النيزك (معرب نیزه الفارسية[1]) جسيم يوجد في النظام الشمسي ويتكون من حطام الصخور وقد يكون
في حجم حبيبات الرمل الصغيرة او في حجم صخرة كبيرة. ان المسار المرئي للنيزك الذي
يدخل الغلاف الجوي الخاص بكوكب الارض (او باي جسم اخر) يعرف باسم الشهاب، كما ان
الاسم الشائع له هو “الشهاب الساقط”. اما اذا وصل النيزك الى سطح الارض، فانه في
هذه الحالة يعرف باسم الحجر النيزكي. وهناك العديد من الشهب التي تعد جزءا من زخات
الشهب . وكلمة نيزك في الانجليزية تعني “meteoroid” واصلها “meteor” وهي كلمة مشتقة من الكلمة
اليونانية “meteōros ” وتعني “مرتفع في الهواء
نبذة تاريخية
على الرغم من ان الشهب الساقطة كانت تعرف منذ ازمنة بعيدة، فان هذه الظاهرة لم
تعتبر ظاهرة فلكية الا في اوائل القرن التاسع عشر.
قبل ذلك، كانت تتم رؤيتها في الغرب على انها ظاهرة طبيعية مثل البرق والرعد. الا
انه لم يتم الربط بينها وبين القصص الغريبة عن الصخور المتساقطة من السماء. ولقد كتب
توماس جيفرسون قائلا: “لقد بدات اعتقد بشكل اكثر سهولة ان الاستاذ يانكي سوف يزعم ان
هذه الاحجار تسقط من السماء”. وهو هنا يشير الى البحث الذي اجراه بنيامين سيليمان وهو
احد اساتذة الكيمياء في جامعة يال، على الشهاب الذي وقع في مدينة وينستون عام 1807
بولاية كونيكتيكات. فلقد اعتقد سيليمان ان الشهب ظاهرة لها اصل كوني، الا ان دراسة الشهب
لم تجذب انتباه علماء الفلك حتى ظهورعاصفة الشهب الهائلة في نوفمبر 1833. ففي ذلك الوقت، شاهد جميع الاشخاص في شرق الولايات المتحدة الامريكية الاف الشهب التي
كانت تنطلق من نقطة واحدة في السماء. ولقد لاحظ المراقبون الاذكياء ان نقطة تلاقي النيازك،
وذلك كما يتم تسميتها الان، تتحرك مع مجموعة النجوم المكونة لبرج الاسد.
لقد قام عالم الفلك دينسون اولمستيدDenison Olmstedبعمل دراسة موسعة على هذه العاصفة، وقد خلص من هذه الدراسة الى ان هذه الظاهرة
لها اصل كوني. كما ان العالم هاينريش اولبرز قد توقع تكرار هذه العاصفة مرة اخرى
في عام 1876 وذلك بعد مراجعة السجلات التاريخية، الامر الذي جذب انتباه علماء الفلك الاخرين.
ولكن العمل التاريخي الذي قام به العالم هربرت نيوتنHubert A. Newtonوالذي اتصف بانه اكثر شمولية، قد ادى الى تعديل التنبؤ السابق ليصبح في عام 1866،
الامر الذي ثبتت صحته فيما بعد. الى ان نجح جيوفاني سكيابارليGiovanni Schiaparelliفي الربط بين شهب الاسديات (تيار دوري من الشهب مركزه برج الاسد ) و مذنب
تمبل تتل (Tempel-Tuttle)، اصبح وجود اصل كوني للشهب من الامور المؤكدة والمثبتة الان. ولكن لا
تزال هذه الشهب والنيازك مجرد ظاهرة جوية، حتى ان كلمة شهاب في اللغة الانجليزية تعني
“meteor” وهي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية التي تعني بالانجليزية “atmospheric”.
شهاب في السماء (وربما شهابان !) وخلفية درب التبانة.
ان التعريف الرسمي الحالي الذي وضعه الاتحاد الفلكي الدولي لمصطلح النيزك يوضح انه جسم صلب
يسبح في الفضاء بين الكواكب السيارة الاخرى، وقد يكون حجمه اصغر الى حد كبير من
حجم الكويكب (قطر نحو 250 متر)ولكنه اكبر الى حد كبير ايضا من حجم الذرة. “[2].
