ان الطعام الصحي هو الطعام الذي يكون سببا في صحة الجسم وحيويته ونشاطه، وهو الذي
يعزز مقاومة الجسم للامراض، وليس العكس، والطعام الصحي يعين الانسان على العمل والعبادة، ولا يكون
الطعام صحيا الا اذا احتوى على مختلف العناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الانسان، وكانت كمية
الطعام مناسبة له.
والطعام الصحي مهم للانسان في مختلف مراحله العمرية، ففي مرحلة الطفولة يحتاج الطفل للغذاء الصحي
لكي ينمو بشكل صحيح وسليم، وفي مرحلة البلوغ يحتاج الانسان الغذاء الصحي المناسب له، وكذلك
في مرحلة الكبر والشيخوخة، فكبار السن يحتاجون لعناية خاصة في برنامجهم الغذائي حتى يتناسب مع
تقدمهم في السن، والتغيرات الصحية التي يتعرضون لها.
ان العناصر الغذائية التي يحتاجها الانسان تتوزع في مختلف انواع الاطعمة والاشربة، ويقسم الخبراء واخصائيو
التغذية هذه الانواع الى عدة مجموعات، مثل مجموعة الحبوب الغنية بالنشويات والطاقة والبروتينات وغيرها، كالقمح
والارز والشعير، ومجموعة الخضار والفواكه الغنية بالفيتامينات والاملاح والمعادن والحديد، ومجموعة الحليب ومشتقاته الذي يعتبر
مصدرا مهما للكالسيوم والفيتامينات، بالاضافة لمجموعات اللحوم والدهون والحلويات، وما تتضمنه من عناصر مغذية مختلفة.
ينبغي للانسان ان يراعي في طعامه عدة امور حتى يكون طعامه صحيا وذو فائدة له،
ومن ذلك ان يتناول الطعام الكافي الذي يوفر له الطاقة التي يحتاجها في نشاطه اليومي
من دون ان يسرف فيه؛ لان في الاسراف مضار كثيرة تصيب الجسم كالسمنة والتخمة والكسل،
وكذلك ان يحرص على التنويع في اصناف الاطعمة التي يتناولها؛ وذلك لانه من غير الممكن
ان يكون في صنف واحد من الطعام كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الانسان، وكذلك يجب
على الانسان ان يحرص على نظافة الطعام وخلوه من الجراثيم والمواد الضارة.
وقد يكون الطعام من حيث نوعيته وكميته صحيا للانسان، ولكن مع ذلك قد يسبب له
ضررا، وذلك اذا كان مصابا بمرض معين كالسكري، فمن المعروف انه يجب على مرضى السكري
ان يمتنعوا عن العديد من الاطعمة التي تضرهم. وكذلك قد يكون الطعام ضارا اذا تناوله
الانسان في اوقات غير مناسبة، فالعديد من الخبراء ينصحون بتجنب تناول وجبة العشاء قبل النوم
مباشرة، وينصحون بان يقوم الشخص بنشاط بدني معين بعد تناولها، ومن ثم يخلد للنوم؛ لان
النوم مباشرة بعد وجبة العشاء يؤدي للعديد من المشاكل في الهضم والمعدة، ومنهم ايضا من
يفضل ان يتجنب الانسان وجبة العشاء كليا.