قد يظن البعض ان المراة الجميلة حلم بعض الرجال، لكن لو امعنا ودققنا النظر في
الموضوع لوجدنا انه من ناحية نفسية عندما يرغب الرجل بالزواج يبدا بسرد كم هائل من
مواصفات الفتاة التي يريدها لاهله، فيقول: “اريدها جميلة، طويلة، رشيقة، لا تتكلم كثيرا، ترضى عنها
امي، صديقة لاخواتي، قطة مغمضة”، ولكن تلك الجميلة بعد الزواج ينظر اليها بنظرة مختلفة.
المستشار الاسري عبد الرحمن القراش يخبرنا عن حقيقة عدم تفضيل الرجال للمراة الجميلة في التحقيق
الاتي:
والامر الاخر ان عمليات التجميل والنفخ والتنحيف مستمرة، ومن السهل خداع اي شاب بها؛ لان
شبابنا يفتنون بسرعة بكل ما يلمع سواء في الاعلام او غيره، ولكن بعد الزواج وحصول
النصيب تبدا حالة من الخوف والارتباك لدى الرجل، خصوصا اذا كانت الفتاة جميلة جدا، فيشك
في تصرفاتها وحركاتها ويفسر كل شيء بالخيانة، متسائلا: انا لست جميلا، ودخلي المادي متواضع، وعلي
ديون، وعائلتي اقل من عائلتها، ويظهر عليهم الغرور، فكيف رضيت بي؟ كيف املا عينها فلا
ترى غيري؟
وعن سبب هذه الحالة يقول القراش: “بعض الشباب هداهم الله ليس لديهم ثقة بانفسهم او
تصالح مع ذواتهم او قناعة بان الجوهر والسمعة الطيبة والدين الصحيح يمثلون الشخصية الحقيقية، فمنهم
من يتوقع ان لا شيء يعيبه وان عيبه الوحيد هو المال فيستدين الاموال الطائلة ليحصل
على مبتغاه، والبنات لا يهمهن الا تلبية الاحتياجات فقط، فمتى ما كان لديه المال فان
بنات حوى سوف يتهافتن عليه بالطوابير، ولا ننكر ان بعض بنات اليوم لا يبحثن الا
عن المظاهر الخداعة بعيدا عن المضمون، وربما مرت ببعض العوائل قصص الجفاء بين الزوجين بعد
ان قلت ماديات الزوج”.
ويرشدنا القراش للحل قائلا: “من المهم ان نحمد الله على ما رزقنا من زوج او
زوجة صالحين، ويجب الا نقيس فشل بعض تلك العلاقات على انفسنا، ومعرفة ان الجمال ميزة
وليس غاية لدى البعض، كما يجب ان نؤمن بان ليس كل فتاة جميلة ستكون مغرورة
على زوجها او سهلة الانحراف وراء اهوائها فنخرب بيوتنا بايدينا، والرجل الحقيقي الذي تتمناه كل
فتاة هو من يملا عينها باحتوائه لها وتقديره واحترامه قبل ان يملا جيبها او فمها
بماله، فكل شيء يزول ويبقى الاصل، وهذه الرؤية هي التي تعبر بالانسان نحو الافضل” .