ولقد قدمت الجمعية الملكية للفلك تعريفا جديدا تصف فيه النيزك بان عرضه يتراوح ما بين
100ميكروجرام و10 ميكروجرام. والتعريف الجديد يدخل في هذا التصنيف اجسام اكبر حجما قد يصل قطرها
الى 50 متر.
الاجسام الاقل حجما يتم تصنيفها على انها النيازك الدقيقة او تصنف كغبار كوني.
تتحرك النيازك حول الشمس في مجموعة متنوعة من المدارات كما انها تدور بسرعات مختلفة. واسرع
هذه النيازك يتحرك بسرعة ما يقرب من 26 ميل في الثانية (42 كيلومتر في الثانية).
اما الارض فتدور بسرعة ما يقرب من 18 ميل في الثانية (29 كيلومتر في الثانية).
لذا، عندما تدخل النيازك في الغلاف الجوي للارض راسيا، فان السرعة المشتركة لها جميعا تصل
الى ما يقرب من 44 ميل في الثانية (71 كيلومتر في الثانية).
وفي وقت قريب تمكن فريق من العلماء من العثور في قشرة الارض على تركيز من
مادة الايريديوم الموجودة عادة في المواد الفضائية، وتشكل دليلا على اثار مذنبات او نيازك. وهذا
الاكتشاف يعزز فرضية اصطدام لمذنب او نيزك منذ مائتي مليون سنة تلاها بسرعة نسبيا ظهور
الديناصورات في الحقبة الجوراسية على حساب اصناف اخرى انقرضت او ضعفت واكتشف العلماء ان الديناصورات
العملاقة بدات تحتل مكانة كبيرة بعد بدء الحقبة الجوراسية منذ حوالي 250 مليون سنة والانتقال
بين اثار ديناصورات من الحقبتين الترياسية والجوراسية تم في فترة قصيرة نسبيا تمتد حوالي خمسين
الف سنة، وتتسم بانقراض اصناف اخرى باعداد كبيرة. وتتسم هذه الحقبة بكثرة مادة الايريديوم، وهذا
ما يشير الى تاثير من الفضاء.
مكونات النيازك
1- النيازك الحديديةIron Meteorites : ومتكونة من اكثر من 98% من الحديد والنيكل.
2- النيازك الحديدية الحجريةStony-Iron Meteorites : نصفها مكون تقريبا من الحديد والنيكل والنصف الاخر من نوع الصخر المعروف باسم ال
“اوليفين”.
3- النيازك الحجريةStony Meteorites : التي تشمل على حجارة، وتقسم حجارتها الى عدة انواع.
يمكن تحديد مكونات النيازك عندما تمر من الغلاف الجوي للارض، وذلك عن طريق المسار المنحني
الذي تسلكه والطيف الضوئي للشهب الناتجة. ويساعد تاثير هذه الظواهر على الموجات اللاسلكية في توفير
المعلومات التي تكون مفيدة بشكل خاص في حالة الشهب التي تحدث بالنهار والتي يكون من
الصعب ملاحظتها اذا لم يحدث ذلك. فمن خلال قياس المسارات المنحنية، تم اكتشاف ان النيازك
لها العديد من المدارات المختلفة، فبعضها يتجمع في شكل سيل (انظر : وابل شهبي Meteor shower
) عادة ما يكون مصحوبا بالمذنب الام، ولكن هناك نيازك اخرى تظهر وحيدة بشكل واضح.
ان الطيف الضوئي بجانب القياسات الخاصة بكل من المسار المنحني الذي تسلكه النيازك ومنحنى الضوء،
كل هذا يزودنا بمعلومات عن التركيبات والكثافات المختلفة والتي تتراوح ما بين اجسام هشة مثل
كرات الثلج وتصل كثافتها الى ربع كثافة الثلج [3] وبين صخور اخرى كثيفة وغنية بحديد
النيكل.
