.صحيح ان كثيرا من الازواج يشقون بتصرفات زوجاتهم، ويعانون غما وهما ونكدا، لكن الصحيح ايضا
ان كثيرا من الزوجات تعيسات بسبب معاملة ازواجهن لهن، والحقيقة ايضا ان كثيرا من الازواج
والزوجات سعداء، يعيشون في سعادة وهناء.
ومن “النكت” التي يرددها الازواج ان شيخ المسجد قال للمصلين يوما: “اللي زوجته تعباه يقوم
يقف، فقام الجميع سوى رجل، فقال له الشيخ: كل هؤلاء متعبون من زوجاتهم وانت وحدك
السعيد؟ فقال الرجل: اي سعادة يا عم الشيخ؟ دي ضرباني مكسرة رجلي موش قادر اقف”!!
ويردد بعضهم ان زوجا جلس امام زوجته وفي يده عقد الزواج، ينظر فيه كثيرا ويتفحصه
بدقة، فقالت له زوجته: لماذا تنظر في عقد الزواج يا حبيبي؟! فقال لها: ابحث عن
تاريخ انتهائه؟!! يبدو ان الماذون نسي ان يكتبه!!!
ويقول بعضهم: ان زوجة دميمة قالت لزوجها: عيد ميلادي غدا، فرد قائلا: ساقف ساعة حدادا
ان شاء الله على مصيبتي!!!
ويرددون ايضا: “ان احدى الزوجات قالت لزوجها: اتصدق انني كل يوم احلم بيوم زواجنا؟ فقال
لها: لسه الكوابيس دي بتجي لك؟”.
ومن هذه النكت ايضا ان احدى الحموات ارادت اختبار ازواج بناتها، فخرجت مع الاول الى
البحر، وتظاهرت انها تغرق، فنزل وراءها وانقذها، وفي اليوم التالي خرج من بيته فوجد “سيارة”
امامه كتب عليها “هدية من حماتك”. وفعلت الحماة الشيء نفسه مع زوج ابنتها الثاني فانقذها،
فاهدته سيارة مثلها، وفي اليوم الثالث فعلت ما فعلت مع زوج ابنتها الثالث، فتركها تغرق،
فوجد امام بيته “سيارة فخمة” كتب عليها “هدية من حماك”!
ان مثل هذه “النكت” انما هي تنفيس عما بداخل الازواج من مرارة وبؤس، لكنها لا
تعبر عن حياة جميع الازواج.
صحيح ان الانسان يميل الى الفكاهة، ومن حق كل انسان ان يروح عن نفسه او
ان ينفس عما بداخله، ولكن الاسلام علمنا ان للمزاح ادابا، من اهمها ان يكون صدقا،
وان يكون هادفا.
ولا يخفى علينا ما لهذه النكت من اثار سلبية على الشباب المقبلين على الزواج، فقد
يعزف هؤلاء عن الزواج، ويتطلعون الى ما يسمى ب”الحرية”، ويسعون الى فك هذا القيد كما
يحلو للبعض ان يسميه.
فالزواج فطرة الله في الانسان والحياة، وهو اية ومنة امتن الله بها على خلقه، وشرعها
وسيلة لاقامة الاسر والبيوت على اسس متينة، كي تستقر الحياة في مودة ويسكن كل من
الزوجين الى الاخر: ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم
مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون (21) (الروم).
لقد اقتضت حكمة الله تعالى ان تبدا الحياة الاجتماعية بالزواج بين ادم وحواء، فقال تعالى:
والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم ازواجا (فاطر).
فالزواج هو القانون الاجتماعي الذي اتفقت عليه جميع الرسالات السماوية.
قد ينظر الشبان والفتيات الى “العزوبية” على انها حرية، وقد يعزفون عن الزواج فيقضون شهواتهم
مع من شاؤوا ومتى ارادوا وفي الوقت الذي يرغبونه وبالطريقة التي يميلون اليها، وقد يتاثرون
في ذلك بثقافات وافدة يتبناها دعاة التفرنج او من يسمون انفسهم زورا وبهتانا “محررو المراة”.
لقد دعا قاسم امين وهو من لقب بمحرر المراة في احد كتبه الى ان يخرج
الرجل مع اية امراة في اي وقت والى اي مكان، فما كان من احد الدعاة
الحكماء الا ان ذهب اليه في ساعة متاخرة من الليل، وطرق بابه، فخرج له قاسم
امين، وساله: ماذا تريد؟ فقال الرجل: اريد زوجتك!!! فقال له: هل اصابك جنون؟ فقال الرجل:
من منا المجنون؟ الست انت الذي تدعو الى ذلك؟!!
قد ينظر الشباب الى الزواج على انه قيد يلجم صاحبه، فيتجهون الى التحلل منه، الا
انهم بعد زوال الثروة وطيش الشباب ووسوسة الشيطان يدركون العاقبة الوخيمة لهذا التحلل، ويتاكدون انه
الخطر الذي يفتك بكيان الفرد والمجتمع.
حسبنا ان ننظر الى اثار هذه الفكرة في مراحلها الاولى بروسيا، حيث سادت فكرة “شيوعية
النساء”، وبرزت الدعوة الى انه لا حاجة الى الزواج والاسرة، وانه ليس هناك حب حقيقي
روحي، وانما هو تعبير عن حياة جنسية مادية. وعندما انغمس الشباب والرجال والفتيات والنساء في
الحياة الجنسية دون قيد او شرط او ضابط، وشاعت الاباحية الجنسية بينهم… ادرك العقلاء والحكماء
والاطباء انهم متجهون نحو الهلاك لا محالة، وبرزت عظمة الاسلام وترقيته للمراة، وصيانته لها ولكرامتها
وعزتها، حيث حرم النظر اليها على انها مجرد انثى يقضي معها الرجل شهوته ولذته بالحرام
والدنس.
وهكذا تلتحم سنة الاسلام مع سنة الكون في هذه الفطرة وتلك الرابطة الزوجية المباركة، فالزواج
امر فطري، فطر عليه الانسان، وهذه الفطرة جاءت موافقة لسنة الحياة وفطرة الكون: سبحان الذي
خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون 36 (يس)، وصدق رسولنا
الكريم صلى الله عليه وسلم اذ يقول: “من احب سنتي فليستن بسنتي، وان من سنتي
النكاح” (الجامع الصغير)، وهو حديث صحيح.