الحول
الحول هو فقد التثبيت المشترك بالعينين على الهدف المرئي بحيث تكون احدى العينين مثبتة بشكل
صحيح والعين الاخرى منحرفة في اتجاه خاطئ .
يمكن ان يكون الحول في نفس العين دائما فيكون مثلا حول ايمن اي في العين
اليمنى دائما او يكون متبادل بين العينين بحيث تكون احيانا العين اليمنى هي المثبتة واليسرى
هي المنحرفة ويكون العكس في احيان اخرى ويسمى حينها بالحول المتناوب وهو يدل على ان
الرؤية متساوية بين العينين ولا يوجد افضلية لعين على الاخرى بينما يدل الحول وحيد الجهة
في الاغلب على ان العين المنحرفة هي اضعف من العين الاخرى وفي نفس الوقت فان
الحول وحيد الجهة في السنوات الاولى للحياة سوف يسبب ضعف العين المنحرفة بفعل الكسل الوظيفي
.
يسمى الحول انسي اذا كان الانحراف باتجاه الانف , ويسمى وحشي اذا كان باتجاه الاذن
, كما يمكن ان يكون الحول عمودي ( علوي او سفلي ) و يمكن ان
يكون افقي وعمودي في نفس الوقت ( مثلا وحشي علوي )
قد يكون الحول موجود دائما ( حول ثابت) وقد يكون متقطع يظهر في اوقات او
حالات معينة كان يظهر عند النظر بجهة معينة او ان يظهر في حالات التعب او
المرض او الشرود .
اسباب الحول
يمكن ترتيبها بحسب الشيوع كما يلي :
مد البصر : يسبب مد البصر حول انسي يسمى الحول الانسي التطابقي وهو اكثر انواع
الحول شيوعا على الاطلاق و اكثر ما يبدا بين عمر 3 – 7 سنوات لكن
قد يبدا بعمر 6 اشهر وقد يتاخر حتى سنوات المراهقة , ويمكن ان يكون هناك
شرارة تطلق هذا الحول كالصدمة و ارتفاع الحرارة و المرض و غالبا ما يؤدي التصحيح
الفوري للمد بالنظارة الى تصحيح الحول بشكل كامل بينما يؤدي التاخر في وصف النظارة الى
ان تصبح الاستجابة غير تامة وبقاء زاوية حول حتى مع النظارة . اضغط هنا لمعلومات
اكثر عن مد البصر
الحول المكتسب مجهول السبب: و اشهر ما يعرف من هذا هو الحول الوحشي المتقطع و
الحول الانسي المكتسب غير التطابقي
الاسباب الخلقية (الحول الولادي) : يتضح الحول عادة بعد 2-4 اشهر من الولادة
فقد الرؤية (الحول الحسي) : يؤدي فقد الرؤية في احدى العينين (او الضعف الشديد فيها
) و في كثير من الاحيان الى حول وحشي يتطور تدريجيا خلال شهور او سنوات
.
الحول الشللي : يؤدي الشلل في عضلة واحدة او اكثر من العضلات المحركة للعين الى
حدوث حول مفاجئ ومترافق غالبا مع ازدواج في الرؤية ( شفع ) او مع هبوط
في الجفن (انسدال) , ينجم الشلل عادة عن اصابة العصب الذي يعصب تلك العضلة و
اصابة العصب بدورها قد تنجم عن اسباب كثيرة جدا منها ( رضوض الراس , اورام
الدماغ , الجلطة الدماغية , الداء السكري …..)
ولكن هل الحول هو مشكلة جمالية فقط
بالتاكيد لا , فهناك العديد من المشاكل التي يمكن ان يسببها الحول :
اخطر المشاكل هي الكسل الوظيفي في العين المصابة بالحول , وهو يعني ان هذه العين
تصبح ضعيفة الرؤية و لا يمكن تحسين رؤيتها بالنظارة رغم انه لا يوجد اي مرض
عضوي في هذه العين و ينجم الكسل الوظيفي عن الاعتماد التام على العين الاخرى عندما
يكون الحول في عين واحدة ( وليس متناوب) و حدث في السنوات الاولى للحياة ولم
يعالج بشكل مناسب .
يؤدي الحول ايضا الى فقدان الرؤية المشتركة بالعينين مما يعني فقدان القدرة على الرؤية المجسمة
وهذا لن يسبب اعاقة لفعاليات الحياة العادية لكنه سوف يعيق صاحبه عن امتهان بعض المهن
كالطيران والجراحة المجهرية , كما سوف يجعل اداءه ضعيفا في معظم الرياضات .
ان بدء الحول في سن الشباب او الكهولة كثيرا ما يؤدي الى حدوث الازدواج في
الرؤية ( الشفع ) بشكل مستمر مما يشكل مصدرا كبيرا للاضطراب في حياة المريض .