هناك عدد صغير نسبيا من النيازك تستطيع ان تخترق الغلاف الجوي للارض ثم تخرج منه
مرة اخرى ويطلق على هذه النيازك مصطلح Earth-grazing fireball ( مثال ذلك : الكرات النارية الهائلة
التي تساقطت في وضح النهار عام 1972) . وجدير بالذكر ان الملايين من الشهب تنشا
يوميا في الغلاف الجوي للارض. والملاحظ ان معظم النيازك المسئولة عن تكون الشهب يبلغ حجمها
حجم الحصاة. وتصبح هذه الشهب مرئية عندما تكون على بعد ما يقرب من 40 الى
75 ميل (65 الى 120 كيلومتر) فوق سطح الارض. ولكن تتحطم هذه الشهب عندما تكون
على ارتفاع 30 الى 60 ميل (50 الى 95 كيلومتر).
مصادر النيازك
1) حزام الكويكبات: وهو يعتبر من اهم مصادر النيازك التي قد تصل الى الارض، ويوجد
ما بين مداري المريخ والمشتري مسافة شاسعة تحتوي العديد من الكتل الصخرية التي تكون احجامها
ما بين حجم الحصى الى عدة مئات من الاميال عرضا، وكتلة جميع هذه الصخور لا
تزيد عن 5% من كتلة القمر، ويسمى الكبير منها ب [ الكويكبات ]، ومن حين
لاخر تنطلق بعض الكتل الصخرية من مدارها وتدخل جو الارض.
2) حزام كيوبر: ويضم عددا كبيرا من الاجسام، ولكن خطرها اقل نظرا لوجود كوكب المشتري
ذي الجاذبية الرهيبة، والذي يقلل من احتمال وصولها الينا، ويقع حزام كيوبر بعد مدار كوكب
نبتون.
3) الاجرام الناتجة عن اصطدام جسم ما باحد الكواكب، وهذه الاجسام تسبح بشكل متواصل في
المجموعة الشمسية، ويمكن ان تشكل خطرا عند اصطدامها بكوكب الارض.
الحجر النيزكي
يعد الحجر النيزكي جزءا من النيزك او الكويكب الذي نجح في مواصلة رحلته خلال الغلاف
الجوي حتى اصطدم بسطح الارض دون ان يتدمر.[4][4][4]. ان الاحجار النيزكية قد تكون احيانا وليس
دائما مصحوبة بفوهات صدمية (فوهة صدمية) ذات سرعة فائقة، فاثناء التصادم القوي، يمكن ان يتبخر
الجسم المتصادم كله دون ان يترك وراءه اية احجار نيزكية.
ان المادة الارضية المنصهرة الناتجة عن تاثير الحجر النيزكي من الممكن ان تبرد وتتصلب في
شكل جسم يعرف باسم التكتيت tektite الذي عادة مايتم الخلط بينه وبين الاحجار النيزكية.
الغبار النيزكي
معظم النيازك تتدمر عندما تدخل الغلاف الجوي. وعندما يحدث ذلك، فان الحطام المتخلف يعرف باسم
الغبار النيزكي او غبار الشهب. ومن الممكن ان تظل جسيمات الغبار النيزكي ثابتة في الغلاف
الجوي لما يزيد عن عدة شهور. كما ان هذه الجسيمات قد تؤثر على المناخ عن
طريق كل من الاشعاع الكهرومغناطيسي المشتت والتفاعلات الكيميائية المحفزة في الجزء العلوي من الغلاف الجوي.
الشهاب هو شعاع ضوئي مرئي يتكون عندما يخترق النيزك الغلاف الجوي للارض. والشهب تتكون في
المتكور الاوسط ومعظمها يتراوح ارتفاعه ما بين 75 كيلومتر و100 كيلومتر.Philip J. Erickson. “Millstone Hill
UHF Meteor Observations: Preliminary Results”.
وفيما يخص الاجسام التي يكون مقياس الحجم فيها اكبر من متوسط المسار الحر في الغلاف
الجوي (والذي يتراوح بين 10 سم والعديد من المترات)[المرجو التوضيح]، تحدث الرؤية نتيجة احتكاك الهواء الذي يتولد عنه ارتفاع درجة حرارة النيزك، الامر الذي
يجعل النيزك يتوهج وينشا عنه ذيل مضيء من الغازات وجسيمات النيزك المنصهرة. وتشتمل الغازات على
مواد نيزكية متبخرة وغازات من الغلاف الجوي والتي ترتفع حراراتها بشدة عندما يمر النيزك من
خلال الغلاف الجوي. وجدير بالذكر ان معظم الشهب تستمر مدة توهجها لما يقرب من الثانية.
