تعودت
عليها . فكلما كانت المادة العلمية تدرس بطرق مختلفة وشيقة ، كان الاقبال على تعلمها
اكبر . واحرص على توجيه طلابك الى استغلال وقت الفراغ بما يفيد. بان ترشدهم الى
الاماكن الصحيحة والتي يمكن ان يستفاد منها وقت الفراغ . واخيرا وليس اخرا اقول لا
نريد ان يقاسي ابناءنا كما كنا نقاسي سابقا فلكل جيل حياة مختلفة يحياها بطريقته الخاصة
بحيث لا تؤثر على مبادئه وقيمه الاسلامية الثابتة
اشكال التسرب الدراسي
قد ياخذ التسرب الدراسي اشكالا متعددة منها
1. التسرب الفكري “الشرود الذهني” من جو الحصة .
2. والتاخر الصباحي عن المدرسة.
3. والغياب الجزئي او الكلي عن المادة الدراسية (او المدرسة).
اقتراحات قد تخفف من ظاهرة التسرب
يتبادر الى الذهن باستمرار التساؤل حول الحلول لهذه المشكلة الخطيرة التي تهدد مجتمعاتنا وكيف لنا
ان نقلل من الهدر التربوي نتيجة لهذه الظاهرة، هناك العديد من التوصيات التي يتم طرحها
في كل مرة يتم عمل دراسة ميدانية لهذه المشكلة فكان من اهم التوصيات التي اقترحها
الملخص تنفيذي حول ظاهرة التسرب الصادر عن وزارة التربية والتعليم فقد كان هناك اقتراح لاجراءات
وقائية للحد من ظاهرة التسرب من وجهة نظر المتسربين واولياء امورهم والتي من الممكن على
المدرسة الاخذ فيها ومن اهمها:
اولا: تفعيل دور المرشد التربوي في مساعدة الطلبة.
ثانيا: العدالة في التعامل وعدم التمييز بين الطلبة داخل المدرسة.
ثالثا: منع العقاب بكل انواعه بالمدرسة ( البدني والنفسي).
رابعا: مساعدة المعلم للطلبة لمعالجة ضعفهم .
خامسا: اشراك الطلبة في نشاطات يحبونها.
سادسا: تنوع الاساليب التعليمية.
يبدو ان القلة من المؤسسات التي اعدت برامج فعلية للحد من هذه الظاهرة، التي هي
اشبه بالوباء في المجتمع، حيث تتزايد عام بعد اخر، ومن اهم البرامج التي من الممكن
ان تعتبر احد الحلول لهذة المشكلة برامج التعليم غير الرسمي الذي تتبناه مؤسسات اهلية غير
حكومية كالمركز الفلسطيني للارشاد، حيث يقوم هذا البرنامج على التعامل مع الطلبة ذوي الاداء التعليمي
الذي يقع ما بين الضعيف والمتوسط والذي يكون ناتج في الغالب عن مشاكل نفسية اسرية
واجتماعية والالية التي يتم العمل بها في هذا البرنامج تكون عن طريق وضع برنامج تعليمي
مناسب لمستوى واداء الطلبة، وهذا التعليم مشروط بوجود معلمين من المدرسة التي يتعلم فيها الطلاب
اصلا، والهدف من وجودهم هو تزويد المعلمين بالعديد من المهارات التي تنقصهم، رفع نوعية العلاقة
بينهم وبين طلابهم في جو اكثر امنا، يستطيع الطفل من خلاله التنفسي عن مكنوناته، وكذلك
تدريس المنهاج بطرق ممتعة وجذابة ومتنوعة، والتي بمجملها قد يساعد في التخفيف من تسرب الطلبة
وزيادة حبهم للمدرسة.
فمثل هذه البرنامج تاخذ بالحسبان اشراك الاهل في العملية التربوية البديلة، حيث يعمد البرنامج للعمل
مع الاهل وجعلهم شركاء في تحديد احتياجاتهم وايجاد حلول لمشاكل ابناءهم والتي يمكن لها ان
تخفف من حدة التسرب.
ولانه لا يكفي لنا ان نتوقف امام منظر الباعة الصغار، بل يجب علينا جميعا ان
نسرع للمساهمة في حل هذه القضية الشائكة قبل ان تطرق كل بيت من بيوتنا وتضيع
ابناءنا وتوصلهم الى جحيم العمل والانهيار المبكر، فنحن نعرف الاسباب ونعرف ايضا الحلول فهل يمكن
لنا ان نبدا بالمعالجة .