يجب ان لا ننسى ايضا الاضرار النفسية الناجمة عن الحول والتي لا يسببها فقط الشكل
الجمالي وانما ايضا المواقف الاجتماعية المحرجة عندما يعتقد البعض خطا بان المصاب بالحول ينظر اليهم
بينما هو ينظر باتجاه اخر , ويشكل هذا الامر مشكلة حتى عند الاطفال و خاصة
اذا وقعوا ضحية السخرية من رفاقهم .
هل الحول قابل للمعالجة وهل المعالجة ممكنة في اي عمر
من الناحية الجمالية فان الغالبية العظمى من حالات الحول هي قابلة للمعالجة او على الاقل
يمكن ان تتحسن بشكل كبير بالمعالجة المناسبة .
اما من الناحية الوظيفية فان استعادة الرؤية المشتركة الطبيعية بالعينين لا يكون ممكنا في كثير
من الحالات وخاصة تلك التي تتاخر فيها المعالجة الجيدة لعدة سنوات .
بعض حالات الحول الولادي او الحول المكتسب في سنوات الطفولة الاولى تكون غير قابلة للمعالجة
اذا اهملت حتى سن الشباب او الكهولة .
كيف يعالج الحول
تختلف طرق المعالجة من حالة لاخرى بحسب نوع الحول وشدته و صفاته كما توجد اختلافات
كبيرة تتعلق بخبرة الطبيب المعالج و المدرسة التي ينتمي اليها , وبسبب سعة هذا الحقل
وتشعبه فان هنالك توجها عالميا لان يكون مستقلا كاختصاص فرعي من طب العيون .
بصورة عامة تعتمد معالجة الحول على واحدة على الاقل من الخطوات التالية :
معالجة السبب اذا كان محددا وقابلا للمعالجة كتصحيح مد البصر مثلا .
معالجة الكسل الوظيفي او اية مشكلة مرافقة تؤثر على الرؤية وقابلة للمعالجة , بحيث نصل
الى افضل رؤية ممكنة في كلا العينين .
المعالجة التصويبية : وهي اشبه بالمعالجة الفيزيائية للحول وهي تعتمد على التمارين باستخدام اجهزة خاصة
للمساعدة على استعادة التثبيت المشترك بالعينين والتغلب على الحول وهي تفيد في حالات الحول المتقطع
و الحول الصغير الزاوية وفي شروط خاصة .
المعالجة الجراحية : في حال كانت المعالجات السابقة غير ممكنة او غير مفيدة او غير
كافية فان الحل الاخير يكون هو الجراحة .
كيف هي جراحة الحول و ما مدى نجاحها وما هي مخاطرها
جراحة الحول هي جراحة على العضلات المحركة لكرة العين وهي تعتمد على مبدا اضعاف العضلة
(او العضلات ) التي تحرك العين بجهة الحول و / او تقوية العضلة ( او
العضلات ) التي تحرك العين بالجهة المعاكسة .
يعتمد نجاح الجراحة بشكل رئيسي على حسن التخطيط لهذه الجراحة من حيث تحديد العضلات التي
يجب التداخل عليها ودرجة هذا التداخل على كل عضلة ( هناك 6 عضلات محركة لكل
عين ) وذلك بحسب دراسة زاوية الحول وتغيراتها بوضعيات النظر المختلفة , بينما تاتي اهمية
المهارة الجراحية للجراح في المرتبة الثانية .
في حال الدراسة الجيدة للحول والتخطيط السليم للجراحة فان معظم الحالات تنتهي بنتيجة ممتازة ولكن
ذلك ليس مطلقا و لا يمكن لاي جراح في العالم ان يكون واثقا تماما من
نتيجة الجراحة لاي حالة حول مهما كانت بسيطة ومهما كانت الدراسة دقيقة , و يبقى
احتمال الحاجة لجراحة ثانية ( وربما ثالثة ) قائما .
من النادر جدا ان تحدث اختلاطات اثناء جراحة الحول تسبب مخاطر جدية على الرؤية وذلك
لان هذه الجراحة تجري على عضلات خارج كرة العين ولا تتطلب فتح جراحي لكرة العين
كما يحدث في عمليات الشبكية او الساد ( الماء الابيض ) مثلا , وحتى لو
حدث ثقب لكرة العين خطا اثناء خياطة العضلات فان ذلك لن يشكل خطرا كبيرا اذا
احسنت معالجته .
لا تتطلب جراحة الحول اي شق جلدي و بالتالي فهي لن تترك اي ندبة جلدية
وهذه الجراحة اذا اجريت بطريقة جيدة وسليمة فهي ايضا لن تترك اي ندبة ظاهرة في
العين