ومن الممكن ان تحدث الشهب ايضا في شكل وابل عندما تمر الارض عبر مجموعة من
الكتل الحجرية المتخلفة عن احد المذنبات، ومن الممكن ان يحدث الشهاب ايضا كشهاب وحيد (شهاب
لا يترافق مع وابل الشهب او سيلها المتكرر بانتظام) دون ان يرتبط حدوث ذلك بسبب
معين. ولكن تتم رؤية الشهب بوضوح شديد عندما تحدث في شكل وابل شهبي.
الكرة النارية
الكرة النارية هي احد الشهب التي تكون متوهجة بشكل اكثر من العادي. ولقد قام الاتحاد
الفلكي الدولي بتعريف الكرة النارية على انها شهاب متوهج اكثر من اية كواكب اخرى” (حيث
تصل في الحجم الى 4 اضعاف او اكثر). [5] ولقد وضعت منظمة الشهب الدولية (احدى
المنظمات غير المتخصصة التي تقوم بدراسة الشهب) تعريفا اكثر تحديدا للكرة النارية؛ حيث عرفت هذه
المنظمة الكرة النارية على انها شهاب تبلغ درجة سطوعه 3- ضعف او اكثر اذا تمت
رؤيته من السمت (النقطة التي تقع فوق راس الراصد مباشرة). لقد وضع هذا التعريف في
الاعتبار زيادة المسافة بين الراصد والشهاب القريب من الافق. فعلى سبيل المثال، الشهاب الذي تبلغ
درجة 1- ويقع عند 5 درجات من الافق يمكن تصنيفه على انه كرة نارية لانه
اذا كان الراصد يقف تحت الشهاب مباشرة، فستبلغ درجة سطوع الشهاب 6-. International Meteor Organization
– Fireball Observations [1]
الشهاب المتفجر
يعني الشهاب المتفجر في اللغة الانجليزية كلمة “bolide” وهي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية “βολις”
والتي يمكن ان تعني القذيفة او الوهج. وجدير بالذكر ان الاتحاد الدولي للفلك لم يضع
اي تعريف رسمي للشهاب المتفجر، وذلك لانه يعتبر ان هذا المصطلح يعد بشكل عام مرادفا
لمصطلح كرة النار. ويعد هذا المصطلح اكثر استخداما بين الجيولوجيين (جيولوجي) (علماء الارض) من علماء
الفلك (عالم فلك) حيث يعني هذا المصطلح بالنسبة لهم المتصادم الكبير. فعلى سبيل المثال، تستخدم
هيئة المسح الجيولوجي الامريكية المصطلح ليعني القذيفة المحدثة للفوهات الكبيرة وذلك ليشير الى اننا لا
نعرف طبيعة الجسم المؤثر بشكل دقيق ، سواء اكان هذا الجسم كويكبا معدنيا ام صخريا
ام مذنبا ثلجيا. يميل علماء الفلك الى استخدام المصطلح ليعني كرات النار المتوهجة على نحو
غير عادي، وخاصة تلك الكرات التي تنفجر (والتي احيانا ما تعرف باسم متفجرة).
تدور النيازك حول الشمس في مدارات مختلفة بشكل كبير. بعض النيازك تدور معا في مدارات
متماثلة، وربما تكون هذه بقايا المذنبات التي تكون وابلا شهبيا ينزل على الارض. ومن الممكن
ان ينتشر الحطام المتخلف عن الغازات الناتجة عن مرور الشهاب في النهاية في مدارات اخرى
مختلفة. وهناك نيازك اخرى لا ترتبط باي سيل من النيازك المشتركة في الاتجاه والسرعة (على
الرغم من ان اغلبية النيازك تتحرك في الاتجاه نفسه وبالسرعة نفسها تقريبا في مدارات لا
تتداخل مع فلك الارض حول الشمس او مسار اي كوكب اخر).
واسرع هذه الاجسام يتحرك تقريبا بسرعة 42 كيلومتر في الثانية (26 ميل في الثانية) في
الفضاء القريب من مدار الارض. وبالربط بين حركة هذه الاجسام والحركة المدارية للارض التي تصل
سرعتها الى 29 كيلومتر في الثانية (18 ميل في الثانية)، نجد ان سرعات التصادم يمكن
ان تصل الى 71 كيلومتر في الثانية (44 ميل في الثانية) وذلك اثناء التصادم المتقابل.
