اولا التوبة حبل النجاة ان اغرقت الانسان خطيئاته، التوبة قارب النجاة ايضا، التوبة حبل الله
المتين، التوبة فيها الخلاص، وما امرك الله ان تتوب الا ليتوب عليك.
من تاب الى الله احبه الله لانه سلم و سعد في الدنيا و الاخرة:
بادئ ذي بدء هناك في القران الكريم ايات كثيرة تتحدث عن التوبة، وكل اية تاخذ
منحى خاصا، اولا الله عز وجل يطمئننا يقول:
﴿ والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما (27)﴾
( سورة النساء الاية: 27 )
انت حينما تتوب يحبك الله، لانك سعدت وسلمت في الدنيا والاخرة، لذلك يقول الله عز
وجل:
﴿ ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ﴾
( سورة البقرة )
يريد ان يتوب عليك ويحبك اذا تبت اليه لانك قبلت عطاء الله، خلقك ليسعدك:
﴿ الا من رحم ربك ولذلك خلقهم ﴾
( سورة هود الاية: 119 )
حض الله عز وجل الناس على التوبة:
اذا كان الله عز وجل قد خلقك ليسعدك، وانت سعدت فاستجبت له يحبك، ثم يحضك
على التوبة:
﴿ افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه (74) ﴾
( سورة المائدة )
هذه افلا حرف حض افلا تتوب ؟ الا تذهب معي ؟ فالله عز وجل يريد
ان يتوب علينا ويحبنا اذا تبنا اليه، ويحضنا على التوبة، لكن يتوهم الناس ان التوبة
تعني بشكل بسيط ساذج لمجرد ان تقول تبت، لا:
﴿ الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم (160) ﴾
( سورة البقرة)
هناك حقوق يؤديها، هناك تجاوزات يطلب السماح منها، هناك تقصيرات سابقة يتممها:
﴿ الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم (160) ﴾
( سورة البقرة)
من ارتكب سيئة و لم يعلم انها سيئة يتوب الله عليه لرحمته به:
الان من رحمة الله بنا انك اذا فعلت سيئة ولا تعلم انها سيئة هذه سريعا
ما يتوب الله عليك منها:
﴿ واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه
من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم (54) ﴾
( سورة الانعام)
هذه من رحمة الله بنا، من الطف ما قرات في الفقه ان الانسان اذا دخل
في الاسلام اليوم وكان رمضان ولا يعلم ان مقاربة الاهل يفطر وقارب اهله لا شيء
عليه، حالة نادرة جدا، يعني الله عز وجل يريد ان يتوب علينا:
﴿ واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه
من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم (54) ﴾
( سورة الانعام)
من تمام التوبة ان تتوب من الذنب فور ارتكابه:
هناك نقطة دقيقة كلمة واحدة في اية لها حكم خاص يقول الله عز وجل:
﴿ انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب (17) ﴾
( سورة النساء)
يعني عمل معصية نتوب، الله كريم، من هنا الله يفرجها:
﴿ ثم يتوبون من قريب (17) ﴾
( سورة النساء)
من تمام التوبة انه لمجرد انك علمت ان هذا ذنبا فورا تتوب منه، مركز الثقل
في هذه الاية:
﴿ ثم يتوبون من قريب (17) ﴾
( سورة النساء)
قال تعالى:
﴿ فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ﴾
( سورة النساء الاية: 17 )
اغلاق باب التوبة عند الغرغرة:
من هذا الذي لا تقبل توبته ؟ قال تعالى:
﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان
﴾
( سورة النساء )
عندما يحضر الموت اغلق باب التوبة، عند الغرغرة يغلق باب التوبة:
﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان
ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما ﴾
( سورة النساء )
في بعض الاحاديث القدسية:
(( وعزتي وجلالي لا اقبض عبدي المؤمن وانا احب ان ارحمه، الا ابتليته بكل سيئة
كان عملها سقما في جسده، او اقتارا في رزقه، او مصيبة في ماله او ولده،
حتى ابلغ منه مثل الذر، فاذا بقي عليه شيء شددت عليه سكرات الموت حتى يلقاني
كيوم ولدته امه ))
[ ورد في الاثر ]
الرابح الاكبر من طهره الله من ذنوبه قبل ان ياتيه الموت:
ايها الاخوة، صدقوا انك اذا وصلت الى شفير القبر وقد طهرك الله من كل الذنوب
انت الرابح الاول، انت الرابح الاول حينما ياتي ملك الموت وترى مقامك في الاخرة تقول
لم ار شرا قط، والذي غرق في الملذات والشهوات والموبقات وياتيه ملك الموت يكون معه
ملايين مملينة ولم يدع متعة ما مارسها يقول لم ار خيرا قط، لذلك البطولة لمن
يضحك اخرا، من ضحك اولا ضحك قليلا وبكى كثيرا، اما من يضحك اخرا يضحك كثيرا
ولا يبكي.
توبة الله عز وجل واسعة تشمل من عصى اوامر النبي الكريم ثم اعتذر منه:
هناك ملمح اخر بالتوبة:
﴿ ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك (64) ﴾
( سورة النساء )
يا محمد:
﴿ فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) ﴾
( سورة النساء )
هذا النبي العظيم الذي له سنة، انت حينما تعصي امره، وتخالف سنته، وقد ارسله الله
من اجلك، فاذا ذهبت الى مقامه الشريف فاستغفر الله وينبغي ان تعتذر الى رسول الله
لانك ما طبقت سنته فدفعت الثمن باهظا:
﴿ ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله (64) ﴾
( سورة النساء )
هذا هو التوحيد:
﴿ واستغفر لهم الرسول (64) ﴾
( سورة النساء )
اي اعتذروا:
﴿ لوجدوا الله توابا رحيما (64) ﴾