ان الصدقات التى نبذلها على اختلاف صنوفها، من زكاة او هبة او نفقة او غير
ذلك، جليلة الخطر فى معاش الانسان ومعاده وعلى اساسها تضعف او تقوى صلة المسلم بدينه،
ولن يحرم المرء كبخله فى الحقوق وسوء ظنه بالله، ولن يسبق به كجوده وثقته فى
فضل الله .
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “صنائع المعروف تقى مصارع السوء،
وصدقة السر تطفىء غضب الرب، وصلة الرحم تزيد فى العمر” وفى حديث اخر ” حصنوا
اولادكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا امواج البلاء بالدعاء والتضرع ” .
وما من شىء اشق على الشيطان، وابطل لكيده، واقتل لوساوسه من اخراج الصدقات، ولذلك يقذف
فى النفوس الوهن حتى يثبطها عن البذل، ويعلقها بالحطام الفانى .
{الشيطان يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم } (البقرة:
268) .
والحق ان الكرم والجود والصدقة كل ذلك طريق السعادة وان السخاء سبب النماء وفى الحديث
الصحيح: ” ثلاثة اقسم عليهن .. ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد
مظلمة صبر عليها، الا زاده الله بها عزا، ولا فتح عبد باب مسالة الا فتح
الله عليه باب فقر ” ابن ماجه .
وفى حديث اخر: ” ما من يوم يصبح العباد فيه الا ملكان ينزلان فيقول احدهما
اللهم اعط منفقا خلفا، ويقول الاخر: اللهم اعط ممسكا تلفا ” مسلم .