وقد يحدث هذا فقط اذا كانت الشهب تسير في مدار ارتجاعي (عكسي الحركة). وتصل فرصة
اصطدام الشهب بالارض اثناء النهار (او بالقرب من النهار) الى 50 في المائة، حيث يميل
اتجاه مدار الارض تقريبا ناحية الغرب في فترة الظهيرة. وعلى الرغم من ذلك، نجد ان
معظم الشهب تتم ملاحظتها في الليل؛ حيث ان انخفاض الاضاءة في هذه الفترة يسمح بملاحظة
الشهب الاكثر خفوتا.
وهناك عدد من الشهب المعينة تتم ملاحظتهاعن طريق عدد كبير من الاشخاص العاديين وغالبا ما
يكون ذلك بالصدفة، الا ان ذلك يكون مصحوبا بتفاصيل كافية للتعرف على مدارات الشهب التي
تظهر والنيازك التي استطاعت الوصول الى سطح الارض. فجميعها جاءت من المدارات الموجودة في المنطقة
المجاورة لحزام الكويكبات. [6]
الغازات المنتشرة في مسار نيزك
اثناء دخول النيزك او الكويكب داخل الغلاف الجوي العلوي، ينشا باحتراق ذيل من الغازات المنتشرة
في مسار النيزك، حيث تنتشر الجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي العلوي عند مرور الشهاب. ومثل
هذه الغازات من الممكن ان تستمر لمدة 54 دقيقة في كل مرة تظهر فيها. وجدير
بالذكر، ان هناك العديد من النيازك التي تماثل في حجمها حجم حبيبات الرمل الصغيرة تدخل
الى الغلاف الجوي بشكل دائم، وبالتحديد كل بضعة دقائق في منطقة محددة.[المرجو التوضيح]ومن ثم فان ذيول الغازات تتواجد تقريبا في الغلاف الجوي العلوي بشكل دائم. وعندما تصطدم
الموجات اللاسلكية بهذه الغازات، فانها تعرف في هذه الحالة باسم Meteor Burst Communication (MBC) عمليات
الاتصال المعتمدة على اشارات لاسلكية يتم تشتيتها او عكسها باستخدام ذيول من الغازات المشتتة والتي
تحدث بفعل مرور شهاب. وعمليات الاتصال هذه عبارة عن شكل خاص من التشتت الذي يمكن
استغلاله بنجاح في عمليات الاتصال اللاسلكية فوق مسارات تمتد حتى 15000 او 2000 كم.
وجدير بالذكر ان رادار الشهب من الممكن ان يقيس كثافة الغلاف الجوي والرياح عن طريق
قياس نسبة الانحلال و ازاحة دوبلر للغازات المنتشرة او المتشردة بسبب مرور شهاب.
الاصوات المصاحبة لحدوث النيازك والشهب
العديد من الاشخاص يتداولون على مر السنين ان هناك اصواتا يتم سماعها عندما تظهر الشهب
المتوهجة في السماء. وقد يبدو ذلك مستحيلا، عندما نضع في الاعتبار السرعة البطيئة نسبيا للصوت.
فاي صوت ناجم عن احد الشهب الموجودة في الغلاف الجوي العلوي مثل صوت الطائرة وهي
تخترق حاجز الصوت، لا يمكن ان يسمع حتى يمر عدد كبير من الثواني بعد ان
يختفي الشهاب من السماء. وعلى الرغم من ذلك، هناك حالات معينة مثل ما حدث اثناء
وابل من شهب الاسد في عام 2001، حيث نقل الكثير من الناس انهم قد سمعوا
اصواتا مثل الطقطقة او الهسهسة او الحفيف [7] [8] وقد كانت هذه الاصوات تحدث في
الوقت نفسه الذي كان يتوهج فيه الشهاب. ولقد نقل ايضا انه كان يتم سماع اصوات
متشابهة اثناء العروض المكثفة للشفق (اكثر الاضواء العديدة الصادرة من الطبقات العليا لجو الارض شدة).
هناك العديد من الباحثين الذين يعتقدون ان هذه الاصوات متخيلة وليست حقيقية – اي ان
هذه المؤثرات الصوتية يضيفها العقل اثناء رؤية الضوء. ومع ذلك، فان تردد هذه الاقاويل بشكل
مستمر دون وجود اي تناقض فيها سبب الحيرة لبعض الباحثين الاخرين. فالتسجيلات الصوتية التي تم
الحصول عليها تحت ظروف مشددة في منغوليا عام 1998 عن طريق فريق عمل قاده “سلافين
جاراج” وهو احد علماء الفيزياء في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا فيلوزان، تدعم الراي القائل بان
هذه الاصوات حقيقية. ولكن السؤال الذي ظل يمثل بعض الغموض هو كيف تنشا هذه الاصوات
اذا كانت بالفعل حقيقية؟ افترض الباحثون ان ذيول الغازات التي تتحرك باضطراب والتي تحدث بسبب
مرور الشهاب تتفاعل مع المجال المغناطيسي للارض، الامر الذي ينشا عنه نبضات من الموجات اللاسلكية.
وعندما تتلاشى هذه الغازات، تنطلق العديد من وحدات الميجاوات من الطاقة الكهرومغناطيسية، هذا بجانب الزيادة
الهائلة في طيف التردد الخاص بالترددات السمعية. ان الذبذبات المادية الناجمة عن النبضات الكهرومغناطيسية يتم
سماعها اذا كانت قوية بشكل يكفي لجعل الحشائش والنباتات واطارات النظارات وغيرها من الوسائل المعدنية
تهتز. [9] [10][11].[12]وهذه النظرية المقترحة على الرغم من انها قد تكون مقبولة من ناحية العمل
في المعمل، الا انها تظل غير مدعمة بالقياسات الملائمة في هذا المجال.
تدمير سفن الفضاء
- انظر ايضا: Micrometeoroid – Effect on spacecraft operations
حتى الشهب ضئيلة الحجم من الممكن ان تتدمر في السفن الفضائية. فلقد رصد تلسكوب هابل
الفضائي ما يقرب من 572 فوهة صغيرة ومناطق مليئة بالشظايا. [13]
الشهب ونشاة الحياة
ان الشهب والنيازك التي سقطت على المحيطات البدائية من الممكن ان تكون قد ساهمت في
تكوين مركبات الكربون التي مثلت اللبنة الاولي في بداية الحياة.[14]
اشهر النيازك التي وصلت الى سطح الارض
جزء من نيزك بيكسيكل بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي
.نيزك بيكسكيل1992—Peekskill, New York، تم تصوير فيلم له في 9 من اكتوبر 1992 من قبل 16 شخصا على
الاقل من مصوري الفيديو الذي يعملون لحسابهم الخاص.[15]
الاخبار التي نقلها شهود العيان توضح ان دخول الكرة النارية للحجر النيزكي بيكسكيل قد بدا
من غرب فيرجينيا في الساعة 23:48 بتوقيت جرينتش العالمي (± دقيقة واحدة). فلقد كانت الكرة
النارية التي تتحرك في احد الاتجاهات الشمالية الشرقية تتميز بلونها الاخضر الناطق، كما ان درجة
سطوعها قد وصلت الى اعلى درجاتها وهي 13-. وفي اثناء الوقت الذي استغرقته رحلة الضوء
والتي تجاوزت 40 ثانية، استطاعت الكرة النارية ان تقطع طريقا ارضيا وصلت مساحته من 700
الى 800 كيلومتر.[16]
ان الحجر النيزكي الذي تم استعادته في بيكسيكل في نيويورك (والذي ينتسب في الاسم الى
المكان الذي سقط فيه) (عند 41.28 deg.N, 81.92 deg. W) قد بلغت كتلته 12.4 كيلوجرام
(27 رطل)، وقد تم تعريفه باسم الحجر النيزكي البريشي (اي الحجر المتكسر والذي يحتفظ بنوعه
الاصلي بمعنى انه يقاوم الاصطدام دون امتزاج او اختلاط باي نوع اخر من الصخور يغير
من تركيبه الكيمائي الاصلي) بدرجة H6. “[17], لقد اوضح تسجيل الفيديو ان الحجر النيزكي بيكسكيل
من الممكن ان يكون معه العديد من الاحجار النيزكية الاخرى التي كانت تصاحبه في رحلته
فوق نطاق واسع من الارض خاصة في المنطقة الواقعة بالقرب من بيكسكيل.
اهتمام ناسا
في عام 1990 فرر الكونجرس الامريكي بتوكيل ناسا بتتبع مستمر للنيازك والكويكبات التي تقترب من
الارض وقد تضرها. ويقوم خبراء ناسا بتتبع تلك الاجرام من ثلاثة مراصد في ماوي تاكسون،
وسوكورو نيومكسيكو. كما يتتبعها مرضد فضائي وايز WISE الذي يقيس الاشعة تحت الحمراء ، واستطاع
حتى الان تحديد 150 منها تقترب من الارض. كما تقوم بعض الدول الاخرى بنشاطات في
هذا المجال، كما يشارك فيه كثير من الهواة، الا ان ناسا هي المنظمة الرئيسية في
هذا المضمار.
يعتبر نيزك او كويك قريب من الارض اذا كان مروره بنا على بعد 3 و1
وحدة فلكية (اي 200 مليون كيلومتر من الارض)، كما يعتبر اقترابا خطيرا اذا كان اقترابه
من الارض نحو 05 و0 وحدة فلكية (48 و7 مليون كيلومتر) ويبلغ حجمه نحو 100
متر على الاقل.
كما يلعب تركيب النيزك او الكويكب دورا هاما. فمعظم تلك الاجرام من السيليكا وتكون مسامية
هشة، تتفتت وتحترق وتتلاشى بمجرد ملاقاتها جو الارض. من هذا النوع كان نبزك تونغوسكا الذي
سقط فوق سيبيريا. اما النيازك المعدنية فيندر وجودها وهي تتحمل اصتدامها بالجو تصل غلاى سطح
الارض. احد تلك النيازك المعدنية كان بحجم 50 متر من الحديد والنيكل سقط في منطقة
“فينسلو”، اريزونا، بامريكا الشمالية قبل نحو 50.000 سنة واحدث فيها فجوة هائلة يبلغ قطرها 1200
متر وعمق 170 متر واحدث دمار كبير في تلك المنطقة. يزور تلك الفجوة سياح كثيرون
من جميع انحاء العالم.
في نفس الوقت تهتم ناسا بدراسة تقنيات يمكن بها تفادي مصائب تلك النيازك والكويكبات، الا
انها لا زالت في اول الطريق. من ضمن تقنيات ناسا محاولاتها في ارسال مركبات فضائية
لزيارة كويكب فيستا من 2024 الى 2024، ثم تنتقل كويكب سيريس لدراسته وسوف تصله في
عام 2024. كما ارسلت ناسا المركبة الفضائية “نير شوميكار ” NEAR Schoemaker التي هبطت على
الكويكب ايروس في عام 2001. وفي عام 2005 ارسلت ناسا المركبة الفضائية ديب امباكت التي
اسقطت على نيزك تمبل 1 شحنة مصمتة من النحاس تزن نحو 300 كيلوجرام، فاحدثت عليه
اصتداما جعل جزء منه يتبخر في الفضاء، وقامت المركبة الفضائية بتحليل مواد الغبار المتصاعدة منه
عن قرب، وذلك بغرض معرفة تركيبه الكيميائي ومدى صلابته او هشاشته. كل تلك الدراسات تزيد
من امكانيات تقنيات ناسا الفضائية وبصفة خاصة الدقة في الوصول الى امثال تلك الاجرام والمناورة
عليها. وقد تساعد تلك التطورات ناسا على تفادي ارتطام نيزك او كويكب بالارض اذا ثبت
انه سوف يشكل خطرا على سكان الارض، فيمكن لناسا حينئذ -اذا كان لها متسعا من
الوقت – ان ترسل مركبة فضاء اليه تعمل على انحراف خط سيره بحيث لا يرتطم
بالارض، فانحراف بسيط في الوقت المناسب تمنع اصتدامه بالارض. اما فكرة تدمير النيزك او الكويكب
في الفضاء فهذا ليس حلا اذ ان فتاته واجزاء منه ستصل حتما الى الارض وتلحق
بها اضرارا لا يستطيع احد تقدير شدتها.